عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-16-2016
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ يوم مضى (08:16 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11617
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الطفـلْ , و المــرآةْ





في ليلة لطيفة من أيام الشتاء الأخيرة , ضرب المطر الناعم بقطراته النقية على زجاج النوافذ الكبيرة , في هذا المنزل الصامت الغارق بالهدوء , ولكن بقيت عينان تراقبان بسكون وخفية الممر الطويل المفروش تحت الإضاءة الخافتة القادمة من الخارج ...
فجأة سمع صوت خفيف , ثم فتح باب بمكان ما و ظهر خط ذهبي يسري على الأرض سريعاً حتى استقر على الجدار , ثم ظل طويل يمسك بيد ظل آخر , لتظهر امرأة ممسكة بيد صغيرها ... مشيا من أمامها بلا مبالاة لها و كانت الأم تهمس لطفلها بصوت نعس بأنه دوماً لا يشعر بالعطش إلا بهذا الوقت المتأخر من الليل ... و هذا ما يجعله ينهض بتلك الساعة ثم يصعد السرير ليصل إليها و يبدأ مناجاة خافته لا تنتهي إلا بفتح عيني الأم المتعبة...
عيناه الواسعتان و الواضحتان في هذا الظلام يحدقان بها . تلك التي تراهم من زاويتها في آخر الممر المظلم , و اختفيا في ممر آخر .
بعد دقيقة أو اثنتين . عادت الأم تسير و من خلفها يمشي الصغير وحده و بين يديه كأس من الماء .. و هذه المرة أيضا تلفت بنفسه و توقفت قدماه الصغيرة و الكأس بين يديه في منتصف طريقه إلى فمه ... كان مدهوشاً لدرجة اللمعان عينيه اتّضح... اقترب أكثر و أكثر , ببطء و تروٍ وكانت السجادة تخفي صوت مشيه ...حتى توقف أمام وجهها تماماً و قد غرق وسط ظلام الزاوية ...
همس بصوت خفيض : ما هذه ؟!.
و أخذ يلوح بأحدى يديه أمام وجهها . قال بسعادة و شفتيه تتسعان بابتسامة مبتهجة: أنها رائعة ".
_ " شكراً لك أيها الصغير , هلا أبعدت وجهك عني قليلا ! "
_تلفت حوله بدهشة و فضول ثم استقرت عيناه على انعكاسه " من الذي يتكلم معي ؟! ".
مد يده الرطبة بالماء و أخذ يمسح عليها بحماس , تضايقت وهي تراه يشوهها باحتراف و تفنن , قالت بصبر :" أنا المرآه يا صغير , لا تلمسني هكذا فتفسد صفائي !".
جلس متربعاً مندهشاً و عيناه لا تفارقانها و هو يضع كأسه جانباً ...
سأل بفضول و لهفة :" لكني أرى نفسي , هذا أنفي و عيناي....".
ضحك بسعادة لترن ضحكاته مختلطة مع صوت المطر الرخيم . ثم تابع يتلمسها بأنامله الصغيرة و يشير إلى أماكن أصابع يديه ....
_ " بالطبع يا صغير , ترى نفسك . لكني أنا من أراكم ، و لم يسبق لأحد أن تربع أمامي وهو يضحك على صورته .. أشعر بأنك تضحك علي ! , الجميع يمرون بي و يحدقون باهتمام وجدية... ".
_ " ألا يرون وجوههم و أيديهم كما أفعل ؟! , أنتِ مرآه عجيبة مثل مرايا القصص الأسطورية! "
غلف البرود لكنة المرآة :" كلا , فأنا حقيقية و مميزة يا صغير .إنهم مهتمين فقط بشكلهم الخارجي أثناء نظرهم إلي.. ".
" وأنا أساعدهم على فعل ذلك ببساطة فهم يمرون أمامي لأريهم أنوثتهم أو رجولتهم الشكلية الظاهرة ".
توسعت عيناه بشدة و ألتمعتا بإثارة كبيرة بينما تبسم ثغره بسعادة و قال و لهفته تزداد مع كل كلمة :" هل تخبرينهم بأنهم قد أصبحوا أفضل مظهراً .. ".
_ " كلا فأنا اكتفي بعكس صورتهم الخارجية , و هم يعدلون من هندامهم و يمشطون شعرهم و لكن هذا لا يحسب لدي , لأن كم من مرةٍ شاهدتهم ينطقون بكلمات سيئة ويتصرفون بعكس ما يظهرون , بني البشر هؤلاء لا يمكنك الحكم عليهم بسهولة ! , فتارةً يبدون طيبي المعشر و يبالغون كأنهم الأمراء , و تارةً يتصرفون و كأنهم وحوش يفقدون عقولهم لفترة ..".
تساءل الصغير بعد تفكير عميق لدقيقتين _ " ألم يبدون جيدين كفاية لأجل الخروج , لكن هل كان هنالك أمراء أمامك هذا رائع ؟! "
ضحكت المرآه رغماً عنها و قالت بلطف _ " لستُ متأكدة لكن ...مهما كانوا . يجب أن يكونوا حسن الخلق فالكلام الطيب يرفع العمل الصالح , و هنالك ذلك الدعاء الذي يقال عند النظر في المرآة ! ".
فتح الصغير فمه ليستوعب ما تنطقه المرآة فصمت ثوان ثم ردد وهو يهز رأسه _ " الكلام الطيب يرفع العمل الصالح , و ما هو الدعاء الذي أقوله عندما أرى صورتي ".
ابتسمت له وهي تنطق ببطء و وضوح _ " اللهم حسـّن خُلقي كما حسّنتَ خلقي ! ".
_" لقد فهمت عليك أيتها المرآه مع أنني أنظر لنفسي , هل أقوله الآن ؟! ".
ضحكت المرآه لفكاهته أو براءته , و قالت بحنو _:" أجل يا صغيري , لكن بعدما تمسح وجهك و تقوم بمسحي أنا أيضاً , سيكون كلانا بمظهر جيد , و أنت من داخلك و خارجك ..".
هب الصغير واقفاً و ركض إلى الممر الذي جاء منه , ثم جلب ممسحة نظيفة و بكل حماسة أخذ يمسح المرآه الطويلة المستنده على قاعدة معدنية على الأرض , ظهر ضوء القمر يتسلل إليهما ناظرا إليهما خلسة وابتسامة دافئة تنبعث من بين شفتيه...





 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس