لم يكن ما نشره المعارض القطري خالد الهيل من تسريب عن القيادي الإخواني الكويتي الهارب إلى تركيا حاكم المطيري مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، إلا حلقة من حلقات مسلسل خيانة الأوطان والتحالف مع الشيطان، حيث كشفت تسريبات عدة سابقة حجم المؤامرة التي ظلت لسنوات تحاك ضد الوطن العربي وتخطط لنشر "الفوضى الخلاقة" في الدول العربية بشكل عام، ودول الخليج بصفة خاصة.

ولعل ما حدث في دول المنطقة ومصر تحديداً من تخريب تزامناً مع انتفاضة يناير وما أعقبها من فوضى كان دليلاً على نية الإخوان لتدمير المنطقة بدءاً من القاهرة، ومن ثم عديد من العواصم العربية، فمن سوريا حيث المليشيات التى توالى والتنظيمات التابعة فكرياً وعقائدياً، إلى تونس حيث محاولات لا تنقطع عن الهيمنة على الحكم بعد تجارب فيه، ومن تونس إلى فوضى ليبيا تحرص الجماعة على تحقيقها بأذرع تركية وتمويل قطري لا يسأم ولا يمل من التخطيط وتوفير المدد لتدمير المنطقة العربية.

وخليجياً، نجد المشهد ليس ببعيد عما وقع في عواصم عربية، ففي الكويت تعكف الأجهزة الأمنية على ضبط تنظيمات إخوانية، شبكات تنهار بفضل أعين الأمن الكويتي وبتنسيق مع الأجهزة الأمنية السعودية، وفي الإمارات توالي الأعين الساهرة على كشف مخططات الجماعة وتسقطها في حينه.

ولأن "طبخة الخيانة الإخوانية" والقطرية والتركية لا ترى عيباً أو ضيراً في ما تفعله من خراب وتدمير لا يفعله محتل أو غاز، فترصد "سبق" بعضاً من ملامح ما تحلم به هذه الأنظمة في هاتين الدولتين وذلك التنظيم المجرم.

وتكشف التسريبات خضوع قناة الجزيرة بالكامل لتعليمات الديوان الأميري القطري، وكذب شعارات الرأي والرأي الآخر التي ترفعها القناة، حيث تضمّن المقطع إشارة من القذافي إلى اتفاق سابق عقده مع الإدارة القطرية يقضي بعدم ظهور أى شخص يهاجم السياسات الليبية، ويتحدث عن إطلاق برنامج بشأن ليبيا.

التآمر على السعودية
لم يكن التنبه الخليجي والعربي لخطر تنظيم الإخوان، من فراغ، فتسريبات القذافي مع رموز الإخوان وقبلها مع داعميهم من النظام القطري (حمد بن خليفة، وحمد بن جاسم) كاشفة لتاريخ من المؤامرات الدنيئة ضد الأمن القومي العربي، ففى إحداها يقول حمد بن جاسم: "السعودية لن تعود موجودة بعد 12 عاماً"، وهو ما يكمل صورة المشروع القطري التآمري على المملكة: تقسيم المملكة خلال 12 عاماً إلى دويلات عدة، وهو ما كان يحتاج بحسب الأمير القطري السابق، إلى أن تتفرغ الولايات المتحدة لهذه المسألة، بعد استكمال أهدافها من غزو العراق، الذي لم يكن قد مضى عليه في ذلك الحين سوى أشهر قليلة.

تآمر 9 سنوات
تسجيلات حاكم المطيري ومعمر القذافي التي ظهرت بعد 9 سنوات من ثورات الربيع العربي، تؤكد حقيقة النوايا الخبيثة لما يسمى بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين المدعوم من نظام قطر الذي شاركهم هذا التآمر، وتورطهم جميعًا في حالة الفوضى والخراب والدمار التي لحقت بالدول العربية منذ العام 2011 ولا يزال بعضها يئن تحت وطأتها ويعيش تداعياتها حتى الآن.

الخبث الإخواني
ولأن المؤامرة كبيرة، فإن التسريبات الجديدة لحاكم المطيري أحد قادة تنظيم الإخوان خلال لقائه بمعمر القذافي وتآمره معه على أمن الخليج وتحديدًا الكويت والسعودية، جاءت لتضيف حقيقة دامغة أخرى على خبث تنظيم الإخوان وقياداته وتورطهم المباشر بما أصاب بعض الدول العربية من دمار.

التصدي المبكر
ولا شك أن تصدي بعض دول المنطقة والخليج تحديدًا لامتدادات التنظيم الدولي للإخوان داخل دولهم، من أهم القرارات الاستراتيجية والأمنية التي تنبهت مبكرًا لخطر هؤلاء على أمن واستقرار المنطقة، وضرورة القضاء على مخططاتهم ومؤامراتهم.

لم تجنِ إلا الخراب
كل الدول العربية التي صعد فيها نجم التنظيم الدولي للإخوان لم تجنِ منهم خيرًا، ففي مصر تورط التنظيم بالتآمر على أمنها خلال رئاسة مرسي وقبله، وفي اليمن سهل التنظيم زرع الشقاق والفتنة، وفي سوريا عطّل التنظيم توحيد المعارضة، وفي تونس ارتمى التنظيم في أحضان تركيا.

قاعدة الدوحة الإرهابية
تنبه الدول الخليجية لخطر تنظيم الإخوان الذين يستقرون في قطر ويتخذون منها قاعدة لانطلاق مخططاتهم ومؤامراتهم يؤكد حقيقة الخطر الذي تشكله هذه الجماعة الإرهابية كما يؤكد تورط الدوحة المباشر خلف مخططات الإضرار بأمن السعودية ودول المنطقة الأخرى.

الثنائي الخبيث
لم تكن مصادفة أن يكون طرفا التسريبات الخاصة بمعمر القذافي نظام قطر ورموز وقادة الإخوان، حيث إن الطرفين يشتركان في تنفيذ مخطط الإرهاب والفوضى الذي يريدونه للمنطقة بهدف تحقيق أجنداتهم الخبيثة.

مسؤولية القتل والتشريد
باحتضان تركيا وقطر لرموز جماعة تنظيم الإخوان، تكونان مسؤولتين بشكل مباشر عن حالة الدمار والخراب التي لحقت بالدول العربية، وتتحملان المسؤولية الجنائية عن كل حالات القتل والجوع والتشريد والنزوح التي عانتها دول ما يسمى الربيع العربي.

وكان قد كشف تقرير بالفيديو أعدته مؤسسة ماعت، عن الدور الذي يقوم به القيادي الإخواني حاكم المطيري، في المنطقة ودعم الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جبهة النصرة الإرهابية، وذلك من خلال دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعلاقته بالإرهابي حاكم المطيري.

وأضاف التقرير، بحسب اليوم السابع، أن هناك وثائق سرية أكدت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تدخل شخصياً لرفع الحظر المفروض على الإخواني حاكم المطيري، وتضمنت هذه الوثائق على أنه منع المطيري من دخول تركيا في عام 2013، ولكن سمح له لاحقًا بالدخول، بموجب تدخل شخصي من أردوغان.

ويعتبر الإخواني حاكم المطيري من أبرز الداعمين للعمليات الإرهابية، كما ساهم بشكل كبير في تناحر الجماعات الإرهابية في سوريا، مسببًا بذلك الكثير من الدمار للسوريين في أماكن القتال، ومن أشد الداعمين للخطاب المتشدد، والتي ساعدت بشكل كبير في دمار الكثير من الجماعات الإرهابية.