عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-17-2018
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 16 دقيقة (05:19 PM)
آبدآعاتي » 1,056,463
الاعجابات المتلقاة » 13861
الاعجابات المُرسلة » 8054
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي بحوث في السيرة النبوية (5)








الأساليب المتبعة في كتابة السيرة


تتعدَّد الأساليب التي يَتَّبعها كتاب السيرة بتعدد الكتَّاب أنفسهم، واختلاف آرائهم ومذاهبهم، والأفكار التي يتبنَّونها، ويسعون إلى توصيلها، والأحكام التي يريدون استنباطها أو التأصيل لها، والقيم التي يدعون لها، ويمكن حصرُ تلك الأساليب في أربعة أساليب رئيسة، هي كما يلي:
1- الأسلوب القصصي "الروائي" يَعتمِدُ متبعو هذا الأسلوب على كتابة الأحداث وروايتها بأسلوب أدبي، تبرز فيه أهم العناصر الأساسية المكونة للرواية الأدبية من إبراز للأحداث الحزينة المؤلمة التي وقعت للمسلمين المستضعفين في بداية الدعوة، والبطولات المجيدة المُفرحة التي قام بها أفراد وقادة الجيش الإسلامي في جهادهم، والتكافل الرائع الذي ساد المجتمع المسلم بداية الهجرة، بأسلوب يُمتِعُ القارئ ويُشوِّقُه للتعلُّم والقراءة لمعرفة مآلات القصة، وهو أسلوب تربويٌّ نافع للمبتدئين في تعلم السير.

وقد غلب هذا الأسلوبُ على الجيل الأولِ من كتاب المغازي كـ "عروة بن الزبير" ومحمد بن إسحاق الذي اعتمد ابنُ هشام على مغازيه في تأليف كتابه المعروف بـ " سيرة ابن هشام "، الذي يُعدُّ بحق أهمَّ كتاب في السيرة، وعليه اعتمد أغلبُ الباحثين؛ لما تميز به من تأريخ الأحداث، وذكر ما نزلَ في كلِّ حادثة من الذكر الحكيم، وجمع ما قيل فيها من الشعر الذي يُعتبَرُ ديوان وقائع العرب، وحافظ تاريخهم، وما طبعت به تلك الأشعار من سِجالٍ بين شعراء المسلمين الذَّابِّين عن الدعوة وشعراء المشركين المناوئين لها، وإن كان الكتاب لا يخلو في نظر بعض الباحثين من بعض العيوب، شأنه في ذلك شأن أي جُهد بشري.

2- الأسلوب التاريخي مِن الصعب التفرقة بينه وبين الأسلوب القصصي؛ لارتباطهما بالعامل الزمني، وإن كان الأول يغلب على أهل التاريخ، والثاني يغلب على أهل السير، ويعتمد متَّبِعوه على ترتيب الأحداث ترتيبًا يراعي التقييم الزمني المناسب؛ فالعهدُ المكي يُقيَّم له بالبعثة النبوية، في حين يُقيَّم للعهد المدني وباقي عصور الإسلام بالتاريخ الهجري، وهو أسلوب يستعرض الأحداث دون تحليلها، أو التعليق عليها، ومن أبرز روَّاده الطبريُّ وابن كثير.

3- الأسلوب الاستشراقي "الإلحادي" يعتمد روَّاد هذا الأسلوب على البحث عن الثغرات والروايات الضعيفة والموضوعة، ثم البناء عليها للطعن في الدين، والتشكيك في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أسلوب قديم متجدِّد ظهَر في القرن الثاني الهجري مع الزنادقة الملحدين من الروم والعجم، ثم انتشر بعد ذلك، وكان من رواده الأوائل "ابن الراوندي" الذي عاش في القرن الثالث الهجري، ثم تجدد في حقبة الاستعمار القرن 13هـ مع الكتَّاب الغربيين الباحثين في تاريخ الإسلام وسيرة النبي الكريم، الذين عرفوا بالمستشرقين وبنَزعتهم الصليبية، وكما أن القانون الفيزيائي يقول: إن لكل فعل ردة فعل، فقد شحذ هذا الأسلوب هِمَم المخلصين؛ فانبروا يدافعون عن الدين، ويدحضون حجج المفترين بالأدلة والبراهين، وأبرز مَن ألَّف في الرد على المستشرقين رشيد رضا الذي اطَّلع على كتبهم في مكتبة القاهرة، وألَّف كتاب "محمد رسول الله" يردُّ فيه باطلِهم، ويُنبِّه إلى افترائهم، و"ابن الجوزي" الذي ردَّ ردودًا مُتفرِّقة في كتبه على "ابن الراوندي"، وهذا الأسلوب رغم زيغ متبعيه وانحرافهم عن جادة الطريق إلا أنه أسهم في إثراء مناهج البحث، وساعد العلماء في تبيين الحق للناس انطلاقًا من المثل المأثور: "فبضدها تتميز الأشياء"، ومما يجدر الإشارة إليه في هذا المجال أنه وُجِد كُتَّابٌ غربيُّون منصفون نقلوا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم للغرب بكل مهنية وموضوعية، أمثال "واشنطن إيرفنغ" مؤلف كتاب: "محمد رسول الله وخلفاؤه" و"مايكل هارت" مؤلف كتاب "الخالدون المائة" الذي ترجمه أنيس منصور للعربية.

4- الأسلوب العلمي: وهو الأسلوب الذي يعتمد على الدراسة العلمية للأحداث العملية المدونة في كتب السيرة، واستخلاص الدروس والعبر منها؛ للاستفادة منها في حل المشاكل العلمية وإسقاطها على واقع الحياة اليومية، وتتعدد مجالات البحث العلمية من بحث لمعرفة أسباب نزول آي الذكر الحكيم، وتاريخ نزولها؛ ما يعين على معرفة الناسخ والمنسوخ من آيات الأحكام إلى البحث في الأحكام الشرعية الفقهية والتأصيل لها، إلى بحث في هدي النبي صلى الله عليه وطبيعة العَلاقة التي تحكم أفراد المجتمع المسلم فيما بينهم، وعلاقتهم بغيرهم أفراد المجتمع الإنساني كـ"اليهود" والمشركين القاطنين معهم في المدينة، وعَلاقتهم بقريش ومَن شاركها في حربهم، ثم علاقة المسلمين بقبائل العرب التي حالفتهم وآزرتهم في حروبهم مع قريش، والتي لم تحاربهم، وآثرت الوقوف على الحياد، وهذا باب واسع يدخل في مجال العَلاقات الدولية، وأبرز رواد هذا الأسلوب ابنُ القيم في كتاب "زاد المعاد"، ومحمد الغزالي في كتاب "فقه السيرة".







 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس