وجع الخيول إذا حنت إلى خضر المراعي
عتب الطيور على الشتا
قلب تنسّم حتفه
فمضى يطوف في البقاع
من ذا ابتلاني؟!
من هشم الفجر المكابر في دمي
من بدّد الترحال في عين الشّراع؟!
عتب الخيول على المكان
يفّر رحبه عن مداها
فتغازل الرحب المسافر في هواها
ويظل يقتلها الحنين إلى الصهيل
فيفر صوتها في سماها..
وجعي، يا وجع الخيول في المسا
عتبي، ويا عتب الطيور في الشتا
تاهت خُطاي
ضاعت خيوط الضوء من عيني
ومن عيني سماي
رحب المكان
والضيق يربض في دمي
هل من مكان يحتويني
هل من زمان كي يعاودني الرحيل؟!
هل نجمة تكفي لوأد اليأس
في الليل الطويل؟!
هل زهرة تكفي لنقول غازلنا الربيع؟!
هل خطوة ويفر الآس من سجن الصقيع؟!
هل قطرة معصوبة العينين شافية
ليبوح ورد بسهاد ليلته الأخيرة؟!
هل تستفيق غزالة موجوعة
لهبوب ريح في الظهيرة؟!
من للخيول بأن يعيد صهيلها
والمرج صار بحجم لؤلؤة
والأقحوان سبته أصوات المراكب
فمضى يعرج في الجزيرة؟
من للطيور بأن يميت رحيلها
والزّان كالصفصاف متشح رماده
والحوْر مثلي
ليس يشبع من سهاده
لا قطرة الغيث شافية
كي يورق الزيتون
وتبوح قبّرة بحديث وحدتها
لا فسحة المرج كافية
ليطير مهر في زمان الله
وتعود قرطبة كما قد عشتها
قمرا يعرّش في سماه
وتؤوب للأنهار أعراس السفائن
وتزفّ نورسة
لغناء نوتّي رماه اليمّ
فأبحر في هواه
آه.. رماك الليل يا قلبي
ويا ويح الجوانح منك آه
للخيل إن عزّ الصهيل مسافة
بين المواجع والشفاهْ
للطير إن عزّ النشيد مناحة
ملأى بعطر الريح
لي في القصائد نشوة
لا الليل واجدها في سرّه
لا البحر واجدها في سحره
لا راهب يلقاها في التسبيح
هاتوا جناحي كي تعود لي الطيور
سكرى بنشر الشيح
هاتوا وشاحي
لأدثر المرج المضرّج بالحنين
لأقول للخيل اتبعيني
لنا في المواطن نشوة
لنا في عيون الأهل مزّة قهوة
لنا في أعتابنا صخب الخطافْ
لنا في الشبابيك ملاذ إذ نخاف
ولنا في البحر نارنج وفل
ولنا في مهجة الأحباب أنداء وظل
ولنا في كف الكويت
إذ تضيق بنا الدروب
ولنا الجواب في اخضرار عيونها
مطر خصيبا إذ يتيه بنا السؤال
ولنا في قلبها نجم يشع على اليمين
وعلى رفيف النجم لألاء الهلال…


الياسمين