إنّ من الجفاء في مُناداتنا على من نُحِب؛ أن نهجر أسماءهم عند مخاطبتهم.
ونشرت سابقًا أن أسماءنا شرفٌ وتكريمٌ لنا؛ فليس قولك: أهلًا وسهلًا، كقولك: أهلًا وسهلًا يا أنس!
أضف إلى ذلك جانبًا آخر؛ وهو: أنَّ نداءك على من تحب بإضافة ياء الملكية في آخر اسمه؛ فيه من الحب والتلطف ما لا يخفى؛ كأن تقول:
يا زهرتي، ويا قمري، ويا نسمتي، ويا أملي...، بدلًا من: يا زهرة، ويا قمر، ويا نسمة، ويا أمل!
ونحن إذا نظرنا إلى قول الشاعر:
بالله يا ظَبَيات القاعِ قلن لنا
ليلاي منكنَّ أم ليلى من البشرِ!
نجد تدَلُّلَه واضحًا جليًّا لمن تذوَّق!
وأنتَ: ألم تعطك الكلمة (ليلاي) شيئًا من اللُّطف خلافًا لو جرَّدها من الياء؟
ليس هذا فحسب؛ بل إنه أعاد ذكرها مرة أخرى، وكان من الممكن أن يقول:
ليلاي منكن أم من البشر؟
إلا أنه أبى العدول عن ذلك؛ استلذاذًا وإيناسًا وإمتاعًا بتكرير اسمها..
فكن لطيفًا، مثقفًا، عارفًا لهذا الشأن قدره، تاركًا إثمه ووزره.
- أنس المغربي
|