انا يا رفيقتي ,
لا أنتعِل لقلبي شوق بليد بين جهاتي الأربعة حتى يتبرأ ذاك الساكن احشائي مضغة الحنين الكسيرة , مُنذ أول قدم سافرت نحو الغياب وانا التِمس لعقلي الذي تنبلج فيه الهواجس عُذرا سخيفاً بالأنتظار ومشاطرته تلاوة حكاياتنا العتيقة ,وأنزع عن ذاكرتي يقيناً بأن لا زال هناك خيط رفيع من فتنة الألم ,أشُده ويشُدني الى منتصف الوهم , إبتدعه الغياب وصادقت عليه المسافات المُفلسة ,
كُل الاشياء الجميلة بحثت في وجوهها عنكِ , منذُ ليلتين أو أكثر فَرُغت من التلويح للنجوم وسقطت جميع الاحلام التي نبتت في شق صدري الايسر كأمنية , اخبريني الآن كيف تُطفأ لهيب هذه الحاجة التي تشتعل عندما يكون الفارق الزمني بين شهقة وأُخرى صورة وجهك الذي راودني بهيئة النور , كيف استطيع التحايل على يقيني بأن الظنون الخائبة محض إفتراء إنسلت فقط من خاصرة الحُرقة , وأن وسوسة الفقد التي تتناسل في ذاكرتي إفتراض آثم تتصدع في الركن القريب من وجعي ’
مُنذ تلك تَعطلت مقدرتي على التَحايل وأصبح للحرقة ملاذاً آخراً فوق براح الوهم المقيت , واصبحت أرى ما لا أرى وأُجاهر بهذا الخذلان الذي يتعاظم فوق مقدرتي على الإحتواء , ما عرفتهُ ان الخيبة لا تئد شوق وأن الغياب لا تندثر خلفه تلك الابتسامات الحادة كشفرة التي تبادلناها عند الرحيل , إنما الوهم الذي يحتقن كغصة وسط الصدر كلفني روحي التي نَزقت في التصاوير
..,,
|