02-04-2019
|
|
أبتِ الوِصالَ مَخافَة الرّقباءِ، ( صفي الدين الحلي )
- أبتِ الوِصالَ مَخافَة الرّقباءِ،
- وأتَتكَ تحتَ مَدارعِ الظّلماءِ
- أصفَتكَ مِن بَعدِ الصّدودِ مَودّة ً،
- وكذا الدواءُ يكونُ بعدَ الداءِ
- أحيَتْ بزَورَتِها النّفوسَ، وطالمَا
- ضَنّتْ بها، فقَضَتْ على الأحياءِ
- أتتْ بليلٍ، والنجومُ كأنها
- دُرَرٌ بباطِنِ خَيمَة زَرقاءِ
- أمستْ تعاطيني المدامَ، وبيننا
- عَتبٌ غَنِيتُ بهِ عنِ الصّهباءِ
- أبكي، وأشكو ما لَقيتُ، فتَلتَهي
- عن درّ ألفاظي بدرّ بكاءِ
- آبَتْ إلى جَسَدي لتَنظُرَ ما انتَهتْ
- من بعدها فيهِ يدُ البرحاءِ
- ألفَتْ بهِ وقعَ الصّفاحِ، فراعَها
- جزعاً، وما نظرتْ جراحَ حشائي
- أمصيبَة ً منّا بنَبلِ لِحاظِها
- ما أخطأتهُ أسنّة ُ الأعداءِ
- أعجبتِ مما قد رأيتِ، وفي الحشا
- أضعافُ ما عايَنتِ في الأعضاءِ
- أُمسِي، ولستُ بسالمٍ من طَعَنَة ٍ
القلب يميل لـ من يجتهد في احتضانـه
واستيعابـه ، واحتـواءه ، يميل لمن يصارع
العالـم لأجلـه ، من يشتاقه بلا سـبب
ويأتيـه بلا سـبب ، من يبقى بجواره للأبد
|