الموضوع: ألا كسرت أقلام
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-16-2018
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 38 دقيقة (04:59 PM)
آبدآعاتي » 1,056,793
الاعجابات المتلقاة » 13872
الاعجابات المُرسلة » 8054
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ألا كسرت أقلام



ألا كسرت أقلام

إن الراصد لواقعنا اليوم -
بل والمتغافل عنه - يرى بوضوح فشو القلم والكتابة ،


حتى صار يُنصب لها
كل من هب ودب ،
فنتج عن ذلك أقلام هي غثاء كغثاء السيل ، وأصبح همّ بعض الكتّاب العلو والشهرة ،
ولو على طريقة الأعرابي الذي لطخ الكعبة - شرفها الله - بالقاذورات قائلاً :
( أحببت أن أذكر ولو باللعنة ) فتجد أحدهم -
باختصار - يغرد خارج سرب العلماء وحماة الشريعة ،
ويسطر بقلمه ما يخالف الفطر السليمة ، ويظن بذلك أنه أصبح ذائع الصيت ،
مستطير الشهرة . والأمر ليس كذلك ، إنها مسئولية عظيمة سيسأل عنها ،
وسيقف بين يدي الله تبارك وتعالى فيحاسبه عن كل حرف سطره بقلمه ،
(( فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) .

ألا كسرت أقلام..
لا تتأدب مع الله تبارك وتعالى ، فمننه سبحانه تتابع عليهم ،
ونعمه تتوالى إليهم ، من ساعة علوق أحدهم نطفة في رحم أمه ،
ولكنه يقابل هذه النعم بكفرانها ، وجحود فضل المنعم بها سبحانه ،
مع أن الواجب على عبد ضعيف مثله أن يشكر الله تعالى بلسانه بالحمد والثناء ،
وبجوارحه في تسخيرها في طاعته ، ومنها : كفيه التي بها قبض على القلم ،
وأجرى مداده على الورق ، فكتب بها ما لا يرضي من حرّكها ،
وإلى أولئك أقول ، اقرؤوا - إن شئتم - : (( سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ )) [القلم: 44

ألا كسرت أقلام..
لا تتأدب مع كلام الله تعالى ، فترى أصحابها لا يقفون عند حلاله وحرامه ، ويهجرونه ،
ويرفضون التحاكم إليه ، ويصرون على مخالفته ،
حتى وإن كانوا ممن يقرؤونه ، فهم في الحقيقة ليسوا بمؤمنين به حق الإيمان ،
إذ لو كانوا كذلك حقاً لأضيئت لهم المسالك ،
ولتفتحت لهم المدارك ،
ولما تجرؤوا على أن يخرج منهم ولو حرف يخالف ما في الكتاب من الآيات والحكمة.

وإلى هؤلاء أقول : كفاكم هضماً لحقوق كلام الله ،
حتى أصبحتم تساوونه بغيره من الكلام ، أعيدوا لكتاب الله تعالى حقه ،
تدبروه واستلهموا ما فيه من العبر ، وأحسنوا الاستدلال به دون لويٍ لمعانيه ،
واحذروا فكلام الله تعالى حجة عليكم إن دعوتم إلى ما نهى عنه ،
أو نهيتم عما دعا إليه .
كونوا من عباد الرحمن الذين (( إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً ))

ألا كسرت أقلام..
لا تتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فإن الله تعالى قد جعل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام إماماً وحاكماً ،
قال تعالى :
(( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ))
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية :
( يُقسم الله تعالى بنفسه الكريمة المقدسة
أنه لا يؤمن أحد منكم حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور ،
فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطناً وظاهراً ،
ولهذا قال :
(( ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ))
أي إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجاً مما حكمت به ،
وينقادون له في الظاهر والباطن فا لذلك تسليماً كلياً من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة ) .

ألا كسرت أقلام..
لا تحترم العلماء ، والله تعالى يقول : (( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) [الزمر : 9] .
فبعض أولئك الكتاب استباح لحوم العلماء ،
ونهش أعراضهم ، وشكك في فتاويهم ، (ونسف) أقوالهم ،
وانتقص من قدرهم ، وأخذ أصغر أولئك - وكلهم صغار أمام علماءنا -
(يناقش) فتاوى عالم طلب العلم قبل أن يخرج ذاك من بطن أمه!
ومما يدل على خطورة إيذاء العلماء الذين هم مصابيح الأمة ،
ما رواه البخاري عن أي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( قال الله عز وجل في الحديث القدسي : ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) الحديث .. ))
روى الخطيب البغدادي عن الإمام الشافعي - رحمه الله - أنه قال :
( إن لم يكن الفقهاء العاملون أولياء الله فليس لله ولي ) ويا لخسارة من توعده الله بالحرب!!
وإلى أولئك أقول ما قاله ابن عساكر - رحمه الله - :
( اعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلني وإيّاك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته -
أن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ،
وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب ) .

ألا كسرت أقلام..
تدعو إلى خروج المرأة من بيتها ، وانسلاخها من عفافها ، باسم الانتصار لحقوقها ، والتباكي على حريتها المسلوبة - على حد زعمهم - وغايتهم الأولى هي : إنزالها في جميع ميادين الحياة ،
وبالتالي تختلط بالرجال ، حتى تخلع الحجاب عن جسدها (بيدها) ،
وتنزع الخمار عن وجهها (بطوعها) ، (( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ))
وعلى أولئك أن يتقوا الله تعالى ، وأن ينشروا الفضيلة ،
ويحاربوا الرذيلة ، ويحموا الأمة من شرور أهل الشر ،
وألا يخدموا الأعداء الذي يتربصون بنا ، وبوطننا المملكة العربية السعودية ،
الدولة الوحيدة في العالم التي يعلن ولي أمرها - أيده الله وأعزه بعز الإسلام
أن دستورها هو كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

عذراً - أخي القارئ -
فقد أكون أخطأت حين وجهت الخطاب في المقالة بضمير الجمع ،
وإلا فإن أصحاب تلك الأقلام هم في بلادنا المباركة قلة قليلة لا تكاد تذكر ،
ولا يشكلون في مجتمعنا أي نسبة.

ختــــــاماً :
فإن الكتابة نعمة من نعم الله تعالى يعطيها من يحب (ومن لا يحب) ،
فعلى من أنعم الله عليه بقلم فصيح حسن البيان ،
ألا يتردد في أن يزيد بعد أن يستزيد من المنهج الرباني ، ومن الهدي النبوي .




وواجبنا - جميعاً -
أن نهتدي بهدي محمد عليه الصلاة والسلام ، ونسير على ضوء سنته ،
ونرتوي من معين نبوته ، ونحمل أعلام هدايته ، وننضوي تحت لوائه ،
ونسقط الرايات المشبوهة ، والشعارات الزائفة ، ونرفع شعار التوحيد والمتابعة ،
عليه نحيا وعليه نموت ، وفي سبيله نجاهد ، وعليه نلقى الله رب العالمين .







 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس