لأرتشف المدامة أي وقت ... وإن يك أشرف الأوقات قدرا
ملأت الدن من عنب حلال ... فقل لله لا يجعله خمرا
أيا فلكا يجري ببؤسي خلنيفلست حريا أن تسومني الأسرا
إذا كنت تهوى غير حر وعاقلفلست كما قد خلتني العاقل الحرا
ألا ليت الثواء يكون أو أن ... يكون لنا انتهاء في المسير
وليت لنا وإن سلفت قرون ... رجاء أن سننبت كالزهور
رأيت في حانة شيخا فقلت له : " ألا تخبرنا عمن مضوا خبرا "
قال : " ارتشفها فكم أمثالنا رحلواولم يعودوا ولم نشهد لهم أثرا
مررت بمعمل الخزاف يوما ... وكان يجد في العمل الخطير
ويصنع للجرار عرى ثراها ... يد الشحاذ أو رأس الأمير
عاطني الراح فهي قوت لنفسي ... واسقنيها وإن تزد في خماري
إن هذي الدنيا أساطير وهم ... وخيال والعمر كالريح ساري
رأيت في السوق خزافا غدا دئبايدوس في الطين ركلا غير ذي حذر
والطين يدعو لسان الحال منه ألاقد كنت مثلك فارفق بي ولا تجر
قيل خلد غدا وحور وكوثر ... أنهر من طلا وشهد وسكر
فعلى ذكرها أدر لي كأسا ... إن نقدا من ألف دين لأجدر
يقولون حور في الغداة وجنةوثمة أنهار من الشهد والخمر
إذا اخترت حوراء هنا ومدامةفما البأس في ذا وهو عاقبة الأمر
كم فتنة قدما أثار من الثرى ... إذ كون الباري ثراي وصورا
أنا لا أطيق ترقيا عما أنا ... فيه فطيني أفرغوه كما ترى
فيم وروض سعدك اليوم زهى ... كفك من كأس المدام تصفر
إشرب فهذا الدهر خصم غادر ... ونيل مثل اليوم سوف يعسر
هات ذؤب العقيق وسط زجاج ... هات خير الجليس للأحرار
إنما عالم التراب كريح ... ينقضي مسرعا فجئ بالعقار
ما تصنع الأفلاك يوما طينة ... إلا وتكسرها وترجعها الثرى
لو كان يحتمل السحاب ثرى غدالنشورنا بدم الأعزة ممطرا
إذا كنت تسعى في الحياة لمطعمإلى مشرب أو ملبس فلك العذر
وفيما عدا هاتيك فالسعي ذاهبهباء فحاذر أو يضيع به العمر
غسل الربيع بغيثه الصحراء والأفراح عادت للزمان فأزهرا
شرب ومخضر العذار بروضةلتسر من من رمسه اخضر الثرى
متى اقتلعت كف المنية دوحتيوعدت لدى أقدامها أتعفر
فلا تصنعوا طيني سوى كوز قرقفعسى يمتلي بالراح يوما فأنشر
لم يبق مني في الدنيا سوى رمقوليس في اليد من صحبي سوى الكدر
لم يبق لي من طلا أمس سوى قدحولست أعلم ما الباقي من العمر
|