مجموعة من الأعصاب، ومجموعات أخرى من ممرات الدماء (الشرايين والعروق)، من الأنسجة المختلفة التي تربط كل أعضائنا ببعضها البعض. هكذا خلق الله أجسادنا بشكلها المعقد والمترابط إلى حد كبير. ومع كل دراسة علمية أو بحث جديد، يتم إثبات هذا الترابط المذهل، وأن كل أمر وحركة تؤثر على كل الأعضاء الأخرى. ومؤخراً، أثبتت دراسة علمية جديدة، تأثير الغذاء على سلوك الأفراد وتصرفاتهم ومزاجيتهم أيضاً.

ووفقاً لمجلة "الصحة" الإلكترونية، فقد أشارت دراسة حديثة، تمَّ إجراؤها في جامعة "بوردو" الفرنسية، إلى أن الأشخاص الذين يعدون من بين المعرضين لسلوكيات معينة لأسباب "وراثية"، لديهم احتمال أكبر لتأثير الغذاء على سلوكهم من الأشخاص الآخرين. حيث طابقت نتائج هذه الدراسة الجديدة، نتائج دراسة أخرى كانت قد نُشرت في وقت سابق بمجلة "التغذية والعصب".

وبحسب مجلة "الصحة"، فإنَّ العلماء في الجامعة الفرنسية، كانوا قد أجروا عدداً من الاختبارات على فئران المختبر، ووجدوا أن ثمة علاقة واضحة بين النظام الغذائي وسلوك الفئران التي كانت عرضة للسلوك العصبي لأسباب وراثية، مثل "نتف الشعر" مثلاً في حالات عصبية معينة. حيث أشارت الدراسة إلى أن المصابين بهذه الحالات، يخرجون تماماً عن السيطرة على سلوكهم، تحديداً بما يخص الانفعالات كتلك التي نقوم بها نحن البشر، مثل الضرب على الفخذين ونتف الشعر.

ولاحظ العلماء أيضاً، خلال دراستهم، أن الأغذية التي تحتوي على نسب عالية من السُكّر، ومادة التربتوفان الموجودة بشكل خاص في اللحوم والمكسرات، لها تأثير بسيط على سلوك الفئران، ومن بينها تلك التي كانت تبدو بأنها بحالة صحية عادية تماماً. أما الفئة الأخرى التي سبق وأن ظهرت عليها أعراض عصبية بشكل مفرط، فلاحظ العلماء الفرنسيون تغييراً كبيراً في سلوكها، وإصابتها بنوبات عصبية شديدة وصلت إلى درجة أن تخدش وتؤذي نفسها خلال هذه النوبات.


وأشار العلماء إلى أن مادة الـتربتوفان تتحول في الجسم إلى سيروتونين، وهو أحد أنواع الهرمونات التي لها تأثير كبير على الشعور بالراحة. وتابع العلماء، في الدراسة الجديدة، أن التربتوفان لا يصل عادة إلى الدماغ إلا في حالات نادرة جداً، ومن بين هذه الحالات؛ عندما يحتوي الغذاء على نسبة عالية من السكر، وهو الأمر الذي يتسبب بارتفاع كبير ومفرط في مستويات الأنسولين في الدمّ، وبطريقة أو بأخرى يمكن للمزيد من التربتوفان أن يدخل إلى الدماغ.