عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-20-2018
لوني المفضل #Cadetblue
 عضويتي » 28761
 جيت فيذا » Jan 2016
 آخر حضور » 01-20-2023 (12:16 AM)
آبدآعاتي » 38,577
الاعجابات المتلقاة » 17
الاعجابات المُرسلة » 27
 حاليآ في » سعودي وافتخر
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » بوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اتسوق
بيانات اضافيه [ + ]
s18 بمناسبة اليوم الوطني 88 للمملكة العربية السعودية الأمن ثروة ( كلمة للجميع ونعمة من الله يجب المحافظة على الأمن )




















اليوم الوطني 88 للمملكة العربية السعودية يوم فخر وعز يجتمع القادة والشعب ليحتفلون به










بمناسبة اليوم الوطني 88 للمملكة العربية السعودية الأمن ثروة ( كلمة للجميع ونعمة من الله يجب المحافظة على الأمن )

الأمن ثروة ( كلمة للجميع ونعمة من الله يجب المحافظة على الأمن )



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجدله ولياً مرشدا وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وبعد :
أخواني وأخواتي :-
إن مما يصلح القلوب ويزكي الأعمال ويوجب الحياء من الله سبحانه وتعالى ويثمر التوبة والإنابة تذكر نعم الله على العباد عامة ونعم الله على الفرد خاصة وقد أمر الله سبحانه وتعالى بتذكر النعم في كل وقت ليشكرها العباد فتدوم عليهم ويزدادوا من فضل ربهم قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} (3) سورة فاطر.

وأعظم النعم وأجلها بعد الإيمان العافية والأمن.
وقد امتن الله على الخلق بنعمة الأمن فذكرهم بهذه المنة ليشكروا الله عليها ، وليعبدوه في ظلالها قال تعالى : { أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (57) سورة القصص
والأمن ضد الخوف وهو طمأنينة القلب وراحته وهدوءه وسكينته
ويشمل الأمن على الدين فلا يخاف المسلم الفتنه على دينه يعبد الله ولا يشرك به شيئا لا يصدّ عن ذلك ، والأمن على عرضه فلا يخاف اعتداءً عليه ولا على دمه ، والأمن على ماله فلا يخاف ضياعه والأمن على حقوقه .

وفي ظل الأمن يزدهر التعليم وتتسع مجالاته وينمو الاقتصاد نمواً شاملاً سليماً ، ويطمئن الناس على دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم ومستقبل أولادهم وتتمكن معاني الأخوة وروح التعاون بينهم فتؤدى الحقوق ، ويسود العدل .
· الأمن ثروة الفرد والمجتمع :-
إن نعمة الأمن عظيمة ، بل هي من أجل النعم التي يتمناها الإنسان ويتطلع إليها فالأمن يعطي الاستقرار ويقوي الأمل الذي يدفع للجد والعمل ولا يعرف قدر هذه النعمة إلا من حرمها أو انتقصت منه بعض جوانبها .
وهي نعمة كبرى بل مطلب عظيم أنعم الله به على عبادة وامتنَّ به عليهم لشرفه وأهميته فقد بسط الأمن على مهوى أفئدة المسلمين وفضل بيته الحرام بأن جعله آمنا {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (125) سورة البقرة .
وامتنَّ على ثمود قوم صالح نحتهم بيوتهم من غير خوف ولا فزع فقال عنهم {وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ} (82) سورة الحجر.
وأنعم على سبأ وأغدق عليهم الآلاء المتتابعة وأسكنهم الديار الآمنة فقال جل وعلا{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ} (18)سورة سبأ .
وخاطب يوسف عليه السلام والده وأهله ممتناً بنعمة الله عليهم بدخولهم بلداً آمناً مستقراً تطمئن فيه نفوسهم{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ} (99) سورة يوسف .
ولأهمية هذه النعمة منَّ الله سبحانه وتعالى
على قريش هذا الأمن الذي عاشوا به زمناً طويلاً وازدهرت به تجارتهم في الشمال والجنوب قال الله تعالى {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} سورة قريش .
وفي الحديث قال r : "من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده ،عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا "رواه البخاري في الأدب المفرد
فالأمن على نفس الإنسان ،وعلى سلامة بدنه من العلل ، والأمن على الرزق ، هو الأمن الشامل أوجز الإحاطة به وتعريفه هذا الحديث الشريف ، وجعل تحقق هذا الأمن لدى الإنسان بمثابة ملك الدنيا بأسرها فأي نعمة عظيمه نتقلب فيها حفظها الله علينا ، فلا تستقيم الحياة بدون الأمن في الأوطان وإن كل ما يملكه الإنسان في دنياه لا يستطيع الانتفاع به إلا إذا كان آمنا على نفسه
· اهتمام الشريعة باستتباب الأمن :
لقد جمعت الشريعة الإسلامية المحاسن كلها وكفلت للمسلمين الحياة بأمن وأمان
ودعت إلى كل عمل يبعث على الأمن والاطمئنان بين صفوف المسلمين
فأمرت المسلم بإلقاء كلمة السلام والأمن و الرحمة والاطمئنان على إخوانه المسلمين وجعلتها تحيتهم إشارة منها لنشر الأمن بين الناس
وفي المقابل نهت عن كل فعل يبعث الخوف و الرعب في نفوس المسلمين حتى ولو كان أقل الخوف وأهونه قال الرسول r " لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح ، فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزغ في يده ، فيقع في حفرة من النار " متفق عليه .
بل وحرمت على المسلم الإشارة على أخيه المسلم بالسلاح ولو مازحاً قال النبي r " من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعها وإن كان أخاه لأبيه وأمه " رواه مسلم .
قال النووي – رحمه الله – " هذه مبالغة في إيضاح عموم النهي في ترويع أحد سواء من يتهم فيه ومن لا يتهم ، وسواء كان هذا هزلاً ولعباً أم لا ، لأن ترويع المسلم حرام بكل حال "
والإسلام عني أشد العناية باستتباب الأمن في مجتمعه فشرع الأوامر ، ونهى عن الفساد و الشرور وشرع الحدود و الزواجر الرادعة .
كما أنه حث على الأعمال التي من شأنها تعزيز الإخاء و التعاونبين الناس وحذر من الأعمال السلبية التي من شأنها تكريس الفرقة و التنازع قال تعالى : { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } (2) سورة المائدة .
والإسلام يأخذ على يد الظالم و المفسد و المعتدي على النفوس ، والأموال المعصومة بما يمنعه من ارتكاب الجرائم ، ويزجره عن البغي و العدوان ، لأن الإسلام دين العدل و الرحمة و الخير وما شرعت الحدود العادلة الحازمة في الإسلام على تنوعها إلا لتحقيق الأمن في المجتمعات .
· أمن المجتمع واجب الجميع :
الحاجة إلى الأمن الاجتماعي حاجة أساسية تهفو إليها الأفئدة ومصلحة وطنية حيوية تنشدها الدولة بأجهزتها ومؤسساتها وهو غاية سامية تسعى لتحقيقها منظمات المجتمع المدني كالجمعيات الخيرية والتعليمية والاجتماعية . فالكل يتطلع إلى المجتمع الآمن من الآفات التي تهدد بنيانه من التصدع وكيانه من الأخطار كالجهل ،والفقر ،والمخدرات والجرائم والانحراف السلوكي .
· كيف يتحقق الأمن في المجتمع ؟
الأمن الاجتماعي لا يأتي من خارج المجتمع وإنما يتحقق على يد أبنائه وجهودهم المتضافرة فهو مسئولية الجميع كلاً حسب موقعة ونوع وظيفته والأمن معنى شامل في حياة الناس لا يتوفر بمجرد ضمان أمنهم على حياتهم بل يحتاج الأمن على العقيدة والهوية الفكرية والثقافية وموارد الحياة المادية ، ولا يتحقق الأمن إلا بتضافر جهود جميع فئات المجتمع من أسرة ومؤسسات تعليمية ووسائل إعلام .
· دور الأسرة في تحقيق أمن المجتمع :
ويأتي إسهام الأسرة في تحقيق أمن المجتمع باعتبارها لبنة من لبنات المجتمع والتي إذا صلحت صلح المجتمع كله والعكس، فالأسرة عندما تكون قائمة على أسس متينة تؤثر تأثيرا فعالاً في ترسيخ أمن المجتمع ومن ثم استقرار الحياة الاجتماعية وازدهارها ،والأسرة هي خط الدفاع الأول عن أمن المجتمع ولا يتحقق دورها في غرس وتعميق الأمن في الناشئة إلا إذا كانت الأسرة محافظة على عقيدتها قولاً وعملاً منهجاً وسلوكاً وجعلت أولى أولوياتها
1/ التربية الإيمانية للناشئة بغرس العقيدة الصحيحة في النفوس وذلك عن طريق الاهتمام بتدريس القرآن الكريم والسنة النبوية ،وحفظ أجزاء منهما ليكِّون الناشئ لنفسه رصيداً عقدياً أساسياً في حياته فينعم بتحقيق الأمن النفسي
وإن تحقيق أمن المجتمع لا يتم إلا إذا تحقق الأمن داخل الإنسان نفسه فإذا حلت فيه السكينة والطمأنينة انعدم منه الاضطراب والقلق وجنح إلى الرفق والإحسان في تعامله مع الناس ولا يكون ذلك إلا بالإيمان بالله وتوثيق الصلة بما شرع
الله من عبادات قال تعالى ( {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (28) سورة الرعد .
و المقصود أن قلوب الناس لا تطمئن إلا بذكر الله وهو القرآن الذي يدخل الإيمان و اليقين إلى النفس ، ويدفع عنها الشكوك والأوهام وبذلك تتحقق لها الحياة الطيبة .
ولقد وصلت المجتمعات الغربية إلى قمة التكنولوجيا لكنها عجزت عن تحقيق الأمن في نفوس أفرادها وفي مجتمعاتها رغم أجهزتها المتقدمة ونظمها المتطورة ، وإمكاناتها الهائلة

لأن الأمن الحقيقي ينبع من داخل النفس ويفيض على المجتمع، فالنفوس القلقة لا يمكن أن تكوّن أسراً آمنة ، والأسرة القلقة لا يمكن أن تكوّن مجتمعاً آمناً .
والأسرة حين تقوم بدورها الإسلامي والتربوي في غرس العقيدة في نفوس الناشئة.إنما تملأ وقت فراغهم بكل نافع و مفيد وتبنى شخصياتهم بناء قويـاً محققه لحاجاتهم الدينية و النفسية .
2/ كما أن من مهام الأسرة التربية الخلقية للناشئة وغرس العادات الطيبة والأخلاق الفاضلة وأفضل طريقة لذلك القدوة الحسنة التي تتمثل في الوالدين والأخوة فالأخلاق هي لب الإسلام وجوهره والإسلام ما هو في حقيقته إلا دعوة إلى مكارم الأخلاق قال الرسول r "" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "" حديث صحيح .
و الفضائل الخلقية هي ثمرة من ثمرات الإيمان الراسخ فعندما ينشأ الطفل على الإيمان بالله ويتربى على الخشية منه و المراقبة له والاعتماد عليه فإن ذلك يمنعه عن قبائح الأخلاق ويدله على طيبها وإن من يتمتع بتلك الصفات من خشية و مراقبة لله ويتحلى بالأخلاق الفاضلة من صدق وأمانة وسواها لعنصر فعال له الدور الأعظم في الحفاظ على أمن مجتمعه .
والطفل الذي يتربى في أسرة يتمثل فيها الخلق الفاضل والضمير اليقظ لا يمكن أن ينحرف كلياً نحو بعض القيم الهابطة ولو تهدم جزء مما بنته تربيته الأسرية سرعان ما يفطن إلى ترميمه وإصلاحه.
3/ كما إن مهام الأسرة تلبية حاجات أفراد الأسرة وإشباعها، فإلى جانب تأمين حاجاتهم المادية فالأسرة مسئولة عن توفير الجو العاطفي الذي يكتنف الزوجين بالسكن النفسي و يحيط الأولاد بالرأفة و الرحمة و الحب و الرعاية الشاملة ، حتى لا يبحثوا عنها عند الآخرين فيكون بداية لانحرافهم و على الو الدين إظهار العطف على أبنائهم و الرفق بهم و الدعاء لهم و العدل بينهم لأن ذلك مما يحقق حاجاتهم إلى الأمن و الطمأنينة .
وقد عني الإسلام بتحقيق الأمن داخل الأسرة ذلك عن طريق تنظيم العلاقة بين الزوجين على أساس المودة و الرحمة و توضيح الحقوق و الواجبات بين الزوجين و الدعوة إلى العشرة الطيبة و تشريع حقوق الآباء والأبناء .
4/من مهام الأسرة المحافظة على الهوية الإسلامية للنشء :
إن تربية الهوية الإسلامية و تعميق الانتماء إلى الدين و الوطن أصبح متطلباً أساسياً نحتاج إليه خاصة بعد أن تكاثرت الفضائيات وغزت البيوت المسلمة وعلى الأسرة أن تؤدي دوراً أكثر فاعلية في تعزيز الهوية الإسلامية و تعميق الانتماء إلى العقيدة الإسلامية وربط الإسلام قولاً وعملاً وعبادةً وسلوكاً بالحياة الاجتماعية ، وتنمية الشعور لدى الناشئة بالمواطنة الصالحة و بالدور العظيم الذي يمكنهم أن يمارسوه للمحافظة على وطنهم وهويتهم الإسلامية.
والأسرة المسلمة تتعرض في هذا العصر إلى تحديات قوية تهدد أمنها ومن أهمها التحدي الإعلامي الذي يغزو البيوت بسهولة مع سرعة التأثير، وذلك بما يحمله من وسائل جذابة للمواد التي يعرضها وكثير منها غريب عن قيمنا وأخلاقنا يهدم الأخلاق و يبعد الدين من التأثير على سلوك الإنسان و علاقاته الاجتماعية ، فلا بد من جهود مكثفة في مقاومة هذا الزحف الإعلامي وذلك عن طريق نشر الوعي بمسؤولية الآباء و الأمهات اتجاه أبنائهم لتتوفر في البيت الأجواء المساعدة على التربية السليمة للأبناء و البنات و توجيه الاهتمام إلى .انتقاء إعلامي متميز يقدم المواد النافعة و يخلو من المنكرات .
دور المؤسسات التعليمية في تحقيق أمن المجتمع :
المؤسسات التعليمية هي أداة تربوية فعالة إذا أحسن توظيفها واستثمارها بالشكل المناسب لتقوم بدورها المكمل لدور الأسرة في تربية النشء تربية إسلامية متكاملة ، و للمؤسسات التعلـيمية دور كــبير في تعـزيز الأمن في المجتمـع وخاصة الأمن الــفكري للنـاشئة يـتلـخـص فيما يلي :
1. التركيز على ربط الناشئة بمبادئهم الإسلامية الصحيحة وعقيدتهم الإيمانية وهذا يتطلب تكثيف الدور التربوي والعناية بحسن اختيار المعلم المؤهل عقيدة وفكراً وسلوكاً وعلى المعلمين والمعلمات أن يعوا المهمة والدور العظيم الذي يضطلعون به في هذه الحقبة الخطرة وأن يشعروا بعظم مسئوليتهم تجاه الجيل الذي بين أيديهم .
2. تحصين الأجيال من تقبل ما يهدم هويتهم وتنمية قدراتهم على التمييز بين النافع والضار من الآراء والأفكار والأعمال .
3. تعزيز مبدأ الحوار حيث يكون هذا الحوار بين الناشئة وبين المسؤوليين في المؤسسات التعليمية ويشمل الاستماع إلى أرائهم ، ومنحهم الوقت الكافي لتفريغ مكنونات أنفسهم ومناقشتهم نقاشاً حيادياً تحترم فيه جميع الإطراف مع ضرورة تعليمهم وتدريبهم على ثقافة الحوار وآدابه الإسلامية .
4. تهيئة الفرص المناسبة للنشْ لتنمية مواهبهم وميولهم وأن تكون المؤسسات التعليمية مجتمعاً إسلاميا مشبعاً بسمات التعاطف والتراحم المتبادل والتعاون.
5. استثمار وقت الفراغ للناشئة فيما يعود عليهم بالفائدة كالمراكز الصيفية التي يتمكن فيها الطلاب من قضاء أوقات فراغهم وتسهم في بناء شخصياتهم ، وتكون متنفساً لطاقاتهم .
6. تقديم القدوة الحسنة في العملية التربوية إذ يتوجب على المؤسسات التعليمية أن تحقق القدوة الحسنة لطلابها من خلال شخصية كل معلم فيها ، وإن إعداد الناشئة وتحصينهم من المؤثرات الفكرية لا يكون كما ينبغي إلا من خلال ضرب القدوة الحسنة و المؤثرات في حياة الناشئة .
وإن الناشئ متى ما شعر بأهميته وقيمته من خلال العملية التعليمية ، وأنه موضع تقدير واحترام فإنه سيبادر للتعاون وتقبل التوجيهات والتحصينات التي تغرس فيه قيمة الأمن عامة والأمن الفكري خاصة ويقدر حرصها على سلامته .
· دور وسائل الإعلام في تحقيق الأمن :
إن لوسائل الإعلام دور هام وخطير قد يفوق دور الأسرة والمدرسة في التأثير على الناشئة سلباً وإيجابا وتعتبر وسائل الإعلام من أنجح الوسائل في التوجيه والإرشاد إذا أحسن استخدامها بقدر ما هي أخطر عوامل الهدم والتدمير للأفراد والجماعات إذا أسيء استغلالها

و المتأمل في أحوال الناشئة يرى أثر وسائل الإعلام واضحاً في سلوكهم وأخلاقهم ولذا كان لزاماً على المصلحين إيجاد البديل لتوجيه سلوك الناشئة الوجهة الإسلامية الصحيحة بالتعاون مع أجهزة الإعلام لملء الفراغ الديني والفكري والتربوي .

· ولوسائل الإعلام دور كبير في تحصين الأجيال وذلك من خلال ما يأتي :-
1. تثبيت المسلمين على عقيدتهم الصحيحة وتحصينهم عقائدياً وفكرياً من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة قال تعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (33) سورة فصلت.
2. المحافظة على الهوية الوطنية والدينية لخلق المزيد من الحصانة .
3. الدعوة إلى مكارم الأخلاق لتعميق التقوى في النفوس والأمانة والاستقامة وعدم تناول المواد الساخرة من الدين الإسلامي بأي شكل كان .
4. أن تكون وسائل الإعلام واقعية وغير مصطنعة وبعيدة عن السخف و الخلاعة خاصة في الإعلانات التجارية ، حتى لا تؤثر سلباً على أفكار الناشئة مع ضرورة التركيز دائماً على السلوك السوي لديهم فيما يرونه و يسمعونه من خلالها .

وختاماً أحبتي اجتهدوا في تحصيل أسباب الأمن في الدنيا والآخرة جعلك الله من الآمنين فوق الأرض ويوم العرض وسنذكر منها طرفاً :

v أسباب حصول الأمن :
1. تصفية العمل من الشرك والرياء:
{ الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} (82) الأنعام
أي لم يخلطوا إيمانهم لهم الأمن من المخاوف والعذاب والشقاء في الدنيا والآخرة ، فالذين لم يخلطوا إيمانهم بشرك ولا بمعاصي حصل لهم الأمن التام والهداية التامة .
والذين صفوا إيمانهم من الشرك لكنهم يعملون السيئات حصل لهم اصل الأمن والهداية وليس كمالها .
2. اجتناب المعاصي :
إن المعاصي والأمن لا يجتمعان فالذنوب مزيلة للنعم وبها تحل النقم قال تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ } (53) سورة الأنفال .
فما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة ، وطاعة الله سبحانه وتعالى هي حصنه الأعظم من دخله كان من الآمنين .
3. الخوف من الله وخشيته في السر و العلن :
الخوف من الله هو آية المتقين ومن صفات المؤمنين حقاً الذين مدحهم الله وأثنى عليهم في كتابه قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ~وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ} (57، 58) سورة المؤمنون .
وهو طريق للأمن في الآخرة وسبب للسعادة في الدارين و الخوف من الله دليل كمال إيمان المرء وحسن إسلامه وهو الذي منع ابن آدم أن يقتل أخاه عندما همَّ أن يقتله قال تعالى : {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} (28) سورة المائدة .
إن القلب مادام مستشعراً روح الخوف من الله فإنه يظل عامراً بالإيمان و اليقين فيقظة الخوف من الله في نفس المؤمن تدفعه لفعل الطاعات وتكفه عن المحرمات فتوجب له الأمن
4. العناية بالعلم و التمسك بالكتاب و السنة
فالتعليم الشرعيأساس في رسوخ الأمن والاطمئنان قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – " وإذا ظهر العلم في بلد أو محلة قلّ الشر في أهلها وإذا خفي العلم هناك ظهر الشر و الفساد " ويجب أن ينهل الجميع من منابع الكتاب و السنة من غير تحريف أو تأويل ومعرفة الولاء و البراء من غير إفراط فيها أو مجافاة عنها والمؤمن بالتزامه بتعاليم دينه يحافظ على الأمن ورعاية المصالح العامة قال الرسول r " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " أخرجه البخاري في المظالم ومسلم في الإيمان .
وإذا استقام الفرد في نفسه وألزم من تحت يده من زوجة وأبناء على السير وفق الكتاب و السنة حقق الأمن لنفسه وانتظم الأمن في المجتمع .
وبالتمسك بالشريعة يسعد الجميع بالأمن و الرخاء قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النــور .
5. ومن أهم أسباب حصول الأمن في المجتمعات وحفظ النعم وإغداق الأرزاق والأموال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر:
قال تعالى : {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (41) سورة الحـج.
ويكون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بالحكمة و الموعظة الحسنة و النصح لله و لرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين و عامتهم فبه تتقي أسباب الهلكة وترفع البلايا و الشرور عن المسلمين .
وإن حفظ النفوس و الأعراض والأموال و الدين و العقول مسؤولية المجتمع إذ إن التعاون على ذلك من التعاون على البر و التقوى قال تعالى : { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة .
وكل أنواع الجرائم التي تهدد أمن المجتمع هو من المنكرات التي يدخل منعها في موضع الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر الذي يجب على كل فرد في المجتمع أن يمارسه على قدر استطاعته امتثالا لقوله r " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " صحيح مسلم .
وختاماً نسال الله سبحانه و تعالى أن يحفظ علينا أمننا وأن يتم علينا نعمة ظاهرة و باطنه

وأن يرزقنا شكر تلك النعم إنه ولي ذلك و القادر عليه

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين





















 توقيع : بوزياد






كن كالصحابة في زهد وفي ورع *** القوم ما لهم في الأرض أشباه
عباد ليل إذا حل الظلام بهم *** كم عابد دمعه في الخد أجراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم *** هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً *** يشيدون لنا مجداً أضعناه

رد مع اقتباس