عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2019   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 11 ساعات (08:16 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11617
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




ماضٍ

أحد شتاءات لندن والناس مختبئين في بيوتهم بسبب العاصفة الثلجية القوية،الألم قد طرق بابه منذ ساعة،تتصبب عرقاً ورجليها قد فقدت الإحساس بهما،خرجت منها صرخة لو سمعها بشر لصُمَّت أذنه،صرخة خروج الروح من الروح،دموعها شلال على خديها المتجمع فيهما الدم،حاولت جاهدة الوصول الى الهاتف لكن عروقها ماتت و انشلَّت جميع أطرافها التي أزرقت من الوجع..زلزال يعيشه جسدها في هذه الساعة،لم يزرها ألم هكذا من قبل،هل هكذا تكون الولادة؟!أم أن انكسارها قد زاد الوضع تأزماً،فقطعها المتناثرة بإهمال زادت الوجع وجعاً وجعلت الألم يبدو كمن يحرقون جسده حياً..ارتفع صوت بكاءها بفزع وهي ترى الدماء تنزل بغزارة،وحيدة في هذا البيت البارد بجدرانه ومشاعره،تستقبل ضيف جديد لا تدري هل ستعيش لتستقبله أم سينقطع نفسها عند اللحظة التي سيتنفس فيها الحياة !

من بين صراخها ونحيبها سمعت صوت الباب وكأن أحداً يحاول كسره،ثوانٍ ورأتها أمامها والثلج يغطيها ووجهها الخائف قد تلقى الصدمة عندما رأتها في هذا الوضع الخطير،ركضت لها هي ووالدتها
أمسكت يدها بقوة: ليش مااتصلتي اول ماحسيتي بألم مو إلت لك اتصلي
بشهقات وأنفاس متقطعة:مــ ـا ما ادرري"صرخت" بموووت
والدة أمل بعجلة:ماما أمل جيبي لي مَيه ساخنة وفوطة بسررعة"وجهت كلامها لها" حبيبتي يله اعملي متل ما بئلك
صرخات وآهات تنبض بالألم،تغمض عينيها لا تريد رؤية مأساتها الجديدة،تصرخ الوجع والظلم والخيانة،بكت نفسها وبكته وبكت الآتي الغريب،ترتجف كعصفور قد بلله المطر ولا شيء يحميه من فيضانات السنين،هاجرت وهي ترسم أحلامها على السماء والغيوم،على الرمال والبحر،تقص قصة حبها الأسطورية للأشجار لتغار الزهور وتحني لها أوراقها،لأنوثتها و رِقَّتها الفريدة..

شريط حياتها مرّ أمامها بأكمله،طفولتها القصيرة واللعب مع فتيات الحي،فساتينها الزاهية،رقصاتها تحت المطر،ضحكتها البريئة لا يشوبها حُزن ولا أسى،دراستها البسيطة وكتبها القليلة،مذياعها الصغير و فرشاة شعرها المكسورة،أحمر شفاها المختبئ تحت وسادتها الصديقة،زواجها وفستانها الأبيض البسيط،فرحتها انبهارها وسذاجتها،سُلَّم الطائرة وبداية لعالم جديد،عالم مختلف جملُّوه لها حتى تخيلته جنَّة،لم تعرف وقتها أنها مقبلة على فصل خامس يجمع أسوأ مافي الفصول الأربعة،أقساها وأكثرها ألماً،فصل مخيف ألوانه السواد وجوّه مابين الانصهار والتجمد،يمتد من العام إلى العام،فهو يبدأ ولا تدري هل سينتهي أم هو قدرٌ حتى الممات..،

صمـــت !

لا زالت تتنفس،نعم تتنفس فهي تشعر بنَفَسها الحار السريع،ودقاتها لازالت تواصل عملها،سمعت صوت أمل الذي يخالطه فرحة واضحة..

:بسم الله الرحمن الرحيم ماشاء الله بنت شوفيها تجنن

فتحت عينيها الذابلتين ببطئ كبير،أغمضتهما وفتحتهما عدة مرات حتى توضح الصورة،ابتسمت شفتيها وصوت ضحكة مخنوقة يخرج من حنجرتها الباكية،قرَّبتها منها و صوت بكاءها أُغنية تطرب لها مسامعها،ارتجفت عندما أصبحت على صدرها وذراعها احتضنتها بحنان الأم الفطري والألم قد غاب عنها،قبَّلت جبينها،خديها وأنفها حتى يدها الصغير المقبوضة استنشقت رائحتها وقبَّلتها،مسحت على شعرها الذي يبدو كثيفاُ وناعماً،كانت تبكي بصوت مبحوح وشفتيها ترجفان،نظرت لهما بخوف:شكلها بردانة شوفوا شفايفها عطوني شي ثاني اغطيها
اقتربت منها أمل وهي تغطيها جيداً بشالها الثقيل،ثم رفعت رأسها وقبّلت خدي صديقتها:الحمد لله على السلامة يا بعد عمري،تتربى في عزك وعز أبوها

ابتسمت بحزن وهي تتأملها،أيُّ أب هذا ؟!
أيُسمَّى أب من يفرّ هارباً عند سامعه بخبر حمل زوجته ؟!

همست بكلمات ارتدت الإصرار،:هذي بنتي بس،و هو ماله أي حق فيها،بربيها بروحي أنا امها و ابوها



حاضر

الساعة الحالية

وَصَلَ المنزل بعد أن تعشَّى مع أصدقائه،كان العشاء بحرُ عينيها و الآلام الغافية فوق جفنيها،مذاق لسانه ملح دموعها و تحليته خَمرُ جسدها..لم تغب إشارات حدقتيها عن باله،كانت تنطق بشيء بل تَبوح بأشياء،فؤاده مُتَيقن أن زوبعة حديث تغزو روحها المضنية حياته من هَجرها،سلامُ مُحبين لاح مابين أهدابها و شوق العاشقين انثال عابراً سواد عينيها،باغتتهُ و هو التائه في سحرها،ألقت بغيثها و العقل لم يفغر فاهه لاستقبال عذبها..،استحكمت من عظامه رجفة أوزعت تأنيباً في ضميره،لا يُريد لأفكاره أن تنجرف لمنحدر مُبهَم الأخطار،في أسفله تنتظره أنثى بين راحتيها قيودٌ من عشق تقع رهينتها ذَّات حُكِمَ عليها بالسجن مدى الحياة مع أعمال حنين و التياع شاقَّة..،

زَفَرَ هواجسه مُتَكَلّلاً بابتسامة ينثر عَبَقَ حنانها على روح طفلته،احتضنها مَمَرّغاً أنفه في عُنُقِها يرتوي من شذاها البريئ الوارث قليلاً من خَدر تلك..عانقته و هي تقول،:بابا تأخرت
قَبَّل خدها بعد أن سَلَّم على والديه و أخته ثُمَّ أجابها و هو يجلس على الأريكة،:في الشغل بابا و بعدين رحت اتعشى،انتِ تعشيتين صح ؟
هَزَّت رأسها بالإيجاب و هو أكمل و بطرف إبهامه مَسَّ أنفها يُداعبه هامساً،:بالعافية يا عمري "رفع بصره لأهله مُردِفاً" باجر ان شاء الله الصبح بنروح نسجل جناني في المدرسة
والده بابتسامة مُتَحمسة داعبت وجنة الصغيرة نطق،:ماشاء الله جناني بتروح المدرسة،اي صف بتروحين ؟
طيَّة خجل تكونت حول فمها و هي تُجيب بخفوت،:كي جي تو
جــود بشقاوة قالت،:عاد انتِ شاطرة و لا كسلانة؟
جنى التي اعتادت على أسلوبها سريعاً أجابت بحاجب مرفوع،:لاا انا شطورة و اطلع الأولى
انقلبت ملامح جود بتمثيل و هي تقول،:ماينقدر عليش مادام امش جنان و ابوش فيصل

ارتعشت رموش يُسراه من اسمها المتصدّعة حروفه بين جدران كهفه المُظلم..والدته ضَعَّفت من شقوقه،:يا ليت تكمل فرحة هالطفلة و تروح المدرسة ويديها بين يدين امها و ابوها

أخفض رأسه مُشيحاً مسامعه عن ثقل أوجاع كاهله العجوز لا قُدرة له على تحملها..قَبَّل رأس ابنته ثُمَّ همس لها،:بابا بروح اسبح و اغير ملابسي وبجي

أجلسها مكانه و وقف مُتحرراً من غيهبات والدته المُبتلعة ضوؤه المبحوح من أنين..استقلَّ السلالم للأعلى و قبل مواصلته للطابق الثالث،باغت خطواته نحيبٌ مُتَقَطع ساهم في تقريب حاجبيه،التفت يتفحص المكان يُحاول التقاط مصدره،تَحَرَّك فكه لليمين و هو يقترب من غرفة أخته القريبة،حاجباه جذبهما تعجبه للأعلى و الصوت يصله من خلف الباب،طرقه بظاهر سبابته و هو يناديها بصوت مسموع،:نــور !
انقطع الصوت فجأة و كأن طرقه أصمته،ناداها من جديد بصوت أعلى اصطدم بالباب ثُمَّ ارتدَّ إليه دون جواب،قال يُنبهها،:بدخل ها
نطق كلماته و دخل ليُلسَع من حرارة الغرفة،عَقَّد حاجبيه و هو يلتفت للمكيف المُغلق،بصره تحرَّك ببطىء على الغرفة يبحث عنها،التقطت أنظاره تكوم أسفل الغطاء،اقترب بخطوات وَسَّعها قلقه المشدود بين عروقه،يده حَطَّت على كتفها و بخفة أرجعهُ للخلف لكن تَمسكها بالوسادة صَعَّب عليه عمله،جلس على السرير بجانبها و يده الأخرى تعاضدت مع الأولى و بصعوبة تمكَّن منها ليُقابله وجهها المُحتَقِن من هلع جذبته ملامحه الرجولية،ضغط على كتفها يستنبط أسباب مرارتها المُنسابة بقسوة على وجهها،خوفه أنطقه،:شفيش شصاير ؟

أبعدت عينيها بإعياء أوهن أجفانها المُتَشربة دموعها،كفها قابضة على قماش الوسادة،تتزود بدفىء فقيرة خيوطها منه..نحيبها الذي ارتفع دقَّ جرس حميته،ذراعيه امتلكت جسدها المرتعش مثل عصفور صغير سقتهُ السماء غرقاً،هي بضعف جاب و صال بين خلاياه حتى ثَبَّت حُكمه تمسكت به دافنة وجهها في صدره المُشرعة أبوابه بعد غيابٍ أسقم وجدانها التائه،هي نست روحها بين بحار أوهام بصقت أملاحها بقسوة على جراحها المفتوحة باندهاش،جراح غارت ناحتة ألماً ينبض وجعهُ في ليالي الاشتياق،تخثَّرت دماءها من ذاكرة تخبطت بين الوهم و الحقيقة..موجات البحار اقتلعت بقسوة زهورها المُتبرعمة مُخلفة جذور يتيمة زارها الموت مُخضّباً تُربتها بشيبٍ عجوز أفقدها زَهو شبابها...،

كفه استقرت فوق رأسها تجتذب وجعاً أثقله،ناداها بحنو يُفرِج عن ما اكتنز في جواها من عَبرة،:حبيبتي نور قولي لي شنو في قلبش،وعدتيني تتكلمين
أنينها المُهترىء كان جوابها،و وجهها يُريد اختراق صدره و الانطواء في زاوية أُخُوَّته المكتسيها غبار الهجران..،ضَعَّف من احتضانه مُتَجَرّعاً بذراعيه أضغاثها المجهولة التفسير..،هَمَست من قعر ضياعها،:احــ ـس اني تايهة بين الحلم و الواقــ ـع،ماني عارفـ ـة لنفسي
خلاياه أزاحت ضوضاءها مُنتبهة لبعثرتها المُتعثرة على طرف لسانها..واصلت بصوت تقتطعه أنصال شهقات،:كأني مثل الفاقدة ذاكرتها،اشوف بس صـ ـور بدون ملامــ ـح
قَرَّب فمه من أذنه ناطقاً بتهدئة أراد أن يتصنعها هو قبلها،:اشش هذا ابليس نور،اذكري الله
مَسَّت بوجنتها قماش قميصه بخفة أرادت بها أن تخدش جلدها فقد يُوَعيه ألماً واقعياً ليُحَررها من أوهام تلطم وجنات ذاكرتها المُتَخَبطة..،

غابت يين أحضانه في غفوة مُخلخلة الراحة و يده العزيزة تُفرغ حناناً بين خصلات شعرها..،



الفجر ابتلع السماء باصقاً قمراً لم يستسغ نوره الكاشح لظُلمته،مضت ساعة على نومه،مُتَدَثراً بغطائه الخفيف و السواد ناشراً أذرعه على جدران الغرفة، حواسه الغافية تَنَبهت لنفس ثانٍ تمازج مع أنفاسه..،
استشعر خطراً لَاح لهُ خلف أجفانه التي تنافرت بابتعاد مشدود،و قبل أن تصدر عضلاته ردة فعل استحوذت على عُنُقه قبضة من حديد و فوَّهة سلاح حَفَرت صدغه السابح في عَرَقه..،



صباحاً
إحدى المدارس الخاصَّة

بابتسامة صباحية،:اذا تحدد موعد الاختبار بنكلمك و ان شاء الله تكون جنى الحلوة وحدة من طالباتنا الفصل الجاي
وقف و كفه تلقفت كف صغيرته مُعَقّباً بابتسامة واثقة،:اكيد ان شاء الله بتكون،مشكورة استاذة،مع السلامة
خرج مع طفلته و مسامعه منتبهة لحديثها اللطيف،تداخل مع صوتها الرقيق صوت مألوف أبطأ من خطواته،رفع عينيه و رجاء داخلي تمنى أن يُدحض ظنونه رافق مسير نظراته ليصطدم بحدقتين ترشقه بسهام اتهام...،



 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس