كنت تظن أنني أجتهد في البحث عن ما يثير انتباهك ؛ ثم أفعله. تعتقد أن كلامي الحلو الذي كتبته يعنيك والاقتباس المنسوخ في حالتي يشير إليك وعطرك يعجبني ، كنت أظن أنك مخطئ في مفهوم ملاحقتي لك ، واجتهدت في الواقع لمحاولة أن تفهمني كما يجب وأنني مهما أُعجبت بك فإنني من تلك النسوة اللاتي يهربن بعيداً عن كل ما يُغرمن به ، يهربن من نقاط ضعفهن لكي لا تنكسر لهن نظرة ولا ينهزم لهن صوت ولا يلوح فيهن معصم بإسوارٍ جريح. أدركت لاحقاً أنه إسلوب حياةٍ تعيشه ، تعتقد دائماً أنك القطعة النادرة التي تلهث خلفها أعين النساء من بعيد حسرةً وشغفاً ، ترتب نفسك بشكل غير سوي ، فمن غير المعقول أن يظل الانسان جميلاً طوال الوقت -هذا غير جذاب أبداً- ولقد كنت كذلك مع الأسف ، قميصك مكوي إلى أطرافه ، ورائحتك تفوح طوال الوقت مثل حبيب يستعد لمقابلته الأولى، وساعتك لا يسقط عليها كُمّك من شدة الحرص ، ووجهك مليء بابتسامة تلفزيونية وذقن مرفوع لأن أحداً ما ينظر إليك بإعجاب مع أنه لا يوجد في مكانك إلا الذين ينتظرون شخصاً غيرك ، تحسبه من فرط إعجابك بنفسك أنت.