البلبل قد شدا على الأغصان ... فاشرب صهباءها مع الندمان
والورد زها فقم وبادر عجلايومين من الهناء في البستان
إذا كان عدلا قسمة الرزق في الورىفلن يجدوا فيه مزيدا ونقصانا
فلا تك في فكر لما لم يكن وعشلعمرك حر النفس من كل ما كانا
كسرت يا رب إبريق المدام كماسددت لي باب عيشي حيثما كنا
أنا شربت وتبدي أنت عربدةليت الثرى بفمي، هل كنت نشوانا ؟
لو كنت رب اختيار ما أتيت إلى الدنيا ولم أرتحل عنها ولم أبن
ما كان أسعدني لو لم أجيء أبداللدهر يوما ولم أرحل ولم أكن
ألدهر يا خيام يبرأ من فتى ... يمسي من الأيام في أشجان
إشرب على نغم زجاجة قرقف ... قبل انكسار زجاجة الأبدان
حتى م في هم لما يأتي وهل ... يجني جميع الحازمين سوى العنا
الهم ليس بزائد أو منقصفي الرزق فالتزم المسرة والهنا
عش هنيئا فالدهر ليس بفان ... وستبقى النجوم ذات اقتران
وسيغدو ثراك لبنا فيبني ... في قصور للناس أو إيوان
لست أدري هل الإله براني ... لجنان الأخرى أو النيران
لي نقدا ساق وروض وراح ... ولك الوعد في غد بالجنان
هد ركن الإيمان ذنبي وأنسى ... ذنب من راح يعبد الأوثانا
أنا أخشى ذنبي متى وزنوه ... يوم حشر أن يكسر الميزانا
إذا ما جاءنا رمضان يلقى ... به القيد الثقيل على حجانا
فأغفل يا إلهي الناس حتى ... يخالوا أن شوالا أتانا
حل السما ثور وثور غدا ... يحتمل الأرض بقرنين
أنظر بعين العقل كيما ترى ... قطيع حمير بين ثورين
سأطوين صاح أعلام النفاق غداوأقصدن بشيبي الراح والحانا
بلغت سبعين حولا كاملا فمتىألقى الهناء إذا لم ألقه الآنا ؟
ضم جسم الزجاج روحا فحاكى ... ياسمينا يحيط في أرجوان
لا لعمري فالجام جامد ماء ... ضم في القلب سائل النيران
قد أصبح الحان بنا عامرا ... وكم نقضنا من متاب لنا
ما يصنع العفو بلا مأثم ... ألعفو يزدان بآثامنا
إن من أدركوا المناصب ذاقوا ... جرع الهم والأسى ألوانا
وعجيب أن الذي ليس يهوى ... رصهم لا يرونه إنسانا
حتى م صومك والصلاة تنسكا ... فدع المساجد واقصدن الحانا
واشرب فسوف ترى رفاتك تارة ... كوزا وأخرى أكؤسا ودنانا
أتمنى ديوان شعر ونصفا ... من رغيف وكوز صهباء حان
وجلوسا مع الحبيب بقفر ... ذاك خير من ملك ذي سلطان
|