في البداية وتعريف بسيط وسريع للموضوع حول من هم ذوي الإحتياجات الخاصة ؟؟!! هم فئة من لديهم عوارض خاصة تجعلهم يتصرفون بتصرفات غير عن تصرفات الغير قد تكون تلك العوارض جسمانية أو عقلية نفسية ... أخذ الإنطباع عنهم من الجميع على أنهم لا يستطيعون التكيف في المجتمع كأناس طبيعيين وأنهم يحتاجون لمعاملة خاصة ولحياة خاصة ليستطيعوا أن يكملوا حياتهم ، فلهذا يصنفهم المجتمع بأنهم فئة ذوو الإحتياجات الخاصة ~ مهما كان الإنسان غريب عنا ، ونراه مختلفا عنا ، فهذا لا يعني أن نسثنيه من صنف الإنسان المنتج والفعّال للمجتمع .. لأنهم أناس مثلنا في أيامنا هذا ، شهدنا انفتاح واهتمام المراكز المسؤولة في المجتمع لذوي الإحتياجات الخاصة ، وخصوصا الإهتمام بالعلاج المبكر لبعض من الأمراض الحساسة كمتلازمة الداون والتوحد ... وأصبح الجميع يعرفون ما يجب فعله إذا عرفوا أن شخصا ما يحتاج إلى عناية خاصة ... ولكن .. ! ما زالت النظرة كما هي ، وأتحدث عن تلك النظرة التي نشاهدها من البعض وهي نظرات الدونية والإشفاق وعدم التصديق لهؤلاء الفئة الحساسة وكم شاهدت مواقف عديدة ما زالوا يستغربون على سبيل المثال ابداع فنان في لوحاته التشكيلية وهو أعمى ، ويظلون يقولون "مستحييييل ! طيب كيييف !" سأتحدث في هذا الموضوع كيفية بناء علاقة جميلة وقوية بين الذي هو من الفئة الخاصة بالمجتمع وبين إخوته أو أفراد اهله ~ لأنني أرى إن لم نهتم بتأسيس وتقوية العلاقات الفردية في البيت الأول للطفل الخاص ، فكيف يمكننا أن نطالب من المجتمع بتحسين نظرته أو علاقته لذوي الإحتياجات الخاصة ؟! لنواجه الحقيقة ولنعترف بمعرفتنا عدد من العائلات من تعامل ابنها أو ابنتها -الذي لديه شيء خاص- تعاملا خاصا ~ فنراهم يحذرون أولادهم الطبيعيين بأن لا يقتربوا من أخوهم المعاق ، مثل : لا تضربه حرااام هو مريض ! لا تأخذ منه ألعابه حرااام هو مريض ! ..... الخ. شخصيا ، أعرف عائلة استغرب حين أفتح معهم موضوع لإبنهم (والذي يعاني من ضعف بالسمع الحاد) إن نستطيع أو نعلمه آداب اللياقة والأدب .... الخ ، يقولون لي : حرااام هو ما يسمع وهو ما بيفهم ! السلوكيات والآداب والبعض من الأشياء الضرورية ليتعلمه الطفل منذ أيامه الأولى لا تحتاج إلى ذكاء أو إلى موهبة ، لأنني أرى كلها تعتمد على الممارسة والمواظبة وهي تأتي بمرتبة السلوكيات المكتسبة .. مثلا : لا يعلمون طفلهم كيف يجلس جيدا ومحترما وخصوصا أمام والديه أو الضيوف ، لأنه معاق ! والأهل يقولون في هذا "حراااام ! شو اللي يفهمه هالصغير !" عزيزتي الأم ، إن أخذ الله من ابنك السمع فهذا لا يعني أنه قد صار ناقصا أو ليس لديه الملكات الأخرى الجميلة لشخصيته ! ليس معنى أن ابنك لا يسمع أنك لا تعلمينه مثلا أن يشكر أي شخص يساعده بإبتسامة ! صحيح أنك لا تتعاملين معاه بالكلام لأنه لا يسمع ، ولكنك ستستعيضين بالإشارات والحركات من يديك ليتم التواصل بينك وبين ابنك الأصم ~ هنا تحدثت مثال بسيط حتى نعرف واقعنا الحالي تجاه تعاملنا للطفل المعاق وبسبب أسلوب الأهالي في التعامل ، نجد أن أطفالهم الأسوياء يتأثرون بها ويفهمونها على أساس من التفرقة (وخصوصا الأطفال الصغار والذين لا يستوعبون معنى المعاق أو ذوو الإحتياجات الخاصة) فنرى مثلا طفل يرفض أو يشرك أخيه المعاق ليلعب معه بلاي ستيشن ويقول بعصبية لأمه "مااااماااا ! خذي هالفلان من وجهي !" ، وتحاول أمه معه وتقول له أنه أخوه وليحاول أن يجرب اللعب معه باللعبة ليقول "لااا لااا ما يعرف ما يعرف" ! وتأتي هنا أمه تشتكي لأبوه وتشتكي للجميع وللفلان والفلانة ... الخ ! بصراحة انتي السبب أيتها الأم ، ابنك السوي لم يفعل ذلك من قرارة نفسه إلا من بعد ما شاهدك تعاملين ابنك المعاق معاملة خاصة (وهي خاطئة للأسف ) فتأمرين ابنك بأن يلّم ويوضب ألعاب أخوه المعاق المرماة على الأرض ، وحينما يتذمر ابنك تقولين له "كفاك تذمرا ! أيعرف أخوك أن يوضب ألعابه بالله عليك ! هو لا يفهم وانت تفهم انت لديك عقل" لا نستغرب حينها أن يبدأ ابنك بكره أخيه المعاق بسبب أسلوبك هذا .. ~ الغريب أن المراكز المتخصصة لذوو الإحتياجات الخاصة ، تعلم الأطفال كل شيء ويتكسبوا مهارات وسلوكيات والتي من المفترض أن يتعلمها الطفل في بيت أهله ! استغرب عزوف الأهل وعدم محاولتهم ولو بالتجربة لأنهم يعلموا أولادهم ذوو الإحتياجات الخاصة