08-03-2010
|
#29
|
في القرن السادس الهجري ..
مات يوسف بن تاشفين في أول يوم بالقرن السادس .. ( يوم 1 محرم عام 500 هـ ) وتولى ابنه " علي بن يوسف " الذي سار على طريق أبيه في الصلاح والجهاد وتوحيد الأندلس وإنقاذها .. ومن بعدها أصبحت إشبيلية في قلب الأحداث حيث جعل " علي " أخوه واليا في الأندلس ومقره إشبيلية .. فحدثت هزيمة مؤلمة أخرى ومقتل حوالي 20 ألف مسلم .. , ثم تولى قدوة أخرى لا تقل عنهما روعة وهو " تاشفين بن علي بن يوسف " ثم انتصارين عظيمين ..
وفي هذه الأثناء ازدهر العلم .. برغم الحروب .. وانتشر العدل .. وكانت نهضة زراعية عمرانية صناعية وأنشأت المدراس ...
وربما كانت هذه هي المدارس التي تعلم بها [ ابن العــوام ] ...
خريطة دولة الموحدين ..
إلى أن سقطت دولة المرابطين وتولت دولة الموحدين الحكم في عام 542 هـ .. وبدأ عهدهم بهزيمة مرة قتل فيها الآلاف وسُبيت ألاف النساء والفتيات .. أي مذبحة جديدة .. ,
ثم في عام 544 هـ سقط ثلثي الأندلس بيد النصارى ..
لكن بعد ذلك ظلت الحروب مستمرة باسترجاع بعض الأراضي والفوز مرات والهزيمة مرة أو مرتان .. لكن في النهاية يظل هذا الوقت وقت ازدهار وعدل وجهاد .. , وعلى الناحية الأخرى انتصر صلاح الدين في معركته لاسترداد القدس في المشرق عام 583 هـ ..
وفي هذا الوقت .. كانت إشبيلية مركز الأحداث ومقر قائد دولة الموحدين " المنصور " يخطط فيها للحرب ويدير شئون الناس ويحكم بينهم بنفسه .. فكان يخرج منها لقتال النصارى ويعود .. وهكذا إلى أن نقض النصارى هدنتهم ووصلوا لحدود إشبيلية عام 590 هـ فحدثت معركة يشببها د/ طارق السويدان بـ حطين انتصروا فيها .. , إلى أن مات المنصور وانتهى معه العصر الذهبي لإشبيلية وبعدها بـ 50 عام بالضبط ضاعت إشبيلية من أيدي المسلمين إلى الأبد ...
وهنا أكتفي بهذا الجزء ...
لكن لاحظوا من فضلكم موقع إشبيلية من الأحداث ^^ ...
.
,
ما هي مكانة الفلاحة أو الزراعة في الأندلس .. ؟
لا ننسى أن وقت الحروب تُحرق المزارع ويقترب خطر المجاعات لكن الأندلس لم تعاني من مجاعة أبدا أو عطش إلا في بعض الحصارات عندما كان النصارى يقطعون مصدر المياه القادم لتلك الحصون عندما دلهم عليها بعض الخونة ..
وعلى هذا .. كانت أهمية هذا العلم من أهمية وجود الأندلس نفسها إذا كان مطلوب من المشتغلين بالفلاحة دائما أن يتوصلوا لطرق تزيد الإنتاج عما هو معروف وإنتاج نباتات قوية تتحمل الأمراض .. , وأيضا كانت أهمية هذا المجال يتوقف عليها الاقتصاد الأندلسي كله ..
كما جاء وقت في بداية وجود المسلمين في الأندلس أحضر عبد الرحمن الداخل النخل إلى البلاد وبالتالي كانت مهمة العلماء حينها توطين هذه الأنواع الجديدة .. وكذلك الرمان أحضر إلى أرض الأندلس ولم يكن من مزروعاتها أصلا ...
هذا غير توفير الملبس والصناعات التي كانت في معظمها قائمة على الزراعة وبجانبها المعادن ...
إذن .. هل كان [ ابن العــوام ] من نجوم المجتمع في هذا الوقت من حيث اشتغاله بالمجال الأهم في المجتمع ... ؟
..:: خاطــرة ::..
نعرف نحن صابرا وشاتيلا والبوسنة وفلسطين والعراق وغيرهم كثير .. , فـ هل عرف مثلنا [ ابن العــوام ] مذبحة بربشتر ومذبحة أخرى أبشع منها بـ مدينة بلنسية التي سقطت بيد همج القنبيطور ( مجموعة من المرتزقة مواليه للنصارى ) حيث قتلوا كل من يقدر على القتال وأخرجوا كل من لا يستطع القتال وأمروا بقتل كل من لديه قطعة حديد .. حتى المسامير والإبر والسكاكين .. , وأيضا حولوا جامعها لـ كنيسة .. الذي هو الآن بالمناسبة كازينو ...
وفي نفس الوقت كان هناك " يوسف بن تاشفين " .. الذي كان قائد استحق القيادة .. أطلقوا عليه الناس لقب " أمير المسلمين " برغم اتباعه لحكم الخليفة العباسي الذي اعترف له بهذا اللقب .. , وكان أيضا قدوة رائعة لمجاهد في سبيل الله ..
وكذلك كان ابنه " علي بن يوسف " كـ والده قدوة ومجاهد .. وكذلك الحفيد " تاشفين بن علي بن يوسف " .. الذي وقف وحده مع 40 فارس فقط أمام جيش وحدهم في الظلام وعلى حين غرة .. وانتصر .. !
يبدو لي من كل هذا .. أن شخصية [ ابن العــوام ] كان تأثرها الأكبر ( خصوصا في فترة نشأته وقت دولة المرابطين تقريبا ) بظروف تشبه كثيرا الظروف التي نعيشها نحن الآن من حيث احتلال أراضي الأندلس والهجوم الدائم من النصارى .. , وأظنه أيضا لا يختلف عنا .. عن جيلنا نحن بالذات .. كثيرا .. !
لكن .. أصبح هو العالم الذي نعتمد عليه إلى الآن .. بنفس أساليبه التي استخدمها في هذا الزمن القديم .. , برغم ما وصلنا له نحن من تقدم وتطور في علوم النبات وما يرتبط به من أدوات البحث كـ الآلات الحديثة مثلا ...
ربما لأن القدوة توفرت له ولم تتوفر لنا .. , وربما لأن الحرب وقتها كانت مباشرة بالفرسان والسيوف للفريقين أمام بعضهما .. وليست من وراء قرارات منع الأغذية والأسلحة وحقوق الملكية والاحتلال الثقافي والتخريب في الفكر والعقائد ...
|
|
|
|
|