الموضوع: المنسيّة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-07-2024
لوني المفضل #Cadetblue
 عضويتي » 29723
 جيت فيذا » Jul 2018
 آخر حضور » منذ 56 دقيقة (03:42 PM)
آبدآعاتي » 91,456
الاعجابات المتلقاة » 7024
الاعجابات المُرسلة » 8288
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » روح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي المنسيّة









‏مشاعل المنسيّة

كنت صغيرةً حينما سمعت أخوها يعنفها بشدة , وأصغر من ذلك بكثير لحظة توقف سيارة ٍ يبدو صاحبها ليس من
سكان حيّنا حيث ترجل من سيارته وبنظرة مخيفة خلف لثام متقن صوبها نحوها يريد جر " مشاعل " من بيننا وتلويث طفولتنا بذكرى مرة .

كانت " مشاعل " صاحبة ابتسامة لا تغيب ووجه صبوح ونبرة صوتٍ طفولية رغم أنها تعانق الثلاثين عاما على ما أظن .
كطفلة أحببتها لأنها تشاركني اللعب في الشارع وتقاسمني اقتلاع "النعناع" من حديقة بيتهم الصغيرة
وأحمل انا لوحدي التوبيخ من أمها لأنه بذلك لن ينمو " النعناع" مجدداً .
نظراتها المختنقة بالدموع يلوح طيفها أمام ناظري كلما هممت بالدخول إلى بيتنا مسرعة هرباً من شمس الرياض الحارقة
وأنا أرى بقايا ذكراهم في بيت قد تركوه منذ زمن ويخنقني السؤال:
كيف أنتِ يا مشاعل؟

مشاعل ابنة جيراننا , تترنح في مشيتها , تصرخ بي دوما كلما حاولت تنظيفها من اللعاب المتناثر على وجهها , أحاول
تقييدها وببراءة أهددها " يجب أن تكوني نظيفه لنأخذك معنا للملاهي "
ذات مساء تملكتني جرأة سؤال الجاهل المحب لشيء يحذرّه الجميع الإقتراب منه : ماما مشاعل ليه كذا؟
لتربكني استثارة امي وعلوّ نبرة صوتها : ماذا فعلت بكِ؟
-لا لاشيء بس هي كبيرة وتلعب معنا وخالد يهاوشها كثير وأمها ماتقولها شيء.
-مشاعل مريضة وانتبهي لا تؤذيك !


في الغد سألتها : مشاعل وش فيك؟
-ابي أروح للبقالة .
-لالا أنتِ مريضة ؟
-شلون يعني ؟
-يعني في شي يوجعك ؟ بطنك يوجعك؟
أجابتني وهي تلوح بيدها في وجهي مشيرة إليّ بالنهوض
-مدري , نروح البقالة أمي منيرة عطتني فلوس!

بعد أشهر لم تخرج مشاعل للعب معنا ولم أرها بعد ذلك أبدا ً , كنت أسأل نفسي كثيرا عن سر اللعاب والمشية
المترنحة واصرارها دوما على اللعبة ذاتها وعن المرض الذي تقول أمي عنه .

دخلت المدرسة , اختلطت بالكثير من الفتيات فماعاد لعب الشارع يستهويني وأنستني فرحة المريول و" المطارة " وساندوتش الصباح
" مشاعل" فلم أسأل عنها ولم تأتي في بالي لحظة .

في الصف الثالث المتوسط طلبت منّا مشرفة النشاط تجهيز برنامج اسقبال لجمعية " المنغوليّن "
وذكرت لنا معلمة مادة العلوم أن من تشارك به ستحصل على درجة لأننا سندرس الأمراض الوراثيه ومن ضمنها هذا المرض.

جهزنا البالونات , والمسرح والأناشيد والكلمات ونحن نجهل حقيقة المنغولين وكنا نتبادل الدعابات أنا وصديقاتي :
-هل لهم علاقة بالمغول؟
-أيّ مغول ؟
-جنكيز خان وحرب التتار مثلا !
ضحكنا كثيراً حينما قلنا بصوت واحد: معقووووول !

لحظات لا أنساها حينما رأيت طابور الأطفال وهم يرتدون زيّا موحداً
كتب عليه" الجمعية الخيرية لمتلازمة داون " يمشون بإنتظام والأستاذة تشير إلينا أن قد جاؤا .



لحظتها تذكرت " مشاعل " وعرفت من أي شي تشكو.








 توقيع : روح الندى


رد مع اقتباس