-
سعيد.
ابن عمي الأشقر.
ذو منكبين عريضين و جمال بهي.
أصغر اخوته.
يكبرني بسنتين.
و بيننا ألف ميل.
لا أنسى انك كُنت رئيسًا.
علينا. نحن الأطفال..
كُنت تظن نفسك ملكًا و نحن رعاك.
تسن قوانين.
تنشأ لك دولة.نحن شعبها.
كبرنا يا سعيد.
أصبح أبوك. الذي تبرأت مع اخوانك منه.
قاتلًا لأخي. و أبًا.لأختي.
هكذا. قتل طفل.ليحضر طفل.
-اخجل منك-
تقول.
فأحمد الله اني: ابكم.
أعلم أنك لطيف. مثل المرحومة والدتك.
لكني. لطالما غُرت منك.
لانك حين تأتي. تنتشل كُل الانتباه.
نعم. يبدو أني مازلتُ طفلًا.
ليغيضني هذا الأمر.
لأفرح بدراستك في الخارج.
و حين تأتي. ينصب عليك الكبار و الصغار.
لك كاريزما مميزة.نعم.اخلاق جميلة. نعم.
لكن ربما لانك و لاني بعيدان كُل البعد.
كبرنا.
و صرتُ انا خارج تلك المملكة.
رغم احتوائها على بعض ابناء العمومة. الأصغر مني حتى.
رسمية مقيتة تصبغنا.
و حوارات جادة و شكر متبادلان.
أعرف انك تظنني مريضًا نفسيًا.
و نظرة الشفقة لا تميتها عيناك.
أتعرف.
كان من الممكن أن نكون صديقان جيدان.
اتخيلك تضحك على كلامي لو قُلت.
كلانا يمقت -فراس- و يظن انه مجنون.
و كلانا يؤمن. رغم بعض الاختلاف.
ان العقيدة في القلب.
إلا ان الحدود بيننا يشوبها الشوك.
ماذا تريدني أن افعل؟
هل أرسل لك رسالة عبر الفيس بوك
تقول فيها أني أريد ان اكون صديقك؟
مثلما فعلتُ مع ابناء عمومنا الاخرين. قبل سنوات.
الذين هم اليوم. قريبون مني. قليلًا.
و بدأ التقسيم.
هكذا أصبحت عائلتنا.
جزء لي.
جزء لك.
و ثلة قليلة استطاعت التأقلم مع الجزئين.
أما حان الوقت أن نتلائم؟
يقول أخي. أو أخوك.
أن دخول أبيك. دولتنا.
فاتحة خير لهذا التلاحم.
أسالك بعد هذا. و اشياء عظمى لا تعرفها.
أما كان أبوك محتلًا.
و أن عليه الانسحاب. قبل أن يأتي غضب الله.
انا لا اريد اعتذارًا.
أو اسفًا و خجلًا و طأطأة راس.
اريد رحيلًا عن أرضي.
أن تأخذ عين أبيك -سيضل ابوك حتى بعد تبرأتك-
و تدفنها في البعيد.السحيق. قبل أن يأتي يوم.
ترى رماده في بلادي.
|