04-14-2017
|
#10
|
عندما تأخّر وقتُ استيقاظي هذا الصباح قليلا
ذهبَتْ أمّي تتحسّس مني في غرفتي
طرقَتِ الباب ...
ونادَتْ علي بصوت منخفض
خوف أن تروّعني
فعندما لم تجد الردّ فتحَتِ الباب ودخلَتْ
فوجدَتْ فراشي مطويا فوق نُمْرُقي
فتحيّرتْ
ثم دنتْ إلى منضدتي التي كنت أبعثر فوقها أوراق الشعر
فوجدَتْها خالية من أي شيء
إلا ورقة مطوية في وسطها
فأخذَتْ تلك الوريقة وفتحَتْها
ولاحتْ ببصرها إلى حروفي وهي لا تجيد القراءة
ولكنها سمعَتْْ صوتي المتهدّج يتلو تلك الكلمات
فتهدّجَ صوتها لتهدُّجِ صوتي
ووجدَتْ في الرسالة ما نصّّه
أمّي لقد استيقظتُ في ثلث الليل
الأول من هذا اليوم وأخذْتُ أمتعتي
لأرحلَ إلى غير مكان
لا أدري أيّ مستقرّ سيأويني
ولكن سأذهبُ إلى حيثُ لا يغضبُ علي أحدٌ
ولا أغصبُ على أحدٍ
فإنك لا تعرفين كم تلطّخَتْ وسادتي بالدموع
في دجى الليل الطويل
وإنه لا يستشعر حرّ الجمْرِ إلا من قبضَهُ بيديه
فكأنني خُلِقتُ من دموع
فوالله إنه ليبكيني سوط الجلّاد
قبل أن يصرخَ المجلودُ
بل قبل أن يقع على ظهر المجلود
وإني لرأيت أغلب الناس أصيبوا
ببرود عاطفي فتراهم لا يتكلمون
إلا متهكّمين ومزدرين
وتراهم سكارى
وما هم بسكاري ولكنهم لم يتمالكوا أنفسهم
من كثرة الضحك على عيوب الضعفاء
من أجل هذا وغيره
جلستُ في نافذة الحافلة وهي تجري في ممرّ ضيق
والأرض تخضر وتيبس
والليل يقبل ويدبر
وضعتُ مطربتي في أذني
فوجدتُ صوتها أهازيجا من الضوضاء المزعجة
لأن شهية المرح مصفودة هذه المرة......
أمّاه لقد تسكَّعْتُ كثيرا في رياض النعيم
عندما كبرْتُ بين أحضانك
فلم أجدْ أجمل لحظة من اللحظة التي أرتمي
فيها لأقبِّل جبين.
فكأني أمتصُّ عاطفتك وحنانك بنَهَمٍ
أمّا أبي فإنه كان يحملني بين ساعديه
وأنا صغير حتى أثقلْتُ غاربَـهُ
ولم يشتكِ من شيء إلا ليرضيني ويمنع عني البكاء ...
رَاعِي غَنَمَ..®
|
|
|
|