الجزء الثاني ..... / أ
ذهبت وفاء إلى ذلك المنزل وطرقت بابه ... من بالباب؟! ...
أنا يا خالتي ... من أنتي ؟! ... أنا وفاء زوجة إبنك ... نجمه
إفتحي الباب ... دخلت وفاء ... فوجدت أم زوجها وقد كبرت
في ثلاثة شهور ثلاثون عاماً ... تجلس على مقعد متحرك ...
وبدت ملامح الإنكسار في وجهها ... ركضت وفاء إليها وأنفجرت
تبكي عند ركبتيها وهي تقبل يدها .. فأخذت خالتها تمسح
على شعر وفاء وهي تبكي ثم ترفع وجه وفاء بيدها ... وتقول
لها : ما لنا غناة عنك يا بنتي طلاقك كسرنا أنا وولدي لكن
يا يمه ما ألومك .. صرخات ولدي شلّت أقدامي .. وكنت متأكده
أن اللي مثلك ما راح يتركنا ... نهضت وفاء وقبّلت رأس
أم زوجها ثم حركت خالتها لغرفة الجلوس وعلقت
عبايتها في نفس المكان الذي تعوّدت عليه ... فجأه تنظر
للزجاج الذي تضع فوقه العباءه فوجدت أن هناك موضع يد
على الزجاج واستغربت وحين أرادت مسح تلك الأنامل التي
شوّهت نظافة المرآه قالت لها خالتها هذه موضع أناملي
حين أفتقدك وأفتقد عباءتك ... يا ابنتي لا تدركين حجم الألم
الذي تسبب لنا فيه رحيلك عنا .. وكنت أدرك أن أمك تطرق الباب
ثم تخشى أن نطردها فتعود لمنزلها وحين تبتعد ... أفتح الباب
لكن بعد رحيلها ولا أستطيع أن أناديها ... وكل يوم كنت أعتقد
أنها ستجبرك للعوده إلى هنا ... فقالت وفاء : لم تتحدث لي أمي
أنها تأتي إلى هنا .. أمك يا إبنتي كانت تعلم حجم معاناتك
لذلك هي بين نارين نار حبها لك وبين حبها لنا وفضلت الأول
إستأذنت وفاء لكي تدخل على زوجها ... فوجدته أيضاً قد حاز على
كرسي مماثل ويجلس في غرفته وتبدو عليه ملامح أخرى
غير تلك التي تركته عليها ... فقد أصبح لا يعي أين يكون ولا
يعي من يكون ... أخذت وفاء تنظر إليه وهي عند باب غرفته
إلتفت إليها وأخذ ينظر ... فأطال النظر إليها دون أن تتحرك
مشاعره ... ظل صامتاً ... خشيت على نفسها أن تنفجر عنده
باكيه .. لكنها بكت عند الباب وهي تنظر إليه طويلاً ... وحين
أدارت ظهرها لمغادرة غرفته ... وفـــاء (صوته)... إلتفتت إليه فَرِحَه
ثم إنطلقت وضمته ... رغم أن هناك مشاعر منه لم تتحرك
وظلّ صامتاً فلا تبدو ملامحه أنه يدرك ما تفعله زوجته وكم
هذا الإحتضان الذي لم يشعر به ... نظرت لعينيه فوجدت لا شيء
فيها يوحي أنه يشعر بها وبنظراتها .. فجأه يطرق باب المنزل
... نجمه إفتحي الباب ... ودخل من كان عنده .. فتسمع وفاء
صوتاً يشبه صوت أمها عند الباب وهي ترحب بأم زوجها ...
وقبل أن تقول شيئاً فإذا أم الزوج تقول : كثيراً ما كنتي تقفين
عند باب المنزل وترحلين لماذا؟! أتعتقدين أننا لم نكن لنرحب
بقدومك إلينا ... نحن لا ننسى جميلك معنا .. ثم سمعت أمها
تتحدث وهي تبكي وتقسم أن الثلاثة أشهر الماضيه لم يكن
يطولها نوم بسبب ما حدث لكنها أيضاً لن تجبر إبنتها على شيء
بعد قليل الجزء الثاني ...../ب