دقت الساعة الخامسة صباحًا، وبدأت الشمس تشرق شيئًا فشيئا وحل النور في السمـاء واستيقظت مريم لتستعد للذهاب إلى عملها فقامت تصلي، وتحضر لها الفطور، ثم تزيين نفسها ولبست أحلى الملابس، وركبت السيارة واستعدت للإنطلاق .... وصلت الجامعة وبدأت بعملهـا في الكافتيريا وتحديدًا في المقهى وأخذت الساعات تمر بسرعة دون أن تشعر بها حتى انتهت من عملها وجاء السائق وأرجعها إلى المنزل فرأت أختها مستيقظة وتستعد للذهاب إلى الصالة الرياضية فقالت : انتظري كم دقيقة سأتناول غدائي وأستريح قليلًا ثم كلانا يذهب إلى الصالة الرياضية نور : حسنًا لا بأس أنا انتهيت وسأنتظرك فاستعدت مريم وانطلقوا إلى الصالة الرياضية وكلتاهما يفكر بهدفٍ ما ... وعند الساعة الخامسة مساءً وبعد انتهاء يومهم ومجيء السائق ركبوا السيارة مريم منشغلة بهاتفها ونور تحاول أن تريح عضلات يديها فقد هُلكت فأغمضت عينيها لتأخذ قسطًا من الراحة .. بعد ثواني من الراحة .. كان السائق مسرع على شارع قريب من منزلنا كدنا نصل ولم ينتبه إلا بطفلة وطفل وأم يعبران الشارع أمامه عينه ولكن لم يكن بإمكانه أن يهدأ السـرعة لأنه أصبح أمامهم مباشرة .... و اندفعت السيااارة إلى الأماام بقووة وشعرنا باصطدام جسد تحت عجلات السيارة ورأت نور طفلة مرتدية عباءة سوداء تحلق في السماء من قوة الضربة وتتدفق منها الدماء، وجسد طفل مرمي على حافة الشارع، والسائق بدا على وجهه ملامح الخوف والفزع وأخذ ينظر إلينا بتوتر فقال : هل أنتم بخير ؟ ونحن لم نستطع الجواب مريم كانت مصدومة والصدمة كانت كبيرة عليها ف ظلت صامتة دون أن تنطق ونور انفجرت بالبكاء والصراخ مما رأت والسائق أبعد السيارة عن الشارع وركض إلى الخارج فبدأت السيارات المارة بأصوات الهرن وعندما استوعبوا ورأوا منظر الطفلة والطفل المنتشرين على الأرض خرج البعض منهم للإنقاذ، وبعضهم أخذوا بالدعاء لهم، والبعض الآخرين مصدوم وينظر فقط .. ونور بدأت تشهق من البكاء وأخذت لا إرادي تدعي لهم بصوت عالي وجسدها بدأ يرتجف خوفًا ومريم بقيت قوية وصامدة وتهدأ بنور فقالت : لا بأس يانور سيكونون بخير إن الله معهم لاتقلقي نور : ياااارب لايصيبهم مكروه ياررب أرجوك وبدأ الناس بالانتشار حول سيارتنا وحول الطفلة والطفل متسائلين ... لكن الحمدلله الأم لم يصبها مكروه، أو ربما تضررت بمكانٍ ما لكن خوفها على أطفالها أبعد شعورها بالألم فألم ما رأت أعظم أعظم . انتهت .. العبرة هي أنك لاتعلم مالذي ستراه في خلال دقيقة أو ثانية من يومك هذا ! .. فسبحان الله لم نتصور في هذا اليوم سيحصل معنا كل هذا..والله كان رؤوفًا بنا فلم يصبنا أي مكروه لكنه كتب لهذين الطفلين الشقاء قليلًا والتعلم لأن هذا الشارع لسيارات مسرعة وممنوع للناس العبور منه فكانت سيارتنا مسرعة وهم يعبرون الشارع ويركضون لعلهم سينجون ويصلون للرصيف لكن قضاء الله وقدره كان أقوى بأن يصيبهم هذا الاصطدام وخطأ الأم بأنها كانت تجاريهم وتعبر معهم والسيارات تعبر ذهابًا وإيابًا لا راد لقضاء الله .... والله إن صورتهم لاتغيب عن عقلي لكن ... ادعوا لهم بالشفاء والعافية لعلكم أقرب إلى الله مني بالدعاء .