عرض مشاركة واحدة
قديم 06-21-2019   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 3 يوم (08:16 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11617
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



حاضر

مساءً..أحد مجمعات التسوق

انتهى عشاءهما و انطلقا من جديد لتسوقهما الاعتيادي،كُل واحدة تشتري ماينقصها..ويا ليت ما ينقص الروح يُشترى !

رفعت فستان ماروني طويل ليس به أكمام يكشف عن الكتفين بطريقة أنيقة عاري الظهر تُغطيه قطعة من الدانتيل الراقي،أعجبها،بسيط ويُناسب ذوقها،لكن أين تلبسه ؟!
ضحكت بخفة وهي تقول..

،:عجبني الفستان بس للأسف مافي مناسبة عشان اشتريه
ردت بصوتها الناعم دائماً،:عادي مو لازم مناسبة اشتريه في المستقبل بتحتاجينه
هزت رأسها بالرفض،:لااا ما استحمل اشوفه عندي و ما البسه
بمزاح قالت،:البسيه لنفسش عادي مافيها شي
ضحكت وهي تنظر للسعر،:ادفع هالمبلغ عشان بس البسه لنفسي !
،:و لعمتي بعد
،:اييي عشان تتأكد أمي من جنون بنتها،اقعد لها بفستان حفلة بدون سبب "وهي تتذكر" الا على طاري الحفلة..شنو قال لش يوسف البارحة؟
عقدت حاجبيها وتساءلت وهي تَدَّعِي عدم الفهم،:ما فهمت؟ شنو قال لي؟
استدارت لها بكامل جسدها وهي تخفض صوتها و إبتسامة خفيفة على شفتيها،:يعني اقصد ما علق على شكلش..كنتِ ما شاء الله تجننين
إبتسامة حسرة تكونت على شفتيها حاولت بجهد ان لا تنتبه لها ملاك،:لا ما قال..تعرفينه اخوش ما عنده هالسوالف
تأفأفت،:ولا بيتغير هاليوسف..ما يعرف يقول كلمة حلوة حتى لش انتِ زوجته !
حاوت أن تضحك بمرح،:عادي تعودت عليه،لو بيقول مثل هالكلام بانصدم
ابتسمت لها بصدق، وعيناها تنظر لها بحب:الحمد لله انش كنتِ من نصيبه..ما اتوقع ان وحده غيرش ممكن تتحمل يوسف وغرابته

اختفت ضحكتها المصطنعة،و كلمتها أثارت شيء في داخلها..

غريب عنها وهي عنه غريبة..لم يلتقيان إلى الآن،لا زالا عالقان وسط زُحَام الغَيّبَة،ضائعان حيث لا مرآة تعكس دواخلهما..
الغربة بينهما ترتفع كأسوار تحيط بهما حَدَّ حَجب نور الشمس عنهما،لم تستيقظ مدينتهما فسباتها دائم في جحرٍ تختبئ عن صعيق شتاءهما الأزلي..لم تنتهِ رحلتها الإستكشافية بعد..شدت الرحال وحيدة تبحث عنه..تبحث عن الإنسان داخله،تبحث عن شيء آخر غير اسمه وعمره و عائلته...تبحث عن رَجُل لم تكن أنثاه قطّ
تُزَعزِع رحلتها رياح ساخنة ينفثها هو،يجعلها تتعثر بنظراته فتسقط لتحاوطها رمال تُمَهّد لقبرها المحفور بيديه،قبر موحش اختار لها ان تسكُنَه،أن تختنق فيه حيث لا هواء،فقط برد موجع ينخر عظامها الراجفة بضياع..
هي ضائعة فيه..في غُربته هي غريبة !

،:حــور !

تنهدت..لا وقت لهذا يا حور..لا المكان و الوقت مناسب،لا تثيري استغراب ملاك،تناسي ذاك الغريب..تجاهلي اسمه و تجاهلي كل ما يتعلق به،عيشي و لو للحظة بعيداً عن فوضاه !

نطقت بابتسامة واسعة زينت شفتيها ولم تصل لعينيها،:هــا شنو قلتين،بتشترين الفستان ؟

،

فتحت الباب بمفتاحها وهي تحاول حمل الاكياس دون أن تسقط،لقد استنفذت كل طاقتها في التسوق،غرقت بين أكوام الملابس المعلقة بأناقة مُفرِطَة تدفعك إلى تَحَسُس قماشها و معرفة أي المناسبات خُيطت لها..

اشترت واشترت دون تفكير ودون قياس،تخيلت نفسها فقط ترتدي هذه الملابس،تخيلت شعرها ومساحيق التجميل الخفيفة في وجهها،حتى انها اشترت العطور الخاصة لكل قطعة،كعبها العالي الذي لا تستغني عنه الا للضرورة انتعلته في مخيلتها..

لكن…في كل المناسبات كانت وحيدة،لا يشاركها اللحظة غير أكياس المحلات الفارغة وأحمر الشفاه الضائع غطاءه،وعطرها الذي لا يزال يلتصق بعنقها لم يُستًنشَقَ بعد..

توجهت مُباشرة للأعلى حيث غرفة نومها...و غرفة نومه الإحتياطية،ابتسمت بسخرية وهي ترمي الأكياس على السرير،خلعت حجابها وعباءتها ورمتهما على الأكياس..زفرت وهي ترفع قميصها الشفاف لتتحرر منه لتبقى بالقميص الداخلي الخفيف الكاشف عن ظهرها وذراعيها.
.
رفعت يدها و بأطراف أصابعها أزالت ربطة شعرها و تناثرت خصلاتها كريش جناحين طيّر تُرفرف على كتفها ساترة ظهرها،خصلاتها الفاتحة عانقت بدر وجهها الخالي من المساحيق..ملامحها مُستقِرَّة لا تُبعثرها فوضى،جلست على السرير وهي تتناول حقيبتها من على الأرض و أخرجت هاتفها،نظرت للساعة وأغلقته ثم رمته و الملل بدأ يأخذ حَيّزاً من وجهها..بانت تجاعيد خفيفة على جبينها كجرس إنذار يُحَذّر من تَخَلُّخل إستقراره القصير..

رفعت ركبتيها و ذقنها استقر فوقهما وبذراعيها أحاطت رجليها..أغمضت عينيها بهدوء كان أقرب للبرود،سكون الغرفة أبعدها عن واقعها،أغمضتهما وعقلها اختار السواد نفسه،و كأنه ارتفع مُحلقاً بعيداً عن جمجمتها،شعرت بخفة في رأسها الذي مال جانباً..و نفسها الثقيل انتظم..غفت بعد ان استشعر قلبها السكينة تُحيط به،أرسل عقلها إشاراته إلى أعصابها أن استرخي،اغتنمي الفرصة و حلقي بعيداً عن الاشتداد الذي جَرَّكِ الى فُوَّهة الشلل..

كفيها تباعدا قليلاً عن تشابكهما وذراعيها خففا من احتضانهما لرجليها المتنملتين من طريقة نومها الخاطئة.. داعبت أنفها رائـحة قوية يُخالطها نسيم بارد يحمل قسوة أصلُها رُكام ماضٍ مُشَوّش..

أصدرت صوّت يدل على ضيقها من حركة مُزعجة تقترب منها..اقتربت الرائحة أكثر حتى دخلت حلقها..عقدت حاجبيها بإنزعاج وسُعال خفيف قطع سكونها..أرادت أن تُحرك قدميها لتبتعد لكن عدم شعورها بهما جعلها تفقد توازنها وعقلها الباطن أوهمها أنها ستقسط من علوّ..شهقت بخوف وذراعيها تحركتا باضطراب تبحثان عن شيء تمسك به،اصطدم كفها الأيمن بقطعة قماش وبكل قوتها أمسكت بها وهي تسحبها دون دراية بماهيتها..سقطت على جنبها الأيمن و هي تفتح عينيها بفزع..

تنفست بلهاث و جسدها تزوره رجفة خفيفة تضامنت مع دقاتها السريعة..أخرجت زفيرها وهي تغمض عينيها براحة للحظات وفي سرها تشكر الله أنها لم تسقط حقيقة..عادت وفتحت عينيها و هي تشعر بالدم يسري في عروقها بعد أن جَفَّ خوفاً لدقيقة..استيقظت حواسها أكثر و ألم بسيط في معصمها نبهها للذي تمسك به..التفت بهدوء وعينيها على يدها،ارتفعت بخفة للأعلى..ازدردت ريقها وعدستها انعكس فيها صورة عُنق رجولي تنتشر أعلاه شعيرات قصيرة...استنشقت الهواء بصعوبة وهي تشعر بذرات الأكسجين تتكسر بحدة في صدرها،فتحت قبضتها تاركة قطعة القماش التي لم تكن سوى قميصه الأسود،ابتعدت يدها للخلف واستقرت باختباء في صدرها..أدارت وجهها و انكماش أغشى ملامحها بعد أن أفرزت مسامها زخات الإسترخاء على شكل عَرَق مُرتبك..

هَمست،:روح عني

شهقة حادة شَقّت طريقها من صدرها حتى خرجت من فمها وهي ترى ذراعيه تحيطان بجسدها..تحركت بمحاولة أن تتملص من بين يديه وحريق قُبّلاته على وجهها ألهبها،ارتعش صوتها و نفسها خرج متقطعاً،أمطرت عينيها وهي تحرك وجهها بتعب يمينا شمالاً و لسانها الثقيل يحاول أن ينطق بكلماته..

،: يــ ـ وسـ ـف الله يـ ـخليـ ـ ــ ـك اتركنـ ـ ـي .. الله يخـلـ ـ

ماتت كلماتها من طعنة شهقة موجعة..أنفاسه الحارة اختلطت بأنفاسها اللاهثة..داخلها يركض محاولاً الفرار من قَيّد ذراعيه اللتان كسوط تَحُطّان على جسدها الطَريّ..قُبّلاته كذرات ملح تنتثر على جروحها،شفتيه تطبعان قُبلات متفرقة على وجهها كختم يُوَثِق ملكيته لها..اشتد وثاق ذراعيه و جسدها اعتصر بين أضلاعه القوية،تَمَنّت لو أن يشعر برنين قلبها ويعتقها،لكنه واصل وجبينه يلتصق بجبينها..أغمضت عينيها وصمته ينقطع ليخرج صوته هامساً

،:حـور لا تحرميني منش..بس خمس دقايق،محتاج والله محتاج،شوي بـــس شوي يا حــور

نطقت باعتراض،:اتركني ما ابيـــ ـك مــ ـ

بترت كلماتها مجدداً،زادت دموعها بقهر،شهقاتها ترفض إفصاحها،كُلما ارادت أن تُعَبّر عن رفضها له وبغضها الكبير له تُعاندها وكسيف تقطع كلماتها..

ارتفعت كفيّه تحتضنان وجهها الغارق بالدموع،مال وجهه قليلا،داعب أنفها المحمرّ بأنفه وبرجاء همست شفتيه لشفتيها المرتعشتين..

،:ثواني بــس حـور طلبتش ثــواني

لم يترك لها مجال لتعارض وشفتيه بلهفة أكبحت لجام كلماتها..تجمدت في مكانها وشعرت للحظة بتوقف نبضها،تيبس فضيع أصاب أطرافها وشدّ مؤلم أحاط فقراتها من أسفل ظهرها إلى نهاية عنقها..كان بقبلته يسحب جزءاً آخر من روحها،يمتص رحيق صبرها،يستنزف طاقتها الهَشّة..

ابتعد بعد أن سيطر على أحاسيسها التي قبل دقائق ظنت أنها نجحت في سيطرتها عليها..نظرت له بتأنيب مُتعب..مال رأسها وكتفيها يرتفعان بقلة حيلة حتى لامسا أطراف أذنيها وجانب وجنتيها..

،:حــ ـرام عليـ ـ ــك

أنزلت رأسها و انفجرت تبكي بمرارة ولسانها يُردد "حرام عليك" "حرام الا تسويه فيني"
رفعت كفيها لوجهها تغطيه تُخفي بؤسها ودموعها وانشطار روحها الواضح في عينيها الغائرتين..

أما هو فاقترب منها وبكفيه أمسك رأسها قَرَّبَه من صدره وهي لم تحاول ان تعارضه،فطاقتها كُلها انهاها مع قبلته..لا تريد قربه ولا تريد أن تلتصق رائحتها الرجولية بها..ضعيفة هي امامه ويا للأسف لا حيلة لها..كطير مكسور الجناحين تبكي في حضنه ورأسها مرمي فوق قلبه،تبكي منه وبين يديه..داخلها يصرخ اتركني وجسدها مناقضاً يتلوّى بِوّجَع وسط حضنه..

تنهيدة طويلة،حائـرة خرجت من صدره ولثقلها لم ترتفع وعادت لتسكن صدره من جديد،فلا خلاص من الوجع...أنزل رأسه لرأسها..طبع قُبّلة عميقة عليه وبصدق خالص همس..

،:سامحيـــني يا حــور

حَرَّرَهَا من بؤرة عذابه..أنزل جسدها على السرير وترك رأسها فوق وسادتها الصديقة،المحتفظة بأرشيف من دموعٍ وعبرات مخنوقة..

هي ما إن ابعدها عنه تكومت على نفسها وذراعيها احتضنتا جسدها كجنين،أغمضت عينيها بقوة و الإرهاق أخذ مأخذه منها،صوتها انسلخ من شهقاتها الحادة،أخرجت النفس بأنين طويـل دُفن بين طيّات وسادتها..شعرت بثقله يترك السرير،لم تفتح عينيها وهي تسمع صوت خطواته السريعة.. ثوانٍ وصوت إنغلاق الباب يصلها،عضت على شفتها السفلى وانقلبت على بطنها لتبدأ نوبة بكاء أخرى..تجددت الدموع و استعادت الشهقات عملها،أغشى واقعها حزنها المرير،و الشعور تطاير ببعثرة..لم يبقى سوى البكاء..أنيس ليلها و حكايتها ماقبل نومها !

،,

تنظر لظهره بسرحان..وعقلها يسترجع ما حدث ظُهراً،توقعت منه حديثاً مربك و أسئلة استفسار سيوجهها لها،لكن و كأن شيئاً لم يقع، و كأن ماحدث كان طبيعياً لا يثير تساؤل رجل يرى أنثاه في أول ليلة لهما عارية من فستان أبيض والدموع كحل عينيها..

تنهدت بخفة و عيناها ملتصقة بظهره،محظوظ هو،استطاع أن ينام مجرد ان وضع رأسه على الوسادة..وهي ساعتان مستلقية ولم تنم،الساعة تجاوزت الواحدة و هي لا زالت عالقة بين ساعات الظهر..

،

كانت قد استيظت في تمام الواحدة و النصف،بعد جهد استطاعت أن تنام بتقطيبة جبينها و عقدة حاجبيها..
استَحَمّت وغيّرت ملابس البارحة المشؤومة وهي كارهة لقميصها الأبيض وبنطالها الأزرق..ارتدت فستان بيتي قصير يصل إلى أسفل ركبتيها مباشرة،أصفر ذو أكمام قصيرة و منفوخة،يضيق حتى أسفل الصدر ثم يتوسع إلى نصف ساقيها النحيلين ،لونه أضفى على بشرتها رَوّنَق خاص..رفعت شعرها ذيل حصان و لم تلتفت لمساحيق التجميل المرتبة بعناية على تسريحتها..

صلت فرضها وهي تستغفر لتأخيرها،ثم رحت تتجول في الغرفة..غرفة الملابس ودورة المياه،لم يكن لها أي تدخل في الأثاث ولون الجدران ولا أي شيء آخر..و كأنها ضيفة على هذا المنزل،شيء في أعماقها يقنعها أن بقائها هنا لن يطول..خاصة بعد ما حدث البارحة !

هاتفت والدتها و اطمأنت عليها،و انكسر قلبها لرفض والدها الحديث معها..يجب أن تطلب السماح منه،دموع عينيه كانت السبب الأكبر في درأ النوم عنها...تعلم أنها مخطئة في طلبها و لكنها لم تشأ أن تُزف و الإنكسار على وجهها،لم تشأ أن يُشمت بها..فهي لم تنسَ ضحكات التَشَمُّت قبل سنوات..لا تريد أن ترى فرحة الانتصار على وجوه أعداءها..وهي لا تملك القدرة على أن تتصنع الفرح أمامهن..

وهي غارقة وسط أفكارها،سمعت صوت طرق الباب..

التفت بقوة له،ازدردت ريقها بارتباك..بالتأكيد هو،لا أحد غيره..سمعت صوت الطرق من جديد..وقفت بتردد،ماذا تقول له عندما يسألها...كيف ستواجهه..لا تعرف لا تعرف !

أَنّهَرَت نفسها و وبختها على ترددها..هذا ليس من طبعها..ستعرف كيف تجيبه ولن تسمح له أن يتمادى في أسئلته،ليس من حقه أن يعرف شيء..

توجهت للباب و رأسها مرفوع بثقة،تريد أن تمحي صورة الإنكسار التي كانت عليها البارحة..سمعت طرقته،وضعت يدها على المقبض وفتحت الباب وجسدها يتراجع للخلف مع انفتاحه..رأته يدخل وظهره لها..سمعت تساؤله

،:حنيـن انتِ وين ؟
همست بهدوء واثق،:اهنـي حنيـن

دَقَّ قلبها واضطرب،و ببراعة فصلت داخلها عن خارجها..و لكنها لم تتجرأ لترفع عينيها إليه..فهي مع ذلك أنثى و من طبعها الخجل،و لا تستطيع أن تخرج عن هذه الفطرة..

همست مرة أخرى،:بغيـت شي ؟!

نطقت بسؤالها وشعرت بخطواته تقترب منها،زادت من قبضتها للباب..وقف أمامها على بعد خطوتان،انتبهت ليده ترتفع أمامها،أغمضت عينيها بخوف وهي تدير وجهها ولم ترى الإبتسامة التي ظهرت على شفتيه..تنفست بهدوء وهي تشعر بيده فوق رأسها..فتحت عينيها ببطئ..كانت شفتيه أمامها تهمس بكلمات تَبَيّنَ لها أنها دعاء،أنزل يده بعد أن انتهى..

،:ممكن تتوضين عشان نصلي ركعتين
تنحنحت قبل أن تُجيب،:احـم،متوضية
هز رأسه وهو يستدير متقدماً عنها ويهمس،:تمام

بعد ان انتهت صلاتهما..ظلت بثوب الصلاة جالسة تعبث بأصابعها..هو قد جلس على السرير بصمت وَتّرها..سمعت اسمها على لسانه..

،:حنـين

تحفزت لأي هجوم منه وهي تجيب ببرود،:نـعم
،:مشتري غذا..خلينا نتغذا انتي من البارحة مو ماكلة شي
رفعت عينيها له و نظرة التعجب واضحة فيهما..ابتسم لها وهي أنزلتهما بسرعة.. وقفت تخلع الثوب تنشغل به وهي ترد بكلمة واحدة
،:اوكـي

وقف واقترب من مكان وقوفها،لم تلتفت له وهو تساءل،:تبين نروح بيت اهلش المغرب؟
منزل أهلها..يعني أن تقابل والدها..لا لا تستطيع..لم تخطط كيف ستواجهه وماذا ستقول له..بسرعة قالت
،:لاا لا مو اليوم..خلها لباجر احسن
،:مثل ماتبين..انتظرش برا

و تجاوزها خارجاً..جلست هي بتعب على السرير..رفعت يد لجبينها،ضغطت بأصابعها..طوال مشاركته الغرفة لها كانت تنتظر منه هجوم واعتراض واسئلة على ماحدث البارحة..كرهت انتظارها لردة فعله..غير معقول التجاهل الذي يمارسه..و بطريقة ما أثار قهرها !
و عكس توقعاتها لم يفتح الموضوع معها على الغذاء..و الى ان انتهى اليوم !


،

انتبهت من غفلتها عندما انقلب على يساره ليقابلها وجهه..و لتتفادى تأمل وجهه القريب انقلبت هي أيضاً..رفعت الغطاء أكثر ولم يعد يبان سوى رأسها..أغمضت عينيها و شفتيها تحركتا تنطقان بأذكارها..تجاهلت أنفاسه العابرة من الخلف..وتناست أن جسده بحرارته الطبيعية لا يفصله عنها إلا سانتيمترات قليلة..و كالعادة نجحت،و غفت عيناها غير آبهة بالذي يُسمى زوجها..فإن كان هناك رجل يشغل عقلها..فهو بلا شك والدها !


 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس