ربما هو الحب !!

في لحظات الصمت العميق، حين يكون العالم من حولنا مهمشًا والليل يلف الأرض بقمره،
ينطق قلبي بأعذب الكلمات.
يعبّر عن مشاعر لا يمكن للساني تصويرها بكلمات دقيقة. يبدو أنه في هذه اللحظات يصبح القلب أداة تعبير تخوض رحلة عميقة نحو الروح والوجدان.

ربما هو الحب،
تلك القوة الغامرة التي تحمل في طياتها الجمال والألم في آن واحد.
يرتقب القلب بلهفة لحظات لقاء ويعانقها بشغف عندما تأتي.
وفي تلك اللحظات يترجم القلب كل ما يعجز اللسان عن التعبير عنه،
يروي قصصًا ماضية تحمل بين طياتها أملًا وحنينًا.

ولكن هناك أوقات أخرى، ينكمش القلب وكأنه يختبئ خلف جدران من الحزن والألم.
يسيل الدموع بصمت على خدي والأفكار تتجاوز الزمان والمكان، تعيدنا لذكريات تؤلمنا حتى في لحظات الفرح. يصبح القلب مثل الموسيقى الحزينة التي تصافح أعماق الروح بلحنها الجريح.

في لحظات القوة يتحد القلب مع العقل،
يسعى لتحقيق الأحلام والطموحات.
يصبح قائد الخطى ومشعل الشمعة التي تنير دروب الحياة.
يتغلب على الصعاب ويصنع الإنجازات،
كما لو كان يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه.

ولكن في لحظات الضعف، يندمج القلب مع الهمسات السلبية والشكوك.
يصبح مثل الطائر الجريح الذي لا يستطيع الارتفاع بعيدًا عن الأرض.
يعبث الخوف بأفكارنا ويجرفنا إلى أعماق الهاوية.

إنه القلب،
ذلك الكنز الثمين الذي يحمل في باطنه جميع جوانب حياتنا.
إنه الرفيق الذي يشعر بكل ما نمر به، حتى لو كان صوت الكلمات غائبًا.
إنه المرآة التي تعكس حقيقتنا، بكل ألوانها وجوانبها.

يبقى القلب دليلنا الحقيقي على ما نشعر ونعيشه. فلنسمح له بالنطق بأعلى أصواته وبأسراره العميقة.
فهو يعكس الجمال والحزن، القوة والضعف، وجميع مشاعرنا المتضاربة.

منقول