هذه الطرفة تحكي واقع بعض الناس فهو

سلك سماعة معقد بلا أسباب تستحق!
والمشكلة أنه يرى أن هذا التعقيد أمر مبرر إن لم
يكن ضرورة من ضرورات الحياة،
رغم أن مدار الأمر في الحقيقة هو ضعف الثقة بالنفس!
فلا يعقد حياته وحياة من حوله
إلا ضعيف ثقة بنفسه يحاول تغطية ضعفه!
من النماذج المعقدة،
ضعيفة الثقة بالنفس،
من يعتقد أن التعقيد علامة على الثقافة،
فالثقافة لديه تبنى من خلال القراءة والاطلاع
وبناء الفكر التي يقضي فيها أهل العلم
سنوات حتى يستطيع أن يقول عن نفسه: طالب علم،
أما سلك سماعتنا العزيز فثقافته
مبنية على (من واقع اطلاعي وخبرتي) و (البوتقة)
يدري ما معنى هذه العبارات التي يشغل بها جلساءه،
ولكن –حسب تفكيره- فإن تعقيد
العبارات كاف ليضع نفسه من ضمن النخبة المثقفة!

البعض الآخر يعتقد أن تعقيد تعاملاته مع أسرته
هو طريق التربية الصحيح،
ولذلك يفرح بالخوف الذي يزرعه في قلوب زوجته
وأبنائه ما إن تتجاوز قدمه
عتبة الباب، كما أن زوجته وأولاده في حالة مأساوية
من تعاملهم معه، فهم لا يدرون:
ماذا يريد؟
كل يوم له رأي، وكل لحظة له قرار، المشكلة
أن أبناء هؤلاء المعقدين يسقطون سريعاً
في أحضان من يشعرهم أنه يتعامل معهم
بصورة طبيعية حتى ولو كان عدواً فالبشر
الأسوياء يبحثون عن الحياة الخالية من التعقيد!


البعض الثالث يرى أن التعقيد أساس بناء الهيبة،
ولذلك فهو لا يتعامل مع الآخرين
على طبيعته، بل بشخصية مختلفة عن
شخصيته الحقيقية، معتقداً أنه بهذايصنع
بذلك الهيبة التي يفتقدها!
هذه نماذج فقط وإلا فالطرفة تصف واقعاً

مشاهداً وللأسف،
فأسلاك السماعات المعقدة تتزايد،
رغم أن العالم أجمع يسعى للتخلص
من الأسلاك بحثاً عن التيسير!
اذاً.. رجاءً لا تكن سلك سماعة!
من أجل حياتك!
وأولادك!