من يلجأ إلى الله يكرمه الله ويعطيه مالايتوقعه من الخير وحسن الحال
كان شاب فسادآ ومنحرفآ لايصلي ولايعرف طريق مساجد الله ذهب للهو وتجمعوا عليه رفقاء السوء يتعاطى معهم المخدرات والمسكرات لايعرف من الدنيا إلا هوى نفسه جعل الكذب طريقآ له في اعذاره لوالديه عندما يسألانه عن أسباب ضياع وظيفته وتدهور واضاعه وتردي أحواله لازم الكذب لهم بأنه يبحث عن وظيفه ومصدر رزق آخر كان يتنقل بين المدن يقتات على الطلبات والسلف حتى أضاع ماء وجهه وذهب حياءه أستمر على هذا حتى هيأ الله له بصديق أعانه على نفسه وناصحه وقال له أن أردت أن يتغير حالك أقرب من الله يقرب منك لأنك الآن بعيد عنه فابتعد عنك صل وداوم على الصلوات في المساجد الزم القران والدعاء والأذكار واجعل ظنك بالله كبيرآ وسترى قدرة الله وعجائبه أطرق بعجب لكلام صديقه وبكى وتندم قرر من لحظتها نسيان ماضيه والابتعاد عن أصدقاء السوء واتبع طريق الرشاد والهدى واطلق لحيته ورفع ثوبه وقصره داوم على الصلوات في المساجد في أوقاتها تحسن شكله ومظهره تراه تتوسم فيه الخير والصلاح أصبحت الدنيا ليست هي أكبر همه اتجه إلى الله واصل والداه وأصبح وثيق بهما يسألهما حاجتهما ويطلب منهما الدعاء والعفو والصفح عنه تسهلت أموره عمل في إحدى الشركات براتب معقول أعتمد على نفسه أحس بالراحة والقبول عند والديه والآخرين ترك التدخين واستبدل السيجارة بطاهر بدلا عنها مسواكه لايخرج من جيبه زانت الأمور معه حدثه يومآ والده وعرض عليه أن يزوجه ويكمل نصف دينه ليستقر ويكون أسرة طالما أصبح إنسان آخر لم يستوعب خبر هذه المفاجأه قال في نفسه الحمد لله هذا أول الغيث من الله بكى ليلتها وتوضأ وتوجه لله يشكره يصلي في الثلث الاخير ويدعي الله ويحمده على هذه العطايا والهبات لم يخطر على باله كل هذا يحدث له كأنه يحلم أو يقرأ إحدى روايات نجيب محفوظ أو إحسان عبدالقدوس اكمل والده وعده له وعقد له القران على إحدى بنات بعض الأسر الانقياء الأتقياء وتكفل له بكل تكاليف زواجه و تزوج فتاة تعمل براتب ممتاز احبته وتمسكت به وساعدته ووقفت إلى جانبه تبدل حاله وحصل على وظيفة أخرى بمرتب أفضل أصبح له بيت وزوجة ومستقبل في هذه الحياه صارت الأمور معه كما ينبغي وأكثر حمد الله واثنى عليه مرت الأيام والشهور وحاله مستقر واموره جميعها على مايرام يذهب لعمله ويعود لبيته تتلقفه يدي زوجته وتحضنه بالحب والحنان دون اي مقدمات راوده الشيطان وعاد مرة أخرى للتدخين وأصبح لايداوم على الصلوات كسابق عهده رجع لسيرته الأولى يكذب ويختلق الأعذار ويتعاطى المخدرات ويصرف أموال زوحته ورواتبها على هذا الخبث قد لايعلم بأن من اعطاه ذلك كله قادر على اعادته لسيرته الأولى لابيت ولازوجه ولامصدر رزق ويعود لشحاتته وطرق الأبواب والتسول ّ
ذات ليلة احتد النقاش بينه وبين زوجته بسبب كثرة صرفه للمال وضياع رواتبهما وتكاثر الدين عليهما زاد في كذبه وتبريره لها تعالت الأصوات وبلغ الصبر حده من زوجته فطلبت الطلاق والفراق ففعل لها ماطلبت في لحظة لوعادت لمافعل ترك المنزل وهام على وجهه يطرق أبواب الهلاك وذلة النفس بعد شهرين وضعت طليقته بمولدهما الأول عرف الخبر من والده بكى وندم على فعلته ولكن بعد فوات الأوان ضاعت وظيفته واضاع زوحته وولده
من يخون علاقته بربه هذه نهايته
اذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم دب اليأس في حياته وأصبح يقلب الأفكار ويتذكر أيام استقامته وبيته وزوجته وحب أهله وذويه له والاستقرار الذي كان ينعم به وراحة البال وبيته الصغير والسعادة التي كانت حوله والأشياء الجميله اجهش بالبكاء وعض اصابع الندم على حالته وما ألت إليه حياته من تشرد وضياع ذهب كل شي في غمضة عين اتصل على والده يبدي ندمه واسفه وعزمه على العوده لبيته وزوجته والبحث عن عمل عسى أن يكفر عن ما اغترف من ذنب وضياع يصارع مرارته في حياته أخبره والده بأن كل شي انتهى وعودته أصبحت متأخره فقد تزوجت زوجته برجل آخر وسافرت معه هي وطفلها خارج البلاد مرافقة لزوجها في بعثته الدراسيه ومواصلة دراستها العليا بمنحة دراسية أسوة بزوجها كان الخبر مميتآ ونزل عليه كالصاعقه التي انهت حياته صرخ صرخة في غير وعي وجثى على قدميه جثة هامدة لاحراك فيها ولاروح وانتهت قصة البعد عن الله باخر مسمار دقه القدر في نعش حياته بوفاته
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

حصري لقصايد ليل

رااامز