عرض مشاركة واحدة
قديم منذ 3 أسابيع   #20


الصورة الرمزية كتف ثالثه

 عضويتي » 29424
 جيت فيذا » Jun 2017
 آخر حضور » منذ 15 ساعات (01:36 PM)
آبدآعاتي » 53,629
الاعجابات المتلقاة » 1798
الاعجابات المُرسلة » 1741
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » كتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  انا هنا

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: غير ذلك

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



نزل لمكتبه وهو يحاول على قد مايقدر انه يشيلها من راسه ويمسح صورتها من ذهنه ..!
رمى نفسه على الكنبه بعد الشاور الدافي والمنعش ..
زفر بآهة من عمق تعبه ..
قطعها لمن لفت نظره شكل الحلا اللي مع القهوة اللي على الطاولة قدامه ..
تكى على يده وصب له فنجال واخذ قطعة كيكه اكلها ..
قال : والله هذي الفايده الوحيده منك ياشادن من يوم جيتي اكلنا شي سنع .. ذبحنَّا هالشغالات بعيشتهن ولا الحلى مالقن من يعلمهن حتى فوزية مدلعها رجالها مايجي من جده الا هو محمل لها حلى وخرابيط .
سمع صوت جدته تسبح وتهلل داخل البيت ووقف راح لها بعد مانادى بصوت عالي ..
طلع لها ووجهه يتهلل بالسعاده لشوفتها وهي بخير ومتعافيه ..
وان اللي في راسه بيمشي على خير مايرام ..
: هلا والله بالغاليه الله يمسيتس بالخير .
: يالله حي وليدي مساك الله بالرضا والسرور متى جيت يمه ..
: توني مالي ساعه .
اخذ يدها من يد الشغاله قال : روحي جيبي القهوة من المكتب وحطيها بالصالة هنا .
راحت الشغالة تجيب صينية القهوة وهو مشى مع جدته اللي في قلبها شي واحد تبي تعرف نهايته ..
خايفه وقلبها يقول ان وجه عماد فيه شي ٍ يسرها .
: تعال اقعد عندي .
جلسها وجلس بجنبها وحط التكاية بينه وبينها وهو يبتسم قال : هذاني جلست آمري يالغالية .
: مايامر عليك عدو .. علمني وش سويت .
نزلت الشغالة القهوة واخذ صحنه قال للشغاله : هاتي لجدتي صحن حلا وكمل : ابشرتس على ماتحبين ..
: الله يبشرك بالخير .. ويرزقك بالذرية الصالحه .
جابت الشغاله صحن الحلا والشوكه قالت : ماشاء الله وش هالزين هذا جايبه معك . ؟
: لاوالله هذا الظاهر مسويته شادن .
قالت بلهجة حانية تستجدي فيها رضاه عنها وتكبيرها في عينه : ها شفت ياوليدي انها بنتٍ سنعه .. اشهد انها كامله مكملة زين وعقل وسنع وراعية بيت الله يستر عليها .
كملت وهي تطالع في وجهه باهتمام : ها علمني وش تتسوي معها .
: منهي ؟
: شادن بنت خالك ..!
عض على شفته السفلى وابتسم قال : انتي وش تبيني اسوي .؟
حدقت ام ناصر في وجهه تبي تشوف اثر للمزح ولا فعلاً صادق
قالت : تقوله صادز ( صادق ) ولا تلعب عليّ . ؟
: هههههههههه لاوالله صادق علميني بس وش تبين .؟
: ابيك تخطبها الليلة قبل بكرة !
قال باطمئنان وهو ياكل من الكيكة : ومالتس الا اللي يرضيتس بس على شرط ..!
: اشرط مثل ماتبي المهم انك توافق واشوف عيالك قبل لا تجي منيتي .
قاطعها : الله يطول بعمرتس ويخليتس لي لاعاد اسمع هالكلام ثم اهون .
: منتب مهون بعد كلمتك لي ..
قصرت صوتها وكملت : هاانا ابروح اعلم شادن .. وانت من بكرة كلم نايف ولا اقولك اعزمه هو وامه و..
قاطعها مرة ثانية : ياجدتي الله يخليك لي لاتستعجلين الحين بنات اليوم مو مثل اول .. ترى يمكن اعجبها وتوافق ويمكن مااعجبها وترفض الموضوع فيه يمكن لا ويمكن ايه .. اصبري لين تاخذين رايها .
هزت راسها مأكدة على احساسها وميقنه ان شادن ماراح ترفض عماد مهما كان لأنه بالعقل من اللي بترفضه وهو عماد تربيتها وصنعها ..
قالت : خل شادن علي خابرتها موافقه ومهيب رادتني ..
هز اكتافه بابتسامة الواثق قال : نشوف راي البنت ويصير خير بعدها ان شاء الله .
: ماعلمتني وش شرطك . ؟
عدل جلسته وتكى على التكاية بجنبه قال : اييييييه شرطي ياطويلة العمر .. انكم ماتغصبونها اذا ماتبيني .. ولاتزعلين منها ان رفضتني .
قاطعته بثقه : محدن بغاصبها ومهيب رافضتك .. شادن بنتٍ عاقلة وتبي الستر من الرجال السنع .. ثم ان اخذتك يبي يفكها ربي من عنا الطريق وهمه اللي هدها ومن خالها وولده الخايس .
ابتسم عماد وبقلبه " والله لو تدرين وش بترد عليك شادن ياجدتي ماقلتي عنها كل هالكلام ..! "
نادت الشغاله وارسلتها تنادي لها شادن ..
وهو سلم على راسها قال : يالله المغرب بيأذن وانا بروح للمسجد ..
: الله يتقبل منك ..
: منا ومنتس يالغاليه .
طلع من البيت متوجه بنيته وخطوته لبيت الله يدور رضاه وعفوه ومغفرته .. ويحاول انه يغسل ذنوبه في بيته الطاهر ان كان اللي سواه مع جدته وبنت خاله ذنب .

***


تأملته من راسه لساسه ..!
شماغه وعقاله ..
وجهه اللي حفظت ادق تقاسيمه من كثر ماراقبته وتأملته ..
جسمه المتناسق بطوله وعرضه ..
النحافه تغلب على وصفه اكثر من الرياضي والطول يغلب على الاعتدال .. والأناقه فاق بها كل رجال شافته بحياتها ..
قابل مسعود جارهم الشايب واللي يتركى على عصاه متوجه للمسجد يدور الحسنات بصلاة الجماعه رغم ضعفه وهزيمة الزمن له ..!
شافت ابتسامته لمسعود ..
نادراً مايبتسم ..
واذا ابتسم رسمها مجامله فقط وكأنه يدور من وراها حسنة او صدقه .. لأن تعابيره حزينه ..!
والهدوء والثقل يغلب عليها ..
عماد رجالٍ عاقل ..
هذا كلام ابوها عنه دايماً ..
ابتسمت وهي تتأمله باعجاب ..
تحبه .. !
تحب حركاته .. !
يدينه .. !
نظراته ..
خطوات رجوله .. !
اذا التفت لبيتهم ..
واذا صد عنها لمن تفتعل حركة ولا تنادي بصوت عالي على اختها العنود حتى ينتبه لها .
تحب كل شي فيه بدءاً باسمه وانتهاءً بخياله وطاريه وسيرته وآثاره ..!
راقبته لحد مادخل المسجد مع مسعود ..
ورجعت للمرايه المعلقه بجدار غرفتها ..
رغم ان نصها مكسور وامها قاسمتها بين غرفتها وغرفة نورة اختها الا انها تفي بالغرض ..!
فتحت شعرها ونفشته اكثر ..
اليوم حطت عليه (حنا) وتوها غسلته عنه ..
ومفعول الحنا معطيه كثافه ولون ابهى ..!
كحلت عيونها ولونت شفايفها بروج احمر غامق ..
تحب اللون الاحمر لأنه لون الحب ..
وتعشق اغاني ام كلثوم وفريد الاطرش ..
حفظت اغلبها من كثر ماتسمعها في الراديو آخر الليل بعد ماينام ابوها..!
دخلت عليها العنود اختها قالت بصدمة : بسم الله عليّ الرحمن الرحيم .. روعتيني .. وش مسوية بعمرتس يانويف .
ردت نوف وهي تراقب تعابير وجهها وحركة شفايفها الملونه في المراية وعقدة حواجبها وهي مكشرة
قالت : عنود انقلعي اطلعي برا ..
: قومي قومي سوي العشا بدال البلاوي اللي انتي ملونة بها وجهتس.. تحسبين انتس مثل ابلا شادن . ولا ابلا خلود .
غمضت نوف بعيونها في محاولة منها انها تمسك اعصابها وتهدي نفسها قالت وهي عاضة على اسنانها : عنود برا .
تأفف العنود قالت : طيب قومي سوي العشا نورة عيت تسوي العشا تقول عندها بكرة اختبار . وانا جوعانه ابي اتعشى وارقد .
رمت نوف الروج من يدها قالت : الله ياخذ عدوتس يانورة .. ماصارت ثالث معهد ذي اللي ماتخليتس تلمسين شي من الشغل معنا .. وانا مكروفة كرف حماار في هالبيت .
ردت العنود وهي تحك شعرها بكسل وتعب : تراني مثلتس يانويف امي كارفتني بالغنم موب انتي لحالتس المكروف ..؟
اخذت المشط وهاشت به على العنود قالت بتهديد : انتي للحين عندي .. انقلعي برا يالله ..!
طلعت العنود وهي تتأفف قالت لامها اللي دخلت وطاسة الحليب الكبيرة اللي حلبت الغنم فيها على راسها : يمه تعالي شوفي بناتس كل وحده تتكل عشانا على الثانية ..!
ردت ام نوف بتعب : علمي نوف تروح تسوي العشا .. يوم هي في المعهد خدمناها وماخليناها تسوي شي .. جا دورها تخدم اختها .
طلعت نورة من غرفتها الصغيرة .. اللي اخذتها وطلعت فيها لوحدها عشان تفتك من سخافة نوف وحركاتها اللي ترفع الضغط .. على حد قولها ..!
قالت : يمه خلي نوف تقوم تسوي العشا قبل لايجي ابوي .. ترى ماني في حال احد اليوم .. عندي اختبار فيزيا صعب موووت ..
ردت امها بتعب : ادخلي ذاكري وانا امتس ماعليتس من العشا .. عسى الله يوفقتس ويهونه عليتس ..
: الله يسلمتس يمه ولايخليني منتس .
رجعت لغرفتها وقفلت بابها عليها ..
لازم تجيب نسبه عالية عشان تتعين وتعين ابوها اذا توظفت وتساعده على الحياة مع اختها ..!



***


دقت عليها الشغالة الباب وقامت فتحت لها
قالت : مس شادن ماما كبيرة تقول انزل تحت .
: طيب جاية .
اخذت جلالها ولفته عليها ونزلت تتسحب وهي عارفه جدتها وش تبي منها ..
للحين مخنوقه وماقدرت تعبر بطريقتها المعهودة ..
سيل الدمع اللي يريحها نوعاً ما بمجرد ماينفجر ..!
من الصباح وهي مو قادرة تتنفس ..
وهم هالسالفه اثقلها لدرجة انها مو قادرة تمشي .
اليوم هو موعد ردها على جدتها ..
البارحه لمحت لها ووعدتها بكرة ترد عليها ..!وحانت الساعه ..
لفت جلالها على وجهها وهي تشوف عماد يعطيها ظهره ورايح للباب ..
وكأنه يمهد لها الطريق على اصوله ..!
ويحملها المسؤولية لوحدها ..
فتح الباب وشافت السما منورة والبرق مايوقف ..
طلع وسكر وراه ..
وتركها تتخبط في المشكلة وتحملها على عاتقها بدون شريك يساندها ولا يشيل منها جزء ..
حست ان الجو هذا مو مناسب ان جدتها تكلمها في موضوع حساس مثل هذا ..
الجو يخوف برق قوي وصوت الرعد مايوقف دقيقه وحده ..
خافت انها تُغضب جدتها ويغضب ربي عليها ..!
سترك يارب ..!
سمعت صوت جدتها ينساب بروحانيه لأعماقها وهي تدعي وتسبح
: يالله رزقٍ منك .. ياعزيز الوحي .. سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته .. اللهم حوالينا ولا علينا .. يالله رزقٍ منك .
تردد صوتها بأنحاء البيت الكبير اللي مافيه الا هي وشادن والشغالات وعيال فوزية .. وعماد اللي طلع برا ..
وكأنها تنفث ذكر الله في كل اركانه ..
وتحيي كل زواياه وحجراته بصوتها الصامد مثل قلبها ..!
سحبت خطوتها واجبرتها تتقدم ..
قالت بتوتر : السلام عليكم .. مسا الخير ياجدتي .
ردت الجده بفرح وتفاؤل : علييييكم السلاااااام .. هلا وغلا بالغالية بنت الغالي .. تعالي عندي وانا جدتتس .
قربت شادن منها وقلبها بدال النبضة الوحده ينبض عشر نبضات وبسرعه لامتناهية ..
تحس انها في اصعب موقف مر عليها بحياتها ..
"الله يسامحك ياعمااااد وين حطيتني بهالموقف "
قالته بقلبها وجلست بجنب الجدة الحنونه والصارمه بنفس الوقت ..
: هلا ياجدتي كيفك اليوم ..؟
: انا بخير دام انتي وعمااد بخير ..!
حست بألم فظيع لأن جدتها تجمعهم وهم مالهم جمعه ..
بتذبح الفرح بقلب جدتها ..
وبتطفي لمعة السعادة الواضحة بعيونها ..!
وبتقتل الأحلام في عز مخضها وولادتها ..
حانت ساعة القتل ..
تكلمت ام ناصر بثقة وفرح ..
: عماد توه قام من عندي يقول شاوري شادن وتوكلنا على الله .. ماعلمتس انه يبي يقتنع ويطيح اللي في راسه ..!
شبكت يدينها في بعض وطالعت بالارض ..
وشلون تقول لها بس ..
ليت امها فيه وتتكفل بالرد عنها ..
ولا ليت نايف هنا ثم تقول لجدتها الخبر وتشرد معاه ..
: السكوت علامة الرضا ..عسى الله يتمم لكم على خير .
ردت بسرعه .. قبل لاتستمر الفرحة وتنكسر في عزها ..
قالت وهي تحس برعشة جسد وقلب وصوت : جدتي ... ! عمااد مافيه عيب ومن احسن الناس والله يرزقه باللي تستاهله .. انا ...
فتحت ام ناصر عيونها على وسع ..
صدق ولا كذب اللي سمعته ..؟
قالت : وش هالكلام يابنت خالد ..؟ ماهقيته منتس ..!
سكتت شادن لأن الكلام ضاااع ..
وماعندها عذر ولاتبرير مقنع اكثر من اللي قالته ..
عرفت ردها ورفضها ..
وخلاص انكسرت الفرحة وانهار الحلم ..
نادت شغالتها على طول : يالسلي تعالي وديني حجرتي ابي اصلي ..
جات شادن بتساعدها بس صدت عنها وقالت : خليني خليني الله لايحدني على احد .
وصلت الشغاله وساعدتها على الوقوف لحد ماوقفت ..
البيت يدور والارض تلف والدنيا بعينها سوداء ومالها لون ..
حاولت تتماسك وتوزن خطوتها وتثبتها على الارض ..
انتبهت شادن المنكسة راسها للأرض وهي تتمنى تنشق وتبلعها لصرخة الشغالة اللي باين انها مفجوعه
فزت من مكانها بتشوف وش فيه قالت : لسلي ايش اللي صار ؟
: انا خوف ماما يطيح . مايمشي كويس ..!
الصداع اللي مسك راسها مو مخليها تركز بشي ..
قالت بصوت شبه مسموع : استغفر الله العظيم لااله الا الله .. اشهد الا لااله الله .. اللهم احسن خواتيمنا واجعل آخر قولنا لااله الا الله .
فز قلب شادن من مكانه ..
صوت جدتها مو طبيعي ..
وكأنها مريضة اوتحس بشي قالت : جدتي فيك شي تحسين بشي . ؟
رفعت ام ناصر راسها بشموخ مكسور وقالت بقوة تحمل : ابد مافيني الا العافية .. روحي فكري باللي قلته لتس زين ولا تخربين بيتس بيدتس يابنت خالد .
: افكر ابشري ... بس قولي لي وش فيك ..؟ تحسين بشي صوتك متغير .
: مافيني غير العافية .
رجعت شادن لما شافت ان جدتها مو متقبلتها وهي بهالوضع وبعد كل اللي سمعته منها ..
ضاقت الدنيا بعين شادن اكثر ..
مخنوقه وماتقدر تبكي ..
تظاهرت بالقوة ..
حست ان الشي الوحيد اللي تشبه جدتها به هو اخفاء الضعف تحت القوة المصطنعه .. واظهار الشموخ تحت الانكسار .
والتظاهر بالقوة المزيفه والحقيقه ان الثنتين مكسورات ومهزومات من الداخل ..
والضعف مستشري بقلوبهن من سنين ..!
راحت للمطبخ تبغى تبل ريقها اللي نشف من الحسرة والقهر ..
اخذت لها كاس وعبته مويه ..
وجلست على الكرسي وهي قابضة على الكاس بقوة ..
لو قبضتها بقوة الألم اللي بداخلها كان يمدي الكاس تكسر لمليون قطعه ..
انتبهت للشغاله وهي تناديها بفزع : مس شادن ماما كبيرة تعبان تعالي شوفي .
رمت الكاس من يدها وتحول لشظايا قزاز منثورة على الأرض ..
وراحت تجري ..
خطوة تضبطها وخطوة تختل بها ...
كل عظامها ترتجف وقلبها بيتوقف ...
الا جدتي لااجني عليها بيدي ..
دخلت عليها وهي مسجاة على سجادتها وحاطة يدها على راسها وصوت خافت ..
عرفت شادن انه انين ..
قربت منها بعد ماثنت رجولها وجلست بجنبها
قالت بقهر : جدتي وش تحسين ..؟ جدتي تسمعيني ..؟
ماوصلها الا الأنين دليل انها ماعادت تسمعهم ..
فزت شادن تتخبط وين تروح ..؟ ومن تنادي يسعفهم ..؟
الشغالات ..؟ ولا الجيران ؟..
حتى عماد ماتدري وينه ..!
ليت فيه جوالات ولا تلفون ثابت ..
ياربي وش هالتفكير ؟
خطفت شرشف صلاة جدتها حطته على شعرها وجسمها
ووصلت لباب الفيللا وفتحته وهي ماتدري عن نفسها ..
شافته في وجهها قاعد في سيارته اللي دخلها لداخل الحوش ..
قاعد يقرا في بعض الاوراق اللي بيده وباب السيارة مفتوح ومطلع رجله اليسار برا ..
قالت بدون وعي وبدون تركيز وبدون شعور وهي تحاول تغطي وجهها وتبين عيونها حتى تشوفه من ورى دموعها .
: جدتي بتموت وانا وانت السبب خليتني اموت جدتي . خليتني اذبحها بكلامي .
وقف وطاحت كل الأوراق من يده وعيونه على وسعها
وش تقول هذي ..
مجنونه ..؟
ولا تستهبل عليّ ..؟
ولا مريضه وعندها حالة نفسيه ..
صرخت بصوت عالي : لاتقعد تطالعني كذا تعال ناخذ جدتي لمستشفى ..!
جا يمشي بسرعه وهو ساكت كأنه جبل متحرك ..
ماتكلم ولا كلمة وراح لغرفتها وهو يدف نفسه اللي ابت الكلام هذا ورفضته ..
ويغصب رجوله انها تتقدم حتى تلحق جنته وسعادته في دنياه ..
روحه اللي يعيش بها وعشانها ولأجلها .. !
دخل الغرفه ووقف دمه لثواني حس انه اختنق لدرجة انه حس ان روحه تغرغر وبتطلع ..
سمع صرخة شادن اللي وعته : جدتي جدتي ردي عليّ تكفين ..!
طالعها وكأنها خبطته على راسه ووعته من جديد ورجعته لحياة تشبه الموت ..
قرب منها واخذ ذراعها جس نبضها وتسلل الدم لعروقه ..
حط يده من تحت اكتافها وراسها ويده الثانيه من تحت رجولها وشالها بين يدينه قال للشغاله : افتحي لي الباب ..
اخذت شادن وحده من عبايات جدتها المعلقه على الشماعه واخذت لها جلال اسود كبير تحسبه طرحه ولفته على راسها قالت لشغالة فوزية : انتبهي لفيصل وشهد فوق .
لحقت عماد اللي وصل السيارة وفتحت له الباب
التفتت على الشغاله حقت جدتها وقالت لها تفتح البوابه
بسرعه ركبت وساعدته وهو يحط جدتهم في المرتبه اللي ورى ..
مددها كلها في المرتبه وراسها على فخذ شادن ..
قال : انزلي مالك لزوم تروحين .
شهقت وهي غرقانه في شلال الدموع : الا بروح مو وقتك الحين .. شغل السيارة وامش .
ركب السيارة وطلع من البيت زي البرق .. وصل للمستوصف القريب من بيتهم تابع لقرية الأجواد ..
نزل ونادى الممرض قال بصوت اسرع من الأنفاس والبرق .. وأقوى من الرعد اللي يدوي في السما من ساعات ماضية ..
: طواريء ..!
جا الممرض على طول وحط السرير ورفعوها عليه بمهارة وسرعه ودخلوها غرفة الطواريء ..
نزلت شادن وسكرت الباب ولحقت جدتها وهي تتعرقل في خطوتها .. الخوف بدا ينزع قلبها ويشل تفكيرها ..
تذكرت ابوها ونفس الحال نوبة قلبيه واسعاف و طواريء والنهاية خبر مفجع .. !
وقفت بجنب الجدار ووجهت بوجهها ناحيته ..
ماتبغى تسمع خبر سيء عن جدتها ..
ماتبي تكون نهاية جدتها بهالسرعه قبل ماتفرح بعماد وعياله ..
قبل تعيش عمرها وهم متجمعين حولها ..
ماتبي تكون نهاية جدتها على يدها هي ..
تجيها من آخر الدنيا وتذبحها ..!


 توقيع : كتف ثالثه

!!!

أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...






رد مع اقتباس