عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-29-2012
{أنثى ينحني الورد لرقتها:in_love:
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
بعض الغـــــــــــلا
مثل الفجر يمرنـا عابر

لـكن غـــــــــــلاك
مثل البحر ماله آخــــــــر


:025::025::025::in_love:
لوني المفضل Plum
 عضويتي » 14818
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 12-31-2014 (06:02 AM)
آبدآعاتي » 11,649
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » الشرقيةة
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » كل الغلا has a reputation beyond reputeكل الغلا has a reputation beyond reputeكل الغلا has a reputation beyond reputeكل الغلا has a reputation beyond reputeكل الغلا has a reputation beyond reputeكل الغلا has a reputation beyond reputeكل الغلا has a reputation beyond reputeكل الغلا has a reputation beyond reputeكل الغلا has a reputation beyond reputeكل الغلا has a reputation beyond reputeكل الغلا has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
كيف تعيش كبيراً !!








كيف تعيش كبيرا


الحمد لله الذي يخلق ما يشاء ويختار ، فالخلق خلقه ، والأمر أمره ، ولا إله غيره ، والصلاة والسلام على الرسول المجتبى والنبي المصطفى ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ومصطفاه ، أما بعد :

فإن الناس يحيون على هذه الأرض ما شاء الله أن يحيون ، ثم يموتون ، ثم يبعثون ، ثم ينشرون ويحشرون ، فيقفون بين يدي الله ليحاسبون ويسألون ؛ عن أعمارهم فيما مضت ؟ وحياتهم كيف انقضت ؟ فينقسمون لذلك إلى منعمين ومعذبين ، وسعداء وأشقياء ، وبينهم في التفاوت في المنازل ما الله به عليم !
بل إن أهل النعيم المقيم في جنات النعيم ليتفاوتون في منازلهم ودرجاتهم كما بين الأرض وأبعد كوكب دريٍّ عنها ، ولذلك فالمؤمنون المنعمون في الجنة لا يتساوون في حبورهم وسرورهم ، ومكانتهم وكرامتهم ، مع أن مُلك أقل واحد فيهم مسيرة مائة عام ينفذه بصره .
تلك هي النهاية ، ولنعد هنا إلى البداية ...
فبداية التفاوت في المراتب واقع في الحياة الدنيا قبل الآخرة ، فإن الناس في تباين عجيب واختلاف غريب ، [ إن سعيكم لشتى ] و [ ولا يزالون مختلفين ] .
فإن من الناس من يعيش لنفسه ، يرعى مصالحه ، ويسوس أمره ، لا يرى غير صورته ، ولا يسمع إلا صوته ، ولا يشير إلا لنفسه ، قد انغلق على ذاته ، وعكف على شئونه ، وانفرد بحياته ، فليس له في الحياة أثر ، ولا في الواقع موقع .
إن سألت عنه غيره أنكره ، فلا أحد يعرفه ، وإن غاب لم يفتقد ، وإن حضر لا يفرح به ولا يستبشر ، ليس له موقع من الإعراب ، فحضوره كالغياب ، وسفره كالإياب ، ومجيئه كالذهاب ، وموته كالحياة ، فلا يُعرف بالمعروف ، ولا يذكر بخير ، فليس له على الناس يد ، وليس له عليهم فضل .
يموت حين يموت فتبكيه زوجته مجاملة ، ويتصنع عليه البكاء ولده ، ويتظاهر بفقده الجيران ، والحقيقة أنهم نسوه حالما دفنوه ، وأصبح مدفوناً تحت ركام النسيان !
هل يستوي هذا مع من تبكيه الدنيا ـ كل الدنيا ـ ويحزن عليه الناس ـ كل الناس ! عند موته أو غيابه ؟!
يغيب فيزيد حبه ، ويبعد فيتضاعف قربه ، تحن لذكره الأسماع ، وتتشوف لرؤيته الأنظار ، وتتشوق لمجالسته القلوب ، يتكلم فيسمع الناس ، ويأمر فيأتمر له الخلق ، ليس لسلطانه أو ماله أو حسبه ونسبه ، وإنما لسلطان حبه ، فيده تعطيهم ، وجاهه يشملهم ، وماله يصلهم ، وكلامه العذب يسل سخيمة نفوسهم ، وهداياه تزرع المحبة في قلوبهم ، وعطاياه تفرج عن مكروبهم وتنفس عن منكوبهم ، فله عليهم ـ بعد الله ـ سابقة الفضل !
ترتفع أيديهم له بالدعاء ، وتنطلق ألسنتهم عليه بالثناء ، وتخفق قلوبهم بحبه ، وتحن نفوسهم لقربه ، وإنما تُغشى بيوت الكرماء ، وتقصد منازل النبلاء !
وهنا تبرز الإجابة على السؤال الكبير : كيف أعيش كبيراً ؟!
والجواب الصواب ؛ تعيش كبيراً ، وتموت كبيراً ، وتبعث ـ إن شاء الله ـ كبيراً ، إذا عشت لغيرك ، ترعى مصالح الناس ، وتقوم على منافعهم ، وتفني نفسك في خدمتهم ، وتسعى لمصلحتهم ، أصابك من جرّاء ذلك ما أصابك ، فلا تعطيهم لتأخذ منهم ، وإنما تجود بالموجود ، وتتعنى لحصول المفقود ، لتعطي من حُرم ، وتنصر من ظُلم ، وتعين الضعيف ، وتؤمن الخائف ، وتكسب المعدوم ، وتمنح المحروم ، وتشجع العامل ، وتنفخ في رماد الخامل ، وتعلم الجاهل ، وتوظف العاطل ، وترحم اليتيم ، وتداوي السقيم ، وتنفس عن المكروب ، وتفرج عن المنكوب ، وتعيد حق المسلوب ، فلا يعرف الناس منك إلا المعروف ، فأنت به موصوف ، وإلى بذله ملهوف ، فعليك قلوب الناس تطوف ، وإليك نفوس الخلق تميل ، فليس لك في نفوس من عرفك من الأحياء عديل أو مثيل !!


لعمرك ما الرزية فقد مال ***** ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حُرٍّ ***** يموت بموته خلق كثير

( واللهم صلّ وسلم على نبينا محمد صلّ الله عليه وسلم )





 توقيع : كل الغلا


رد مع اقتباس