الموضوع: الرحمة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-17-2024
لوني المفضل #Cadetblue
 عضويتي » 29723
 جيت فيذا » Jul 2018
 آخر حضور » منذ 36 دقيقة (05:53 AM)
آبدآعاتي » 91,546
الاعجابات المتلقاة » 7027
الاعجابات المُرسلة » 8289
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » روح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الرحمة



الرحمة بمستحقِّها سَجيَّةٌ كريمة،
وعبادة عظيمة، جعل الله - تبارك وتعالى - ثوابَها رحْمته للرحيم بخلْقه في الدارين
وحُسْن جزائه للمحسنين، ومن أصناف أهل الجنة رجلٌ رحيم رقيق القلب لكل ذي قُربى ومسلم.

ليس الإيمان بالتحلِّي ولا بالتمني، ولكنَّه ما وقَر في القلوب وصدَّقته الأعمال، وإن من دلائل صِدق الإيمان، ومحبة الملِك الدَّيان، الرحمةَ بمستحقها
على وجه الإحسان؛ طمعًا في رحمة الرحمن، فنِعم البرهان على الإيمان، ونِعم السبب الموصل إلى رحمة الكريم المنان، فتراحَموا يَرحمكم الرحمن.

الرحمة وصْف وفِعل تردَّد ذِكره في القرآن؛ يذكُره الرحمن على وجه التسمِّي به، ونعَت نفْسه به، وإنه تعالى يَرحَم برحمته من يشاء من خَلْقه
حتى جاوز ذِكره ثلاثمائة مرة، وفي ذلك حض المُخاطَبين واللاحقين أولي الألباب على التحلي بالرحمة والمبادَرة بها، برحمة مستحقِّها
عند وجود مناسبتها ومقتضيها، على الوجه الذي هدى الله تعالى إليه في مُحكَم الكتاب، وبيَّنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما صحَّ عنه من خِطاب؛
طمعًا في واسع الرحمة وكريم الثواب، وكم في ذلك من تذكِرة لأولي النُّهى والألباب.

مَن رحِمه الله صرَف عنه العذاب، ومن رحِمه الله هداه للحق المختلَف فيه في الكتاب، ومن رحِمه الله لم تأمُره نفْسه بالسوء
ومن رحِمه الله غفَر له وعفا عنه ونصَره، ومن رحِمه الله ثبَّته الله على هداه، ووفَّقه لما فيه رضاه، ومن رحِمه الله لطَف به عند الشدائد
وأكرَمه بكريم العوائد، ومَن رحِمه الله علَّمه ما ينفعه ونفَعه بما علَّمه، ووفَّقه للعمل بعمَله على الوجه الذي يُعلي مقامه، ويُنيله به إكرامه
ومن رحِمه الله أجارَه من النار، وأورَثه الفردوس الأعلى مع الأخيار؛ فارحَموا ولا تَقْسُ قلوبُكم؛ فتَشقَوا وتُحرَموا.

من الرحمة: برُّ الوالدين، وصِلة الرحم، التي أمَر بها رب العالمين، ومن الرحمة: إطعام المسكين والإحسان على اليتيم، ومن الرحمة:
إغاثة الملهوف، والمبادرة إلى صَنائع
المعروف، ومن الرحمة: التيسير على المُعسِرين، والمبادَرة بقضاء الدَّين عن الغارِمين، ومن الرحمة: إطعام الطعام
وسَقْي الماء للعطشى، ومن الرحمة: تعليم الجاهل، وتذكير الغافل، والأخذ على يد السَّفيه وأطْرُه على الحق أطرًا، وقصْرُه على الحق قصرًا
ومن الرحمة: الدعوة إلى الله والجِهاد في سبيل الله، ومن الرحمة: حُسْن عِشرة النساء، وتأديب وتربية الأبناء، ومن الرحمة:
التخفيف عن المملوك والأجير، وإعطاؤه أجره عند أدائه عمَله من غير توانٍ ولا تأخير.

تَحلَّوا بخُلُق الرحمة، والتمِسوا أسباب رحمة الغفور ذي الرحمة، واتَّصِفوا بالسَّداد والحِكمة، وتذكَّروا أنه لا يتَّصِف
بالرحمة إلا تقيٌّ، ولا تُنزَع الرحمةُ إلا من شقي، فارحَموا يا أولي الألباب، تُرحَموا في الدنيا ويوم يقوم الحساب.

ل _ الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر.
|



 توقيع : روح الندى


رد مع اقتباس