عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-29-2024
لوني المفضل #Cadetblue
 عضويتي » 29723
 جيت فيذا » Jul 2018
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (04:09 PM)
آبدآعاتي » 91,769
الاعجابات المتلقاة » 7188
الاعجابات المُرسلة » 8312
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » روح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حكمة إلهية بالغة.













قال تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الإنسان: 30].

من عقيدة المسلم أن كل ما يقع في خلق الله لا يكون إلا بعلم الله وإذن الله، وأن إِذْن الله تعالى لشيء أن يقع لا يُفهَم إلا في ضوء حكمة إلهية بالغة.

ونحن حين نفسر الأحداث، يجب علينا أن نفسرها في ضوء ما اقتضاها من حكمة الله تعالى.

ومن هذه الأحداث العظام ما نبَّأتْنا به الأحاديث النبوية الشريفة من فتن آخر الزمان.

وقد نبأتنا هذه الأحاديث بخصائصَ قدرية لهذه الفتن؛ من أجل التعرف عليها، والحذر منها، من هذه الخصائص:
1- أنها كثيرة:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعةُ حتى يُقبَضَ العلمُ، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهرَ الفتن، ويكثُرَ الهرج: وهو القتل))؛ [جزء من حديث جامع رواه البخاري في الفتن].

وظهورها دليل أن الفتن تنال كلَّ عنصرٍ من عناصر الحياة الإنسانية: يُفتن العقل بالجهل، وصلاح الطبيعة بالزلازل، والعمر بتقارب الزمان، والوحدة بالفُرقة، والأمن بالقتل غير المبرر وغير المنضبط، وجاء في أحاديثَ أخرى ما يفيد نزع بركة الأرض، ونزع بركة الولد.

ويفتن إيمان المؤمن بكل ذلك.

والأصل أن النعم والنقم كلها فتن؛ ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 35].

غير أن فتن آخر الزمان ستكون بنزعِ الخير والنِّعم، واستبدالها بالشر والنقم، إنه اختبار شديد بالصبر، يطول كلَّ نعمة أنعم اللهُ بها على المجتمع الإنساني.

2- أنها متتابعة متعاظمة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا وإن عافيةَ هذه الأمة في أولها، وسيُصيب آخرَها بلاءٌ وفتنٌ، يرقِّق بعضُها بعضًا))؛ [مسلم: 1844].

قوله صلى الله عليه وسلم: ((يرقِّق بعضُها بعضًا)) يفيد أمرين:
أولاً: أن هذه الفتن متعاظمة:
يأتي الثاني منها أعظمَ من الأول، حتى يقال: إن السابقةَ أرقُّ من التالية، يرقِّق بعضها بعضًا؛ أي: يجعل التالي منها السابقَ رقيقًا.

وهذا من مقتضى الحكمة في كمال الابتلاء؛ بحيث إذا اجتاز المؤمن مستوى من مستويات الابتلاء، وأثبت إيمانه فيه، جاء عليه مستوى أكبرُ ليختبر به مدى إيمانه، ويظل يتصاعد؛ حتى يصيرَ إيمانُه كالجبل، أما الهالكون - والعياذ بالله - فيقعون في واحدةٍ منها قبل أن يلاقوا اللهَ تعالى ((ولا يَهلِكُ على الله إلا هالكٌ)).

ثانيًا: أنها متتابعة:
من الدلالة العقلية أن بعضها إذا جعل سابقه رقيقًا في نظر العامة، فإن ذلك يعني أنها تتتابع تتابعًا قريبًا، بحيث لا يُنسَى السابقُ منها، وهذا كذلك لازم من كونها كثيرةً كما بينَّا آنفًا.

3- أنها ملتبسة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استيقظ من الليل: ((تكون بين يدي الساعة فتنٌ كقِطَع الليل المظلم))؛ [الترمذي: 2357، قال الألباني: حسن صحيح].

شبَّهها بالظلام؛ لكونه تلتبس فيه الأشياء، وكذلك الفتن تلتبس على المؤمن؛ حتى لا يكاد يظهر له فيها الحقُّ من الباطل.

وكفى بذلك زاجرًا عن الوقوع فيها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم قولاً غاية في الفصاحة حين شبَّه الفتن بالليل، ولم يشبِّهها بمجرد السواد؛ فإن الإنسانَ العاقل يحترز لنفسه في الظلام احترازًا شديدًا؛ حتى لا يقع فيتأذى، وكذلك المسلم في الفتن يجب أن يحذَرَ لنفسه حذرًا شديدًا؛ كي لا يقع في الفتنة.

وإن وقوعًا بالليل ليس كوقوع في الفتنة، إن كان الأول مؤذيًا، فإن الثانيَ مُهلِك.

4- أنها تكون سببًا في إهلاك الدين:
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: ((فتن كقِطَع الليل المظلم، يصبح الرجلُ فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع أقوامٌ دينَهم بعَرَض من الدنيا)).

فمن خصائص هذه الفتن أنها مهلكة.

وجاء معنى إهلاكها في الحديث بأنها تهلك دينَ المرء؛ حتى يصير كافرًا بين عشية وضحاها.

ولكنْ لإهلاكها معانٍ أُخر؛ فهي تعمُّ بالأذى:
قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾ [الأنفال: 25].

إن من يوري نارها أو يذكي نارها بالاشتراك فيها لن يضرَّ الظالمين فقط؛ وإنما قد يصيب الصالحين، ويورِّطهم فيما لا طاقة لهم به؛ فالحكمة، ثم الحكمة، ثم الحكمة.

وهي تُفرِّق الجماعة:
قال تعالى: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال: 46]، وقال: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105].

وليس بعد تفرق الجماعة مصيبة أعظم يمكن أن تحُلَّ بمجتمع مسلم، ما سمي المجتمع إلا لِما فيه من اجتماع وتوافُق، فإذا نزلت الفتنة سقط اسم المجتمع، وسقط معه معناه كذلك، وفَقَدَ كلَّ مقوم من مقومات الحياة الكريمة؛ حيث الخوف بعد الأمن، والاضطراب بعد الاستقرار، والضعف بعد القوة.

ومما يجب التنبيه عليه قبل ترك هذا المقام بيانُ أن الفتن مهما زادت وفاضت، وطمت وقَمَّتْ، فلن تؤثِّر على مؤمن كتب اللهُ له النجاة؛ قال تعالى: ﴿ فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 161 - 163].

5- أنها تميز الخبيث من الطيب:
قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾[آل عمران: 179].

ولذلك كان نزول الفتن قدرًا مقدورًا للاختبار؛ بحيث يتبين القوي من الضعيف، والملاحظ أن المسلم الحق يخرج من الفتنة أقوى عودًا وأصلب، بينما يخرج الشاكُّ أكثرَ شكًّا، والضعيفُ أكثرَ ضعفًا.

وفيه الحديث الشريف: ((مَثَلُ المؤمن كالخامة من الزرع، تُفيِّئُها الريح مرة، وتعدلها مرة، ومَثَلُ المنافق كالأَرْزة، لا تزال حتى يكون انجعافُها مرة واحدة))؛ [البخاري: 5643].

فالفتنة كالريح، تأتي على المسلم فينحني، ثم يستقيم كأحسن ما كان، وليس معنى الانحناء الوقوع فيها، بل هو الهروب منها حتى تنجلي، أما الكافر، فتقصمه مرة واحدة، إنه الهلاك الذي ليس بعده نجاة، والعياذ بالله.

6- أنها رحمة للمؤمن وعقاب للكافر:
عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أمتي هذه أمَّةٌ مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل))؛ [رواه أبو داود: 4278، صححه الألباني].

إذا كانت الفتن تميز الطيب من الخبيث، فهي إذًا نعمة للمؤمن ورحمة؛ لأنها برهان إيمان، وهي كذلك عقاب للكافر وعذاب؛ لأنها صارت له برهان كفر.

ومن ناحية أخرى:
ضحايا الفتن من المؤمنين الصادقين الذين قضي عليهم فيها ولم يفتنوا، نجدهم في الآخرة مغفورًا لهم، إما شهداء وإما مع المكرمين من مبتلَيْ هذه الأمة؛ فالفتن عذاب وخوف، والله تعالى لا يجمع على عبدٍ أمنَينِ قط ولا خوفَينِ قط.

فعلى المسلم الحصيف أن يسأل الله تعالى النجاةَ على الدوام، ويستعيذ به من الهلاك على الدوام، وأن يصلح غيره، أو ينصلح بغيره.

‏ ..








 توقيع : روح الندى


رد مع اقتباس