الموضوع
:
دموع فى حياة سيّد الخلق
عرض مشاركة واحدة
#
1
03-14-2009
لوني المفضل
Black
♛
عضويتي
»
167
♛
جيت فيذا
»
Mar 2009
♛
آخر حضور
»
09-05-2012 (10:11 PM)
♛
آبدآعاتي
»
2,859
♛
الاعجابات المتلقاة
»
0
♛
الاعجابات المُرسلة
»
0
♛
حاليآ في
»
قلبه..
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
♛
آلعمر
»
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
♛
التقييم
»
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
بيانات اضافيه [
+
]
دموع فى حياة سيّد الخلق
[
البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده ، :
قال تعالى : {
وأنه هو أضحك وأبكى
} النجم 43
فبه تحصل المواساة للمحزون والتسلية للمصاب والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها .
ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله حين
كانت تمرّ به المواقف المختلفة ، فتهتزّ لأجلها مشاعره ، وتفيض منها عيناه ، ويخفق معها فؤاده الطاهر .
ودموع النبي لم يكن سببها الحزن والألم فحسب ، ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين ، والشوق والمحبّة ، وفوق ذلك كلّه : الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى .
فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي صلى الله عليه وسلم شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ، ويصف أحد الصحابة ذلك
المشهد فيقول : "
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه -
" رواه النسائي .
وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول :
" قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً من الليالي فقال : (
يا عائشة ذريني أتعبد لربي
) ، فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال له :
(
أفلا أكون عبداً شكوراً ؟
) " رواه ابن حبّان .
وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ، روى لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : (
اقرأ عليّ
) قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ، فقال : ( نعم ) ، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية :
{
فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا
} ( النساء : 41 ) فقال : (
حسبك الآن
)
فالتفتّ إليه ، فإذا عيناه تذرفان " ، رواه البخاري .
كما بكى النبي صلى الله عليه وسلم اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته ، فعن البراء بن عازب ضي الله عنه قال :
" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة ، فجلس على شفير القبر – أي طرفه - ، فبكى حتى بلّ الثرى ، ثم قال : (
يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا
) رواه ابن ماجة ،
وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها ، ولذلك قال في موضعٍ آخر :
(
لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً
) متفق عليه .
وبكى النبي صلى الله عليه وسلم رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله ، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول الله عز وجل : {
إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
}
( المائدة : 118 ) ،
ثم رفع يديه وقال : (
اللهم أمتي أمتي
) وبكى .
وفي غزوة بدر دمعت عينه صلى الله عليه وسلم خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم ، كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله :
"
ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح
" رواه أحمد .
وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم - يوم جاءه العتاب الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى ، :
{
ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض
} ( الأنفال : 67 )
حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه ولم تخلُ حياته صلى الله عليه وسلم من فراق قريبٍ أو حبيب ، كمثل أمه آمنة بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها
وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، وولده إبراهيم عليه السلام ، أوفراق غيرهم من أصحابه ، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه .
فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم بكى وقال :
( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه .
ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديداً حتى أبكى من حوله ، ثم قال :
(
زوروا القبور فإنها تذكر الموت
) رواه مسلم .
ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً
في اللحظات التي رأى فيها النبي الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وكان جوابه عن سرّ بكائه :
(
هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء
) رواه مسلم
ويذكر أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لزيد وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة حيث قال عليه الصلاة والسلام :
(
أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله
) رواه البخاري .
ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً من مظاهر النقص ، ولا دليلاً على الضعف ، بل قد يكون علامةً على صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة ، بشرط
أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر ، وغير مصحوبٍ بالنياحة ، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى .
رعاكم الرحمن بحفظه
آخر تعديل من اجازي يوم 03-14-2009 في
04:15 AM
.
زيارات الملف الشخصي :
497
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.52 يوميا
من اجازي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى من اجازي
البحث عن كل مشاركات من اجازي