عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-10-2020
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 يوم (08:16 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11617
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي وما توفيقي إلا بالله (خطبة)



وما توفيقي إلا بالله


الحمد لله، الحمد لله الغني الكريم المتفضل، خلقنا في أحسن تقويم فأجمل، وأرخى علينا ستره فأسبل، وعمَّنا بجوده وكرمه فأجزل، وأتم علينا النعمة وأكمل، سبحانه وبحمده، وعز وجل، لا يُسأل عما يفعل، وكل من سواه يُسأل، من يضلل الله فلا هاديَ له، ومن يهدِ الله فما له من مضل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تفرد بالجلال والكمال ولم يزل، وتنزه عن النقائص والمعايب والعلل، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، وأشهد أن نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبدالله، صاحب الخلق الأمثل، والنعت الأجمل، والمنهج الأكمل، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الأفذاذ الكمل، والتابعين وتابعيهم بإحسان، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:



فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله رحمكم الله، واعلموا أن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل؛ ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ﴾ [يونس: 108].



معاشر المؤمنين الكرام، من يتأمل اختلاف أحوال الناس، ما بين ذكي وغبي، وما بين فقير وغني، وشريف ودني، وعالم وجاهل، ثم ينظر إلى اختلاف أحوالهم في الاستقامة والطاعة، وكيف أن الأذكياء والأغنياء والشرفاء والعلماء فيهم التقي النقي، وفيهم الفاجر الشقي، وفيهم ما بين ذلك، وكذلك الوضعاء والجهلاء، ففيهم البر والفاجر، والطيب والخبيث، وفيهم ما بين ذلك، وفي هذا دلالة أكيدة على أن هداية التوفيق بيد الله وحده، يمنُّ بها على مَن يشاء مِن عباده، والله أعلم حيث يجعل فضله وتوفيقه وهدايته؛ قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر: 23]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾ [الكهف: 17]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [القصص: 56]، وهكذا فقد يُوفَّق الغبي ويُخذل الذكي، ويوفق الفقير ويخذل الغني، ويُهدَى الوضيع الضعيف ويُضَلُّ الرفيع الشريف، ويهتدي الجاهل، ويضل العالم؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أذكياء الكفار: "أوتوا ذكاءً وما أوتوا زكاءً، وأعطوا فَهمًا وما أعطوا توفيقًا، وأعطوا سمعًا وأبصارًا وأفئدةً، ﴿ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الأحقاف: 26]".



توفيق الله عز وجل وهدايته شيءٌ لا غِنى للعبد عنه، لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 21]، وقال تعالى ممتنًّا على خير خلقه وأفضل عباده صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 74]، وأعلى مراتب توفيق الله للعبد أن يحبِّبَ إليه الإيمان والطاعة، ويكرِّه إليه الكفر والمعصية، وهي المرتبة التي نالها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وامتن الله بها عليهم في قوله تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7]؛ قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "والمعنى: لولا توفيقي لكم لما أذعنت نفوسكم للإيمان، فلم يكن الإيمان بكسبكم وتوفيق أنفسكم، ولكني حببته إليكم وزينته في قلوبكم، وكرَّهتُ إليكم الكفر والفسوق"، وأعظم صور الخذلان أن يعاقَبَ العبد بإعراضه عن ربه، أو بإساءته لأحد من خلقه، أو لسوء خلقه وفساد أخلاقه، ثم لا يشعر أنه معاقب؛ إذ لا يؤنبه ضميره، ولا يصيبه أرقٌ ولا همٌّ من سوء ما فعل، ولا يكون له واعظ من نفسه يلومه لأنه خالف أمر الله؛ قال تعالى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 146].



والتوفيق والهداية يا عباد الله من الأمور التي لا تُطلَب إلا من الله؛ إذ لا يقدر عليها إلا الله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [القصص: 56]، وقال الله على لسان نبيه شعيب عليه السلام: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].



والمسلم بحاجة ملحة ومستمرة للتوفيق والهداية؛ ولذلك شُرع له أن يكثر من طلبها ويكررها مرارًا: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]؛ قال ابن القيم رحمه الله: "أجمع العارفون بالله أن التوفيق هو ألَّا يكِلَكَ الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يخليَ بينك وبين نفسك".



والتوفيق والهداية من رحمة الله؛ والله جل جلاله يقول: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2]، فلنتأمل هذه الآية جيدًا يا عباد الله، فرحمة الله وتوفيقه وهدايته تتمثل في مظاهر لا يحصيها العد مما نعلمه، وما لا نعلمه فهو أكثر بكثير، رحمة الله وتوفيقه وهدايته يدركها المرء في نفسه وفيمن حوله، في كل حال، وفي كل زمان ومكان، وما من نعمة يمسك الله معها رحمته وتوفيقه وهدايته، حتى تنقلب هي بذاتها نقمة، وما من محنة تحفها رحمة الله وتوفيقه وهدايته إلا وتكون هي بذاتها نعمة؛ فالمال والولد، والصحة والقوة، والجاه والمنصب - تصبح مصادرَ قلقٍ ونكد، وتعب وجهد، إذا أمسكت عنها رحمة الله وتوفيقه وهدايته، فإذا فتح الله أبواب رحمته وتوفيقه وهدايته، كان فيها السكن والراحة، والسعادة والطمأنينة.



يبسط الله الرزق مع رحمته وتوفيقه وهدايته، فإذا هو متاع طيب، ورغد في الدنيا، وزاد إلى الآخرة، ويمسك رحمته وتوفيقه وهدايته، فإذا الرزق قلق وخوف، وحسد وبغضاء، وشره وجشع.



يمنح الله الذرية مع رحمته وتوفيقه وهدايته، فإذا هم زينة الحياة الدينا، ومصدر فرح وأنس واستمتاع، وبر وصلة ودعوات صالحة، ويمسك رحمته وتوفيقه وهدايته، فإذا الذرية بلاء ونكد، وعنت وتعب، وعقوق وسوء معاملة.



يهب الله الصحة والقوة مع رحمته وتوفيقه وهدايته، فإذا هي نعمة وحياة طيبة، وإنجاز مبارك، ويمسك رحمته وتوفيقه وهدايته، فإذا الصحة والقوة بلاء وطغيان، وفساد في الأرض كبير.



ويعطي الله الجاه، فإذا هو مع رحمة الله وتوفيقه وهدايته إصلاح وعمار، ويمسك الله رحمته وتوفيقه وهدايته، فإذا هو فساد، ومثلها العلم الغزير، والعقل الكبير، والعمر الطويل، والمواهب والقدرات، والمهارات والإمكانيات، وأمثالها كثير، بل وفي كل شأن وفي كل أمر، يتغير الحال ويتبدل من الضد إلى الضد مع وجود الرحمة والتوفيق والهداية أو انعدامها، ولا يصعب عليك القياس، ولا تعجزك الأمثلة:

فرحمة الله وتوفيقه وهدايته وجدها إبراهيم عليه السلام عند إلقائه في النار، ووجدها يوسف عليه السلام في الجب كما وجدها في السجن، ووجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت في ظلمات ثلاث، ووجدها موسى عليه السلام في اليم وهو طفل مجردٌ من كل قوة ومن كل حراسة، كما وجدها في قصر عدوه اللدود فرعون وقد كان يتربص به ليقتله، ووجدها أصحاب الكهف في كهفهم البسيط، حين افتقدوها في قصورهم الفارهة؛ فقال بعضهم لبعض: ﴿ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴾ [الكهف: 16]، ووجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار وبين الصخور والأحجار، والقوم يتعقبونهما ويقصون الآثار.



وهكذا يا عباد الله، فرحمة الله وتوفيقه وهدايته سيجدها كل من يأوي صادقًا إلى الله، قاصدًا بابه وحده دون سواه، فـ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2]، عزَّ فحكم، ولا معقب لحكمه، ولا رادَّ لأمره، فما الذي يحول بينك وبين أن تطلب منه الرحمة والتوفيق والهداية؟



بارك الله لي ولكم في القرآن.

♦ ♦ ♦



الحمد لله كما ينبغي لجلاله وجماله وكماله وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:



فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، أولئك الذين هدى الله، وأولئك هم أولو الألباب.



معاشر المؤمنين الكرام، صحَّ عن الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف))، هذه عقيدة المسلم، لكنَّ هناك أسبابًا إذا تعاطها المسلم نال بها رحمة الله، ورُزق التوفيق والهداية؛ ومن أهم هذه الأسباب: صلاح النية وسلامة القصد، وعلى قدر نية العبد وحسن مقصده أو سوء رغبته، يكون توفيق الله له وإعانته، أو خذلانه وفشله؛ قال تعالى عن الحَكَمَيْنِ بين الزوجين المتخاصمين: ﴿ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من كانت الآخرة همَّه، جعل الله غِناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأتِهِ من الدنيا إلا ما قُدِّر له))؛ [صححه الألباني].



وهكذا يا عباد الله، فمن علم الله سبحانه من قلبه أنه محلٌّ للخير، وفَّقه إليه، ومن علم أنه خلاف ذلك خذله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنفال: 22، 23]، وقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في شأن الأسرى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنفال: 70].



ومن أسباب التوفيق والهداية: الحرص على أداء الطاعات وتجنب المعاصي؛ فمن أطاع الله هداه وزاده من فضله؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17]، وأصلح شأنهم، ومن عصى الله، أعمى بصيرته وطمس نور قلبه، وسد عليه طرق التوفيق والهداية؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].



ومن أسباب التوفيق والهداية: إلحاح العبد في دعاء ربه، ودعاء الوالدين لولدهما، وكذلك دعاء الصالحين لبعضهم، فذلك من أقوى أسباب التوفيق والهداية؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، وقال في نهاية السورة: ﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﴾ [الفرقان: 77]، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على النفس أو الولد أو المال؛ لأن ذلك من أسباب الخذلان وعدم التوفيق ونزع البركة؛ قال عليه الصلاة والسلام: ((لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاءٌ، فيستجيب لكم))؛ [رواه مسلم].



فمن طلب التوفيق والهداية مخلصًا من قلبه، وعلم الله منه صدق نيته، وأكثر من الدعاء في مظانِّه - فقد أخذ بمجامع الأسباب الموصلة إلى التوفيق والهداية؛ قال الإمام ابن القيم: "ليس شيء أنفع للعبد من الصدق مع ربه في جميع أموره"؛ فالله تعالى يقول: ﴿ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [محمد: 21]، وفي الحديث المتفق عليه: ((إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة))، جعلني الله وإياكم من الصادقين الموفقين المرحومين، ويا ابن آدم، عِشْ ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.



اللهم صلِّ وسلم على نبيك محمد.



 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس