عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2019   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 19 ساعات (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11618
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




ماضٍ

اسْتَنشَقَت العَبير المُتَصَاعِد من زُهور اليَاسمين التي نَسَّقتها بعناية خالَطَها حُب في الإناء الزُجاجي المُسْتَقِر فَوق المِنْضَدة الجانبية للسرير..لامست بأطراف أناملها البتلّات الرَّقيقة المُرْتَدِية بَياض نَقِي يَمْلُك مَفاتيح قَلْبها..يُطَهّره من ضيقٍ أو كآبة قد يُباغتانِه..الْتَفَت لليسار ليَحْتَضِن بَصَرُها وَجْهَها المُسْتَكين بملائكية فَريدة..هي مَلاكها الجَميل مُذ كان جَسَدَها يَتَّسِع لحُضنَها السَماوي..أحَبَّت الياسمين بسببها،و هي تَقْتَنيه من أجْلِها،من أجْلِ أن تَرى الإبتسامة تُعانق ملامحها المُفْتَقِدة لماء حَياة..،تَراجعت للخلف قاصِدةً النَّافِذة لتُشَرّع أبواب الستائر سامِحة لأشِعَّتِها بالوُلوج للغُرفة الغافي المَرَض بين زواياها،عَلَّ ضَوءَ يَومٍ جَديد يُرَشَّح خلاياها من آلامٍ اقتاتت على يَنَعِها..فرُوحها لم تَعُد هي ..أصْبَحَت جَرْداء من أمَل،هي جَواء لا يُقْرَع فوق أرْضِه سوى طُبول ضَمير أُدْمِيَ من تأنيبه.. عيناها،أُقصوصة الحَنان المُتَرّبع بين حَنايا ثلاث زَهَرات،أَمْسَتا سَحابتان تَلِدان قَطَراتٍ لا مَذاق لها سوى الوِحْشة..وِحْشة دَثَّرت عَيْشها لأَشْهُر كانت هي و المَرض توأمان سياميان لا ينفصلان..،عادت إليها جالِسةً بجانبها على السَرير،احْنَت ظَهْرَها بخفَّة و معها انْحَنَت خصلاتها المُجابِهة الشَّمسَ في إشْراقها..و بنعومة قَطْرة نَدى شَفَّافة لامست جَبينها بشفتيها الكَرَزِيَّتين مُوْدِعة قُبْلة الْتَمَسَت عن طَريقها غَرابة عَقَّدَت مابين حاجبيها..ابْتَعَدت بهدوء،جالت عَدَسْتيها على ملامحها المُرْتَخية،الهادئة،السَّاكِنة و جِـداً ! نادَتها بوَجْسٍ مَبْحوح،:مـامـا !
رَفَعت يَدها و الارْتعاشات أساورها لتَحُطُّ بها على خَدّها..هي لَحظات فَقط التي مَسَّت فيها جلْدها المُحْتَكِرَتهُ تجاعيد تباينت في حَكَاياها،لتَرْتَد يَدَها و الارْتِعَاشة صَيَّرتها البُرودة القابِضة على جلدها ارْتجافات تَكاد تُسْقِطَها في فخ الهيستيرية..نادَتها مُجَدَّداً و الصَّوت لم تَرْتَفع مَوْجاته،فهو قد اخْتَنَق قَبْل أن يُغادِر حَنْجَرتها..،مثل مَلْسوعة تَرَكَت السَرير و حَواسَها تَصَنَّمَت عند فِكْرة واحدة،فالعَينان تُبْصِران بياض كَفَنٍ يَتُم تَجْهيزه بأيْدٍ عَزيزة،و الأنْفُ يًسْتَنشق تُرْبة طَرِيَّة تَجانست رائحتها مع العِطر الفِطْري المَغْزول مع خُيوط ردائها..و لسَانها بدأ يَسْتَشْعِر مَذاق الحَياة بلا أُم..تَبْدو مُرَّة،بل عَلْقَماً يُسْتَعْصى اجْتراعه..،خلال ثوانٍ وصلت للطابق السُّفلي،حيثُ يَسْتَقِر والدها وشقيقتاها..وَجْهُها المَخطوف،المَسْلوب الرَّاحة اقْتَحَم جُلوسهم الهادئ..فَزَّ والدها ناطِقاً بخوفٍ بدأ يَخطو مُقْتَرِباً من قَلْبه،:يُبه مَروة ليش وجهش جذي..امش فيها شي ؟
تَراشُق الدَّمعات من عينيها كان كَفيلاً بسَفْك الذُّعر على وجوهِهم..تساءلت الكُبْرى بحدَّة هَلِعة،:مَرْوة تحجي امي فيها شي ؟!
تَنَشَّقت بصُعُوبة و فَمَها المَفغور يُحاول أن يَدْفَع الكَلمات بمَشَّقة لتخرُج لهم..لكنَّ الشَّهقات ما كان يَصْطَدِم بمسامعهم،هَرَعوا جميعاً للأعلى و هي لَحِقَتهم بقَدَمين وَهِنَتين تَكادان تُصَيّران مَسيرها زَحْفاً مَبْتور الأطْراف..تَوَقَّفت أمام باب الغُرفة مُحْتَضِنةً جَسَدها المُرْتَعِد و حدقتاها لازَمهما ضَياع قَلَّصَ عُمْرها لأيَّام..رَضيعة مُمسِكة بالحياة بقبضتها الصغيرة..فالحياة حينها كانت إصْبَع أُمّي ولا غير..صَوْت أُمّي وبَسْملتها،حَليب ثدييها و نَومٌ هَانئ بين نَبْضِها و جَواها الحَنون..،تَقَدَّمت ببطئٍ شَديد يُخيل للناظِر أنَّها لا تَمشي..و هُناك عند قَدَمي والدتها انْحَنى كاهِل مَرام و البُكاء منها ارْتَفَع مُزَلْزِلاً حُصُونَها التي حاولت أن تَتَصَدَّى لجيش الفَقْد مُنذُ أن خان المَرَض روح مَلاكَها..اقْتَرَبت أكْثَر و العَين واصلت مَسيرها تَبْحَث عن مَشْهَدٍ يُلْغي الوَداع،يُنْهيه و يُبَدّله ببدايات إكليلها الفَرح..لكن بوَجْهِ منار المُحْتَقِن اصْطَدَمت أُمْنياتها و حُروف النَّعي العابِرة لسانها عَزَّتها لارتفاع روح أمَانِها..لم تَسْتَسلِم و والدُها كان آخِر آمالها..نادَتهُ برَجـاء أن لا تَفْجَعني أبي..لا تَسْحَق زَهْرَتَك الصَغيرة،لا تُسَمّم مَنْبَتي..،:بـابا..أمي عايشة صـ ـح ؟
تَعَثَّرَ بَصَرُها بمنظَره،مُطَأطِئاً الرَّأس و غُتْرة رأسهِ صَيَّرها البُكاء منديلاً يَتَشَرَّب دَمْعَ رَجُلٍ انْطَفَأت شَمْعته المَضوية نصف عُمْره..بفراقها سيَمسي وَحيداً يُعاين الدُّنيا بلا بَصَر..،هَوَت على رُكبَتَيها و الوِصال أصْبَح مُسْتَحيلاً..هَمَسَت و النَّوحُ قد اتَّخذّ من حَنْجَرَتِها مَباتاً لغَصَّاتها،:يُمَّـه..حبيبتي أمـي.. قومي يُمَّـ ـه
تَمَسَّكت أناملها بالأرض تُطالبَها بقوَّة تُقَربها من ذلك الجَسَد الطَّاهر..زَحَفَت بضَعف و من أسْفَلِها تناثرَ الدَّمْعُ ناحِتاً خرائِط وَجَعٍ مَرير..مَريرٌ للحد الذي يُفْقِدَك القُدْرة على الاستقامة فوق هذه الأرض القاسية..،أَصْبَحَ وجْهُها المُستكين جَليَّاً لقَلْبِها..جَسَدها ها هي تَرنو إليه..اجْتَذَبَت رداءها بارتعاش،تَشَبَّثت به،قَرَّبتهُ من أنْفَها..حاولت أن تَستنشق ولكن لم يَعْبُرها شيء،لم تُداعِب روحها رائحة تَغَذَّت عليها وهي بين ظُلماتٍ ثلاث..أجْهَشَت و لسَان حالها بدأ يَجُرُّ أبيات عِتابه..لا زال الوَقتُ مُبّكراً أمي..لا زالت بعض خصلاتك حُرَّة من بياض..بياضٌ إلْتَبَسَتْهُ لا لعُمْر بل لحِمْلٍ لم يَسْتَوْعِبَهُ قَلْبُكِ الطَيَّب المَعْقودة نِيَّته بالخير و لا غيره..أمَّاه لا تأخُذي كُلَّ شيء..دَعي رائحَتكِ..و كَفُّكِ الحانية ابقِها فوق رأسي..و لا تنسي أن تَترُكي صَوْتَكِ يَهْتُف هامساً بدُعاء وسط مَسْمَعي..أُمَّـاه، سَأغْتَسِل بدموعي و سأُكَفّن جَسَدي بقماط طُفولتي ثُمَّ آتي لأسْكُن أحْشائكِ..إلهـي،لماذا لا يُحْفَرُ الرَّحمَ قَبْراً اذا ما نَهَب المَوْتُ أُمّي ؟ أُمَّاه لا تَغمضي و بُثّي من عَيْنَيكِ مُسْتَقْبَلي..و إن كُنتِ من الدَّنيا قَد أُرْهقتي فَوَسّديني جفنيك لعَلَّي الْتَمِس منهما قَبَساً يُضيء ظُلْمة عَيْشي..،



حاضِر

سَماء دُبْلُن مُلَبَّدة و السُّحُب مُثْقَلة من دُموع ها هي تَسْتَعِد لإجْهاضِها..لَعَلَّها تَمسي بخِفَّة سَحابة صَيف كاهلها حُر من أَثْقال مُبْهَمة تَسْتَل يَنَعَ الرُّوح ببرود مُوْجِع..الشَّمسُ مَخْفية عن عَيْنان سَكَنَهما الإرْهاق..و عن قَلْبٍ الْتَحَفَ بسَماء من سُهاد لها قَمَرٌ سَطْحهُ مرآة ينعكس فيها قَباحة كابُوس نصفهُ ناقِع في نَهْر واقعها..ليُنَجّسها و يَسْتَفْرِغ شوائِب كُلَّما تَلَّقَّفَتْهَا اليَد تَسَرَّبت من فراغات ماضٍ مَحْجوب الرُّؤية..،للتو تَخرْجان من المَشْفى الذي يُطَبّقون فيه تَدْريبهم المُلْحَق بالوَرْشة..اليَوم كانت لها الفُرْصة للتعامل مع مَرْضى السُّكري دون السَّابِعة..إلهى ما ألْطَفَهم،طُيورٌ لها أجْنِحة من جُنَّة طاهِرة..شُيّدت فيها قُصور لمن لم تُشَوَّه نُفوسَهم..لهم ابْتسامات عَذْبة تُناقِض عُبوس وُجُوه تَكاد تَتَحوّر لمَسْخٍ دَميم،لهُ عَينان مُدْلَهِمَّتان و من أنْفِه تشتعل صَياخيد تَأكُل الفَرَح و تُصَيّرهُ رَماداً لا يعرف الابْتسامة..هي الآن مَسْخٌ مُتَدَثّر بالكَمَد،و اسْتنْشاقة الرَّخاء قد حُرّمَت عليها..،زَفَرت بعُمْق،فَتَجانس ضيقَها العابِر صَدْرَها مع ذَرَّات الهواء الرَّطبة ليُكَثّفها حتى باتت ضباباً أْغشى روحها..نَطَقت سارة التي كانت تَمشي بجانبها،:خلاص نُور..انسي شوي و حاولي تركزين في شغلش
أجابت و ذراعي الحيرة المُضطَّرِمة بضياع انْعَقَدت على صْدْرها و هي تُجيب،:ما اقدر انسى سارة..انتِ نفسش بس وصفت لش الموقف حسيتين بالغرابة..فانا ما انلام
ألْبَسَت نظراتها حِدَّة لم يَجْتَرِعها بَصَر نُور المُتَخَبّط على الأرجاء بهُروب مُحْرَج..لكنَّ الصَّوت مَرَقَ مسَامعها غَصْباً،:انتِ مو متأكدة نُور،و الدليل حالش هذا..ما يصير تقعدين تربطين حياتش بذنب ما تدرين اذا هو صار فعلاً لو مجرد أوهام..ياختي عيشي حياتش خلاااص !
التَفَت لها و في العَين تراقصت شُهُبٌ لامعة تُنْذِر بالهُطول،:حتى لو كان مُجَرَّد كابوس..ما اقدر اتقَبَّل نفسي اللي حلمت فيه بهالطريقة
اتَّسعت عيناها و أطْياف اسْتنكار تَعَلَّقت بأهدابِها مُعَقّبة،:نــــور..حلم حلم..يعني شي لا إرادي..شلون تلومين نفسش على شي مالش قدرة فيه !
تَصَدَّعت مَلامحها و صَوْتُها قد نالت منهُ غَصَّة مَقهورة،:خايفة..خايفة اكون خنت عبدالله و انا مو حاسة
تَجاوزتها لتقف أمامها تَمْنَعها من المُواصَلة..تَوَقَّفت نُور باستِجابة مع تسَاقُط الوَدق الذي أضفى انتعاشاً للأجواء..نَطَقَت سارة و الجِديَّة تَحْتَكِرها،:نُـور انتِ صنتين عبدالله و تجاهلتين كل شُعور كنتِ تحسين فيه اتجاه طلال..و انا كنت شاهدة على هالشي..هذي كلها وساوس من إبليس..اخزيه و اتكلي على ربّش
تَنَشَّقت الهواء بتَقَطُّع و مِثْلَ طِفْلة ارْتَفَعت يديها ليَتَشَرَّب ظاهرها ملحها العابث بمُقْلَتيها..هَمَست بفمٍ تَقوَّس من ثِقْل بُكاء،:انزيــــن
نَفَخَت خَدَّيها مُفْرِجة عن زَفْرة قَبْل أن تَقول،:جبتين لي الكآبة "اسْتَدارت جانِباً لتُرْدِف و هي تَرنو إليها بطرف عينها" ما بيتعَدَّل مزاجي الا اذا عزمتيني على الغَدا
بانت ابْتسامة خفيفة على شفتيها الصَّغيرتين..فَتَحَت فَمَها لتُعَقّب لكنَّ رَنين الهاتف قاطَعها..أخْرَجته من جَيب معطفها العُشْبي لتُجيب مُباشرة،:الو
أتاها صَوْتهُ الحَبيب،:سلام يُبه شلونش ؟
مَشَت مُواصِلة الطريق مع سارة و هي تُجيب،:هلا بابا الحمد لله..انت شلونك
،:الحمدلله بخير "تساءل بُسرعة بعد أن لَحِظَ التَّغَيُّر" يُبه شفيه صوتش ؟
تَنَحْنَحت تُزيح الحَشْرجة المُتَعَلّقة بحنجرتها لتُجيب و هي تَمس أنْفَها بظاهر سَبَّابتها،:و لا شي يُبه..بس شكلي بزكّم من الجو
،:يبي لش تتدفين عدل..زيـن بابا نُور انا عازمش انتِ و سارة على الغدا ويانا انا و طلال
الْتَفَتت تنظر لسارة المُتَفَرّعة نظراتها على الحَيّز المُتْرَف بالطَّبيعة..أخْفَضَت بصرها تُراقِب خطواتها على الأرض الإسفلتية و هي تسمع سُؤاله،:ها تجون ؟
مَرَّرت لسانها على شفتيها ثُمَّ أجابت و هي تُحَرّك رأسها بخفَّة دلالة على رِضاها،:اوكي بنجي
،:تمــام..بعد نص ساعة بمركم الفندق
،:اوكي..صار
أنْهَت الإتصال مع اسْتدارة سارة التي تساءلت،:هذا ابوش ؟
هَزَّت رأسها بالإيجاب ثُمَّ نَطَقَت بنصف ابْتسامة،:جتش عزيمة أحسن من عزيمتي
عُقْدة عَدم فَهم بانت بين جابيها و هي تتساءل،:عزيمة شنو ؟
أجابت مُوَضَّحة و يداها تَنْحَشِران وسط جيبا معطفها الصُّوفي،:بابا عازمنا انا وانتِ نتغدى معاه وو مع
صَمَتت لتستفسر سارة بحاجِب مُرْتَفِع ،:ايــه مع من ؟!
هَمَسَت بعد أن أفْرَغت تَنهيدة مُرْتَعِشة غَفَى الخَوف بين طَيَّاتها،:طــلال

وَضَع المَلَف على المَكْتَب و من بين عَيْنَيه تَطايرت وريقات شَوق حَطَّت على صَدْر آستور الذي نَطَقَ يُحادثه،:يبدو أنَّكَ مُشتاق إليه جداً ؟
أجابَ و هو يتَأمَّل صُورته المَلُصوقة عند بداية الصَّفحة المًسْتَهِلَّة المَلَف،:نعم جـداً..لا ادري كيف مَرَّ الأسبوع دون أن أراه
تساءَلَ ليتأكَّد و هو يتناول المَلف،:تُحادثه بالتأكيد ؟
أومَأ بالإيجاب،:نعم آخر مُكالمة بيننا كانت اليوم صَباحاً..أخبَرني أنَّه سيبدأ بالعَمل على قَضيته
عَقَّب و الثّقة اتَّخَذَت من ملامحه حَيّزاً،:و أنا واثق أنَّهُ سينجح في حلّها
تَساءَل و شذرات من تَوَجُّس هَرَبَت مع كلماته،:و لكن ألن يحتاج للمُساعدة ؟
أجابَهُ بسؤال و هو يُشير للملف الذي يَتَصَفَّح أوْراقِه،:و ما رأيُك أنت ؟ أعتَقِد أنَّ خمس دقائق للاطّلاع على هذا الملف تُعطيكَ الجواب " رَفَع عينيه ليُرْدِف بابتسامة مائِلة" او أنَّكَ لا تحتاج للاطّلاع ؟ فأنت كُنتَ شاهِداً على كُل قَضيَّة أُدْرِجَت فيه
عَقَّبَ و أناملهُ تَعبُر خصلات شعره الفاتِحة،:أعْلم أنَّ كُل قضاياه حلَّها دون أي مُساعدة "زَفَر بقَلَق بدأ بتشييد بُنْيانه وَسَط قَلْبه مُنذَ أن غادَرهم ذاك..واصَل مُوضّحَاً" هذه المَرَّة هو بعيد..و الأدّلة تَكاد تَكون مَعْدومة..و هم خَطرين..حَتْماً سيحتاج أحد ليكون بجانبه
مالَ جسده لليمين يفتح أحد أدْراج المَكْتَب قائلاً،:لا تَقلق كروس..أَزْيز ذَكي و يعرف كيف يَتَصرَّف خُصوصاً في الأحوال المُعَقَّدة "أخرَج السيجارة من العُلْبة..ثَبَّتها بين شفتيه ثُمَّ أضاف بثِقة تامَّة" و بالمُناسبة..هو سيلتقي بمن سيُساعده
علامات اسْتفهام اسْتَقَرَّت فوق رأسه و بين حاجبيه اتَّضَحَت عُقْدة عَبَّرت عن عَدم فهمه الذي بان في سؤاله،:ماذا تقصد ؟ من هذا الذي سيلتقي به ؟!
نَفَثَ الدُّخان بهدوء ثُمَّ أجاب بزاوية فم مائِلة بانْتشاء،:بنَقيضه الذي سيُكَمّله



جَمَعت دُموعها في إبْريقٍ أبْيَض،زَيَّنتهُ بألوانٍ بَهِيَّة لا تَعرف الكآبة..و اتَّخَذت من اللحظة كوباً كُلَّما مارسَ كبريائهُ قَسْوة عليها،صَبَّت الدُّموع و اجْتَرَعت ضعفها لعَلَّها تَقوى !قُرابة الرَّابعة مَساءً كانت تَجْلُس أمام المِقْود على مَقْعَد سَيَّارتها المَرْكونة في موقفها الخاص..مَضَت بضع دَقائق و هي تنتظر خُروجه،و كالعادة هو آخر الخارجين..،تنتظرهُ بذراعين مَعْقودتان على صَدْرها الذي كانت أُغْنيته لسنوات شَجَنٌ تَرْقُص على ألْحانِهِ الأنْفاس..ملامحها قد اكْتَساها بُرود قاتِم كان عَصِيَّاً على سُيوف الشَّمس التي فَشَلت في إذابته..و بين عَيْنَيها كانت تَحوم كَرامة تُوَشْوِش لها بأن السَّيلَ قد بَلَغَ الزُّبى..و أرْضُ الجِنان لا بُدَّ أن تَسْتَفيق..فالإحتلالُ قد طالَ ذَّاتَها..،مع إتمام السَّاعة للرابعة و دقيقتان بانَ طَيْفُه خارِجاً من باب المَصْرِف البعيد نسبياً،اسْتطاعت أن تُمَيّزه من مَشْيته الواثِقة بخَيْلاء بَغيضة..حَرَّكت عَدَستيها و بالتوالي التَفَتَ رأسها تُتابعه و هو يُواصِل مَسيره لمَرْكَبته..فَتَحَها عن بُعْد قَبْل أن يَقف أمام الباب و يُشَرّعه..خَلَع معطف بذلته وألقاه داخلها..و مع انْحشار جسده فيها تَرَكت هي مَرْكبتها و بَدأت تَخطو إليه بهدوء و عَقْلُها يُشاهِد باندماج تَكمْلة روتينه على صَفحة خيالها..فهو حَتْماً بعد أن اسْتَقَر وسط مَقْعَده بدأ بفك أزرار قَميصه عند عُنُقِه..ثلاثة أزْرار لتَتَّضِح تُفَّاحة آدم النَّافِرة و الجُزء العلوي من صَدْره..ثُمَّ يَنتقل لأزرار كُمّه الأيسر..يفتحها ليُطويه إلى المِرْفَق و بالتوالي يُمارس الفعل نفسه لكُم ذراعه اليُمنى..و أخيراً تَقصد يُمناه خُصْلات شعره النَّاعمة..يُبَعْثرَها بأنامله ثُمَّ تأتي أصابعها لتُرَتّب ما بَعْثَرَه...لحظة..يَدُها ليست بجانبه..هي بَعيدة،بل و مُحَرَّمة! تَوَقَّفت أمام الباب تُرسِل نظرات للنَّافذة المُظَلَّلة..بالكاد اسْتطاعت أن تسترق النَّظَر عليه و هو يَعْبث في هاتفه..رفعت يَدها و بظاهر سَبَّابتها طَرَقتها..ثوانٍ و انزاح الفاصِل بينهما لتَلْتَقي معالم وجْهه المُكْتَظَّة بلامُبالاة تَهْوى إثارة حَنَقَها..بوَجْهها المُوَقّع عَقْداً جَديداً مع البُرود.. و مابين اللّقاء زَحَفت ذَّرات عطره و تَشَبَّثت بقلبها تُناغي ذكريات بالية..جالَ بَصَرُها على هَيأته لتَتَأكَّد من حُصول ذاكِرتها على العلامة الكامِلة..،رَفَع حاجبهُ يَسْتَفْسِر الوقوف لتنطق هي بلحن جديَّة،:ابي اكلمك بموضوع
ازداد عُلو حاجبه و هو يُعَقّب بسُخْرية،:ثمان ساعات موجودين في نفس المكان ليش ما جيتين تكلميني في هالموضوع الا اللحين ؟!
أجابت مُوَضّحة و ذراعيها ترتفعان بعُقْدة إلى صَدْرها و كلماتها عَقَدت فِكْره لوَهْلة،:جيت لك..بس كان عندك مُكالمة مُهِمَّة ما حبيت ازعجك
ارْتَخى حاجبه و عقله تَصَنَّم عند السَّاعة التي كان يُحادث فيها سَلمان..أيُعْقَل أنَّها سَمِعَته ؟! انْتَبَه لصوتها و هي تُضيف،:دقيقتين بس ما بأخرك
زَمَّ شَفتيه يَرْسِم لها ضيق لم تَلْتَفِت إليه..فهي قَد ثَبَّتت عباءة البُرود جَيَّداً..تَرَاجعت خطوة للخلف عندما فَتَح الباب..أغْلَقَهُ من خلفه قَبْل أن يَسْتَنسِخ وُقوفها بذراعين مَعْقودتين..،نَطَقت هي دون مُماطَلة،:كنت ابي استفسر عن تعليم جَنى "مالَ رأسها بخفَّة مُرْدِفة" اكيـد كنت مدخلها مدرسة صح ؟
هَزَّ رأسه،:ايــه و سَجَّلتها اهني بعد
ارتفاع نال من حاجبيها لتتساءل باستغراب،:سَجَّلتها ؟.. وين ؟ ما اشوفها تداوم !
بَلَّل شَفتيه و هو يحل عُقْدة ذراعيه قبْل أن يُجيب،:لأن الفصل طاف منه أكثر من النص فبتبدأ دوام الفصل الجاي ان شاء الله
أعادت سُؤالها،:زيين وين..أي مدرسة ؟
وَضَّح،:نفس المدرسة اللي فيها بنت نَدى
اسْتقام رأسها لتَهزّه بتفَهُّم هامسِةً،:اووكي..تمام
واصَلَ بتلقائِيَّة و هو يَدعك صدْغه بظاهر إبْهامه،:ما سَجَّلتها فيها إلا بعد ما اتأكَّدت من صلاحيتها و سمعتها
هَمْهَمت قبْل أن تُضيف،:ايــه اسمع ندى تمدحها "أضافت بسرعة" زيــن مشكور..و عُذْراً أخْرتك
ارْتَفَع حاجبه بخفَّة و هو يُوْمِئ برأسه هامِساً،:العفو..حصل خير !
خَطَت مُبْتَعِدة و هو اسْتَدار يَتَتَبَّعها بروحه قَبْل بَصَرِه..يُناظرها من خلف قُيود كبريائه،يَتَلَصَّص على سَكَناتها بعينان إحداهما مُغْمَضة و كأنَّهُ يَخشى أن يُبْصِرها بكامل حَواسه فتنهار رُجُولته عند أعْتاب حُبّها..،ثوانٍ و تَحَرَّكت سَيَّارتها لتنْجَرِف مع التيًّار المُزْدَحِم أمام المَصْرِف..جُمْلتها عادت و تَرَدَّدت على مَسْمَعه..تساءل في داخله..هل سَمِعت ما قاله..كلماته الجارحة هل مَسَّتها ؟ لحظات و هَمَسَ بابْتسامة تَشَرَّبت اللُّؤم،:خلها تسمع..مو هذا اللي تبيه يا فيصل !



حَوْل طاوِلة في وَسَط المَطْعَم كانوا يَجْلسون..هي بجانب سارة التي تُقابِل والدَها كانت تَنْطوي..و المَقْعَد أمامها يَخلو من جَسَدٍ بالتَّأكيد هو صاحبُه..ما بين الفينة و الأخرى تُطْلِق زَفَرات مُرْتَعِشة تَتَسَبَّب بقَشْعَريرة تَطال خلاياها أجْمَع ثُمَّ تَتَفَرَّع من أطْرافِها البارِدة بوضوح..،قدماها المَحشورتان وسط حِذاء رياضي تَرْتَطِمان بالأرْضَ مُحْدِثتان جَلَبة مُزْعِجة اسْتَنْكَرَها والدها الذي قال،:يُبه نُور وقفي رجلش..ما تجوزين عن هالحركة ؟
تَوَقَّفت تلقائِيَّاً عن فعْلَتها الفاضِحة تَوَتُّرَها..ضَمَّت شَفَتَيها للداخل و هي تهرب ببصرها عن عينيه السَّابِرة أغْوارَها..لكنَّها بعد لحظات عادت إليه عندما نَطَق و الإبْتسامة على محياه وهو ينظر للذي خلَفها،:و هذا طَلال وصل
سارة اسْتَدارت بعَفَويَّة لتَنْظُر..أمَّا هي فكانت تُعايِن البَعْثَرة التي صُبَّت على حواسِها..تَصَافُق مُرْتَبِك اسْتَحْوَذَ على شَعْبِ أهْدابِها..رَجْفَة مُؤلِمة اخْتَرَقَت عظامها و قُلُنْسوة من جَليد دَثَّرت أطْرافها..زَحَفَت بيدها اليُمنى شابِكة أناملها بأنامل اليُسْرى و في جَوْفِها تَرَدَّدت غَوْغاء زادت من اضطرابها..اهْدَئي نُور..تَماسكي و لَمْلُمي شتاتكِ،كوني سِتْراً لنفسكِ و لذاتكِ المُبْتَلية بذَنْبٍ نصف مُرْتَكَب..لا تظهري ضعفكِ و احْجُبي عن عَيْنَيه ضياعكِ المَرفوعة راياته عند حُضوره..كوني قَويَّة و لا تخافي قَلْباً تَراكم الغُبار على باب حُبّه..،
،:السلام عليكم
ثَغْرة نَجاة تَوَسَّطت شفتيها و من خلالها اجْتَذَبَت ذّرات الأُكْسجين لتُعينها على مُجابَهة هذا المَدّ المُسْتَعِر الأمواج..كالبَحْر الهائج حُضوره..وَرَثَ اتّساعه الذي يَنْهَل أوْجاع البَشَر بلا كَلل..و كان لهُ من مُلوحته الشيء الكَثير و التي يَنْكأ بها جراح ذَّاته المَفْقودة عند أنقاض عُمْرٍ عاشِر..هو مثلما قال سابِقاً..تائه البَحْر ! شَتَّتت نظراتها على المَجال حَوْلِها عندما جَلَسَ أمامها..سارة و التي كانت شاهِدة على حَرْب صديقتها دَنَت منها هامِسةً عند أُذْنها بمُزاح بجُمْلَتِها المُعْتادة،:ما شاء الله..شكله ما تغير من يوم ما كنَّا في الثانوية " و باسْتنكار مُتعَجّب أضافت" شنو هذا ما يكبر !
تَسَلٌّقت مُقْلَتاها الهواء بصعوبة عابِرةً صَدْره العَريض المُتَدَثّر ببلوزة سَوداء صُوفيَّة تَمْتَد حتى أسْفَل ذقْنه الذي تَوَقَّفت عنده مُتَعَثّرة بغُرَزِ جرحه دون أن تُحاول ثانية عُبور الطَريق المُؤدّي لعينيه..،أتى النَّادل ليَسْلتم طلباتهم ..هي كَلَّفت والدها بالاختيار مُلْتَزِمةً الصَّمت الذي امْتد حتى بعد وُصول الأطْباق..كانت تأكُل و رأسها مُنْخَفِض لطَبقها و كأنَّها تُعيد طَهوه في عَقْلِها..لكنَّها كانت غارِقة وسط أفْكارِها المُتَشَبّثة بتلك الليلة..فمن غَير المَعقول أن تجتمع الرَّزايا في ليلة واحدة صُدْفَةً ! بالتأكيد يُوْجَد رابط.. و كما يَتَّضح لها أنَّه خَيْطٌ رَفيع حَواسَها غير قادِرة على الْتقاط بدايته..فهو يَتَأرْجَح بمَكْر مُمارِساً تَعذيباً سادياً على ضَميرها المُنْهَك..،داعبت حَبَّات الأرُز الصَّغيرة بالشَّوكة و وسط عَدستيها المُغَيَّبتان انْعَكَسَت الأحْداث..تَحَسُّن علاقتها مع والدة عبدالله..سَفَره المُمتد لأسبوعان..الإجازة الإضطرارية التي اتَّخَذتها..الكابوس و اسْتفراغها،أمْر والدته القسري و من ثُمَّ اختفاء طلال لعامان ! من غير المَعقول أن يُكون كُل هذا صُدْفة..،
،:والله ؟ يعني في بنت في بالك ؟
رَفَعت رأسها مُلْتَفِتة لسارة التي كان يَتَّضِح على وجهها الإندماج في حديثٍ ما مع والدها و طلال الذي أجاب بضِحْكة،:لا والله مافي "أشار برأسه لوالدها و هو يُرْدِف" كَلَّفت ناصر بمهمة البحث عن بنت
انْتَقَلَ بَصَرُها لوالدها الذي اعْتَلت ضحكته الجهورة قَبْل أن يُعَقّب،:و كأنّي أنا اللي بتزوجها مو إنت !
دَعَكَ ذْقنه بذَيل الشَوكة و هو يَقول بابْتسامة مائلة نَفَثت لناصِر فَحوى تَشَرَّبتها حواسه،:مو إنت صاحب فكرة زواجي ؟ فإنت لازم اللي تختار لي شريكة حياتي
تَكَوَّمَت الصَّدْمة وَسَط حَلْقِها و سُؤال مُصْمَت ارْتَطَم بأضْلاعها..سيتزَوَّج ؟! طلال سيتزَوَّج ! سارة نَطَقَت مُؤَيّدة،:انا أأيّد فكرة عمّي..لين متى بتظل عزوبي ! الا في عمرك عيالهم طولهم..اتزوج خل يجيك جم واحد ينادونك بابا
تَراجَعَ للخلف مُسْنِداً ظَهره للمَقعد و ضِحْكة مَبْحوحة فَرَّت من حنجرته،:انتوا خلاص زوجتوني و خليتوني ابو بعد !
صوت حاد كان نتاج اصْطدام السّكين و الشَوكة التابعتان لنُور بالطَّبق..تَعَلَّقت الأنْظار بها عندما وَقَفت..تَقَلَّصت ابْتسامته و هو يَلْمَح غَرابة مُوْحِشة تَبْتَلِع ملامحها النَّاعِمة..تَساءل والدها باسْتغراب،:وين يُبه..ما خلصتين أكلش !
أجابت بجُمود تَوَجَّسَت منهُ حواس طلال،:الحمد لله شبعت " اسْتدارت يساراً و هي تُكْمِل" بروح اغسّل

،

نَثَرت المياه للمرَّة الثالثة على وجْهها و الكَلِمة تلك لم يُصْمَت زَعيقها..حَشَرت كَفّيها من جَديد أسْفَل الصُنبور تحتضن بضع قَطرات لتُلقيها على وجْهها المُتَهَدّل الملامح..هَمَسَت تُريد أن تَقْطَع البَلْبَلة المُحْتَدِمة في جواها،:خل يتزوج..احسن له يتزوج نُـــور !
رَفَعت رأسَها تُقابِل صورتها المَنْعَكِسة في المرآة و صوتٌ داخل عَقْلَها بدأ يَرسم الحكاية بصورة تستسيغها حَواسها التي اعْتادت أن تَرى طلال حُرٌّ من نساء....عداها ! فليتزوج هذا أفْضَل له..و لها،عَوْدة لرَبّه..عَمل ثُمَّ زواج..حياة كان يَسْتَحقّها مُنذُ زَمَن..و ارْتباطهما ذاك الذي رَقَصت على ألْحانه أحلامها المُراهِقة تَأكَّدَت اسْتحالتها مُنذُ أن أصْبَحت حَليلة لعبدالله..،تحَرَّكت ببطئ مُجْتَذبة بضع مناديل جَفَّفت بها وجهها المُستَسلِم لغَزو المياه..لعَلَّها تَصْحو و تَجِد نفسها الضائعة ! رَتَّبت حجابها على رأسها..اسْتَنشَقَت بعُمْق قَبْل أن تَزْفر ثاني أُكسيد الكَربون مُذَيَّلاً ببضع الْتباسات قَيَّدت أفكارها..ثوانٍ و كانت تَخطو لطاولتهم التي لم تَجد حولها أثراً لهم ! تَلَفَّتَت بعُقْدَة حاجبين تَبحث عن وَجْه أحَدِهم..لكنَّها خَرَجت حينما لم يلْتَقِطهم بَصَرِها..تَقَدَّمت خطوتان لليمين بعد أن تجاوزت باب المَطعم لكن صَوْته الهادئ باغتها من الخلف،:لحظة نُــــور



مَسـاءً

نَطَقَت برجاءٍ هو سلاحها الوَحيد،:يُمَّــه أرجوش والله مابي اروح
بحدَّة قالت و هي تَرنو لها بطرف عَيْنها مع ارْتفاع صوت جَرس المنزل،:إلا بتروحين..زودتيها وانتِ حابسة عمرش في هالبيت..اطلعي شوفي العالم
باعْتراض ساحِق،:مابــي يُمَّه مابي..مرتاحة جذي..مو غصب السالفة
ببرود عَقَّبت ،:بـلى غَصَب..و ياليت من اللحين تقومين تجهزين
قالت و هي تبحث عن حُجَّة،:زين يُمَّه عيالي ما اقدر اخليهم بروحهم
قَضَمت من حبَّة الفراولة التي في يدها قبْل أن تُعَقّب مع اقْتراب الخادمة،:مو بروحهم..ابوش اهني و عبدالله ما يطلع بعد ما يرجع من شغله..و زود الخدَّامات موجودين..فلا تتحججين
،:بس مــ
قاطعها حَديث الخادمة المُوَجَّه إليها،:ماما غيداء في واحد رَجَّال يبي انت برا
عُلو مُتَعَجّب نالَ من حاجبيها مُتسائِلة باسْتنكار،:رجال يبيني ؟! من هذا !
أجابت مُباشَرة،:بابا أزيـز
تَهَدَّل ذقنها فاغِرة فاهَها بعدم فَهِم..أطْبَقت شفتيها ثُمَّ عادت لتفغر فاهها هامِسةً،:عَزيــز !
تساءلت والدتها،:انتِ تعرفين واحد اسمه عَزيز
دَعَكَت خدَّها بأطراف أناملها مُجيبةً باسْتغراب طَغى على ملامحها،:لااا ! من وين اعرف واحد اسمه عزيز..اصلا ليش اعرف رجال غريب ؟!
أشارت للباب،:زين قومي شوفي شنو يبي..يمكن واحد من أهل عَمَّار
هَزَّت رأسها و هي تقف مُتَجّهة للخارج بعد أن ارْتَدَت إحدى عباءات الرَّأس الخاصَّة بوالدتها..تجاوزت المساحة الفاصِلة بين باب المنزل الداخلي و الحَديقة الواسِعة لتَتَّضِح لها معالم جَسد رجولي باسْتقامة يُلْقِيها ظَهره و ذراعه اليُسْرى مَطْوية خلفه..تَوَقَّفت تارِكة بينهما ثلاث خطوات..فَتَحت فَمها لتُناديه لكنَّهُ اسْتدار بطَريقة فاجَأتها..ازدردت ريقها بارْتباك و هي تُبْصِر ملامحه الغَريبة عن مَعْرفَتِها..تُرى من هذا ؟!
هُوَ نَطَقَ بعد أن أطال النَّظَر بإسْهاب و كلماته الغَريبة أَبَت أن تَعْبُر عَقْلَها،:والله إنَّه ما جَذَب !



 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس