عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-16-2018
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Pink
 عضويتي » 28327
 جيت فيذا » May 2015
 آخر حضور » منذ 2 أسابيع (05:41 AM)
آبدآعاتي » 442,833
الاعجابات المتلقاة » 5765
الاعجابات المُرسلة » 4205
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » لا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond repute
مشروبك   cola
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  مبسوطه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة





سنة اثنتين وستين وثلاثمائة

ففي المحرم قدر جوهر قيمة الدنانير فجعل الأبيض بثمانية دراهم‏.‏
ولخمس بقين منه توفى سعادة بن حيان فحضر جوهر جنازته وصلى عليه الشريف مسلم‏.‏
وفي ربيع الأول عزل سليمان بن عزة المحتسب جماعة من الصيارفة فشغب طائفة منهم وصاحوا‏:‏ معاوية خال علي بن أبي طالب‏.‏
فهم جوهر بإحراق رحبة الصيارفة لولا خوفه على الجامع‏.‏
ودخل الحسن بن عمار ببضع وتسعين أسيرا وشهروا‏.‏
ودخل عبد الله بن طاهر الحسيني على جوهر بطيلسان كحلي وفي مجلسه القضاة والعلماء والشهود فأنكر الطيلسان الكحلي ومد يده فشقه فغضب ابن طاهر وتكلم فأمر جوهر بتمزيقه فمزق وجوهر يضحك وبقى حاسراً بغير رداء فقام جوهر وأخرج له عمامة ورداء أخضر وألبسه وعممه بيده‏.‏
وفي يوم الثلاثاء رابع المحرم المذكور زلزلت دمشق وأعمالها زلزلة عظيمة وقتا من الزمان ثم هدأ وانهدم بها من أنطاكية عدة أبرجة‏.‏
وفي شهر ربيع الآخر تواترت الأخبار بمسير المعز إلى مصر وورد كتابه من قابس فتأهب جوهر لذلك وأخذ في عمارة القصر والزيادة فيه‏.‏

وفي النصف من جمادى الأولى مات عبد العزيز بن هيج فسلخ وصلب‏.‏
وفي أول رجب كد جوهر الناس للقاء المعز فتأهبوا لذلك وخرج أبو طاهر القاضي وسائر الشهود والفقهاء ووجوه التجار إلى الجيزة مبرزين للقاء المعز فأقاموا بها أربعين يوما حتى ورد الكتاب بوصول المعز إلى برقة فسار القاضي ومن معه‏.‏
وسار الحسن بن عمار إلى الحوف في عشرة آلاف فواقعوا القرامطة هناك‏.‏
ولخمس بقين من شعبان ورد الخبر بوصول المعز إلى الاسكندرية ولقيه أبو طاهر القاضي ومن معه فخاطبهم بخطاب طويل وأخبرهم أنه لم يسر لازدياد في ملك ولا رجال ولا سار إلا رغبة في الجهاد ونصرة للمسلمين وخلع على القاضي وأجازه وحمله‏.‏
ولقيه أبو جعفر مسلم في جماعة الأشراف ومعهم وجوه البلد بنواحي محلة حفص وترجلوا له كلهم وكان سائرا فوقف وتقدم إليه أولا أبو جعفر مسلم ثم الناس على طبقاتهم وقبلوا له الأرض وهو واقف حتى فرغ الناس من السلام عليه ثم سار وسايره أبو جعفر مسلم وهو يحادثه وسأل عن الأشراف فتقدم إليه أكابرهم‏:‏ أبو الحسن محمد بن أحمد الأدرع‏.‏
وأبو إسماعيل الرسي‏.‏
وعيسى أخو مسلم‏.‏
وعبد الله بن يحيى بن طاهر بن السويح ثم عزم على الشريف مسلم وأمره بركوب قبة لأن الحر كان شديدا وكان الصوم فقدمت إليه قبة محلاة على ناقة وعادله غلام له ونزل المعز إلى الجيزة فكانت مدة القائد أبي الحسن جوهر أربع سنين وتسعة عشر يوما‏.‏
أبي تميم معد إلى مصر
وحلوله بالقصر من القاهرة المعزية وما كان من ولاية الخلفاء من بعده حتى انقضت أيامهم وأناخ بهم حمامهم‏.‏
في يوم الاثنين لثمان بقين من شوال سنة إحدى وستين وثلاثمائة دخل المعز لدين الله إفريقية‏.‏
وفي يوم الاثنين رابع عشرين جمادى الأولى سنة ثنتي وستين نزل بقصره خارج برقة‏.‏
ووصل إلى الإسكندرية يوم الجمعة لست بقين من شعبان ونزل تحت منارتها ثم سار‏.‏
ونزل المعز إلى الجيزة فخرج إليه جماعة من بقى وعقد جوهر جسر الجيزة وعقد جسرا آخر عند المختار بالجزيرة حتى سار عليه إلى الفسطاط ثم إلى القاهرة‏.‏
وزينت له الفسطاط فلم يشقها ودخل معه جميع من كان وفد إليه وجميع أولاده وأخوته وعمومته وسائر ولد المهدي وأدخل معه توابيت آبائه‏:‏ المهدي والقائم والمنصور‏.‏
وكان دخوله إلى القاهرة وحصوله في قصره يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر رمضان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة فصارت مصر دار خلافة بعد أن كانت دار إمارة‏.‏
قال الفقيه الحسن بن إبراهيم بن زولاق رحمه الله ومن خطه نقلت ‏:‏ حدثني أحمد بن جعفر قال‏:‏ كان القائم بأمر الله عليه السلام يوماً في مجلس أبيه المهدي جالسا بين يديه وكان ابنه المنصور قائما بين يدي جده فقال المهدي لابن ابنه المنصور‏:‏ ايتني بابنك يعني المعز لدين الله فجاءت به دايته وله سنة أو فوقها فأخذه المهدي في حجره وقبله وقال لابنه القائم بأمر الله‏:‏ يا أبا القاسم‏:‏ ما على ظهر الأرض مجلس أشرف من هذا المجلس اجتمع فيه أربعة أئمة يعني المهدي نفسه وابنه القائم وابن ابنه المنصور وابن ابنه المعز لدين الله وزادني أبو الفضل ريدان صاحب المظلة في هذا الخبر أن المهدي جمعهم في دواج وقال‏:‏ جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ثلاث أئمة في كساء سوى نفسه وقد جمع هذا الدواج أربعة أئمة‏.‏
قال ابن زولاق‏:‏ ولما وصل المعز إلى قصره خر ساجدا ثم صلى ركعتين وصلى بصلاته كل من دخل معه واستقر في قصره بأولاده وحشمه وخواصه عبيده والقصر يومئذ مشتمل على ما فيه من عين وورق وجوهر وحلي وفرش وأوان وثياب وسلاح وأسفاط وأعدال وسروج ولجم وبيت المال بحاله بما فيه وفيه جميع ما يكون للملوك‏.‏
وخرج غد هذا اليوم وهو يوم الأربعاء جماعة الأشراف والقضاة والعلماء والشهود ووجوه أهل البلد وسائر الرعية لتهنئة المعز‏.‏

ولعشر خلون من رمضان أمر المعز بالكتاب على المشايخ في سائر مدينة مصر‏:‏ خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأثبت اسم المعز لدين الله واسم ابنه عبد الله الأمير‏.‏
ووقع المعز بيده إلى محمد بن الحسين بن مهذب صاحب بيت المال ‏:‏ تقدم يا محمد بابتياع لنا ولمولاك عبد الله في كل يوم من الفاكهة الرطبة واليابسة كذا وكذا بسعر الناس ولا تعرف الرسول لئلا تقع محاباة ولا مسامحة وكذلك حوائج المطبخ‏.‏
وللنصف منه جلس المعز في قصره على السرير الذهب الذي عمله جوهر في الإيوان الجديد وأذن بدخول الأشراف أولاً ثم بعدهم الأولياء وسائر وجوه الناس وجوهر قائم بين يديه يقدم الناس قوما بعد قوم ثم مضى جوهر وأقبل بهديته ظاهرة يراها الناس وهي‏:‏ من الخيل‏:‏ مائة وخمسون فرساً مسرجة ملجمة منها مذهب ومنها مرصع ومنها بعنبر‏.‏
وإحدى وثلاثون قبة على بخاتي بالديباج والمناطق والفرش منها تسعة بديباج مثقل‏.‏
وتسع نوق مجنوبة مزينة بمثقل‏.‏
وثلاثة وثلاثون بغلا منها سبعة مسرجة ملجمة‏.‏
ومائة وثلاثون بغلا للنقل‏.‏
وأربعة صناديق مشبكة يرى ما فيها وفيها أواني الذهب والفضة‏.‏
ومائة سيف محلى بالذهب والفضة‏.‏
ودرجان من فضة مخرقة فيها جوهر‏.‏
وشاشية مرصعة في غلاف‏.‏
وتسعمائة ما بين سفط وتخت فيها سائر ما أعده له من ذخائر مصر‏.‏
وأذن المعز لابنه عبد الله في الجلوس في مجلسه‏.‏
وحمل أبو جعفر مسلم بن عبيد الله الحسيني هديته وهي‏:‏ أحد عشر سفطا من متاع تونة وتنيس ودمياط‏.‏
وخيلا وبغالا‏.‏
وقال‏:‏ كنت أشتهي أن يلبس منها المعز لدين الله ثوباً أو ينعم بالعمامة التي فيها فما عمل لخليفة قط مثلها‏.‏
وأذن المعز لجماعة بالجلوس في مجلسه وأطلق جماعة المعتقلين من الإخشيدية والكافورية الذين اعتقلهم جوهر وعدتهم نحو الألف‏.‏
فقال‏:‏ ما رأيت خليفة غير مولانا المعز لدين الله صلوات الله عليه ‏.‏
فاستحسن ذلك منه على البديهة مع علم المعز أن أبا طاهر رأى المعتضد والمكتفي والمقتدر والقاهر والراضي والمتقي والمستكفي والمطيع فشكره وأعجب بقوله‏.‏
وركب المعز يوم الفطر لصلاة العيد إلى مصلى القاهرة الذي بناه جوهر وكان محمد بن أحمد بن الأدرع الحسيني قد بكر وجلس في المصلى تحت القبة فجاء الخدم وأقاموه وأقعدوا موضعه أبا جعفر مسلم وأقعدوه دونه فكان أبو جعفر مسلم خلف المعز عن يمينه وهو يصلي‏.‏
وأقبل المعز في زيه وبنوده وقبابه وصلى بالناس صلاة العيد صلاةً تامة طويلة قرأ في الأولى بأم الكتاب وهل أتاك حديث الغاشية ثم كبر بعد القراءة وركع فأطال وسجد فأطال‏.‏
قال ابن زولاق‏:‏ أنا سبحت خلفه في كل ركعة وفي كل سجدة نيفاً وثلاثين تسبيحة وكان القاضي النعمان بن محمد يبلغ عنه التكبير وقرأ في الثانية بأم الكتاب وسورة والضحى ثم كبر أيضاً بعد القراءة وهي صلاة جده علي بن أبي طالب وأطال أيضاً في الثانية الركوع والسجود وأنا سبحت خلفه نيفا وثلاثين تسبيحة في كل ركعة وفي كل سجدة وجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كل فلما فرغ من الصلاة صعد المنبر وسلم على الناس يمينا وشمالا ثم نشر البندين اللذين كانا على المنبر فخطب وراءهما وكان في أعلى درجة من المنبر وسادة ديباج مثقل فجلس عليها بين الخطبتين واستفتح الخطبة ببسم الله الرحمن الرحيم‏.‏
وكان معه على المنبر جوهر وعمار بن جعفر وشفيع صاحب المظلة ثم قال‏:‏ الله أكبر الله أكبر استفتح بذلك وخطب وأبلغ وأبكى الناس وكانت خطبته بخضوع وخشوع‏.‏
فلما فرغ من خطبته انصرف في عساكره وخلفه أولاده الأربعة بالجواشن والخوذ على الخيل بأحسن زي وساروا بين يديه بالفيلين‏.‏
فلما حصل في قصره أحضر الناس فأكلوا ونشطهم إلى الطعام وعتب على من تأخر وتهدد من بلغه عنه صيام العيد‏.‏
ورد إلى أبي سعيد عبد الله بن أبي ثوبان أحكام المغاربة ومظالمهم‏.‏
وتحاكم إليه جماعة من المصريين فحكم بينهم وسجل فكان شهود مصر يشهدون عنده ويشهدون على أحكامه ولم ير هذا بمصر قبل ذلك واستخلف أبو سعيد أحمد بن محمد الدوادي‏.‏
ومنع المعز من النداء بزيادة النيل وألا يكتب بذلك إلا إليه وإلى جوهر فلما تم أباح النداء يعني لما تم ست عشرة ذراعاً‏.‏
وخلع على جوهر خلعةً مذهبة وعمامة حمراء وقلده سيفا وقاد بين يديه عشرين فرسا مسرجة ملجمة وحمل بين يديه خمسين ألف دينار ومائتي ألف درهم وثمانين تختا من ثياب‏.‏
وركب المعز إلى المقس وأشرف على أسطوله وقرأ عليه وعوذه وخلفه جوهر والقاضي النعمان ووجوه أهل البلد ثم عاد إلى قصره‏.‏
وضربت أعناق جماعة عاثوا بنواحي القرافة‏.‏
وفي ذي القعدة احترق سوق القاهرة وأعيد‏.‏
وركب المعز لكسر خليج القاهرة فكسر بين يديه وسار على شط النيل ومر على سطح الجرف وعطف على بركة الحبش ثم على الصحراء إلى الخندق الذي حفره جوهر في موكب عظيم وخلفه وجوه أهل البلد وأبو جعفر أحمد بن نصر يعرفه بالمواضع وبلغ المعز أن محمداً أخا أبي إسماعيل الرسي يريد الفرار إلى الشام فقبض عليه وسجن مقيدا‏.‏

وفي يوم عرفة نصب المعز الشمسة التي عملها للكعبة على إيوان قصره وسعتها اثنا عشر شبراً في مثلها وأرضها ديباج أحمر ودورها اثنا عشر هلال ذهب وفي كل هلال أترجة ذهب مشبك جوف كل أترجة خمسون درة كبيض الحمام وفيها الياقوت الأحمر والأصفر والأزرق وفي دورها مكتوب آيات الحج بزمرد أخضر وحشو الكتابة در كبار لم ير مثله وحشو الشمسة المسك المسحوق فرآها الناس في القصر ومن خارجه لعلو موضعها ونصبها عدة فراشين وجروها لثقل وزنها‏.‏
وأول من عمل الشمسة للكعبة أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله فبعث سلسلة من ذهب كانت تعلق مع الياقوتة التي بعثها المأمون وصارت تعلق كل سنة في وجه الكعبة وكان يؤتى بهذه السلسلة في كل موسم وفيها شمسة مكللة بالدر والياقوت والجوهر قيمتها شيء كثير فيقدم بها قائد يبعث من العراق فتدفع إلى حجبة الكعبة ويشهد عليهم بقبضها فيعلقونها يوم سادس الثمان فتكون على الكعبة ثم تنزع يوم التروية‏.‏
وغدا المعز لصلاة عيد النحر في عساكره وصلى كما ذكر في صلاة الفطر من القراءة والتكبير وطول الركوع والسجود وخطب وانصرف في زيه فلما وصل إلى القصر أذن للناس عامة فدخلوا والشمسة منصوبة على حالها فلم يبق أحد حتى دخل من أهل مصر والشام والعراق فذكر أهل العراق وأهل خراسان ومن يواصل الحج أنهم لم يرو قط مثل هذه الشمسة وذكر أصحاب الجوهر ووجوه التجار أنه لا قيمة لما فيها وأن شمسة بني العباس كان أكثرها مصنوعا ومن شبه وأن مساحتها مثل ربع هذه‏.‏
وكذلك كانت شمسة كافور التي عملها لمولاه أونوجور بن الإخشيد وكان يسير بها إلى الحرم جعفر بن محمد الموسوي ثم ابنه أبو الحسين ثم بعده ابنه مسلم ثم أبو تراب بعد أخيه إلى أن أخذها القائد جوهر من أبي تراب‏.‏
وأمر المعز للناس بالطعام فأكلوا‏.‏
وورد الخبر بوصول أسطول القرامطة إلى تنيس في البحر فكانت بينهم وبين أهل تنيس حرب انهزم فيها أصحاب القرامطة وأخذ منهم عدة مراكب وأسر طائفة منهم وأن أسكر نهبت فعظم ذلك على المعز واشتد خوف الناس في المقابر حتى كانوا يصلون على الجنائز ولا يتبعونها ويمضي بها الحفارون فأنكر المعز ذلك وأمن الناس‏.‏
ولثماني عشرة من ذي الحجة وهو يوم غدير خم تجمع خلق من أهل مصر والمغاربة للدعاء فأعجب المعز ذلك وكان هذا أول ما عمل عيد الغدير بمصر‏.‏
وقدم من تنيس مائة وثلاثة وسبعون رجلا أسارى وعدة رءوس ومعهم أعلام القرامطة منكوسة وسلاح لهم فشهر ذلك في البلد وجلس المعز حتى مروا بين يديه وهو في علو باب قصره‏.‏
وكانت فتنة في البلد نهبت المغاربة فيها جماعة من الرعية فركب جوهر في طلب النهابة وأخذهم وجلدهم‏.‏
وفي سلخ ذي الحجة سلخ إمام جامع القرافة محمد بن عبد السميع في طريق القرافة وانصرف الناس من جامع القرافة من غير جمعة‏.‏
وأحضر جوهر جماعة من أهل تنيس وطالبهم بديات المغاربة الذين قتلوا عندهم وألزموا بمائتي ألف دينار ثم استقر أمرهم على ألف ألف درهم‏.‏
وانتهى النيل في نقصانه إلى ست أذرع وإصبعين وبلغ زيادة الماء الجديد سبع عشرة ذراعا وإصبعين وأطلق المعز لمتولى المقياس الجائزة والخلع والحملان فزاده على رسمه‏.‏
وفيها مات أبو عمرو محمد بن عبد الله السهمي قاضي مكة ومات الإشبيلي قاضي المغاربة بمصر ثم دخلت سنة ثلاث وستين وثلاثمائة‏:‏ وأمير المؤمنين المعز لدين الله‏.‏
وخليفته القائد جوهر‏.‏
والقاضي أبو طاهر محمد بن أحمد‏.‏
والخراج نصفين‏:‏ إلى علي بن محمد بن طباطبا وعبد الله بن عطاء الله والنصف الآخر إلى وصاحب بيت المال محمد بن الحسين بن مهذب‏.‏
وصاحب المظلة شفيع الصقلي‏.‏
وطبيبه موسى بن العازار‏.‏
والشرطة السفلى إلى عروبة بن إبراهيم وشبل المعرضي‏.‏
والشرطة العليا إلى خير بن القاسم‏.‏
وإمام الجامع العتيق والخطبة إلى عبد السميع بن عمر العباسي‏.‏
وإمام الصلوات الخمس الحسن بن موسى الخياط‏.‏
ولست عشرة بقيت من المحرم قلد المعز الخراج ووجوه الأموال جميعها والحسبة والسواحل والجوالى والأحباس والمواريث والشرطتين وجميع ما ينضاف إلى ذلك وما يطوى في مصر وسائر الأعمال أبا الفرج يعقوب بن يوسف الوزير وعسلوج بن الحسن وكتب لهما بذلك سجلاً‏.‏
قرىء يوم الجمعة على منبر جامع أحمد بن طولون وقبضت أيدي سائر العمال والمتضمنين‏.‏
وجلسا غد هذا اليوم في دار الإمارة في جامع أحمد بن طولون للنداء على الضياع وسائر وجوه الأموال وحضر الناس للقبالات وطالبوا بالبقايا من الأموال مما على المالكين والمتقبلين والعمال وفيه تبسطت المغاربة في نواحي القرافة والمعافر فنزلوا في الدور وأخرجوا الناس من دورهم ونقلوا السكان وشرعوا في السكنى في المدينة وكان المعز أمرهم أن يسكنوا في أطراف المدينة فخرج الناس واستغاثوا إلى المعز فأمر أن يسكنوا نواحي عين شمس وركب المعز بنفسه حتى شاهد المواضع التي ينزلون فيها وأمر لهم بما يبنون به وهو الموضع الذي يعرف اليوم بالخندق وخندق العبيد وجعل لهم واليا وقاضيا وأسكن أكثرهم في المدينة مخالطين لأهل مصر ولم يكن جوهر يبيحهم سكنى المدينة ولا المبيت فيهان وحظر ذلك عليهم وكان مناديه ينادي كل عشية‏:‏ لا يبينم في المدينة أحد من المغاربة‏.‏
وفي يوم عاشوراء انصرف خلق من الشيعة وأتباعهم من المشاهد من قبر كلثم بنت محمد بن جعفر بن محمد الصادق ونفيسة ومعهم جماعة من فرسان المغاربة ورجالتهم بالنياحة والبكاء على الحسين وكسروا أواني السقائين في الأسواق وشققوا الروايا وسبوا من ينفق في هذا اليوم وثارت إليهم جماعة فخرج إليهم أبو محمد الحسن بن عمار ومنع الفريقين ولولا ذلك لعظمت الفتنة لأن الناس كانوا غلقوا الدكاكين وعطلوا الأسواق وقويت أنفس الشيعة بكون المعز بمصر‏.‏
وكانت مصر لا تخلو من الفتن في يوم عاشوراء عند قبر كلثم وقبر نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب في الأيام الإخشيدية والكافورية وكان سودان كافور يتعصبون على الشيعة ويتعلق السودان في الطرق بالناس ويقولون للرجل‏:‏ من خالك فإن قال‏:‏ معاوية أكرموه وإن سكت لقي المكروه وأخذت ثيابه وما معه حتى كان كافور يوكل بأبواب الصحراء ويمنع الناس من الخروج‏.‏
ولما جلس يعقوب بن كلس وعسلوج بن الحسن الونهاجي لعقد الضياع توفرت الأموال وزيد في الضياع وتكاشف الناس‏.‏
وفي صفر طيف بنحو مائتي رأس قدم بها من المغرب‏.‏
ومات ابن عم للمعز فصلى عليه المعز وكبر سبعا وكبر على غيره خمسا وهذا مذهب علي بن أبي طالب‏:‏ أنه يكبر على الميت على قدر منزلته‏.‏
ومات إسحاق بن موسى طبيب المعز فجعل موضعه أخاه إسماعيل بن موسى‏.‏
وامتنع يعقوب وعسلوج أن يأخذ في الاستخراج إلا دينارا معزيا فاتضع الدينار الراضي وانحط ونقص من صرفه أكثر من ربع دينار فخسر الناس من أموالهم وكان صرف المعزى خمسة عشر درهما ونصف‏.‏

واشتد الاستخراج وأكد المعز فيه ليرد ما أنفقه من أمواله على مصر لأنه قدم مصر يظن أن الأموال مجتمعة فوجدها قد فرقتها مؤن مصر وكثرة عساكرها وكان الذي أنفقه المعز على وحدثني بعض كتاب بيت ماله قال‏:‏ حملنا إلى مصر أكياساً فارغة أنفق ما كان فيها في أربعة أعدال على جملين‏.‏
وكد يعقوب وعسلوج أنفسهما في الاستخراج فاستخرج في يوم نيف وخمسون ألف دينار معزية وكان استخراجا بغير براءة ولا خرج ولا حوالة واستخرج في يوم مائة وعشرون ألف دينار معزية وفي يوم آخر من مال تنيس ودمياط والأشمونين أكثر من مائتي ألف وعشرين ألف دينار وهذا لم يسمع بمثله قط في بلد إلا أن في أيام العزيز استخرج خير بن القاسم وعلي بن عمر العداس وعبد الله بن خلف المرصدي في ثلاثة أيام مائتي ألف دينار وعشرين ألف دينار عزيزية منها في أول يوم أربعة وسبعين ألف دينار والباقي في يومين وذلك في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة‏.‏

وفي شهر ربيع الآخر كثر الإرجاف بالقرامطة وانتشارهم في أعمال الشام وكان معهم عبد الله بن عبيد الله أخو أبي جعفر مسلم فكتب إليه المعز بعد ما شكاه إليه أخيه مسلم‏.‏
وفيه دخل الناس إلى قصر المعز وفيهم‏:‏ الأشراف والعمال والقواد وسائر الأولياء من كتامة وغيرهم فقال إنسان لبعض الأشراف‏:‏ اجلس يا شريف فقال بعض الكتاميين‏:‏ وفي الدنيا شريف غير مولانا‏!‏ لو ادعى هذا غيره قتلناه‏.‏
خرج الإذن للناس وبلغ المعز هذا فلما جلس على سريره وأذن للناس بالجلوس قال‏:‏ يا معشر الأهل وبني العم من ولد فاطمة‏:‏ أنتم الأهل وأنتم العدة وما نرضى بما بلغنا من القول وقد أخطأ من تكلم بما قيل لنا لكم بحمد الله الشرف العالي والرحم القريبة ولئن عاود أحد لمثل ما بلغنا لننكلن به نكالا مشهورا‏.‏
فقبلت الجماعة الأرض ودعوا وشكروا وكان المتكلم حاضرا فانقمع وندم‏.‏
وحدث المعز أنه رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً وبين يديه سيوف منها ذو الفقار فأخذ علي بن أبي طالب ذا الفقار فضرب به عنق القرمطي الأعسم وضرب حمزة عنق أخي الأعسم وضرب جعفر عنق آخر وانكب المعز يقبل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فنسخ الناس هذه الرؤيا‏.‏
وحمل مال الأحباس من المودع إلى بيت المال الذي لوجوه البر وطولب أصحاب الأحباس بالشرائط ليحملوا عليها‏.‏
ولما وقف على حبس عمرو بن العاص وأن محمد بن أبي بكر كان قبضه وضرب عليه صافية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب أهل الحق وأن عمرو بن العاص إنما حبسه لما دعا إلى مصر في أيام معاوية أخرج ذلك من كتاب أبي عمر الكندي القاضي النعمان بن محمد فحمله إلى وفي ربيع الآخر ثارت المغاربة في صحراء المقابر ونهبوا الناس فأنكر المعز ذلك وقبض على جماعة‏.‏
وفيه اعتل المعز واحتجب فاضطربت الرعية ولم يره أحد‏.‏

وفي جمادى الأولى أرجف بالقرامطة وقوى الاستخراج ومنع الناس من الحضور في الديوان لئلا يقفوا على مبلغه وجلس المعز للناس فسروا بسلامته‏.‏
وحمل أبو جعفر مسلم إلى المعز المصحف الكبير الذي كان يذكر أنه كان ليحيى بن خالد ابن برمك وكان شراؤه أربعمائة دينار على مسلم فلما رآه المعز قال‏:‏ أراك معجبا به وهو يستحق الإعجاب ولكن نفاخرك نحن أيضاً‏.‏
فدعا بمصحف نصفين ما رؤى أحسن منهما خطاً وإذهاباً وتجليداً فقال‏:‏ هذا خط المنصور وإذهابه وتجليده بيده‏.‏
فقال له مسلم‏:‏ فثم مصحف بخط مولانا المعز لدين الله عليه السلام ‏.‏
فقال‏:‏ نعم‏.‏

وأخرج له نصفين‏.‏
فقال المعز‏:‏ بعد مشاهدتك لخط المنصور تقول‏:‏ ما رأيت أصبح من هذا الخط ولكنه أصبح من خطك‏.‏
ثم ضحك وقال‏:‏ أردت مداعبتك‏.‏
وكان أبو جعفر مسلم إذا ذكر المعز يقول‏:‏ وددت أن أبي وجدي شاهداه ليفتخرا به فلما أقدر أن أقرن به أحداً من خلفاء بني أمية ولا بني العباس‏.‏
وتوفي محمد بن الحسين بن أبي الحسين أحد خواص المعز فخرج المعز وهو في بقايا علته وتقدم إلى القاضي النعمان بن محمد بغسله وبكفنه وصلى عليه المغرب وفتح تابوته وأضجعه‏.‏
وبعد تسعة عشر يوماً توفي القاضي النعمان بن محمد أول رجب فخرج المعز يبين الحزن عليه وصلى عليه وأضجعه في التابوت ودفن في داره بالقاهرة‏.‏
وفي شعبان دخل أبو جعفر مسلم علي المعز فلما توسط صحن الإيوان قال له أخوه عيسى‏:‏ إن الأمير عبد الله في المجلس فسلم عليه‏.‏
وكان في المجلس جماعة فدخل أبو جعفر على المعز وقبل الأرض وقام قائماً وقال‏:‏ يا أمير المؤمنين‏:‏ حدثني أبي عن أبيه عن جده عن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد قال‏:‏ دخلت أنا وأخي عبد الله على يعقوب بن صالح بن المنصور وهو يومئذ أمير المدينة فقال‏:‏ من أين أقبل الشيخان فقالا‏:‏ من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمنا عليه وأتيناك فقال‏:‏ سلمتما على صاحبيه فقلنا‏:‏ لا فقال سبحان الله كيف لم تسلما على صاحبيه فقال له أخي عبد الله‏:‏ سألتك بالله أيها الأمير أيهما أقرب ابنك هذا منك أو صاحبي رسول الله من رسول الله فقال‏:‏ ابني هذا فقال‏:‏ ما سلمنا على ابنك في مجلسك إجلالا لك فنسلم على صحابي رسول الله بحضرة رسول الله فقال‏:‏ والله ما قصرتما ثم قال مسلم‏:‏ تأذن يا أمير المؤمنين في السلام على الأمير عبد الله فأذن له قال عيسى‏:‏ وكان المعز لمسلم مكرماً‏.‏
وفيه كثر الإرجاف بالقرامطة ودخول مقدمتهم أرياف مصر وأطراف المحلة وأنهم ونهبوا واستخرجوا الخراج ثم رجعوا إلى أعمال الشام‏.‏
وأمر المعز المغاربة بالخروج من مصر والسكنى بالقاهرة ففعلوا‏.‏
ورد المعز الشرطة العليا إلى خير بن القاسم فاستقصى على المغاربة في الخروج إلى القاهرة‏.‏
وعاودت المعز العلة فاحتجب أياماً لا يراه أحد ثم جلس للناس فهنوه وعرضوا أنفسهم للقتال فشكرهم على ذلك‏.‏
ووصلت سرية القرامطة إلى أطراف الحوف وأنفذ القرمطي عبد الله بن عبيد الله أخا مسلم إلى الصعيد فنزل في نواحي أسيوط وإخميم وحارب العمال واستخرج الأموال فثقل ذلك على المعز وعاتب أبا جعفر مسلم فاعتذر إليه وتبرأ من أفعاله ونزل الأعسم القرمطي بعسكره بلبيس وتأهب المعز لمنعه ورده‏.‏
وقد أحببت أن أورد هنا جملةً من أخبار القرامطة لتكرر دخولهم إلى مصر





 توقيع : لا أشبه احد ّ!





آخر تعديل لا أشبه احد ّ! يوم 04-16-2018 في 05:03 PM.
رد مع اقتباس