عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-18-2019
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 9 ساعات (10:12 PM)
آبدآعاتي » 1,057,518
الاعجابات المتلقاة » 13960
الاعجابات المُرسلة » 8086
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الفتوحات الإسلامية زمن الراشدين ومن بعدهم



السؤال:


ما رأيكم في الفتوحات الإسلامية في عهد الرَّاشدين ومن بعهدهم، هل كان لها مبررٌ شرعي؟ أم تُصنَّف في خانة الاعتداء الذي نهى الله عنه في كتابه الكريم؟

الجواب:

شُرعت الحرب في الإسلام لصدِّ العدوان[1] ونصرة المظلومين[2] وتثبيت السِّلم[3]، لذلك لا يصحُّ الابتدار إليها دون المسوِّغات الشرعيَّة التي تبيحُها. لذلك لم يبادر النَّبي لحرب قط، وكانت كلُّ حروبه إما دفاعا عن النفس كما حصل في بدر وأحد والخندق، وإما هجوما استباقيا بعدما كان يتأكَّد من جهوزية عدوه لمهاجمته، كما حصل في خيبر وحنين وتبوك وغيرها. وأمَّا فتح مكة فهو رجوعه لبلده التي أُخرج منها، وقد دخلها النبي صلى الله عليه وسلم سلما معطيا لأهلها الأمان ومعلنا عفوا عامَّا عنهم بالرُّغم ممِّا ألمَّ به بسبب أفعالهم، وكان ذلك سابقة تاريخيَّة كانت مصدر إلهام لكثير من الاتِّفاقات الدُّوليَّة الحديثة[4].

وقد كانت الفتوحات في عهد الرَّاشدين استكمالا للفتوحات في العهد النَّبوي، ذلك أنَّ القوى المحيطة بالجزيرة العربية (فارس والروم) ما كانت لتسكت عن نشوء دولة قويَّة للمسلمين تنهي نفوذهم فيها، فاستمرار حالة الحرب أدَّى بالمسلمين لفتح العراق وفارس، وقد كان ذلك امتدادا لفتح كافة مناطق الجزيرة العربية واليمن التي كانت أجزاء كبيرة منها خاضعة لنفوذ كسرى الفارسي، الذي لم يكن ليرضى عن ذلك. أمَّا فتح الشام فكان امتدادا لمعركتي مؤتة واليرموك اللتين منعتا محاولات الرُّوم التَّوغُّل في الجزيرة العربية، حيث تواصلت ارتدادت تلك المعركتين واستمرت حالة الحرب قائمة إلى أن استقرت الأمور بفتح تلك البلدان.

ويُمكن أن يُنظر إلى الفتوحات بعد الرَّاشدين على أنَّها مواجهة لتبعات الفتوحات السَّابقة، وذلك أنَّ حالة الحرب ظلَّت قائمة وبقيت محاولات الرُّوم قائمة لاسترداد ما خسروه في غرب أسيا وشمال أفريقيا ما استدعى مواصلة الفتوحات في تلك المناطق.

لكنَّه يمكن أن يوجَّه النَّقد لتلك الفتوحات من جهة عدم كونها على شاكلة الفتوحات في زمن الرَّاشدين إذ كانت تأخذ طابع التَّوسع الامبراطوري، وللإنصاف لا يمكن القول إنها كانت مجردة عن قيم الإسلام بل شابها حبُّ الدُّنيا، لذلك نجد الأقاليم التي تمَّ فتحها في عصر النَّبي والرَّاشدين أقاليم ذات طابع إسلامي إلى يومنا هذا، بينما الأقاليم التي تمَّ فتحُها بالقوة بعد ذلك كإسبانيا وشرق أوروبا لم تكتسب ذات الطابع، مِّما يشيرُ عمليَّا إلى اختلاف آليات الفتح وقيمه بعد عصر الرَّاشدين.

على كل حال فإن الفتوحات كلَّها لا يمكن أن تُقرأ بمعزل عن الظروف السياسية القائمة في ذلك الوقت، فلم يكن هناك دولٌ بحدود متوافق عليها عالميا كما هو الحال الآن، فكان من شأن كلِّ قوة ناشئة أن تتوسَّع بقدر ما تستطيع، لذلك كانت الخرائط تتغيَّر بشكلٍ مستمر، وكان ذلك مقبولا في أعراف البشر آنذاك.

ويجدرُ بالذِّكر أنَّ الحرب لم تكن مع سكان البلدان المفتوحة بل كانت مع قوى الاحتلال الأجنبي، كحال الفتوحات في بلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا حيث كانت تلك المناطق تحت سيطرة الروم، وكحال العراق الذي كان تحت السيطرة الفارسية، لذلك يمكننا القول أن تلك الفتوحات حررت الشعوب من سيطرة القوى الأجنبية، وهذا ما يُفسِّر سرعة قبولهم الإسلام بل والقيام بمهمة نشره وتبليغه.

فلو كانت الفتوحات الإسلامية في شمال أفريقيا وغرب ووسط آسيا احتلالا قمعيا فكيف نتصور قبول سكان تلك البلاد للإسلام؟ وكيف يمكن تفسير حملهم لرسالة الإسلام وتبليغها للنَّاس ؟ فهل يمكن أن تقبل الشعوب ديانة حملها إليهم أناسٌ قتلة لا رحمة عندهم كما يحاول أعداء الاسلام أن يصوروه؟ فهذا غير ممكن طبعا.


ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

[1] قال الله تعالى {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (البقرة، 190)

[2] قال الله تعالى {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} (النساء، 75)

[3] قال الله تعالى {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} (الأنفال، 58)

[4] ومثال ذلك اتفاقية جنيف وهي عبارة عن أربع اتفاقيات دولية تمت صياغة الأولى منها في1864 وأخيرتها في 1949 تتناول حماية حقوق الإنسان الأساسية في حالة الحرب، أي طريقة الاعتناء بالجرحى والمرضى وأسرى الحرب، وحماية المدنيين الموجودين في ساحة المعركة أو في منطقة محتلة إلى آخره. انظر الموسوعة الحرة، ويكيبيديا.



 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس