عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2019   #2


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (04:06 PM)
آبدآعاتي » 3,247,493
الاعجابات المتلقاة » 7392
الاعجابات المُرسلة » 3674
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



###

العَصر..لمَ يتبقى على الغُروب سوى القَليل
الجَميع قَد وضَب أمتعته ..مستعدين لتوديع رِحلتهم

كانت غادة تَنظر لتوأمها ...كانتَ تود سؤاله عَما جَرى بالأمس... وهل فِعلاً كان خروجهم لشراء بعض النواقص..
كَانت تَود أن تَعتذر منه مُجدداً...كانت تُريده أن يصِفح عَنها .
لكِن كان مِزاجه مُتعكراً منذ بِداية الرحلة ... بَل إن مزاجه يزداد سوءَا كُل مرة تراه فيها ..كَان عابساً طِوال الوقت على غَير عادته .

في الجِهة الأخرى، لِين كَانت مُنهكة ... تشتاق لأن تَعيد إنضابط روِحها عِندما تعود للشقة .. لاتعَلم كَيف إستسلمت لُكل التُراهات التي حَصلت في هذه الرِحلة .. لَقد بعَثرت ذاتَها.

لأما هِيَ..فـ كُل ذَلك الحُطام قَد تجَسد فِيها .. كَانت تَشعر بأن الأمل قَد كَف عن بعث نُوره.. وإنقطَاع الأمل تَجسيد لكلِمة الألم .
كَانت تُحاول دائماً أن تُعبر عن مشاعِرها في بيئة أشخَاص قَد أسروا مشاعرهم في سِجن الكٌتمان .. لَم تَجد ذلك صحيحاً ..ولَم تتبع طريقتهم ..أرادت الإعتراف له بِمشاعرها ...وحِينما قامت بذَلك ..رفضها مع إبتسَامة.
إن الكِتمان لاَ يعود بالنفع وإنما بدمار النَفس...والبَوح قاسِ كما تشَعر به الآن ... مالخِيار الذي يَجب عَلى الإنسان أن يَسلكه .
كَانت مَرام تَخوض بذلك الصِراع في عَقلها .. وعَينيها مُرتكزة على الحقائب التي تَجر إلى السيارة ..
صًحت من شرودها على صوتٍ فَهد
لَم تسًمع مايقوله ..لم يُترجم عقلها مايتفوه به .. كانت تنظر لملامحه المُتعبة وهي تفكر بداخلها .. قَد تظاهر بالقسًوة طِوال الوقَت .. فقَط لكِ لا يشعَر هو ومَن يَحب بالألم بعد ذلك ... لكَنه ومع ذلك ...يتألم كِل يوم .
ضَرب جَبينها بإصبعه وهَو ينظر لعَينيها بِنصف عَين حَتى نَظرت إليه وكأنها تستفيق من نومها : الحَمدلله عَلى السلاَمة الطِيارة الي موجود فِيها عقلك هبطت عَلى أرض الوطن بسلام.
إبتَسم لها بإبتسامة صًفراء مُشيراً لها بالركوب .
###

فِي السِيارة...فِي طريقِهم إلى العَودة.

نَظر نَحوها وهِيَ تنظرنَحو الطَريق عَبر نافذتها بضَجر وضِيق..
:شهالأغنية الحَزينة الي حاطتنها ..وِين أغانِيك الهابطة الي مِتعودة تحطينهم
لِين دُون أن تنظر إليه ..بصوتِ متملل متثاقل: توقعت الرِحلة بتبسطني ..لَكنها عَكرت مِزاجي.
قَيس زمَ شفتيه وهو يومأ إيجاباً ..
لِين متكتفتاً وهي تنظر للأمام: بنت خالك مَزعجة..مِصرة تزعجني مَع إني قلت لها ألف مرة إنك ماتهمني.
قَيس أطَلق ضُحكة ساخرة ...صَمت لبرهة ..ثُم تَحدث بهدوء: لاحظتي إن الفترة الأخيرة إنا كلامنا يتمحور حَول "غلا" ..أقصد...مَصيرنا راح نتكلم كِثير عنها في وقت قريب.. لَذلك خَل نغير الموضوع
لِين نظرت له بنصف عَين : واقعاً لأنها أساس خُطتنا وعِلاقتنا مَع بعَض
قَيس مُتجاهلاَ ماتقوله : مِثلاَ تكَلمي عَن هواياتِك ...إيش تِحبين ؟ .." نظر إليها " غِير المشاهدة يعني ...أقصد سباحة ؟ قِراءة؟ تصوير؟
لِين هزت كتفها بضجر: ناه...ماعَندي هوايات
قَيس: مو شَرط هاذي الهوايات بَس..أي شيئ تستمتعين وإنت تسوينه
لِين بضجر: هوايتي أتهاوش معاك
قَيس ضَحك: ههههه لا من جد أتكلم
لِين بنصف عَين : ألهمني ...إنت تكلم أول
قَيس إختفت ضحكته لإبتسامة ، بهدوء وهو ينظر للطريق والغروب قد لَون السَماء وكأنها لَوحة بألوانه المُذهلة : أنا مِثلاُ ..أحب القِراءة ...والتصوير شوي.. والـ...آممم بصًراحة ما أحب أتكلم عن هالهواية ...محتفظ فيها كَـ سر
لِين : ليه ؟
قَيس: ما أعرف... إنتِ ماعندك هواية بس ماتحبين تقولينها للناس؟ تحبين تحتفظين بها لنفسك ؟
لِين : مُمكن .. إلا
قِيس: إيش هي؟
لِين بإنزعاج :إنت أول
قيس إبتسم: طَيب... أنا الكِتابة
لِين عَقدت حاجبيها : ليه هاذي الهواية السُرية؟
قَيس: إذا تكلمت عَن هوايتك ..راح يطلبون مِنك إنك توريهم من منبع الفضول شغلك .. وأنا ..ببساطة مابي
لِين : أنا توقعت هواية غريبة ممكن يضحكون عليك الناس لما تقول لهم عنها مو كتابة!
قَيس ضَحك وهو ينظر إليها : ليه ..إيش هي روايتك المَضحكة ؟
لِين بإنزعاج وهي تنظر جانباً: واقعاَ... أحب أجَمع العُملات والتذكارات من الأماكن ..بس لأني ما أسافر فأجمع مناديل المطاعم
إنفجَر ضاحكاَ .. لمَ يستطع حتى أن يتظاهر بعدم الضحك
ضربت ذراعه بقوة .. وصرخت بإنزعاج :هييي !!!! شفت فلهذا ما أحب أقول هوايتي للناس !! ..ليلى تُقول لـي إني لما احط المنديل خلسة في شنطتي كأني أجمع مُخدرات
إنفجر ضاحكاً مرة أخرى ... لا يستطيع تحملها .. تضحكه كل مرة بشيء مختلف
لِين بإنزعاج : مسوي إن هوايتك القراءة وحالة وين الثقافة بالضحك على هوايات الآخرين يا أستاذ ؟؟؟ كِيف تنشئ جِيل مهتزة ثقتهم بأنفسهم ومايقدرون يعبرون عن إهتمامتهم بدون مايخافون من السخرية إذا إنت بتكون قدوة غِير صالحة لهم وتضحك على هوايات الآخرين ها؟
قَيس بإعجاب ساخراً: والله طَلعتِ حَكيمة
لِين بغرور: أفا عَليك ..وكَم مِن طالبِ غَلب إستاذه.
###

ليـــلاً..

في المَقهى.. عِند صًوت المَلاعق تحتَد بالصٌحون ..وقَرع الأكواب على الطاولات..أحاديث الأصحاب..وصًوت الآلة وصوت سُقوط القهوة في قعرِ الكأس..رائِحة الكَعك المخبوز ..والقهَوة .. ورائحة عِطره التي تتسللَ إلى أنفها كُل ما أقترب بِجانبها

رَمقته بنظرة وهِي ترسُم بالحَليب على سطح القهوة الساخنة ..
رَمقها هو الآخر بنظرة ..وهو يضغَط على زر الآلة ..لتسكب القهوة في كوب صًغير
نظَر لوجهها أولاَ بنفسٍ نظرتها ..ثٌم نَظر لرسمتها على القًهوة .. لَو لم يتشاجَرا..لأثنى عَليها تَحسنها السريع
لَكنه أخذ القَهوة التي أعدها وهو ينظر لَها بإمتعاض لُيقدمَها لزبونه ..

كَان يُراقبهما مِن زاوية أخرى وهو يَعيد تعبأة ثلاجة الكَعك ..
لَقد إعتذر لها سابقاً.. ولَم تعاتبه ..وَحضرت مجدداً للعمل دُون أن تتكلم عن الحَادثة
لَكن يبدو إن هُناك حَادثة أخرى حَصلت بين لِيلى وريان.

تَقدم نَاحيتها .. إبتسم إبتسامة لَطيفة عَلى عَكس تقاسيم وجهه القاسية
ردَت على إبتسامته بإبتسامة مًتصنعة ... أحسَت بأن هناك شيئاً وراء إبتسامته
لَيس من عادته أن يكون بشوشاً .. بل من عادته أن يكون عَصبي ويحاول التحكم بأعصابِه قَدر الإمكان
نَطق جراح وأخيراً : وش صًار بِينكم ؟
لَيلى : بَس هواش عَمل
جَراح : مِن بَعد ماصًارت هوشتي مع ذاك "شدد على كلمته التالية بغضب" الغبي .. آه .."بهدوء مفاجئ" أقصد بذاك الشخص.. طَلع ريان من المقهى وهو متضايق وإنت بعد
مُمكن أعرف السبب ؟
لَيلى نَظرت لجراح بعَيني صادقة..بهدوء: واقعاَ لما إنت طَلعت بعد الهوشة..خضت في نقاش "رفعت عينيها مُحاولة إنتقاء الكَلمة المناسبة لذلك بتردد" غِير وِدي.. "رفعت يديها نَحوه موضحتاً" عُذراَ إنت سألت عَن الحَقيقة وأنا ماراح أكذب فَأتمنى كَلامي مايزعجك...
أومأ رأسه بالإيجاب بِطريقة واعية لَم تلتمسها منه مٌسبقاً مع كُل نوبات غَضبه التي رأته فيها
لَيلى مُكملتاً : تِكلمت عَن عصبيتك ..."بتردد" المُفرطة ...
أومأ رأسه ببطئ بالإيجاب مُحاولاَ أن يخفي حِزنه لكن شُعوره كان واضحاً على عينيه
لَيلى : رَيان إعتذر عَنك ..فأنا قلت له " بما إنك تعتذر عَنه معناتها إنك مفروض تهتم بأمره" ..إنفعل وتضايق وماتوقعت رِدة فعله تكون كذا...كِنت أبي أوصل له إن الصًداقة مو إنه يعتذر عَن أخطاء صًديقه ...بل إنه يعالج أخطاء صديقه.
جَراح أومأ رأسه بالإيجاب للِمرة التسعون .. أخذّ نفساً عًميقا ..ثُم نَطق بهدوء: إنتِ تدرين ليه تِغيب هالفترة عَن العمل؟
ليلى : إيه...لَين قالت لي عندهم رحلة
جَراح وهو يَنظر لها بتركيز : طَيب وقالت لك متى يرجعون من الرحلة ؟
لَيلى وهي تنظر لجَراح بإستغراب من أسئلته : إيه ..الليلة شيء كِذا
جراح بهدوء وهو يشَير برأسه ناحية رَيان : طَيب وهو وش جابه هِنا ؟
إلتفتت لتنظر لريان الذي كأن يأخذ طلبات الزبائن متصنعاً إبتسامته على الرغم من حِزنه ..أحست بالخِزي ..رَمشت بسرعة وهي تعود للنظر لجراح
إبتسم : صًار له كَم برا البيت ..أكيد أمنيته اللحين إنه ينام على سًريره وبكره يروح للعمل بنشاط .. لَكنه إختار إن يجي يساعد صًديقه في مقهاه الي مايجني منه أي ربح
إختفت إبتسامته عَن وجهه ..أكمل وهو ينظر لليلى بِجدية وهِدوء: إنتِ ماتعرفين كِيف ريان ..."صمت قليلاَ" ما أدري كيف أوصفه لأني أستحي أسميه صًديقي وهو أب وأخ وكل شيء لي في حَياتي .. هّذا المُستفز الي تشوفينه قِدامك .. هذا توأم وَقف مع توأمته فِي كل شيء.. إهتم بأمه بعد وفاة أبوه .. إهتم بَصديقه المُصاب بإضطراب غضب
صمت وهو ينظر لملامح وجهها التي تغيرت على آخر جملة قالها ...
وُهو أحَس ببرودة تعتري قَلبه ... قَال ماكَان يصَمت عَن بوحه منذ سٍنين
كَانت والدته وعائلة صًديقه الوحيدين الذين يعرفون عن ذَلك .. لَكنه إستاء من بوح ذلك أمام أي شخصِ آخر.
جَراح وهو يَقف مُعتدلاً ليستقيم ظَهره : ما أعرف....كِيف يقطع نفسه أكثر عشان يحصل على الرِضا ؟
مَضى بعيداً عَنها وهو يرَى تعابير النَدم واضحة عَلى وَجهها ..
مضى بجانب ريان الذي يأخذ الطلبات مِن الزبائن ... ليصًفق أسفل رقبته بَخفة .. نَظرت له عَيني ريان العسلتين بتساؤل .. إبتسم له جَراح وخرج من المقهى .. نَظر نَحوه بتساؤل حَتى إستفاق من ذلك بسؤال الزبون له

بيَنما هو خَرج ليبتعد عَند ذلك الزقاق .. ويستطيع أخيراً أن يسمح لإبتسامته بالتلاشي.. ولأنفاسه بالتسارع ... وأن تمتد يده نحو جيبه ليخرج منه سجائره ... ليرتشف سيجارة بشراهة وكأنه يرتجي من تسلسل دُخانها الدافئ عَبر رئتيه أن تُدفئ البرودة التي أحس بها عِندما باح بإضطرابه.
أغَمض عَينيه حالمَا نَفث الدخان مِن رئتيه ..
يَود لَو ذلك الذي يبعثره... أن يَخرج مَع كُلِ زفيرُ دُخان يَطلقه.
###

تَقدمت نَحوها مُتشابكة اليدين ..مُترددة ... نَظرت لها بعَينين حائرتين
كَانت تفتَح الأدراج وتبعثر بداخلها ..حَتى فَتحت دَرجاً يحتوي على الكثير من عُلب الدواء المنوم .. فبدأت بتفريغهم في كيسِ بلاستيكي ووضع العُلب في كيس بلاسيكي آخر
مَرام مُحاولة أن لا تظهر نبرة الإستنكار في صًوتها : يمه وش تسوين؟
أم فهد بتركيز شديد : أرمي هالسم الي أختك تاخذه كُل يوم مو مخليها ذبلانة غيره
مَرام إبتلعت ريقها ..مًع ذلك مازالت تشعر بالجفاف فِي حَلقها.. لَم تكف عن البكاَء منذ عَودتهم إلى المنزل ..كانت تريد أن تَتحدث عمَا تشعر به ..لم تختر الكتمان لأنها لم تجد فيه الرَاحة ...مَن كان يسمعها دائماً ... لا تستطيع التحدث معه عن الجُرح الذي خَلقه هُو بِذاته .. تَكلمت إليها :يمه أبي أتكلم معك .. أبي أفضفض لك
أم فهد بإنزعاج وهي ماتزال تفرغ الحبوب : ماني فاضية لك مَرام ...حَدي مشغولة بغباء أختك ماني فاضية لغباء ثاني أعصابي تِلفت
مَرام وهي تنظر حَولها : طَيب أقدر أساعدك وتخلصين بسرعة ونتكلم ؟
أم فهد بإنزعاج : مرام مو فاضية لا تخليني أعصب عليك ..روحي ليعقوب تكلمي معاه
مَرام سًحبت نفسها خارج الغُرفة بِضيق ... إتصلت لغادة لكنها أقفلت الخط وأرسلت لها بأنها مشغولة ومن الغريب إنها تتصل إليها " كان ذلك غريب فعلاً .. لكنه كانت تريد أن تتكلم عَن حزنها لا أن تدفنه في روحها.
صًعدت لشقة فَهد ..التي لا تعلم لماذا لمَ يخرج منها ويذهب لغرفته القديمة إن كان لا يفكَر فعلاَ بالزواج مَرة أخرى .. أم إنه يريد الإنعزال فقط ..هذا الواقع .
طرقت الباب .. فَتح الباب بإنزعاج حاملاَ على ذراعه منشفته ..
بإستعجال: نعم مرام تبين شي؟
إبتسمت وأخيراَ هُناك من سألها عَن ماتريده على الأقل: أبي أتكلم معك
فهد وهو ينظر للساعة المُعلقة على جدار الغرفة بجانب الباب : عن إيش ؟ إذا مو موضوع مهم أجليه لبعدين لأني أبي أخذ شاور وأنام بُكره ورايي موعد في المستشفى
مَرام : إمم واقعاً هو مهم بالنسبة لي..أبي أفضفض لك عن الي صار الأمس
فهد نظر لها غير مًصدق ماتقوله : مرام من جدك ؟ تبين تفضفضين روحي لأمي أو غادة الي مفروض تكونون قريبين لبعض مو لي أنا الي مابيعجبك كلامي أصلاً لأني أكبر واحد من أخوانك "الأولاد" ..من جدك !
مرام : إيه مو مشكلة أنا علي أفضفض وإنت عليك تقول رأيك بصراحة ماراح أطالبك بأن تقول لي الي يعجبني .. أبي رأي حكيم مو رأي يفرحني وبس
أم فهد وراء مرام : فَهد لا تنسى مَوعدك بكرة ..نام بكير مانبي نتأخر
فهد بضجر: يمه مايحتاج تجين معي ..ما أشوف له داعي
أم فهد : مالك دخل إنت ليه زعلان إذا أنا أجلس برا أنتظرك ..المهم تحس إن فيه أحد معاك
نَظرت مرام لأمها حينما قالت " المهم تحس إن أحد معاك"
أم فهد : يلا لا تتأخر
فهد لوح بيده بالوداع .. ليغلق باب غِرفته

مرام : يمه مُمكن اتكلم معك اللحين ؟
أم فهد وهي تنزل من على الدرج : بعدين يعدين حَدي مشغولة.
###

جَلست على مقعدها المُعتاد وهي تنظر نَحوه بتأمل .. كعادتها .. بَل أكثر
تقابلت عينيهما .. نَظر لها بصدمة .. إبتسم تدريجياً .. سًلم ليلى كوب القهوة التي بيده وأشار لها بيده نَحو إحدى الطاولات وكأنه يخلي مسؤوليته إليها ...
ليتقدم نَحو غادة .. نظرت له بإستغراب مع إبتسامة .. لمَ تره بهذا النشاط مَنذ مدة طويلة ... منذ سنين ...بالأحرى.

سًحب الكُرسي الذي أمامها ليجلس عليه بسرعة .. إبتسم إبتسامة عريضة ليظهر اللؤلؤ المتخبي خلف عبوسه : ماتوقعتك راح تجين الليلة ..
إبتسمت غادة إبتسامة خفيفة عَلى محياها مِن شدة التعب : واقعاً وحشتني
إختفت إبتسامته من الصًدمة .. لَم يتوقع مِنها قَول ذلك بهذه الشفافية .. كانت أخر مرة تكَلما فيها بهذه اللطافة لبعضهما قبل وفاة والدها وقبل دخوله للسٍجن ..
شًعر بالدفء يختلط مع البرودة في قلبه .. كَان مفعول كلماتها أقوى مِن دخان سجائره
غَادة ضحكت بخفة: هذا لو قِلت لك أحبك وش صار فِيك
إبتسم مُجدداً وهو يضع يديه على الطاولة : جَربي وبتشوفي
غَادة ضحكت : مو لازم يكون الشعور موجود فعلاَ عشان نصرح فيه
جَراح نَظر لها بشك رافعاَ حاجبه
غَادة ضحكت ورفعت يدها بوهن نحو حاجبه لتنزله بإصبعها البارد كالثلجِ : لا تسوي كذا تزداد وسامة
إبتسم وهو ينظر لها بإستغراب وهي تبعد يدها مٌجدداً عنه ..
جراح بإستغراب : آمم بموت قريب وأنا ما أدري؟
غادة بنظرة مُعتابة : بلا غباء جَراح لا تجيب طاري هالشيء الشنيع
جراح : إذا قلت لكِ إني مريض بمرض خَطير بتقولين لي أحبك ؟
غَادة أمالت رأسها و نظرت له بعتاب مرة أخرى: لا ومافيك مرض خطير وبسم الله عليك
جَراح نظر نَحو رؤوس أصابعها المُزرقة .. ثم نظر نَحو عينيها العسلتين المٌرهقتين : ولو قلت لك إني ...
صمت مصارعاَ أنفاسه الغير منتظمة البتَة
غادة مُسندتاً رأسها على باطن يدها بتعب : إيش؟
جراح : لو أفشيت لك بسر تفشين لي بسر؟
غَادة :طيب
جَراح أخذ نفساً عميقاً وهو ينظر لها مستجمعاً قوته .. مُصارعاً مايتحكم فيه دائماً :
أنـــا بديــت أتعالـج غــادة.

رَفعت رأسها مِن على يديها ببطئ وهِي تنظر لملامح وجهه التي إمتزج فيها الضيق والفخِر والتحرر في آن واحد ... نَظرت له بِحنية وفخر بشجاعته .. مًبتسمة بِرقة
كَان ذلك الشعور باعثاً للطمأنينة بطريقة عارمة ...
قَبلت إبهامها ...لتضعه على مَكان ندبته التي بِجانب حاجبه ..كتلكِ المرة على آثر عضتها
إبتسم لها ممُسكاً يدها التي شعرَ ببرودتها المُفزعة منذ ملامسة إصبعها لحاجبه عَندما رفعه إليها ..
غَادة بِحنية : شُكراَ
جراح إبتسم مٌطلقا صوتاً ساخراً ومستغرباً في الآن نفسه : أنا مفروض الي أقول شُكراً
غَادة : ريان ..قلت له؟
جراح أومأ برأسه إيجاباَ: إيه هو الي شاف لي طبيب .. بس إنت الحافز
غَادة : الحمدلله اللحين أقدر أطمن عليك
جراح : ليه تتكلمين كأنك بتسافرين
غادة ضحكت : هههههه ما أدري ..الخَبر صدمته جَميلة
جَراح إبتلع ريقه لتتحرك تٌفاحة آدم البارزة في رقبته ...نَظر لَها وهو يتمسك بيدها أكثر..لا يريدها أن تتهرب: طيب.. وقت سُرك ؟
غادة بتهكم : هه ماعندي أسرار إختار السؤال الي يشبع فضولك وبعلمك عَليه
جراح وهو ينظر لها بجَدية : من إيش الندوب الي في يديك ؟
تغيرت تعابير وجهها .. سحبت يدها التي قد تدفأت بحنانه قليلاً فَحسب : لازم تجيب طاري هالسؤال يعني
جَراح بإصرار: ليه ماتبي تقولي السبب ؟؟!! فيه شيء مخبيته ولازم أعرفه غادة!
وقفت بسرعة بغضب وهي تخرج من وراء الطاولة مُعلنتاً إنسحابها : لا تأذيني جـ

شَعرت بنبضاتِ قلبها تًصم إذنيها ... المقهَى يدور وتبهت ألوانه .. شَعرت وكانها تغرق في اللامكان .. أطرافها قَد تنملت
وثبات رجليها قَد تخلى عن إسنادها ..
أخر ما رأته إلتفات توأمها منِ عِند طاولة الزبائن ...
وصِراخ جراح بإسمها .
###

نَظرت لهَ يإمتعاض
نَظر لها بحدة وغضب وهو يضع هاتفه في جَيبه
غادة وهي جالسَة عَلى مقعد سيارته ،بإنزعاج:ماني فاهمة شالفايدة إذا قلت لأمي
رَيان بغضب: عَشان تسوي لك شيء تاكلينه ..ومِن يوم ورايح تراقب كل لقمة تاكلينها ولو تربطك في مكانك يكون أحسن
غَادة نظرت لجراح الذي كان ينظر لها بِخوف من نافذتها : فهمه إني بخير
جَراح أومأ بالنفي: لازم تروحين المستشفى..لا تنصحيني وإنتِ ماتتنفذين نصيحتك
غَادة بغضب:الوضع مختلف
جَراح بضيق: أشك
ريان بغضب: المُهم جراح إعذرني ماراح أكمل معاك اليوم عِندي مشكلة لازم أحلها
غادة: مافيني شيء
صَرخ عليها بجنون : لاااا تكذبييييييين عليييي!!!! إنسي إنك تكذبين علي أنا توأمك ياغبية!!!
جَراح نظر له بصدمة ..لَيس من النوع الذي يفقد أعصابه بسهولة ..لطالماَ كان حَليماً وكاظماً للغيظ
أغلق النافذة وسًار بسرعة قصوى متجاهلاً نظرات غادة نحوه...تنظر إليه وكأنه قَد جن وفقد عقله تماماً.
###

تقدمت إلى داخل المنزل بتثاقل..كان الإرهاق يصرخ في كل تقاسيمها..
صًعدت بأقصى سُرعة تستطيع القيام بها بكل الوهن التي تشعر به حَتى لا تسمع مُحاضرة من أمها
أم فهد صرخت لاحقتاً إياها :غـادة!
غَادة توقفت داخل غرفتها التي لحقت بها والدتها إلى الداخل
غادة تنهدت: طَيب ...باكل الي بتعطيني إياه ..بس لا توبخيني ولا تهاوشيني.. أبي أنام
أم فهد نظرت لها بإستنكار: إنتِ شفيك بالضبط؟ كِل هاذي حركات محاولة إن تاخذين منا إهتمام كالأطفال؟!! ولا الدايت الغبي الي تسوينه الي يخليكِ أربع وعشرين ساعة تعبانة ..ليه ؟؟
غادة نظرت لها متسعة الحدقتين...فتحت فمها بًصدمة..إخذت أنفاساً متتابعة قصيرة..: إهتمام؟
أم فهد بإستنكار: أنا تدرين ليه قلت لك بتاكلين أو ماراح تاكلين بالطقاق؟ لأني تعبت منك وإنتِ بس تبين تاخذين إهتمام...أكثر من هربك لأمريكا وأخذك كل قلقي وإهتمامي وش تبين أكثر؟؟؟ أنا مو عارفة وش تبين بالضبط ...وطلعاتك كل ليلة ...ورجوعك مع ريان وهو في المقهى...إيش يعني الدايت هذا عشان تلفتين نظر جراح لك مرة ثانية؟
تَود لو أنها تصمت فَقط ..كُل حرف تقوله يزيد صًدمتها ..لَم تتوقع إن ذلك الذي سوف يقابلها حال عَودتها من المقهى الذي سقطت مغشيتاً عليها فيه...نظرت لوالدتها وصدرها يرتفع ويهبط : لا طبعاً!!!....وأنا ما أسوي كذا لأني طفلة زي ماتقولين أنا بس تعبانة ..
ذهبت لجانب الكمدينة التي بجانب سريرها لتفتح إحدى الأدراج : واللحين إذا ممكن تتركيني أبي أنام وأرتـ...
إتسعت حدقتيها وهي تنظر للدرج الخالي تماماً أمامها
أم فهد بصرامة : تعبانة لأنك تشربين منوم كُل يوم ؟ هذا من الأرق لو من الملل من الحياة الفارغة الي تعيشينها ؟
نظرت لأمها والدماء تغلي في عروقها ..بغضب: ليه ترمينهم ؟!!!!
أم فهد بغضب: ليه ما أرميهم ..أنا أمك وبكيفي أتخذ الطر يقة الصحيحة للإهتمام فيك
خَارت قواها..ذُرفت دموعها على خديها وصاحت بغضب: لييييه هاذي طريقتك في الإهتمام ليه !!!!! إنت ماتفهمين ليه أحتاجهم مالك دخل فيني
أم فهد رمقت غادة بنظرة غاضبة ومصدومة: وصلنا لمرحلة الصراخ على الأم ؟
وضعت غادة باطن يدها عَلى جبينها لتخلل شعرها بين أصابعها بإنزعاج ..
أخذت حقيبتها مجدداً لتخرج من الغرفة ..وتنزل من على الدرج
أم فهد لحقت بها إلى غرفة المعيشة :وين إن شاء الله؟
أغلَقت الباب دون أن تخبرها بشيء

نظرت لهم بعيني خائفتين ومصدومتين ..مرام بصوتِ مضطرب: شصاير؟
وليه ريان رَكب وهو معصب؟!
أم فهد نظرت لمرام بغضب: أختك الغبية ماتاكل زين وتشرب منوم عشان تلفت النظر الغبية واللحين مادري وين طست
###

طَرقت الباب بتردد..
وخجل مما تقوم بفعله في الآن نفسه... لَم تفكر.. فقد خَرجت من المنزل هاربتاً وطلبت سائقاً ..وإختارت هُنا من دون تفكير..أطفأت هاتفها كُلياً لتنفذ من إتصالات أمها.
لَم تنتبه للجرس.. ولم تنتبه إنها خرجت دون حذاء.. لم تنتبه إلى سوء حالتها
فقط كانت تريد الهرب
كعادتها.

يُتبع في الجزء القادم...


 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس