لشاعر العباس بن الأحنف
قَد خِفتُ أَن لا أَراكُـم آخِـرَ الأَبَـدِ
وأَن أَمـوتَ بِهـذا الشَّـوقِ وَالكَمَـدِ
المَوتُ يا فَوزُ خَيـرٌ لِـي وَأَروَحُ لِـي
مِن أَن أَعيشَ حَليـفَ الهَـمِّ وَالسَّهَـدِ
لَمَّا أَتانِـي كِتـابٌ مِنـكِ يا سَكَنِـي
جَعَلتُه شَبَـهَ التَّعويـذِ فِـي عَضُـدي
يا فَـوزُ يـا زَهَـرَةَ الدُّنيـا وَزينَتَهـا
أَنضَجتِ قَلبِي وَأَلبَستِ الهَـوَى كَبِـدي
ما ضَرَّ قَوماً وَطِئـتِ اليَـومَ أَرضَهُـمُ
أَن لا يَرَوا ضَوءَ شَمـسٍ آخِـرَ الأَبَـدِ
مَن جَاوَرَتـهُ جَـرَى بِالسَّعـدِ طَالِعُـهُ
وَمَـن رَآهـا فَلَـن يَخشَـى الرَّمَـدِ
أَمسَت بِيَثـرِبَ لا يَأتِـي لَهـا خَبَـرٌ
وَلا إِذا حَجَّ بَعـضُ النَّـاسِ مِن بَلَـدي
إِنِّـي أُعيـذُكُـمُ أَن تَطلُبـوا بِدَمـي
يا أَهلَ يَثـرِبَ أَهلَ النُّسـكِ وَالرَّشَـدِ
تَتَبَّعَ الحُـبُّ روحِـي فِـي مَسالِكِـهِ
حَتَّى جَرَى الحُبُّ مَجرَى الرُّوحِ فِي الجَسَدِ
|