عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-31-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 3 ساعات (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11618
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ذات مقيدة حول عنق إمرأة / 23




بسم الله الرحمن الرحيم

تَوكلتُ على الله



،


فَقدُ ذات

صوت الموسيقى أصابهُ بغثيان أجَّجتهُ رائحة المشروب النَتِنة..قُبل ساخنة،أحضان تَخدش الحياء و نظرات شَهوانية فقيرة من دين..بين الزوايا تنتشر فتيات،تُلامس أجسادهن الطامحة للنَيل من أي رَجُل حيواني أقمشة من الحرير و الدانتيل تُعاضد نفور مفاتنهن في حملة الإغراء الفارغة من أُنوثة..،

فَتَح زِرار قميصه الأسود طاوياً الكُم ليرفعه حتى كوعه،أعاد الكَرَّة مع ذراعه اليُسرى ثُمَّ بدأ باقترابه الهادئ قاصِداً تلك الواقفة بغياب عن الضجَّة الشعواء..تَوقف بجانبها و هي لم تنتبه،مال قليلاً وهو يرفع يده أمام عينيها مُصدِراً صوت من بين إبهامه و الوسطى،رَمَشت باوتعاء لتتجاذب نظراتها الخضراء بنظراته السوادوية..تَلَقَّفت شفتيه ابتسامة تحترف احتلال طُرق الأنوثة..نَطَق بصوت ألبسهُ هدوء فَخم،:مســاء الخير

تصافقت حبال صوتها من رَبكة حضوره،لم تَتَوقعه و لم يَخطُر على بال قلبها أنها ستلتقيه ثانية،تنَحنحت و هي تمس خصلاتها الشقراء بتَخبط مُجيبة،:مَرحـبا أهلا مساء النور
عَضَّت على طرف لسانها مُستوعبة ترحيبها المُبالغ فيه..عَقَدت ذراعيها على صدرها و هي تُبَلل شفتيها مُشيحةً بعينيها عن وجهه المُتسعة ابتسامته..حاولت أن تُثَبّط حرجها ناطقةً،:أنت هُنا
اقترب خطوة حاشراً كفيه في جيب بنطاله مُعَقّباً بسؤال،:تَتَذكريني ؟
ضَحَكت بخفة و مُقلتيها تنحرفان لملامحه الفريدة،:نعم لا زلتُ أتذكر كيف كنتَ تُعاني مع قطعة اللحم تلك
بادلها الضحكة قائلاً،:اووه يا إلهي لقد كانت سيئة جداً،لقد أقسمت أن لا أزر ذلك المطعم أبداً

ابتسمت بصمت و بصرها يُتابع خريطة وجهه ذات الأقطاب الجاذبة..كيف بَرزَت سُمرته بين أطنان البياض المُتَكدس بين رجال برلين،عيناه تَحتفظان بلؤلؤ أسود لهُ لمعة عيني الصقر الحاذق..أنفه الفاصل مابين لوحة وسامته الوازعة ارتعاشاً يتطارد مع التقاط أنظارها ملامحه الأميرية مرفوع بخيلاء..،قال وهو يتلفت بين الأرجاء الصادحة بإزعاج يُثقِل الرأس،:تبدين مُنزعجة منذ بداية الحفلة
حَرَّكت كتفيها و هي تُشاركه التَطَلُّغ مُوَضّحة،:نعم فأنا أكره الحفلات،لا استطيع أن اتحمل هذا الصخب
نَظَرَ لها مُشيراً للباب،:أتأتين للخارج ؟
هَزَّت رأسها مُوافقة،:فِكرة جَيّدة
أفسح لها المجال بلباقة و هي تقدمته شاكرةً بهمس،شاركها الخطوات للخارج بصمت قبل أن تقطعهُ مُتسائلة،:ما اسمك ؟ لم تخبرني بعد
استقبل ملامحها بطرف عينه و ابتسامة جانبية جَعَّدت حول فمه مُجيباً،:ديمتري موريس،و أنتِ ؟
بنعومة أجابت،:إيلي

،

العين تسبح في سماء محشوَّة بثقل غيوم..احمرار ابتلع بياض محاجرها و صنوان دمع تكالبت بين جفونها..خصلاتها الشقراء اتخذت مكانها على جوانب وجهها..التصقت من فيض روحها المُغرِق ملامحها المَيّتة..،تَجَرَّعت الكأس الثامن باشمئزاز مُتَقرف..و كأنهم مجبورون على ابتلاع هذه النتانة المغشية عقولهم..تنَشَقت قبل أن تنطق ببحة استلَّت القوَّة من صوتها،:منذ الطفولة و هما يُفَرّقان بيننا،لا ادري هل لأنها أجمل أم لأنها الأصغر ؟!

ضحكة ساخرة تَخَبَّطت بمرارة مشاعرها غادرت عبرة حنجرتها و هي تقول،:حوالي المليون كانت تكلفة حفلة ميلادها،و أنا لا يدفعون لي نصف المبلغ من أجل الدراسة
انكمشت ملامحها بوَجع احتلَّ أرضها القاحلة من حُنُو،تساءلت مُتَلَهفة لجواب أقسم أن يرقص على جراحها،:لماذا يكرهانَني ؟! أنا ابنتهما !

أسندت رأسها بوهن على رسغها هامسَةً بضعف،:فكرة الانتحار تراودني دائماً و السبب هما،والداي !
سَقَط رأسها على الطاولة الخشبية مُستسلمة لسَكر المشروب و الواقع الجارح..فتَبلد والديها أعدم أحلامها وهو قَريب من إعدامها بمشنقة الذات المُهَمَّشة..،هو كان صامتاً مُنذ ساعتان عندما بدأت بالإفصاح عن مكنونها..بطريقةٍ ما أشفق عليها على الرغم من احتقاره للصورة التي هي عليها..ذراعاه لم تُحَل عقدتهما التي جمعت بين زواياها بَوحها الجاهل لمسامع مَكره..أبعد عينيه للسماء يُناظر قمراً انعكس على سطحه خباثة أفكاره النابتة من جذور آستور..فهذه المسكينة دون أن تعلم ستكون الجسر الذي سَيقلّه لوالديها العَزيزَين...،


،

الجزء الثالث و العشرون

عصر الأمس

استباح دمعاتها و استباح الدم المُقَيّد قرابتهما،هي انلُطِمت روحاً و جسداً،عانقتها رياح الأخوَّة المغلولة الطفولة،حيثُ اليُتم كان أطغى ظُلَّامها..،اجتذبت شيء من سكون الهواء لِتُوزع خلاياها صَبراً يُنازع سطوة الألم المُصَلّب خدها الأيسر،الاستنشاق يُطرِق أبواب الوجع يُرهِب الروح أن الموت يقترب..،
أنامل اكتستها نعومة بالغة تَحَسَّست موضع إجرامه،و بضع همسات بالغة الرقة تَلَقَّفت أطراف مسامعها الذاوية حاسَّتها تحت قبضة اللاوعي..رفيف أهداب تصافق أسفل جفنيها،و ارتباك دموع تُناشِد ثغرات ضوء تُطالب بفرار ينقذها من اضطرام عينين استراحت فوق صفيح خدها لتُصيّرها حرارته بُخاراً يحتفظ بعَصي الذكرى..،

،:مــلاك

أجفانها تَخَلَّصت من ظلام الصدمة لتتراءى أمامها صورة مُشوشة الملامح،أفصحت عن ألمها علَّها تتخلص من غرقٍ أضحى الرؤية سراباً،الرقة عادت و استكانت في أُذنيها
،:ملاك تسمعيني ؟
تشتت أنظارها تبحث عن صاحب الصوت،بؤبؤاها غلفهما غشاء شفافي لهُ أطراف بحدة الخناجر تجرح المحاجر مُبصِقة أوجاعها،نطقت من خلف صديد الأسى المُحتكر حنجرتها،:حـــور
كف حور تَلَقَّفت أطراف كتفها النائم فوق الأرضية المُقفرة من دفىء ناطقةً بخوف احتوى صوتها،:حبيبتي ملاك شنو صــااار ؟
يدها اقتربت من الموضع المتحطمة صروح أخوَّته،و الأخرى استند باطنها على الأرض تُعين جسدها الواهن على الجلوس..شفتاها اجتذبهما ثقل حُزنها المُتشعب في الروح،باغت قمرها المخسوف شهقة صرخت منها عروقها،ألقت باكنساراتها في حضن حور الواقفة ارتعاشاتها على ناصية الماضي،و رائحة تَحَطم آمال تزور ذاكرتها،همست لها و العين غائرة من سؤال أسفاً تعلم جوابهُ،:يوســ ـف اللي ضربش ؟
اعتلى نياحها صهوة البُكاء توكيداً للجواب،همست و الضياع يتيماً تخبط في صوتها،:ليــ ــش جذي يسوي حوور حــ ـور
ابتعدت عنها و كفيها بتَيه استقرتا في الهواء تحاول بهما رسم لوحة الرُعب التي ارتطمت بقسوة بأنظارها،كلمات منزوعة الروح ذابت على شفتيها،:حـور ذبحهـم شفتهم دم وااجد دم يبين ان كان يعذبهـ ـم
كلماتها بصقت شذرات جليد استحكمت عقدتها من عروقها،رياح استعرت في صدرها ناهبة صوتها مُصيّرة نبرته بَحَّة على أعتاب الموت،:ذ ذبـ ـح من !
ازدردت عَبرتها و العين أُغمضت مُحَلّقة بأهدابها فوق تلك الجُثث البريئة،:حَمْــام حور و قطاوة حتى جلاب،في بعضهم كانوا بقايا مادري شنـ ـو هذا،دم دم و عفن ياكلهم الدوود مادري ليش ذبحـ ـهم !
احتضنت عُنقها برجفة تأصلت في خلاياها مُنذ كشفها لسر الصناديق،حور تكاد تتلاشى في مكانها،و عُظم ما وصل لهُ زوجها يقطع نياط الحبال البدائية الانعقاد بين روحيهما..،زحفت بكفيها تتمسك بذراعي ملاك الغارقة وسط دماء أحنت كاهل أخوَّتها،همست لها بتخفيف تيتمت منهُ دقاتها،:خلاص ملاك حاولي تنسين اللي شفتيه "استنشقت نفس عميق قبل أن تُردف بتردد" و يوسف انا بكلمه
هَزَّت رأسها ناهية،:لا لا لا تقولين له اخاف بعد يضربش
ابتسامة أسى أمالت شفتيها قائلة،:ماعليه اعرف اتصرف وياه لا تحاتين
بظاهر كفها مسحت عينها مُتسائلة،:مو كنتِ في بيت ابوش ؟
مال رأسها و راحة يدها استقرت على جانب عُنقها لتُجاوب بتنهيدة،:الخدامة و الحارس توهم واصلين وبابا كلمني عشان اجي اشوفهم



الوقت الحالي

أغلق باب السيارة بعد أن فتح المكيف،تجاوزها للتي تنتظره و كومة من أسئلة تنضح من عينيها،اقترب حيثُ تقف على بعد خمس خطوات،عاقدة ذراع الحيرة فوق صدرها،و بَوح دمعات تطافرت من محجريها،وقف فاتحاً فمه و قبل أن ينطق قاطعته بكلمات ترتعش من فرط الوجع،:لا تبـ ـرر اذا تبي تتكلم،ابــ ـداً ماتوقعت توصل الى هالدرجة حـ ـرام عليك
أصابعه تضغط على خاصرته المدمية من خناجر تأنيب و اتهام،أغمض عينيه مُلتقطاً ذرات هواء باتت تقترب من الفناء كلما تعلَّق الأمر بابنته..فتحهما هامساً ببرود اضطرب لهُ قهرها،:من قال اني ببرر ؟!
اتساع عانق حدقتيها ناطقة ببحة تعاظمت صدمتها،:مو ندمان على اللي سويته ؟
ارتفعت ذراعاه إلى صدره تسييراً لردات فعل عقله الباطن المـتوشح بعباءة قسوته المُحاكة بخيوط الغيرة،:ولا بندم، و لو على كيفي قلت لها ان امها ميتة
نفثت حنقها في وجهه الغير آبه لاحتراقها،:حقيـــر "تقدمت خطوة تُهاجمه"انت بس تبي تعاقبها ؟ مافكرت في العواقب !
حاجبه ارتفع مُرتدياً البرود نفسه و فمه يميل على مُنحدر السُخرية،:يعني تدرين انه عقاب
تجاهلت سُخريته سابغة حزماً في عينيها و بين طيات كلماتها،:بقول لها فيصل،بقول لها ان بنتها عايشة
قدمه انحسر عنها البرود مُتقدمة للأمام و الحدة أرفعت من سبابته تحذيراً،:انتبهي تقولين لها حتى لو بزلة لسان،محد بيقول لها غيري،ارجوش ندى اتركي عواطفش
سُفِحت دمعة على وجنتها الساخنة من ألم،:و متى بتقول لها ؟
أجابها بضحكة تمازجت فيها المرارة بالأسف،:لين انتهت مدة العقاب
استدار يُقابلها بظهر اللامُبالاة المنحورة بوتينه العاق..حروفها المُلتوية عَقَدت شرايين في قلبه،:اذا على العقاب،ترى طلاقك لها كان أكبر عقاب

نظر لها من خلف كتف الخيانة هامساً من قعر انكساره،:و الدليل انها بعد الطلاق تزوجت
حَرَّكَ رأسه يُمنةً و شمالاً ناثراً من على عُنُقِه بقايا حبال نَحتت واقعها العلقم حوله سُمَّاً بارتباك العِرق يمتصه ليموت مسقوماً..،تركها تُعاين ما نثره من جراح انغرست في قلب تلك المُكابرة،باتساع فوَّهة الجرح يزيد الخناق في صدرها و يزداد تَكبُّرها الكاسر عُنقها اليتيم من قبلته المحمومة المشاعر..،



تجاوزت الممر المؤدي لغرفة الطعام،رتبت حجابها على رأسها و عيناها تنخفضان بخجل فطري أبى أن لا ينحسر عن وجنتيها القطنيتين،تعلم أن لا أحد غير أب زوجها في المنزل و لكن إلى الآن لم تعتده،فهي التقته حوالي الثلاث مرات فقط..،
سَلَّمت بصوت اعتقدته مسموع و لكن لم يُجبها أحد من الجالسَين،التقطت أسنانها العلوية زاوية شفتها و بأطراف أناملها دعكت جانب ذقنها و هي تقف في مكانها..كان ظهره يُقابلها و على يساره عند رأس الطاولة يجلس والده،لم ينتبها إليها و لم تتنبه مسامعهما لصوتها،لذلك قَرَّرت أن تتراجع خيراً من البقاء غارقة في حَرجها غير قادرة على التقدم خطوة واحدة..أدارت كتفها الأيسر و عينها ترنو لجسده من خلف المقعد

،:حنيــن تعالي

تَصَلَّبت حركتها من صوته الهادىء،صوت صباحي به بحة الشروق و سكون السَحاب المُغازل شُعاع شمسٍ تبتلع ظُلمة الروح..،رَشَّحت صوتها من كومة الخجل الصامت و بدأت بالاقتراب منهما،بادلت أبيه الابتسامة و دنت منهُ تاركة قُبلة على رأسه ثُم جاورت زوجها عن يمينه بجلوسٍ مُنزوي خجلاً،سمعت صوته الثخين،:ها يُبه حنين ما شفناش من رجعتون من السفر،شلونها ذراعش ؟
مَسَّت موضع الالتواء بكفها مُجيبةً بابتسامة تنازع فيها الندم و الشفقة على من تجاذبت ملامحه زوايا جفونها،:الحمد لله اللحين احسن
،:الحمد لله "أشار بكفه للأطباق"تفضلي بنتي اكلي عليش بالعافية
تناولت قعطة خبز مُربعة و بدأت بدهنها و هي تستمع لحديثه،:كلمتني منال تقول اليوم هي وباقي خواتك و خالاتك بيجون يسلمون عليكم و يتعشون
أناملها تَوَقفت عن عملها و ذاك بطرف عينه انتبه للجمود الذي أوزع ذراته بين ملامحها،اعتدل في جلوسه راسماً طيف ابتسامة قائلاً،:البيت بيتهم حَيَّاهم "تناول مفاتيحه و هاتفه من على الطاولة و هو يقف مُردِفاً" انا بمشي اللحين
ابتعد عن الطاولة مُتَوجِهاً للباب و ظهره مُلاقيها قال،:حنين تعالي شوي
تَركت ما بيدها لتقف تتبعه بعد أن تركت ابتسامة لأبيه..واجهته عند باب المنزل و العينان التصقتا بقعر الأرض هاربة من حضوره الفريد،مُتَأنِقاً في مَلبسه و عِطره قد اتخذ في صدرها موضعاً يُمارس عليه تعذيبه..ذراعاه تَستريحان على صدره و ملامح لم تلتقطها عدستيها استكانت على وجهه..هَمَس بعد أن دَثَر الخطوة التي تركتها بينهما،:تضايقتين ؟
مالت شفتيها للأمام مُصدرة صوت نافي لتُجيبه بسؤال،: ليش اتضايق ؟
و عيناه تَشُقَّان طريق مُعَلَقتها الزاخرة بالأبيات الغَزَلية المصفوفة على سطور قلبه،:عشان انه قرروا يجون بدون ما يعطونا خبر قبل فترة
ارتفع كتفها الأيمن و فمها يميل جانباً بابتسامة نصفها مُجاملة،:عادي مثل ما قلت البيت بيتهم حياهم في اي وقت،و يبين انهم عطوا عمي خبر من قبل و هو صاحب البيت
كفاه التجأتا إلى جيوب بنطاله خِشية تهور يُوسوس لهما بإبعاد خصلتها الفاتحة المُداعبة عينها،هَمسُه زَخر بمشاعر أوجعها القيد،:تحتاجين تروحين مكان تشترين ثياب حق الليلة ؟
أبعدت خصلتها لتُجيبه بابتسامة استشفت تَصَنُعها حواسه المكسورة الخاطر،:لا مشكور
أومأ برأسه و هو يتراجع للخلف و يده على قبضة الباب،:زين انا رايح الشغل اذا احتجتين اي شي كلميني
،:اوكي مع السلامة
بابتسامة صادقة لم تنعكس على صفحة عدستيها،:مع السلامة

أفرجت عن زفرتها المكبوتة طيلة قُربه بعد أن خرج،مَسحت غُبار الحَيرة عن وجهها مُفرِغةً بقايا ضَياع انغرست جذوره في ذاتها المُتخبّطة ثُمَ همست بلحن رجاء،:يـــارب



ماضٍ

ارتـوى من ظمأ اليُتم المُكتسح رَبيع روحه اليانعة زُهور شبابها المُخَضَّب بدماء الفَقد..غُربة أحبّاء أسكنتهُ وطن الذل و المهانة مُجاوراً بيتاً جُذوره سَقتها مياه تمازج مع نقائها ما حَملته يد الرياح الدخيلة..،اجترع مَرارة دموعه ساكباً فيضاً على روحه المُرتَعِشة،خداه يقعان تحت احتلال الصدمة الغازِلة خيوط تَبلُدها بين طيات ملامحه الطفولية،أجفانه تُحَلِقان على ظهر غَيمة سوداء تَبرُق و ترعد لكن دمعها أسيراً بين يدي العَبرة الجارحة حَلقه المُنتحب سِرَّاً..،

احتضنت أنامله المُتَجَمدة من اشتياق زاوية غُرفته الجديدة،جسده البالغ سَبعةُ أعوام تَدَثر برداء عُمر صاحبته توقف عند الثلاثين ليُرثى شبابها المُكَفَّن ببياض لا يحتضن طفولة وحيدة..ثوبها كان زَهرِياً،اتَّخَذَ صبغته من شَراب وجنتيها المُمتلئتين،حيثُ طَبع مئات القُبلات بين طياتهما المُخملية..،خُيوطه احتفظت بعَبَقِها المُنَكّس بتلات زُهور عطرها لا يُضاهي شذاها الفطري..و بضع خصلات أودعها شعرها على كتفي الثوب ليغزلها جدائل تلتف وشاحاً حول عُنُقِه عندما تلطمهُ يد الشتاء القاسية..،

واصل سَكب بَوحه الصامت المُغدِق مسامع الجُدران الفاغرة فمها لتبتلع سَكنات طفل أُجهِض من رحم الأمومة ليتوسد تُراب اليُتم المسمومة..رأسه انخفض بوَهن ناشراً أجنحة وجهه بين رُكبتيه و ذراعاه تُحيطان بساقيه المرفوعتين،كان يستنشق حيرته و يزفرها أسئلة صَيَّرها حداثة عقله عُقَد يُستعصى فَكها..قالوا بأنهُ المَـــوت...،أنيـن اخترق حَنجرته بمُجَرد تَردد صدى الاسم في فراغ جوفه..قالوا أن الموت أتى لوالدته،أخفض جفنيه يَرسم ملامح هذا الموت،عقله يُصَوره رَجُل ضخم يرتدي عباءة سوادء و وجهه مَخفي تحت أطنانٍ من جراح و دمٌ يُقَطر من بين أنيابه البارزة،أظافره طويلة و حادة تنغرس في الأجساد البريئة..،
لماذا سَرَقَ الموت أمي ؟ ألقاني على أرضٍ قاحلة تسكنها الضباع و الثعابين،وأسقاني شُربة تُخَلّدني عطشاناً أرغب لسُقيا من نبعٍ حَنون يتفجر من أرض تُسمَّى الأم و لكن البُعد انغرس خناجر بين طُرقات أحلامي المُستحيلة..فالموتُ سارق لا يمتثل للقانون و السُجن و إن ضاقت قُضبانه فهو ينسل من بين حواجزه،هو طوفان يَغرق واحداً بعد أن ينهب أنفاسه و يُغرِق عَشرات مع بقاء الأنفاس..فالميت ينتهي وجعه بعد نزعة الروح و الحَي يقتات على الوجع مع كُل شهيقٍ و زفير..،

انكتم أنينه من صوت الباب الذي فُتِح..اقتربت الخطوات منه و هو بمُحاولة عدم تبيان لخوفه شَدَّ من ذراعيه حول نفسه..شعر بتوقف الخطوات و أنفاس كريهة تنخفض إليه..رفع رأسه بتردد لتصطدم عيناه اللامعتين من أسى بعينيها المُختلطة فيهما معاني القسوة و الرحمة المفقودة،ارتفعت يدها إلى خصرها و هي واقفة بميلان،نطقت بصوت لا زال يُزعزع ذكرياته المسلوبة الجمال،:خمس خوات و ما ابتليت فيك إلا أنا !



حاضر

تَحَرَّرت من مخدعها بعد أن أوزعت بين حناياه بَلَلاً نَجَّسَ كبريائها المَنحور مُنذ الأزل..نَحراً باغتتها دماؤه و تَحَوَّرت غَيث أرواها حَدَّ الإمتلاء الذي أوجع أمعائها السادَّة منافذ حُرية ذَّات تحتلها امرأة غرورها شَرَخَهُ سيف رَجُل غمدهُ حُبها المَطلي بذهب لم يُرَشَّح من شوائب الزمن..،خَنَقت شعرها بربطة مطاطية لها لون فوشيا أثارت حَنَقها و هي التي باتت تَرى الرمادية فقط،تَركته بإهمال دون أن تشد من وثاق الربطة لتُلامس بضع خصلاته كتفها المَستور ببلوزة سوداء كانت انعكاساً لأحداثها الداخلية..،

قابلت والدتها في الأسفل،الشخص الوحيد المتواجد في المنزل عند هذه الساعة..أشاحت وجهها عن نظراتها المملوءة استغراب و جلست على الأريكة يسارها..رفعت ساقيها للأعلى و احتضنتهما بصمت و العين لا زالت تهرب من تَفَحص والدتها التي تساءلت،:ليش ما داومتين ؟!
هَمسُها خَرَجَ بنهاية مُتلاشية الأطراف من بَحَّة فَرعُها شجرةُ البكاء الطويل،:مالي خلق
حاجبها ارتفع لقمة شكوكها مُتسائلة،:و ليش مالش خلق ؟! و بعدين السالفة مو على كيفش تدوامين وقت اللي تبين !
تأجَّجَت نبرتها و جيش بُكاء عَبَر ناصية حلقها،:والله مالي خـلـ ــ
أنقطعت جُملتها من نصل الشهقة التي أفرغت عن حُمولة مُقلتيها السابحتين في بحرٍ من ضياع مزيجهُ ذرات فَقدِ و انتهاء أحلام..اقتربت منها و هي تستغفر،احتضنتها بعد أن شاركتها الجلوس،كفها الجامعة دفئ حنان و حَرارة شدَّة استقرت على رأسها..وَجَّهت حديثها لها من خلف ستار كفيها الفاصل وجهها عن عينيها،:قولي لي حبيبتي شنو فيش ليش تسوين بعمرش جذي !
صوتها ارتفع من بؤرة غَورها الغير مُسبَر الأسرار،:تعبـــانة
أمسكت كَفيها و بصعوبة استطاعت أن تُزيحهما عن وجهها ليصطدم بصرها بلَوعاتها الناعية حُزنها فوق صفحة وجهها،سيول شِعرٍ تُجَر غارقة سطورها،و ما بين عينٍ و دمع تُكتَب أبوذيات حروفها اعتزلت الفَرح لتَحتَكِر كَمَداً هو مَرسى أبياتها..،عانقت وجنتيها المحروقتين من فَيض و لسانها واصل إطلاق أسئلته،:من شنو تعبانة يا بنتي ؟

حَبلُ الضياع اجتذب كَتِفيها الوَهنين للأعلى بازغاً تَيه ضوؤه أعمى حَواسها الغافية،بِعَبرة مُتَخَبّطة أجابت،:ماني فاهمة نفسي،ماني عارفة لنفسـ ـي "أردفت و صوتها رَوَّضتهُ لَوعة خانقة" قلبــي يألمنـــي
احتضنتها دافنة وجهها في صدرها المُشَرَّعة أبوابه الأمومية،أخفته بين زوايا حضنها مُبعِدة قلبها عن النظرة المُتَعَلّقة بأهدابها،نظرة فقير يُناجي سماءً أن أمطري عَلي بقوتٍ يُشبِع قِفار أسئلتي العمياء من أجوبة..، تَمَسَّكت برداء والدتها و ذاكرتها تتقلَّب على جمر الساعات الماضية

،

الأمس

،:مثل ماضاع طليقش من بين ايدينش ؟!

ادلهمَّت ملامحها و نَفَسٌ وَقَع صريعاً تحت قدمي كلماتها،ازدردت ريقها بصعوبة و قشعريرة أرجفتها بوضوح طالت عروقها..هَمَست من بين صرير أسنانها،:لا تتدخلين في شي مايعنيش
أمالت شفتيها المطلية بلون زهري كزهر خديها المصقولين،و بنبرة قَطَّعت الأوتار المُتعلقة بقلبها حتى هوى،:والله لو علي مابي اي شي يدخلني فيش بس شسوي الظروف صارت جذي
قبضتها ابيَضَّت و شكوك اعتلى نعيقها فوق رأسها،:شنو تقصدين ؟
مَسَّت سبابتها شفتها السُفلية الواقعة بين قُضبان أسنانها اللؤلؤية قبل أن تقول بكلمات تُقَطّر خبثاً،:معقولة ما انتبهتين للشبه بينا أنا و أختي ! ياسمين خطيبة فيصل ان شاء الله

سهمها مَرق الجوى مانعاً النفس من الارتفاع من رئتين غشاهما انكماش مؤلم لهُ وخز الخَطر المَلَوح سراباً من فوق رمضاء الابتعاد..تنشقت الهواء بلُهاث أضنى حلقها و أسكن عَبرة مُلهبة بين طياته،سَهمُها غار في الفؤاد رادعاً الاتزان عن جسدها لتتمايل مُصطدمة بالحائط خلفها..استندت عليه تُناشد وقوفاً سيُحيله اعتصار روحها سقوطاً مُدوي،لهُ صوت تَهَدُم الملوك و قصورها ذات العلياء الشامخة..،مثل موت فارق صوتها حنجرتها مُناجيةً الّجُدران أن كَذبيها و الأرض ابتلعيها شاطبة سمومها المعقوفة بين خلاياها،:جــ ــ ـذابـ ــة مو خطيبتـ ــه

اقتربت من موضع انهيارها مُتَشَدقة بابتسامتها،:شنو بستفيد اذا جذبت ؟! خلاص اتفقوا على كل شي حتى الدبل اشتروها

أطبقت أجفانها بقلة صبر بدأ عَزف مقطوعته المُرتفع لحنها بنشاز كئيب يثقب طبلة أُذنها الخاوية من همسه..بوَهن نَطقت،:اطلعي برا
أزاحت غشاء الهَرب عن بصرها و هي تراها تقترب منها لتقول بثقة جَرَّدتها من ثوب العزَّة المُرَقَّع،:لا تخافين بطلع،بس اسمعي هالكلمتين،خسرتين فيصل "و هي تُشير لها بسبَّبتها من عاليها حتى أسفلها بنبرة مُستصغرة" اللي خبر خطبته خلاش انتِ و اللي تنازع الموت واحد،مو صعبة تخسرين أحمد اللي للحين ما ادري ليش لفتين عقله و تزوجتيه !
صرختها باغتتها بَحَّة حادة و الدمعُ مدرارا،:بـــراا طلعي بــرا

جَرَّتها من ذراعها و هي تفتح الباب لتدفعها للخارج غير آبهة بسقوط كادت تُسببه لها،فالعَقل اضمَحلَّ وَعيُه و الحواس ذوت أمطاراً بين أمواج مُحيط تَسلُب الروح من الجسد لتُلقيه جُثَّة منحورة على عتبات الحُب المُطمَسة النور..فالظلامُ قد ابتلع نَبضها العائش من أجله،ذاك النَبض الشاذ عن تقاليد حُكم قلبها الطاغية،استبداد و دكتاتورية كَبَحت بها لجام مشاعرها المُنحَنِية إجلالاً لرَجُل زَرَعهُ القدر بين خلاياها،ينمو بلا تَوقف،لا يذبحهُ اغتراب و لا موت..،

اجتذبت الأرض بقاياها المُلتاعة،أفرغت نَوحها بين زوايا مَكتبها،أحد الشاهدين على فَضيحتها العُظمى،احتضنت وجهها بارتعاشة أحالتها كائناً هُلامياً و َوجه تلك الياسمين يحوم بين أنفاس رَجُلها المَفقود أمام ناظري قلبها..،

،



ظفرها المَطلي بلون داكن يَمُر بخفة على صفحة الصحيفة المُشَرَّعة فوق أريكة شقتها البيجية،عيناها الغافي فوق جفنيهما سَوادٌ ذو نهاية معقوفة أجَّجت من صبيب المَكر الناضح منهما تَتَبِعان بتركيز الكلمات المطبوعة بخط صغير لا يُجذب المرء لفك رموزه الشائكة..قَلَبت الصفحة بعد أن انتهت منهُ دون أن تجد ضالَّتها..دقيقة مَرَّت قبل أن تَنشد خيوط شفتيها المُكتنزتين كاشفة عن ابتسامة تكالبت على نعومتها شذرات انتقام..انغرس ظفرها الحاد في الورقة ثاقبة الاسم المطبوع بخط كبير و عريض يُناقض السَفاسف المبصوقة بنُقص عَقل على الصفحات..،ألقت الصحيفة بإهمال على الأرض دون أن تقرأ ما صُفَّ تحت الاسم البغيض..وقفت عن مكانها وهي تسمع صوت الجرس،رَتَّبت فُستانها الفاضح أكثر من سُتره و هي تَتَقدم بخطوات سريعة للباب..فَتَحته لتستقبل وقوفه المائل،مُستَنِداً بكتفه على طرف الباب،يد في جيبه و الأخرى خلف ظهره،قميصه انحسر عن عُنُقِه كاشِفاً حتى بداية صدره..انعكس وقوفه عليها لتميل هي أمامه و يدها استقَرَّت على إنحناء خصرها النحيل..هَمَست له و اليد الأخرى استَرَقت أناملها الباردة بضع لمسات من عُنُقِه،:بَشّر ؟

اقترب بالتصاق حتى استنشق عبير أنفاسها،هَمَس بذوبان يُقَرّبه من سَكرٍ حـلال،:ابــي الحلاااوة قبل
ضَحَكَت بغَنَج مُعَقّبة برفعة حاجب،:لاا أول شي استلم و بعدين الحلاوة
بانت يده من خلف ظهره و في راحتها شيء أحمر يلتمع..تناولتهُ بلهفة و هي تستدير للداخل و هو خلفها غالِقاً الباب..احتضن خصرها مُخفِضاً رأسه للذي بيدها قائلاً،:هذا الجواز و هذي الهويَّة..طول ما انتِ حاملة هالشيئين تُعتَبرين الآنسة وَعَد

قابلتهُ بجسدها المَمشوق و أسنانها تَمس شفتيها بخفة،قالت و هي تقترب منه أكثر،:شنو اسوي فيك ؟ انت رَيحتني من هم كبيـــر
فَتَحَ ذراعيه و رأسه يَميل و ابتسامة طفولية على وجهه،:لا تسوين شي بس ابي الحلاوة
ضَحَكت و هي تَرمي بنفسها بين أحضانه،نَشَرت قُبلات على وجهه و جانب عُنُقه و هي تقول،:شُكــراً شُكراً حبيــبي ما بنساها لك
أودع قُبلة بين شفتيها هامسِاً،:حاضرين للحلوين



يتبع




 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس