الكتابة فن يعوذه الكثير من الثقافة والادب والحس المرهف ومعرفة باللغة ذلك لتمكن الكاتب من توظيف مهارته وثقافته لخدمة هدف انساني توعوي وفكري ثقافي...والادب عنصر مهم في الكتابة يجب الا نتغافل عنه فالاسفاف والهبوط بالكلام الى مستويات ركيكة والانصراف الى اظهار مفاتن الكلمات لقصد التزويق ماهي الا محاولة لحجب ضعف الفكرة والمعنى والانشغال بسطحية الافكار المعروضة في جمل مركبة من كل حدب وصوب ولا رابط بينها سوى حرف عطف او ربما هي مصنفة ضمن قائمة التابع والمتبوع الذي لا يمت لتابعه بصلة...فللغة قدسية وجب احترامها والعمل بها........

لان المعرفة باللغة ضرورية لتكون النصوص ناجحة حتى لا يكون النص اجتماعا لعلل الكلام والاخطاء الاملائية النحوية بالاضافة الى الموسيقى المتناغمة بين الكلمات فأي خطأ بسيط في الايقاع يحدث في النص نشازا يزعج حواس القارئ ويشوش افكاره....

لك ان تكتب وتملأ الصفحات وتغرق السطور بالوصف وتشبع الكلام بعبارات منمقة واحيانا غير مألوفة لأظهار القدرة والمعرفة باللغة لكنها حتما لن توصلك الى مكان!!!
لانك تدور في دائرة مفرغة تبحث عن نقطة ارتكاز ولاتجدها فتعود لحالة الدوران...تستهلك الصور والمعاني والافكار ذاتها حتى تستنزف طاقاتها لتوصلها الى حالة من الجمود والعدم...وان مات الكلام بين اناملك فانت من يحكم عليها بالموت ولاسبيل لبث الحياة فيها الا بانتهاج اسلوب مختلف اكثر تعمقا وفهما بالادب...

فجمال النص ليس بكثرة الزخرفة ولااستخدام الالفاظ الوحشية الغريبة..النص الادبي يرتكز على لغة صحيحة خالية من الشوائب والاخطاء ومعنى يعبر عن حالة او واقع او حدث ما او ربما شيء من الخيال يجسد الواقع فيه..او ربما هو تشكيل لخيال مبهم تتقبله الحواس على هيئة كلمات للخروج عن المألوف والافكار المستهلكة لقصد التنوع والتجديد ....

بالمقابل النصوص الضعيفة تبقى اسيرة فكرة تبحث عن سبيل للعبور الى افكار جديدة قد تكون متناقضة متنافرة لغاية رصف الكلام لااكثر وبلا هدف واضح ليخرج بنص لا يمت للادب بصلة ضعيف في المبنى والمعنى لانه يبقى حبيسا لتعابير وصور مكررة مجتزأة من هنا وهناك ومن ثم محاولة الخروج من المضامين المتعددة الى المضمون الواحد بحيث يستطرد الكاتب اما قصدا او بشكل عفوي عن الفكرة الرئيسة التي تظهر تشتت افكاره ليعود الى اليها من جديد ما يزيد ضعف بنية النص ويرهق العبارات ويحمّل الكلام فوق طاقته...هكذا يظهر النص كما اللوحة التي تجمع كل الالوان وبلامعالم واضحة لها بحيث لا يسهل قراءتها الا على كاتبها فهي تدخل القارئ في متاهات لاتوصله الى هدف فيخرج كما دخل(خالي الوفاض وبادي الانفاض)..فما كتب لايسمن ولا يغني من جوع

وبالحديث عن تراكيب الجمل ان اخطأت في تقدير مواضع الجمل وعلامات الاعراب وقعت في فخ الكتابة المعتلة..فمتى صار المنصوب مرفوعا على اكف الخيبة والفشل الذريع والمرفوع تعلق على نهاية حروفه تنوين نصب احدث تصدعا في بنية الكلمة واضعف تركيبة الجملة ما يوصلنا الى ضعف في بنية النص ومهما فعلت حينها لاصلاح الخطأ في مواضع اخرى كان تلبس اللغة ثوبا باليا ممزقا تشوبه الرقع وتحاول عبثا اخفاء عيوب الكلام فيزداد الخرق على الراتق....


هكذا تظهر اللغة المستخدمة في الكتابة لغة خشبية لامرونة فيها والكلمة غير قابلة للطواعية وبذلك يصبح النص كقطعة خشب صلب يدق الكلام فيها كما المسامير كمحاولة لزخرفة وتجميل ولكنها لاتزيد الخشب الا صلابة وتشققا ..بذلك تشوه اللغة وتحدث تشققات وسط "قطعة الخشب هذه" لان ما يعرف عن اللغة بانها مرنة مطواعة يسهل تشكيلها وقولبتها بما يخدم مناسبة النص ....

الكتابة اسلوب ولك ان تختار اسلوبك لتوصل المعنى بشكل ظاهري او تعريضي بعيدا عن الغلو والتكلف واستخدام ما يطيب لك من علوم البيان والبديع لاظهار جمال النص على الا تغفل عن بناء النص والتنبه الى تسلسل الافكار وترابطها واعطاء الجملة مساحة شخصية لتعبر عن الفكرة باريحية وبذلك نصل معا الى هدف راق نخرج منه بزاد


بقلمي
سيرين

الاثنين
10\8\2015
الساعة 12:00 مساء
لااحلل النقل حتى مع ذكر المصدر