عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2019   #4


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 4 يوم (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




السَّماء بوسْعَها تَبْعَثُ لهُم نَسائم دافِئة يَمْتَطي سرْجَها انْتعاش جَرى بهم مَجْرى الدَّم في الوَريد،زُرْقَة رَقيقة غادَرت البَحْر لتَغْزِل خُيُوطَها لِباساً بَهي تَتَحَلَّى بهِ السَّماء مُبَشّرة الوُجود بصباحٍ جَديد..غَيمٌ و بضع أشِعَّة داعَبت ذلك الإمْتزاج الخَلَّاب المُتَسَرْبِلة بهِ تلك السَّماء..سَيّدة الكَوْن و لوْحة إبْداع تُسَبّح الألْسُن لعَظَمة خالِقَها..،رَفَع السَّاعة المُؤقتة المُحيطة عُنُقِه مع اعْتلاء صَوْته الجَهور،:باقي عشرين ثانية
تلك الصَّغيــرة صَرَخت بتَشجيع و هي تَقْفز بحَماس تطايرت على إثْره خصْلاتها،:بســــرعة فـــرررح..يلــه فووزي
أَخْفَضَ بَصَره لها و ضِحْكة جَميلة فَرَّت من حَنْجَرته ليُتْبعها،:بابا جوجو انتِ دورش بعدهم تمام؟
هَزَّت رأسها بذات الحَماس اللَّامع وسط عَدَستيها،:اووكـــي
عاد مُوَجّهاً انتباهه لهُم مُرْفِعاً صوته،:عَشر ثواني
مَرَّت الثواني سريعة..اذا ما قارنها بسُرْعَتِهم فلقد كانت أسْرَع،رُبَّما لَحَظاتها كان أرْشَق من عضلاتهم الكَسُولة.. اقْتَربوا منه و الإحْمرار يَسْري بوضوح على وُجوهِهم ..لُهاثَهم اخْتَرَق هُدوء الشُّروق و أجْسادهم قد نال منها إرْهاق احنى كاهلها..نَطَقَ و هو يُقَلّد كلماته بحَزْمٍ لا يَقْبَل النَّقاش،:آخر مرة اعطيكم إجازة أسبوع..يومين بس..و اذا شفتكم على نفس هالحال بلغي الإجازة نهائياً
مُحَمَّد باعْتراض و يده تَسْتَقِر على خاصرته عند موْضِع الألَم،:يُبه واجــد مئة متر مـا يصيــ
رَنا لهُ بحدَّة جَعَلته يَبْتَلع الباقي من حَديثه..اسْتدار يَنظر لجُمانة التي كانت تُحادِث فَرح المُنْزوية على المقْعَد الخَشبي تجْترع الماء..ناداها مع ارْتفاع رنين هاتفه،:جُمانة بابا تعالي
قَدِمَت إليه بطاعة..أشارَ لها بالانتظار و هو يُجيب،:هلا رائـد
،:هلا صباح الخير
و هو يَخطو بهدوء مُبْتَعِداً عنهم،:صباح الخير..بغيت شي متصل هالحزَّة ؟
أجاب،:كنت ابي اسْألك عن زوجة عَمَّار
تَساءل،:كلمتك ؟
باسْتنكار،:كلمتني ! ليش تكلمني ؟
وَضَّحَ وهو يَعْبث بالأرض بأطراف قدمه الأمامية،:لأن قلت لها اذا تبي تستفسر علن الموضوع تكلمك
اسْتَفْسَرَ،:انت شنو قلت لها بالضَّبط ؟
بهدوء طَبيعي،:قلت لها اني صديق عَمَّار الله يرحمه و جاي اخبرها بمقتله
صَمَت للحظات يُعاين الجُمْلة الصَّادمة التي خَرَقَ بها مسامعه..نَطَق يُحاول أن يَفْهَم،:لحظة لحظة..انت قلت لها جذي مُباشرة ان عَمَّار انقتل ؟
أكَّد بذات الهُدوء المُثير اسْتفزاز رائد،:ايــه..قلت لها جاي اكلمش بخصوص مقتل عَمَّار
بهَمْس لا مُسْتَوْعِب،:بدون مُقَدّمات !
عُقْدة اسْتنكار بانت بين حاجبيه مُعَقّباً،:مُقَدّمات شنو رائد ؟! " أَرْخى العُقْدة مُرْدِفاً بابْتسامة سُخْرية" ليش انا بعقد ويَّاها اجْتماع لو مؤتمر عشان ببدا كلامي بمُقدّمات !
تَعَجُّب ارفَعَ حاجبيه من الصَّرخة المُدْوية الفارَّة من حَنْجَرة رائد و قدمه أوْقَفَت عَبَثِها،:انت شنــوو عَزيـــز ! شقول عنّك ؟! متى بتعرف تتعامل وياهم..لين متى بتظل تستخدم هالأسلوب الحقير ؟!
بحدَّة وَجَّهَ لهُ سهامه،:رائد أرجوك عن الغلط..شفيه أسلوبي عشان تقول عنه حقير ؟ "أكْمَلَ يدق ناقوس ضَميره" عالأقل ما تسترت على الجريمة مثل الجبان
و غضَبه يُرْشِق كلماته،:انا ما تسترت..بس اعرف متى اتكلم و عارف من المجرم اللي قدامي و شلون اتعامل وياه
تَساءل بعدم فهم،:زين اللحين ليش قاعد تلومني ؟ماني فاهم سبب عصبيتك هذي..انا قلت لك اني بعطيها خبر
حاوَلَ أن يُهَدّأ من اشتطاطه لعَلَّهُ يستوعب،:يا عزيز افهم،افهم..هذي مرة،أُنثى..ما يصير تعاملها مثل ما تعامل المُجرمين اللي تحقق وياهم..الرَّجال لو جيت وخبَّرته بعد سنة إن عَزيزه مات مقتول يمكن يطيح من طوله..فما بالك بأنثى تسَيّرها مشاعرها ؟!
صَمَت للحظات يُقَلّب كلماته وسط عَقْله..و ذاكرته عادت للقاء القريب بينهما..لم يَلْحَظ علامات صَدْمة تُلَوّح من وَجْهها المُهَطَّم بإبداع..هو لم يَصْطَدم بدمع أَغْرَقتهُ بهِ أعْيُن طليقاته من قَبْل..هي حتى لم تَصْرُخ أو تستنكر..ظَلَّت بَكْماء بغرابة للتو يستشعرها.. وهو كان المُتَحَدّث الوَحيد..،تَساءل بغباء و هو يَدْعَك خَدّه،:زين اللحين تتوقَّع شصار فيها ؟



كَمَدٌ مَرير أعادها لليلة التي لُطِمَت فيها روحها بخَبَرِ فَقْده..أعادها لصَوْمَعة الضَّياع تلك،و أسْكَنها بقسوة أكْواخ البُكاء المُخْتَرِق قَلْبها شَظايا تُأجّج النَّحيب..لم تَنَم و صَدْرُ والدتها صَيَّرهُ هوانها وسادة تَشَرَّبت فيضها المالح..بَكت حتى بُحَّ الصَّوتُ و الغَصَّات قد انْدَثَرت..و كأنَّ صَدْرها اسْتوى كَهْفاً نُحِتَت بين تَصَدَّعُات جُدْرانه حكاية فَقْدِها..،الشُّحوب كان الصَّباح المُشْرِقة به ملامحها..صَمْتٌ مُوْحِش غَلَّفَ حَنْجرتها للحد الذي أوْجَسَ صغيرها المُتسائِل،:ماما شنو فيش؟ ليش ساكتة ؟
نصف ابْتسامة باهِتة اسْتَعصى عليها إكْمالها مالت منها شفتيها الذَّابلتين..بهمس مَبْحوح أجابته و هي تَعْقِد رَبْطة عُنُقِه المُلْحَقة بزي المَدْرسة،:و لا شي حبيبي..بس تعبانة شوي
،:مريضة ؟
هَزَّت رأسها بالنفي و بباطن يدها مَسَّت خَدَّه القُطْني،:لا يا عُمري مو مريضة "مال رأسها برِقة و هي تُداعب أنفه الصَّغير مُرْدِفة" بس انام شوي و بصير زينة
ابْتَسَم بسِعة قبْلَ أن يَقْتَرِب ليُعانِقها بشدَّة ناعِمة تزاحَمَت على إثْرها الدُّموع في عينيها..ناغى قلْبُها المَحزون هذا الإحْتضان البريئ..بنبرة أصْدَق من الصّدق نفسه،:أحبــش ماما
احْتَضَنَته شادَّة على جسده الضَئيل بحَنو لتنطق بعينان مُغْمَضتان من ثِقْل المشاعر المَصفوفة على جفنيها،:حيــاتي و انا بعد أحبك و أموت فيك "قَبَّلت رأسه مُرْدفة بتنَشٌّق " يا بعد عمري
،:صَباح الخير
اسْتَدار للصَّوت المُحَبّب لقلبه ناطِقاً بسَعادة،:خـــالي عبوودي
اقْتَرَب و الإرهاق يَغفو أَسْفل عينيه و بين طَيَّات ملامحه الرُّجولية..تَوَقَّفَ أمامهما ثُمَّ انْحَنى مُقَبّلاً جبينه،:هلا والله عبودي الصغير..صباح الورد حبيبي "نَفَخَ صَدْره ليَتساءل بصَوْت مَضَخَّم" جاهَز للمَدْرسة يا بَطل ؟
بإيجاب مُتَحَمّس،:ايــــه
أَشار للخارج بيده،:ماما بلقيس تنتظرك تحت عشان تتريق و تروح مع جدي المدرسة
تَقَلَّصت ابْتسامته حتى تَبَعْثَرت و عيناه الواسِعتان قَصَدتا وجه والدته ليتساءل،:و ماما ؟ ما بتجي تتريق؟
رَدَّ بابتسامة مُطَمْئنة أراحت هَواجسه،:بلى حبيبي..بس بكلمها شوي و بعدين بتلحقك
هَزَّ رأسه برضا ثُمَّ تَوَجَّه بجري سَريع كعادته للخارج ثُمَّ للأسْفَل حيث ينتظره جَدَّاه..،هُو بعد أن تأكَّد من ابْتعاد عبدالله الصَّغير اسْتدار لشَقيقته،وَحيدته و وَحيدها..جَذَبت عيناه بَوْحُ مُقْلَتيها المَسْجون بين دَمْعٍ و ذِكْرى..تَقَوَّسَّت شَفتيها بارْتجاف و ذقنها اجْتَرَع تأتأة الحُروف المُنْزَلِقة بتَخَبّط من لسانها..أحاط وجهها المَخْنوق بالإحمرار بيديه الكبيرتين هامِساً بعَطْفٍ على أُنْثاه المُتَرَمّلة بعد مَوْت حُب..أو قَتل ! ،:حبيبتي غيْداء
نادتهُ حَبْلَ نَجاة هُو أَمَلُها الأخير للفرار من هذا الغَرَق المُبْهَم مَصْدَر هيجانه،:عـ ـبـ ـدالله
دَفَن وجْهُها بين كَتفه وقَلْبه و كلتا ذراعيه تحتضنان هَشَاشتها..ورقة حُرِقَ غُصْنَها و باتت تَجُوب الهَواء باحِثة عن ثُقْب يُعيدها للذي مَضى..لأيَّامٍ كانا فيها رَفيقي السَّهَر يُؤسّسان ذلك العُش الدَّافئ ..مَسَحَ على رأسها و لسانه يُسَمّي بهَمْسٍ عَلَّ لَفْظَ جلالةٍ يَنثر غَيْثاً على روحها المُشْتَعِلة من صَدْمة..للتو أَخْبَرَتهُ والدته بعد عَوْدَته من عَمَله،قَلَّبَ كلماتها في عقله مرَّة..اثنتان و ثلاث،حاولَ أن يُنَقّح الخَبَر من سُوء و لكنَّهُ لم يَسْتَطع..شذرات من شُرور شَعَر بها تَتَعَلَّق بأذْيال هذه العُقْدة التي ألْقاها ذاك الغَريب..تَساءَل بعد أن هَدَأ نَحيبها،:تعرفينه غَيْداء ؟
رَفَعت رأسها تنظر لهُ من خلف نافِذة صَبيبها مُجيبةً بضياع حَلَّقَ غُرْباناً بين عينيها،:ما اعرفه..و لا اذكر إن عمـ ـار جاب طاريه من قبل
باسْتنكار دَثَّرَ ملامحه المُتْعَبة،:ليـش بعد سنة من الحادث جاي يقول هالكلام..شمصلحته !
نَطَقَت بقَهَر حَفَرَ وديان فوق وجْنتيها احْتَضَنت دموعها،:قَهرني عبدالله..بكل بـ ـرود يقول لي مقتـ ـل عَمَّــار..كأنَّه شي عادي ..بكل بـروود
أَرْخَى شَفَتيه فوق جَبينها مُوْدِعاً قُبْلة بها يُسْكِن بَعْثَرتها،:خلاص حبيبتي..اهدي انتِ..انا بكلم رائد و بشوف شنو الموضوع



تُشاركه الصَّباح بحَديث هادئ لهُ مَذاق قَهْوة سَوْداء مُرَّة بحلاوة لاذِعة..كلمات والدها كانت تَحوم حَوْلَ ذلك المُنْحَشِر بين طُرقات دُبْلن البارِدة مُنذُ السادسة على حد قَوْل أبيها..،عَمَلُها يَبْدأ مَساءً و سارة مَشْغولة مع زوْجَها الذي فاجأها فَجْراً بقدومه مع طفليها بعد أن فاض شَوْقهم لها..فهي لم يَكُن لها سوى والدَها..خيْرٌ لها من وحْدة قد تَعْصِف بذاكرتها المَسْقومة..،أرْجَعَت خصلات شَعْرها خلف أُذُنِها و هي تستمع لحديثه الهادئ،:والله لو ما كلمناه أنا و رائد جان ما اقتنع..عَنيــد على أبوه الله يرحمه
هَمْهَمَت دون تَعْقيب..فزواجه هذا يَقِف شَوْكة وسط حَلْقها..لم تستطع اجْتراعه رُغم تَوبيخها لذاتها المُعاقة..ستظل بَلْهاء و غَبيَّة..،واصَل و عيناه تُراقِبان ملامح وجهها من الجانب،:هو صَحيح اقْتَنَع..بس وَكَّلني مُهمة اختيارها "و بضحكة" أخاف بعدين اذا ما عجبته يلومني
ابْتَسمَت بخفَّة ابْتسامة لم تصل لعينيها و لم يَمْسَسها قَلْبهُ المُتَيَقّظ..و ببرود ساحِق،:بالعكس يُبه..بتعجبه و بيشكرك
أفْصَحَ بصراحة،:انا خلاص اخترتها
قَبَضَت يدها تُخَبّىء عنهُ رَعْشة أصابعها مُتسائلة بوَجْسٍ لاهث،:من....هي ؟
حاجبه اعْتَلى قمَّة ثقته،:تعرفينها
تَعَثَّر عَقْلها باحِثاً عن اسم لأنْثى مُعَيَّنة و لكن فَشِلت..فالتوتُّر قد أحاط بفكْرها مثل قلنسوة صوفية شديدة الإنْعقاد..تَصافَقت أهدابها بارتباك لسؤاله المُنْحَرِف،:يُبه إنتِ شرايش في طلال ؟
مَسَّت أنْفَها بظاهر سَبَّابتها..الْتَقَطت صَوْتها من قَعْر صَمْتها لتُجيب بكلمة واحِدة،:زيـــن
ضَحَك و هو يُوَضّح،:لا يُبه..ابي رد عدل..يعني تحسينه يصلح للزواج ؟ ولا بيفشلنا ويا بنت الناس ؟
مَسَحت طَرف حاجبها لتُجيب بنصف ابْتسامة،:لا يُبه عاد موإلى هالدرجة "أَخْفَضَت بصرها لأصابعها التي تَصادمت ببعثرة مُضطربة و هي تُواصِل بعين داعبها الْتماع ماضٍ" يعني صحيح هو فيه جنون..متهور في أغلب الأوقات "مالَ رأسها و ابْتسامة ناعِمة تُلاطف شفتيها الصَّغيرتين" يتصرف بطفولة تحسسك إنَّه أبْرئ انسان في الدنيا..بس أبداً مو سيء
تَساءَل و فَحْوى كلماته طَرَق أبْواب هذيانها،:يعني متفهمة وضعه "هَزَّت رأسها و هو أكْمَل بسؤال هَوى بها من سماء سابِعة لقُعْر أَرْض تُرابها سُم اصْطَدَّ لمَسير الدَّمِ في عُروقها شالّاً حواسها" يعني اقدر اقول له انش موافقة على الزواج منه ؟



يَجُر من خلفه آخر حقائبهما و هُما تَتبعانه بتَسْليمٍ لأمر حياة كانت حاكِماً طاغياً عَمَلَ على تَسريحهم من بلاد الرَّخاء..كانت تحْتَضِن ذراع ابْنتها..أو رُفات ابْنتها..حُور أخْبَرتها مُنذ ساعات برأيها هي و يُوسف بأفضلية عيشهما معهما في المَنْزل مُعَلّلة "احسن من العيشة بروحكم و أأمن..أصلاً كان لازم هالشي يصير من زمان..بس للأسف تونا نوتعي" نعم للأسَف..وا أسَفي على فلذة كَبدي المُحَطَّمة الأحلام..و هل للأَسَفِ بابٌ يُرْتَجع من خلاله الشَّرَف ؟
غادرتا الشّقة التي حَوَتْهُم بالرُّغم من ضيقها إلا أنَّهما تلَحَّفتا بجُدرانها ذات شتاء و أسْقَتهم نوافذها بشُعاع شَمْسٍ لم يَخْترق روحيهما أمَلَهُا..،انْطَوت أجْسادهم في السَيَّارة..ثوانٍ و حَرَّكَها يُوسف الغافِل عقله عن تلك الشَّبَح المُسْتَرِقة طَريق مَنْزله..،



عَصْراً

عادت بعد ساعاتٍ قَضَتهما في منزل والدها..تَجاهلته بفم فاغِر..قَطَعت بعض اتصالات و تَرَكَت أُخْرى تَزْعَق بلا جواب حتى اسْتَسْلَم هاتفها لإهمالها المُتَعَمَّد و انْهارت بطَّاريته..عادت و معها حقيبة صَغيرة حَشَرت فيها والدتها الباقي من حاجياتها التي تكاسَلت على جمعها..تَرَكَت الحقيبة للخادمة لتُصَعّدها لجناحهما و هي اكْتَفَت بسُرَّها المَدْفون..كانت تحتضنه بذراعيها مُقَرّبتهُ لصَدْرها..خائفة عليه و خائفة منه..رَجَت أن تَكون عَوْدتها سابِقة لرجُوعه..لكنَّ غَضَباً فَجَّرتهُ أفعالها صياخيد في نفسه أرْغَمَه على الإسْتئذان من أَصْحابه..،دَلَفت للجناح لتلتقي مُباشَرة بعد أن تَجاوزت المَمَر ببُرْكانه المُتَهَيّئ لبَصْق حُمَمه..كان من الواضح أنَّهُ قَطَع غُرْفة الجُلوس جيئةً و ذهاباً مما زَرَع ابْتسامة انْتصار فوق شفتيها..فهو في الأيَّام الماضية جَعَلها تَتَقَلَّب فوق صَخْرٍ و نار..،فَتَحت فَمَها لتُسَلّم لكن يَدهُ التي قَبَضَت على ذراعها أَلْجَمتها و من حنجرتها قَفَزت شَهْقة مَصْدومة..اسْتَلَّ الكلمات من بين أسْنانه هامِساً بحدَّة عَقَدت ملامحه،:والله..والله اذا ما كان عندش تفسير غير إنّش تردين لي الحركة بتشوفين شي ما شفتيه
اَضطَّرَبَ فكَّها بحَنَق و نظراتها تَتَقَلَّد بقوسٍ منهُ تُطْلِق أسْهُم من جليد مَرَقت صَبْره،:ايـــه ما عندي تفسير..ابيك تحس بمثل اللي خليتني احسَّه
اتَّسَعت حدقتاها و ارْتعادة خَوْف طالت أوْصالها من صَرْخته المُفاجئة،:أطْفـــااال احنــا ؟ قولي لي أطْفال احنا عشان تلعبين هاللعبة التافهة ؟!
مالَ رأسها و القَهَر يَضطرم في صدرها،:ايـــه انت اذا لعبت ألعابك ما تصير مثل الأطفال..حلال عليك و حرام علي
خَطت خطوة تُريد تَجاوزه و هي تُحاول أن تَتَحَرّر من قُيود يده الصَلْبة..جَرَّها بعُنْف و صَوْته يَعْتَرضها،:مـــا خلَّصت كلامي
بصَرْخة مبحوحة،:مـــابي اسمع كلامك..اتركني
زادت في عنادها و هو ضَعَّف من عُنْفِه جاذِباً جَسَدها النَّحيف بقَسْوة هَدَّدت حُصْنَ ذراعها التي حَوَت سرَّها المَخْفي ليهَوي فاضِحاً أَحْلامها المُتناثِرة تحت أنظارهم على الأرْضية الخَشبية بالتوالي مع اعْتلاء شَهْقتها الهَلعة..،



 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس