عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2020   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (08:46 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11617
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





الفَجْرُ في الخارج يُغازل ظُلْمَة اللَيْل..و القَمَرُ الْتَحَفَ بسُحُبٍ دافِئة..لِيَغْفو و النُّجوم مِصْباح نَوْمه..و هُو غائِبٌ بين سِحْر فَنّه الذي كان أَحْد الأَسْباب المُؤثّرة التي ساعدته على تَناسي ماضيه الشَّرِس..مَضَت ساعة و أَكْثَر على انْتهاء المُكالَمة و هُو لا زال يُمارِس فَنَّه أَسْفَل إحْدى حَبيباته..كان مَشْغولاً بإهْدائِها مُحَرّك جَديد صافي من أَي عُطْب..،أَفْكاره ما بين عُقَد الأَسْلاك..و ما بَيْنَ عُقَد تِلْك الأُنْثى..لَم يَتَصَوَّر و لو لِمَرَّة أن يَرْتَبِط بأُنْثى بعد الذي حَلَّ عَليه من مَصائِب..ظَنَّ أَنَّهُ سَيُواصل خُطاه إلى قَبْره وَحيداً..كما كان خَلْف قُضْبان تِلْك الزّنزانة النَّاهِبة حُلْو حَياته..لكن مَلاك خَالفَت كُل تَوَقُّعاته..بل بالأَحْرى كُل خططه..،ظَهَر من أَسْفل السَّيارة جَسَده المُرْتاح فَوْقَ الصَّفيحة المْعدنية..جَذَبَ نَفْسه واقِفاً ثُمَّ تَحَرَّك إلى المِنْضدة المُبَعْثَرة فَوْقها أَدوات العَمَل الخاصَّة..أَلْقى ما بيده فَوْقَها قَبْل أن يَتَناول خِرْقة طَمَسَ السَّواد لَوْنها،و أَخْنَقها زَيْتٌ كان مُمتازاً لِتَشَرُّب ما يَنْحَشر بين أَصابعه من اسْتفراغات حَبيباته..،تَحَرَّك بَعْد أَن انْتهى مُغادِراً المَرْأب و هُو يَعْبَث في هاتفه..صَعَد لِشِقَّته الخاوِية من حَياة..جالَ ببصره عَلى جُمودها..هَل سَيُذاب من وُجود تِلْك ؟ أَمَّ أَنَّهُ سَيَتضاعَف للحَد الذي تَنْقرض بَسَببه المَشاعر أَجْمَع ! مالَت شَفَتاه بسُخْرية و هُو يُواصل إلى غُرْفة نَوْمه..فالإخْتيار الثَّاني هو الجَواب حَتْماً..،تَوَقَّفَ أَمام المِرآة و هُو يَخْلَع سُتْرَته..انْعَكَسَت صُورة جَسَده المُدَجَّج بحِكاية فَقْده..تَعَلَّقَت عَدَسَتاه بالذي نُحِت على جانب عُنُقه..سَتَكون جَلِيَّة هذه الأَرْقام..رِياح مُعْتِمة غَلَفَّت عَيْنيه لِتَتجانس مع غَبَشَهما المُبْهَم الأسْرار و هو يَسْتَدير ليُمَشّط ساحة ظَهْره..تَحَرَّكت يده لِنهايته،بالتَحديد عند آخر فَقْرة فيه..أَخْفضَ طَرَف بِنْطاله لِيَنْكَشِف السّر المُسْتَتِر و يَحْتَدِم جَليد حَواسه..و هَمْسُها عاد لِيَسْكن مَسْمَعيه..

" ما راح يكون زواج عادي"

زَمَّ شَفَتيه بتَبَلُّد قَبْلَ أن يُزيح يَده و يَبْتَعِد عن المِرْآة..لا عِلاقة في هذا الزَّواج..لن تَكون زَوْجته فِعْلاً..إذاً لا داعي للقَلَق..فيُسْتَحال أَن تُبْصِر عَيْناها ما انْعَقَد بخَلايا جِلْده..هي لا تُريده زَواج عادي..و هُو أوَّل المُؤيّدين..فالزَّواج "العادي" لا يُليق به و لو بمقدار حَبَّة خَرْدَل..لَسْتَ كَباقي الرّجال مُحَمَّد ! و حَمْداً لله أَنَّ قَلْبك ليس كَباقي القُلوب..لا يَمْلِك مُفْتاح..و إن مَلَك..فلا مَعْبَر للدُّخول..،عادَ و انْشَغَل في هاتفه بعد أن أَنْهى نِقاشه مع ذَّاته المَعْلولة..اخْتار أَرْقام مُعَيَّنة ثُمَّ رَفَعه لأُذْنه..اسْتَقَرَّت يَده على وِسْطه يَنْتظر الرَّد..لكن الرَّنين انْقَطع دون جَواب..أَلْقى الهاتف على السَّرير و خَطَى خُطْوة..و في الثّانية ارْتَفَع الصَّوْت كاشِفاً عن اتّصال..تناوله مُجيباً ،:ألــو
أَتاهُ جَوابٌ مُطَعَّم بالخُمول،:هــــا
ارْتَفَع حاجبه باسْتنكار و هُو يُعَقّب مُوَبّخاً،:شنو هــا هذي !
قالَ بنَبْرة اسْتَحْوَذَت عليها مَعاني المَلل و التَّعَب و الإرْهاق،:محمد قسماً بالله مالي خلق ولا شي..توني طالع من عملية شطولها..جسمي متكسر حتى ماني قادر أغير ملابسي
عَلَّقَ بسُخرية،:زيــن زيــن لا تصيح "مَرَّر اًصابعه بين خُصْلات شَعْره و هُو يُرْدِف بتَوْضيح" بس كنت ابي اقول لك إنَّ الشهر الجاي عرسي
صَمْتٌ عَميق على الطَّرف الآخر..حتى أن الأَنْفاس خَبَت..عَقَدَ حاجبيه باسْتغراب مُنادياً،:عبدالله!
بهَمْسٍ مُسْتَل من القَهَر،:محمد إنت شنو ؟ شنو إنت ! تخطط و تنفذ و تسوي كل شغلك و لا كأنَّ عندك أهل "تَساءَل مُسْتَنْكِراً بصُوت مُرْتَفِع" يعني شنو الشهر الجاي عرسك ! إنت حتى ما ملجت عشان تعرس..و عمتي و أبوك و أهلنا ما عطيتهم خَبر..شهالمَسْخَرة !
ببرود عَقَّبَ يُفَسّر له،:أمي و أبوي و أهلنا بيعرفون قريب..و الملجة و العرس في نفس اليوم..ماله داعي ملجة و بعدها بمدَّة عرس
بذات الإسْتنكار،:انزين شقتك ماتبي تجددها ؟ ولا بتخلي البنت تبدأ حياتها بأثاث قَديم ؟
ببساطة أَجاب،:عـــادي..الشَّهر يكفي و يزيد
تَساءَل يَبْحث عن تَفْسير،:محمد إنت ليش مستعجل هالكثر ؟ يعني إنت مو من الشباب الميت على الزواج "و بتعَجُّب ساخِر" هالكثر مشتاق لحبيبتك !
تَصَدَّعت ملامحه اشْمئزازاً و هُو يَقول،:شنو حبيبتك هذي ! من متى عندي هالسوالف
،:شدراني عنك.."و بسُخْرِية" قمت اتوقع منك كل شي يالكينغ أوف ميستري
تَجاهل سُخْرِيته الدَّاقَّة ناقوس ذَّاته مُنْهِياً الجِدال،:أنا قلت أعطيك خبر بس..روح نام دكتور عبدالله..تصبح على خير
،:لَحـظـــ
قَطَع الإتّصال دون أن يَسْتَمِع للحَرف الأخير من كَلِمَته..هُو لا يَحْتاج لأحد أن يُؤكّد على الغَرابة التي تَحُف هذا الزَّواج..فكُل مافيه يَعْلم أنَّهُ عَقْدُ خَلاص من وَحْل الماضي النَتِن..و مُصْطَلَح الزَّواج ذاك..ما هُو إلا عَباءة مُزَيَّنة بزُهور مُبْهِجة تُشَتّت أَنْظار النَّاس عن فَحْوى هذا العَقْد اليَتيم من حُب..،



رَفَعَ جِذْعه مُسْتَقيماً في وُقوفه مع انْطلاق كَلِمات اسْتنكار الذي أَمامه،:طَلال إنت صاحي ! فرضاً شافتك أمها لو أخوها ؟ تبي تسوي لنا مُشْكلة
أَرْجَع ذراعه خَلْف ظَهْره كأنَّما يُخْفي بَوْح اشْتياقه الذي دَفَعهُ لهذا التَّهَوُّر،:ناصر بنتك هي إلا حدّتني أيي..إسبوع أحاول أكَلّمها بس حاقرتني
ارْتَفَع حاجبه و إمارات عَدَم الإقْتناع تَتَلَقَّف مَلامحه،:زين جان عطيتني خَبَر و أنا أتصرف
حَكَّ صدْغه بأطْراف أَنامله و هُو يَهْمس بخُفوتٍ و بَصَرٍ انْحَنى للأَرْض،:راح عن بالي
هَزَّ رَأسه بقِلَّة حيلة من هذا المُتَهَوّر قائِلاً،:لا ما راح عن بالك..بس إنت تحب الطُّرق إلا توصلك للمَشاكل "أَرْدَفَ بِلَحْن ارْتياح" زين إنَّ فيصل يلحقني للمسجد بعد وقت..جان فتحت لنا باب الله العالم شلون يتسكر
رَفَعَ عَيْنَيه لِتَتَعَلَّقان بعَيْني ناصِر المَحْشُوَّتان بالتَّأنيب..نَطَق كَطِفْل وَبَّخه والدُه،:زيـــن آسف
رَفَع سَبَّابته مُلَوّحاً بها كَسيف تَحْذير،:آخر مرَّة لك
هَزَّ رَأسه بطَاعة،:إن شاء الله
اسْتَدار ناصِر لِيَتَقَدَّمه نَحْو باب الخُروج و هُو يَسْتَفْسِر،:نايمة نُور ؟
تَلَوَّنَت شَفَتَاه بابْتسامة الدفء ذاتها حينما عاد يُناغيه طَيْفُها النّاعِس..أَجابهُ بوَجْسٍ مَأهول بالخَدَر،:ايــه..نايمـ ـة
تَوَقَّف بتَعَثُّر مُسْتَجيباً لاسْتدارة ناصِر المُفاجِئة..تَساءَل بتَعَجُّب،:شصــار !
الْتَقَط الكَلِمة منه ورَدَّها إليه بوَجَل،:إنت قول لي شصار ؟
تَقَوَّسَت شَفتاه بالتَّوالي مع إعْتلاء حاجبيه بعَدَم فَهم ليَقُول،:ما صار شي ! يعني شبيصير !
قَرَّبَ رَأسه منه مُخْفِضاً من نَبْرة صَوْته و هُو يُوَجّه لهُ نَظَرات سهمية وَخَزَت لُبَّ طَلال النَّائِم،:اقصد يعني صار بينكم..شي ؟
فَغَر فاهه مُجْتَرِعاً الإسْتيعاب الذي بَثَّ بين حَواسه شُعور غير مُريح كان نَتاج ذِكْرى شَيْطانِيَّة هاجَمته من مُسْتَوْدَع تِلْك الليْلة الشُّؤم..أَطْبَق فَمَه مُسْتَنْشِقاً من أَنْفه هَواء أَرْجَف أَضْلاعه المُتواصل سُجود تَوْبَتها..مَرَّرَ لِسانه على شَفَتيه لِيُجيب ببصرِ هارِب،:لا ما صار هالشي "أَكْمَل و هُو يَرْنو إليه بطَرَف عَيْنه" أصلاً حتى لو صار..أكيد ما بيي أقول لك !
عاد لِيُواصل تَقَدُّمه و هُو يُعَقّب بعدم اهتمام،:لا تقــول..أقْدَر أعرف بطريقتي
تَبَعهُ طَلال بِصَمْتٍ ثَقيل دُون أن يَتَساءَل عن تلك الطَّريقة..فهو كان يُصارع صُور اقْترابهما الحَرَّام التي بَدأت بالجَثْو على ذاته لِجَلْدها..أَغْمَض بتَعَبٍ يَتَمنَّى البُكاء..يُريد أن يَنْسَى..أن يَقْتَلِع جُذور الحَرام و يُنَقّح أَرْض ذاكرته..و أن يَجْتَرع امْتزاجهما الحَلال لِيَجْرف أَيَّ أَثَرٍ لذلك القُرْب المُطيع للشَيْطان..فيالَيْت النّسيْان ثَوْباً..تَرْتَديه الرُّوح لِتَعيش بَسَلام..،ما إن تَوَقَّفَ أمام باب المَسْجِد حَتَّى حَلَّقَت إليه كَلِمات ناصِر المُنْهَمِكة في رَسْم حَياة جَديد لذاته المَمْسوسة،:حَيَّاك ملجة فيصل الليلة..جت في الوقت المُناسب..عشان ترجع تندمج ويا العايلة



اسْتَيْقَظ صَباحاً و بَيْن عَيْنيه نُحِت قَرار لا رَجْعَة فيه..فإن كان يُريد النَّجاة من بين تَلاطُمات أمواج بَحْر الحَياة فعَلَيه أن يَتَقَلَّد بدرْع قَراره..يَجْب أن يَحْمي الباقي من سِنين عُمْره..اكْتَفى من ضَياع الغابِر منها،كما رِمال تَتَلَوَّى باسْتسلام من صَفَعات رِياح عَكِرة..اكْتفى من الخَسارات و من رَفْع رايات الفَشَل..لا حيلة له لخَسارة تَغْرَس شَوْكة تأنيب جَديدة في ذاته..،كانت السَّاعة قَد تَجاوزت الحادِية عَشَر صَباحاً عندما دَلَفَ لِمَنْزل والديه..خَطَى ناحِية غُرْفة الجُلوس التي اعْتادت أن تَحْتَضِن صَباحات والدته.. و بالطَّبع وَجَدها مُتَّكِئة باسْترخاء أَمام التّلفاز،و مَلامحها يَتَّضِح عَليْها التَّرْكيز في الآيات المُنْبَعِثة من صَوْت القارئ..انْحَنى مُقَبّلاً رَأسها و بهَمْسٍ يُدَثّره البُرود،:صَباح الخير
الْتَفَتت مُنْتَبِهة له..بَريقٌ خاطِف مَرَّ وَسَط سَماد عَدَسَتيها مع اسْتقرار ابْتسامة حُب على شَفَتيها الصَّغيرتين،:صباح النّور حَبيبي "اعْتَدَلَت في جُلوسها و هي تُشير للفَراغ بجانبها" تعال تعال يُمَّه اقعد و اللحين اقوم اجيب لك الريوق
جَلَس على الأرْض بجانبها و هُو يُعَقّب بنَبْرة مُقْتَضِبة،:مو مشتهي
نَبْرته أَحْيَت التَّوَجُّس وَسَط قَلْبها..نَظَرَت إليه بملامح اهْتمام و هي تُبْسِط كَفَّها المُحَنَّاة فَوْق فَخْذه القَريب..تَساءَلت باطْمئنان حَنون،:يُمَّه عَزيز شفيك ؟ ليش مو مشتهي تاكل ؟
أَجابَ بلَحْنٍ مُعاتِب و من عَيْناه نَعَقَ ضيقٌ قَبَض على قَلْبها،:لأني احاتي اللي جاي يُمَّه..احاتي البنت اللي بتجبريني أظلمها
تَنافَر كَفُّها عن فَخْذه ناطِقةً باسْتنكار عَقَّدَ ملامحها،:عَزيــز شهالحجي ؟ أي بنت بجْبرك تظلمها!
بقَهَرٍ مَكْبوت ضَعَّفَ من سَواد عَيْنيه،:أَرْملة عَمَّار يُمَّه..غَيْداء اللي زرتيها في بيتها إنت وجميلة و فرح
تَصافَقَت أَهْدابها من وَخْزات الإرْتباك التي شاغَبَت حواسها..أَشاحَت وَجْهها عنه و هُو أَكْمَلَ عِتابه،:ليش يُمَّه ؟ ليش تروحين ! لا تقولين عشان تتأسفين نيابة عني..ما بصدق هالعذر..و الدليل إنش ما بغيتيني أدري " تَلَقَّفَ يَدَها مُرْدِفاً برَجاء عارم" أرجوش يُمَّه..أَرجوش إلغي هالأفكار من بالش..ترى تعبت من هالسالفة والله تعبت
اسْتَدارت لهُ بهُجوم،:أفكار شنو ؟ لا تتبلى علي عَزيز..أنا ما سويت شي ولا فكَّرت في شي
ارْتَفَعت زاوية فَمه كاشِفاً عن ابْتسامة مُرْهَقة و لِسانه كَشَف عن خَبايا أَفْكارها،:و زواجي من غيداء ؟ ما كان هو الفكرة اللي دفعتش لزيارتها ؟
الْتَزَمَت الصَّمْت بعَيْنان تَجُولان على ملامح ابْنها الأَصْغَر..أَسْبَلَت جِفْنيها ببطء كأنَّما تُنَكّس عَلَم الفَقْد..الْتَوى عِرْق في قَلْبه عندما لاحَظ كَيْف ارْتَدَت حَواسها صَمْتاً كَئيب لهُ رائِحة حُزْن ! أَيُعْقَل أنَّ هُجومه أَنْبَتَ ضيقاً في قَلْبها ؟ شَدَّ على يَدها و هُو يُقَرّب وَجْهه من وَجْهها المُشاح مُنادِياً،:يُمَّــه !
نَطَقَت باعْتراف دون أن تنظر إليه،:ايــه كنت ابي أخطبها لك..وغصبأً عنك بعد..لكن..."الْتَفَتت لِيَسْتَقْبل بَصَره نَبْعَ دَفءٍ يَنْجَبس من عَيْنيها و هي تُرْدِف" لكن رَعشتها..دموعها المشتاقة..و تنهيدة حُبها المَحبوسة يوم ذَكرت اسم عَمَّار،خلتني أمحي الفكرة نهائياً من بالي..المرأة متعلقة بفقيد قَلبها و الوفاء له مثل قلادة تحاوط جيدها و مُستحيل تنزعها.."ابْتَسَمَت بأَسف و هي تُكْمِل" طليقاتك كل وحده حبتك أكثر من الثانية و حاولت ترضيك و تتحمل طبعك القاسي..و فشلوا..شلون غيداء اللي مستحيل تحبك ؟ عَمَّار فارق الدنيا و دموع غيداء تغسيله و قلبها تجفينه..و الموافقة عليك تعتبر خيانة بالنسبة لها..و لو وافقت في سابع أحلامي..فهي ما بتحبك،لأن حُبها مات بموت عَمَّار "رَشَقَتهُ بنظرة جادَّة مُسْتَأنِفة" بس لا تظن إنّي تراجعت عن قراري..ما برتاح إلا إذا زوجتك باللي تداريك
ارْتَخَت كَفّه المُعانقة يَدها..تَكَوَّمَت أَنْفاسها\ في صَدْره..و أَضْلُعه تكالَبَت شادَّةً الخِناق عَليه..ثِقْـــل...ثِقْلٌ مُوْجِع رَسا جَبَلاً فَوْق قَلْبه..خُيوطٌ من جَليد غُزِلَت بغرابة بَيْن حَواسه..باتَ لا يَشْعُر بأَطْرافه..و كأنَّهُ فَقَد السَّيْطرة عَليها..صَوْت والدته عاد و هي تَقف،:بروح اتجهز لصلاة الظهر..و إنت قوم المسجد لا تتأخر على الصلاة
تَعَلَّقَت عَدَستاه بها و بَصَره قَد أُغْشِي عَليه..لم يَكُن يَرى الواقع أَمامه..فكُل الذي تَجَلَّى أَمامه وَجْهُ تِلْك الأَرْمَلة...الوَفِيَّة...لم يُرْضِه حَديث والدته...لم يُرْضِهِ أَبَداً..،



عَصْراً

تَأَنَّقَت ببساطة جَذَّابة..لم تَتَكَلَّف في لِباسها و لا زينتها..على غير عادتها إذا كانت في زِيارة لأَحدهم..رُبَّما لأنَّ ذاتها لم تُشْفَ بَعْد من زُحام الذَّكْريات الذي أَخْنَق أَيَّامها الماضِية..و رُبَّما أيْضاً انْشغالها بذاك الهارب حال بينها و بين الإلْتفات لِنَفْسها..،أَرْكَنَت سَيَّارتها في مواقف إحْدى المُسْتَشْفَيات..أَلْقَت نَظْرة على وَجْهها في المِرآة قَبْل أن تَتناول هَدِيَّتها البسيطة و تُغادر المَرْكبة..،كانت الهَدِيَّة عِبارة عن عُلْبة مُخْمَلِيَّة أنيقة بلون لَيْلَكي اسْتَقَرَّ في جَوْفها زَوْج من أَقْراط ذَهِبِيَّة ناعِمة..و ثَبَّتَتها وَسَط باقَة من زُهور تَفاوَتت أَلْوانها بين الأُرْجواني..الأَبْيض و الزَّهْري لِتُهْديها لزَميلتها بمُناسبة ولادتها..فهي وَعَدَتها في الحَفْلة الماضِية أن تزورها،و لم تَكُن لِتُخْلِف أَبَداً..أَلَيْسَت هي المُكَنَّاة بوَعْد ؟ بانت على شَفَتيها ابْتسامة ثِقة تَجانسَت مع أحْمر شفاهها اللحْمي و هي تَتّجه للغُرْفة الخاصَّة بزَميلتها الدُّكتور هَناء..طَرَقَت الباب بهُدوء ثُمَّ دَلَفت مُسَلِّمَةً بِصَوْت تَسَرْبَل بالرِّقَّة،:السَّلام عليكم
أَتاها تَرحيب ودّي من الجالِسين و بالتَّحْديد من هَناء التي أَفْصَحَت عن سعادتها لِحُضورها بابْتسامة واسِـــعة..اقْتَرَبَت منها تُقَبّل خَدَيَّها مُبارِكة،:الحمد لله على سلامتش و سلامة البنوتة..مبروك و تتربى في عزكم
هَناء بامْتنان،:الله يسلمش حبيبتي و يبارك فيش..مَشْكورة والله فرحتيني بجيتش
عَقَّبَت و هي تُرْجِع خُصلاتها خَلْف أُذْنها،:تستاهلين هَناء..و أنا وعدتش إني راح أزورش
،:تسلمين والله "أَرْدَفَت مُحادِثة إحْدى الفَتيات" فطوم حبيبتي اخذي عنها الباقة
ناوَلَتها بلُطْف للفتاة التي اقْتَرَبت..ثُمَّ الْتَفَت بعَفَوِيَّة تَبْحَث عن موضع للجُلوس..اصْطَدَمَ بَصَرُها بالعَيْنان المُتَشَبّعَتان تَعَجُّباً واضِح انْتَقَل إليها فَوْرَ اسْتيعابها..كان مُخْفِضاً رأسه للطِفْلة المُرْتاحة بين ذراعيه،و عَيْناه تَطُلُّان عَلَيها من خَلْف أَهْداب السُّؤال..طالَتَ النَّظَرات الصَّامتة للحَد الذي نَشَر شُحْنات اسْتَغراب بين الجالِسين..لِيأتي سُؤال والدته مَزْفوف بلَحْن الشَّك،:يُمَّه رائِد انتوا تعرفون بَعض ؟



ساعات الصُّبح الثّقال بالكاد مَضَت..لِيأتي عَصْراً بطُول قَرْنٍ من العَذاب..عَصْرٌ يَأبى أن يَسْتَسْلِم لاحْتلال شَفَقٍ لهُ حُمْرة مُلْتَهِبة تُخْفي بُكاء القَهَر المَكْتوم في القُلوب..بُكاء القَهَرِ..الخَسارة و الفِراق الأَبَدي..سَيَكون اليوم لها..و سَتكون له..سَيُحَل لهُ ارْتشاف حَلاوة ملامحها.. خُطوط يَده سَيُخَط فَوْقَها أَبْياتاً تَتَغَزَّل بفِتْنة جَسَدها..و سَيُباح لهُ تَقْبيلها..سَيُقَبّلها..سَتَتَنَفَّسه و يَتَنَفَّسها بلا حواجز و لا حُدود..سَتَتَعَرَّف على خَمْرِ شَفَتَيك الذي ظَنِنت أنَّ لا أُنثى غَيْري سَتَتتذَوَّقه..تأَوَّهَت من أَلَمٍ سام يُخَثّر دِمائِها..أَلَمٌ لا يُطاق..اشْتداده يُصيب المَرْء بالجُنون..أَلَمٌ يُطْلَق عَليه الغيرة..و لا دَواء للغيرة..فهي داءٌ لا يُدَمَّر إلا بالمَوْت..،هَمَسَت لذاتها النَّاحِبة،:مو من حقش الغيرة يا جنان..مو من حقش
أَغْمَضَت بهوان و من قُعْر وَجَعِها فَرَّت تَنْهيدة أَرْعَشَها الفَقْد..يجب أن تكون أَقْوى من ذلك..لا داعي للضعف جِنان..لا داعي لجرّ قَصائِد النَّوْح و الحَسْرة..لن يَتَغَيَّر شيء إذا رَسَمْتِ سَواد الأسى أَسْفَل عَيْنيكِ..و لن يَعُود الحَبيب لِوَطن قَلْبكِ إن أَنتِ أَمْسَيْتِ تعدمين الضَّمير تأنيباً..فات الآوان يا جِنان..فلا سَماح في الحُب..،زَفَرَت بمَلَل مُرْهِق و هي تَعود لتَقْليب مَحَطَّات التِلْفاز..لا أحد غيرها و غير الخادمة في المَنْزل..والدتها خَرَجت لأداء بعض المَشاوير لحفلة اليَوم..و جَنى رافَقَت جُود إلى مَرْكز التَّجْميل بعد شَدّ وجَذب و محاولات إقْناع و إغْراء..فطِفْلتها كانت تَرْفض أن تُزَف لوالدها أَنْثى غيرها..فهي كانت تُرَدّد باعْتراض طُفولي عَنيد

"بابا فيصل بس حَق ماما جِنان،مو حق العروس"

لَكن بَعْدَ أن أَعْلَمتها جُود بأنَّ "العروس" تلك هي ياسمين..رَفيقة لُنْدن..وافَقَت على مَضض..ظَنَّاً منها أنَّهُ سَيَكون لقاء اعْتيادي بينها هي و والدها و بين ياسَمين..،

،:جِنان

الْتَفَتت بشَهْقة خَفيفة مَصْدومة للصَّوْت القَريب هامِسةً و يَدها تَحُط فَوْق صَدْرها،:بسم الله "تَلَفَّظَت باسْتغراب خالتي !
نَطَقَت بهُدوء مُوَضّحةً و هي تجلس بجانبها،:دقيت الجرس جم مرة يالله فتحت لي الخدامة "و بنَبْرة مُبَطَّنة" شكلش كنتِ سرحانة
ضِحْكة مُرْتَبِكة فارَقَت حَنْجرتها و هي تَعْتَدِل في جُلوسها مُجيبةً،:ايــه ايي..كنت سرحانة "ارْتَفَعت يَدَيها لِشعرها تَعْقده بالرَّبطة المُسْتَقِرَّة حَوْل معصمها " خالتي إذا تبين أمي فهي شوي و بترجع و جود راحــ
قاطَعتها بحَزْمٍ زَعْزَعَ نَبَضات قَلْبها،:جاية عشانش
رَمَشَت لِمَرَّات مُتتالِية و هي تُشَتّت بَصَرها عن وَجْهها المُسَيْطِرة عَليه جِدِيَّة بها رائِحة رُعْب..ماذا تُريد منها أُم طَليقها في لَيْلة عَقْد قَرانه! بوَجْسٍ حَذِر قالت،:آمري خالتي
وَضَّحَت بأمْرٍ مُبَطَّن،:بسألش سؤال و ابي منش إجابة مُباشِرة.بدون لف و لا دوران
هَزَّت رأَسها و عَيْناها عُقِدَتا بتَشابك أَصابع يَدَيها المُتَوَتّرة،:تفضلي
نَطَقَت مُسْتَلَّة نَبَضَات جِنان من قَلْبها،:شسويتي في ولدي يا جِنان ؟



 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس