شهر رمضان هو شهر الخير والبركة والغفران فيه تُفتح أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار وتصفد الشياطين. شهر في كل ليلة منه يكون هناك عتقاء من النار. لكن للأسف البعض يظن ان شهر الصيام فقط هو الامتناع عن الطعام والشراب،ويتهاون في بقية الأمور، فالله سبحانه وتعالى جعل هذا الشهر تربية وتعود على التحمل والصبر وتطويع النفس الامارة بالسوء. البعض يقرا القرآن ويختمه ولكن دون تمعن او تفكر او تدبر فهناك فرق بين من يقرا متفكراً، متدبراً، وبين من يقرا على عجلة ويختمه مرتين وأكثر، البعض يتخذ الصيام ذريعة للغضب والنفسية المتعبة فيؤذي الآخرين قولا او فعلاً. وهذا ليس الهدف من الصيام فالهدف ابلغ وأعظم وهو ان يتحكم في انفعالاته وغضبه ويدرك ان الصيام الهدف منه تربية المسلم على قوة التحمل وضبط النفس في اشد المواقف، البعض يقضي الليل بالسهر أي كان نوعه والنهار بالنوم والتقصير في الصلوات وتأخيرها ونسي ان شهر الصوم شهر عبادة وعمل وليس ذريعةً للتهاون والتقصير. البعض ايضاً يُقصر في صلاة التراويح فلا يصليها كاملة وافية بالرغم انها لأتأخذ من وقته الكثير، فيصلي على عجل بضع ركعات بحجة موعد او انشغال متناسياً فضلها، وان مما يميز الشهر الفضيل حينما تصدح المآذن بالقراءة والدعاء، وأنها فقط في شهر واحد يمر عليه مرة في السنة، لنا وقفة مع هذا الشهر الفضيل فلابد ان نعيد نظرتنا له ونجعل صيامنا وقيامنا خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى، وان يصومه الانسان وكأنه اخر رمضان له، لأنه لا يعلم هل سيدرك رمضان القادم ام لا، فالأرواح تتساقط ولا تعود، ورمضان يدور ويعود فلنحسن الصيام ونتفكر في الهدف منه ونجعله نصب اعيننا. فنمتنع ونصوم ليس عن الطعام والشراب فقط وانما عن كل ما يجرح صيامنا وينقص من اجره. تقبل الله منا ومنكم صيامنا وقيامنا وبلغنا ليلة القدر وجعلنا من عتقائه.