" ذِكرىٰ سُقوط الأنـدلُس "

فَقدت مَملَكة غِرناطَة ثَغراً بَحريَّاً هامَاً، وأخذت الحُصون وَالقُرى تسقط بَعدهُ، وَما إن حَلَّ رَبيع ١٤٩١ - م، حتى أصبحَت مَدينَة غِرناطَة نفسها وَحيدَة وَمُحاصَرة مِن قِبَل جُيوش "ايزابيلا" مَلكة قشتالَة وَ"فرديناند" مَلك اراغون،

استمرَّ الحِصار طيلة سَبعة أشهر أبدىٰ خلالها أبو عَبد اللّٰـه الصَغير وَفرسانهُ ضروباً مِنَ الشَجاعَة، وأمام وطأة الحِصار اتَّخذ أبو عَبد اللّٰـه وَالقادَة قراراً بِتسليم المَدينَة، وَعهد إلى وَزيرَهُ أبي القَاسم في مُفاوضات إنتهت بتوقيع مُعاهَدة تنصُّ على تَسليم غِرناطَة وإطلاق الأسرى وَتأمين المُسلمين على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، وأن يَذهب مَن يشاءُ مِنهُم إلى المَغرب،

فُتحَت أبواب غِرناطَة في يَوم الإثنين كانون الثاني ١٤٩٢ - م، فدخلها حاكِمَها الجَديد الكونت تنديلا، وسارَ خلفهُ موكب الملكَة ايزابيلا والملك فرديناند، في حِين غادر أبو عَبد اللّٰـه الصَغير المُلقَّب بـ "إبن الحُرَّة" ليقيم في البشرات المُطلَّة على غرناطَة ما إن وصلها حَتَّى شاهَدَ قَصر الحَمراء وَقد ارتفعتْ فَوقهُ الصُلبان والأعلام الجَديدة، فَبَكى على مُلكهِ المَفقود، فنظرتْ إليـهِ والدتهُ "عَائشَة" وهيَّ تُخاطِبهُ قائلة :

• «ابكِ مِثلَ النِساء، على مُلكَاً لم تُحافِظ عليهِ مِثلَ الرِجال.»

وَبسقوط غِرناطَة، سقطت الأندلُس نهائيَّاً، ليخسَر العَـرَبْ أهم موقع إستراتيجي وَحضاري يُمثِّل البوابَة الغَربيَّة للقَارة الأوربيَّة.

• وَكَانَ شِعارهُم «لا غَالِبَ إلاَّ اللّٰـه»، فسُبحَانَ مَن بِيَدهِ المُلْك.


منقول..
#تاريخ_العرب
#الأندلس