عرض مشاركة واحدة
قديم 09-13-2012   #5


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (11:58 AM)
آبدآعاتي » 714,917
الاعجابات المتلقاة » 1155
الاعجابات المُرسلة » 465
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصـل السادس:
وبعد الصبر ، وبعد التعب ، وبعد النصب ، يأتي الفرج من الله ، لم يسألوا أحدا غير الله سبحانه ، فرزقهم من حيث لا يحتسبون ، فهذا كان حالهم عندما تركهم أحمد ، ولكن هو في عيشة هنية ، وعيشة مرضية ، لا يذهب إلى الدوام إلى بعد الإفطار ، ولا يعود إلا وغداءه جاهز ، ثلاث وجبات يوميا ، وزوجته وابنيه كانوا لا يجدون وجبة واحدة في اليوم ، ولكن بعث الله إليهم من يهتم بهم ، فما بعد الصبر إلا الفرج ، فلله الحمد على كل حال ، فدوام الحال من المحال ، وهذا كما يحكى ويقال .
تمر الأيام والسنين ، ، وتنتهي السنة الثانية والثالثة ، والرابعة ، وبدأت الأيام تنسي أحمد أهله ، وبدأ يخف من الذهاب إلى المدرسة ، إلى أن ترك الذهاب إلى هناك بالكلية ، وعندما أنهى المرحلة الابتدائية ، كل هذه السنوات كان من يصرف عليهم ويهتم بهم ، إنه المرشد ، أخذ شهادة مهند ، وسجله في المرحلة المتوسطة ، وعندما قبل خالد ، وبينما هم عائدون إلى البيت ، إذا بخالد يلتفت إلى المعلم ويقول .
خالد : أستاذي ، هل أقول لك شيئا ؟
المرشد : تفضل يا بني .
خالد : أريد أن أناديك باسم لطالما كنت أريد أن أردده على لساني ، اسم غالي على قلبي وليس أي أحد يستحقه ، ولكن هل توافق عليه .
المرشد : سأوافق على أي لقب أو اسم تطلقه علي .
خالد : هل أناديك بـ.... بـ ....
المرشد : بماذا يا بني .
خالد : بأبي .
المرشد : لم يتمالك المرشد نفسه فنزلت الدمعة على خديه ، وكيف له أن لا تسقط وهو له ما يقارب الخمس عشرة سنة وهو لم ينادى بهذا الاسم ، فحق له والله أن يبكي .
عندما رأى خالد الدمعة على خدي معلميه قال
خالد : إذا لم ترض بهذا اللقب فلن أقوله لك مرة أخرى .
المرشد : لا والله إنه ليشرفني أن تقول لي هذا ، ولي الشرف أن تكون ابني ، فمن لا يفخر بابن مثلك .
ومن هذه اللحظة ، بدأ ينادي خالد المرشد بأبي ، وأطلق على المرشد من حينها بكنية ( أبو خالد ) وعند تخرج خالد من الابتدائية ، هناك شاب تخرج من المرحلة الجامعية ، أتدرون من هو إنه مهند ، وتعين مهند في نفس المدينة التي كان يعيش بها ، وعاد إلى مسقط رأسه ، وأصبح مهندسا في شركة كبيرة ، وفرحت أم خالد لما رأت أم مهند وعرفت بأنها لن ترحل مرة أخرى .
أصبح خالد في السنة الثانية المتوسطة ، وسجل أخوه سعيد في نفس الابتدائية التي درس بها ، وكان يوصله معلمه الذي تكفل به وأصبح مثل أبيه ، وبعد نهاية الاختبارات من الفصل الدراسي لهذه السنة ، وفي يوم أخذ الشهادة ، مرض المعلم وأراد خالد أن يذهب إلى المدرسة مشيا على الأقدام ، ولكن أمه رفضت ذلك ، ولكنه أصر على الذهاب ، ذهب وأمه في قلق عليه ، وأخذ الشهادة وكالعادة إنه الأول على الفصل ، وهو عائد إلى أمه فرحا مبسوطا ، وبينما هو يمشي على الرصيف ، وهو يركض فرحا ، إذا أتت إليه سيارة مسرعة ، سيارة أحد الشباب الطائش ، هناك كانت المصيبة ، هناك وقعت الكارثة ، صدم خالد ، ومن قوة الصدمة ، ارتفع خالد إلى الأعلى ثم سقط على الأرض ، وأمه في البيت هنالك سقطت على الأرض ، لأنها أحست بضناها ، وكيف لها أن لا تحس بقطعة من جسدها ، هرب ذلك السائق ، واجتمع الناس على ذلك الطفل البريء ، والدماء تملأ الأرصفة ، وامتلأت شهادته بالدماء ، اتصل أم خالد بمهند وقالت
أم خالد : السلام عليكم يا مهند .
مهند : وعليكم السلام يا خالة ، آمري ماذا تريدين .
أم خالد : أريدك أن تذهب لخالد ، ذهب إلى المدرسة ليأخذ الشهادة ولكنه لم يعد .
مهند : حسنا يا خالة سأذهب إليه .
ذهب مهند إلى المدرسة ، وهاهو يقترب من موقع الحدث ، إذ رأى التجمعات ، والصيحات والويلات ، ركن السيارة وذهب إلى هناك ، سأل أحد الشباب هناك ، ما الذي حدث قال له
الشاب : طفل هناك مصدوم .
مهند : وأين الذي صدمه ؟
الشاب : لقد هرب .
مهند : كم للحادث وقت من وقوعه .
الشاب : نصف ساعة تقريبا .
مهند : هل عرفتم الطفل ؟
الشاب : يقولون إنه من المتوسطة هذه .
هناك ترك مهند الشاب وذهب مسرعا يخترق الصف تلو الصف ، رأى ذلك الطفل ، إنه خالد ، نعم إنه خالد ، صاح صيحة قوية ، خاااااالد .
انكب عليه يبكي ، ويقول أنا مهند يا خالد ، وأخذ مهند ينادي من بجواره هل اتصلتم بالإسعاف ، ويجاوبونه بنعم ، التفت خالد إلى مهند وأعطاه الشهادة التي انقلبت إلى اللون الأحمر من كثر الدماء ، ودخل خالد في غيبوبة ، أتى الإسعاف ، أخذوا خالد إلى الإسعاف ، وذهب مهند معه ، وأم خالد في البيت تنتظر ضناها ، لقد تأخر عليها ابنها ، ومهند لم يطمئنها ، وصل إلى المستشفى أدخلوه إلى غرفة العمليات ، ومهند خلف الباب ينتظر ، اتصل على المعلم ، وأخبره بما حدث ، وأتى إليهم مسرعا ، وأم خالد قلبها على نار ، تريد من يطمئنها على مهند وابنها ، ولكن الكل مشغول ، وبعد أذان الظهر ، اتصلت أم خالد على مهند، لم يجب في المرة الأولى وهي تعاود الاتصال وفي المرة الثالثة أجاب عليها ،
أم خالد : أين أنتم يا بني ؟
مهند : نحن لا زلنا في المدرسة لأن الشهادات تأخرت .
أم خالد : مستحيل أنكم في المدرسة .
مهند : ولماذا يا خالة ؟
أم خالد : لأن قلبي ليس مطمئن إلى كلامك .
مهند : اطمئني يا خالة فنحن كما قلت لا زلنا بالمدرسة .
وفي هذه الأثناء يخرج الطبيب ، ويقول من هو ولي أمر الطفل ، قال مهند : أنا ، وقال المعلم : أنا ، ونسي مهند أن يغلق السماعة ، وأم خالد تسمع ما يدور بينهم .
مهند : أخبرنا يا دكتور هل حالة خالد في خطر ( والأم تسمع ما يدور ، اضطرب قلبها من هول ما سمعت )
الطبيب : نحن عملنا الذي علينا ، والباقي على ربنا .
المعلم : هل سنفقده يا دكتور ؟
الطبيب : لا أعلم ، ولكن سيبقى في العناية المركزة إلى أن يفيق .
وإذا بصيحة سمعها الطبيب ، ومهند والمعلم الحبيب ، من أين مصدرها يا ترى ، ومن أين خرج هذا الصوت ، وينظر مهند إلى هاتفه وإذا به لم يغلق السماعة ، فقال
مهند : ألو ، يا خالة .
أم خالد : لماذا يا مهند كذبت علي ، لماذا يا مهند لم تخبرني لألحق بضناي ، لماذا يا مهند لم تخبرني من قبل .
مهند : يا خالتي أردت إخبارك ولكن لا حقا ، يا خالتي خفت على صحتك ، يا خالتي أردت أن أحمل بعضا من العبء عنك .
أم خالد : ولكن أين أنتم الآن ، وبأي مستشفى ، وكيف ابني ؟ .
مهند : سأمر عليك الآن وآخذك معي .
ذهب مهند إلى أم خالد وأخذها معه ، وأخذ أمه كذلك ، وخالته تصيح من البكاء ، وهو يهدئها ويقول يا خالتي لا تخافي إنه بخير إن شاء الله ، يا خالتي هدئي من روعك ، كيف لي أن أهدأ وهذا ابني ، كيف لي أن أهدأ أو أن ترك البكاء وحياتي كلها بكاء وألم ، عمي وعمتي ماتا ، وأبي مات ، وزوجي تركني ، وابني الآن ربما يموت ، وأم مهند تقول لا تخافي بإذن الله سيشفى ويعود كما كان بإذن الله .
وصلوا إلى المستشفى وأم خالد تذهب مسرعة إلى العناية ، وترى ابنها من خلف الزجاج ، وتبكي وتقول :
أم خالد : بني ، هل سترحل وتتركني ، بني ، هل ستموت وتزيد حزني ، بني ، هل ستتركني وينفطر عليك قلبي ، لن ترحل أليس كذلك ، ألم تقل لي يوما بأنك ستعيش معي إلى الأبد ، ألم تقل لي يوما لا تحزني يا أمي أنا موجود ، قل لي بأنك لن تتركني ، ليس لي بعد الله إلا أنت ، وهي تبكي وتزيد في البكاء ، وفجأة إذا بالجرس يطرق لقد انتهت الزيارة .
قال مهند هيا يا خالة ، لقد انتهت الزيارة ، وسنعود له غدا إن شاء الله ،
أم خالد : لن أذهب ولن أتحرك من هنا ، كيف لي أن أنام وخالد هنا ، كيف لي أن أنام وخالد ليس بقربي ، قل لي بربك كيف لي أن أنام .
مهند : يا خالتي لن يتركونك تبقين بقربه .
أم خالد : وحتى لو طردت سأبقى في الخارج بجانب الباب ، على الأقل يبقى خالد بقربي ، وحتى لو أراد شيئا أعطيه .
ذهب مهند إلى المدير يريد أن يستأذنه في أن تبقى أم خالد هنا ، ومن حسن حظه أن وجد أحد زملائه هو المدير المناوب في تلك الليلة ، أخبره مهند بالوضع ، رفض المدير في البداية ، ولكن مهند أصر عليه حتى وافق .
ذهب مهند وأمه ومعلمه وسعيد من المستشفى وبقيت هي عند ابنها ، جلست هناك بقرب الباب ، وهي تدعو الله ، وتبكي وتصر في الدعاء ، وعند الساعة الواحدة ليلا ، طلبت مريم من إحدى الممرضات سجادة للصلاة ، أعطوها السجادة وسألت عن القبلة ثم اتجهت إليها ، فأخذت تصلي تلك الليلة كاملة ، وتلح في الدعاء لربها ، حتى أذن لصلاة الفجر ، وجلست تدعوا الله حتى الشروق ، وعند الساعة الثامنة ، دخل الطبيب للكشف على حالة خالد ، وعند خروجهم ، استوقفتهم الأم الحنون ، وقالت
مريم : بشرني يا دكتور هل حالة ابني في تحسن ؟
الطبيب : لا أدري نحن عملنا الذي علينا ، والباقي على الله .
مريم : هل سأفقده يا دكتور.
الطبيب : لا أعلم يا أختي ، ولكن ادعي الله له . [/color]

عندها بكت بكاء مريرا ، وأخذت تلهج بالدعاء يا رب لطفا بابني ، يا رب من لي سواك فادعوه ، ومن لي غيرك فارجوه ، يا رب اشف ابني ، اللهم اشفه ، اللهم منّ عليه بالشفاء ، وارفع عنه كل بلاء ، وادفع عنه كل ضراء ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا رب العالمين.
ويمر اليوم تلو اليوم ، والأسبوع تلو الآخر ، وخالد تحت العناية ، وموصل بالأالفصـل السابع:
جهزة ، وينتظر لطف الله وفرجه ، وأمه قي حالة يرثى لها ، لا تأكل كما يأكل الناس ، ولا تنام كما ينامون ، كلما قيل لها يا خالة كلي ، أو اشربي ، ترد قائلة ، كيف لي أن آكل وابني جائع ، وكيف لي أن أشرب وابني عطشان ، وكيف لي أن أذوق طعم النوم وابني يعاني الآلام ، أبني استيقظ أرجوك ، أبني رد علي أرجوك ، أبني انظر إلي أرجوك ، أبني لم أترك يوما الدعاء ، ولم أمل أطلب الله وأرجوه رجاء ، أن يمن عليك بالشفاء ، فاستيقظ فيكفيني بكاء .
وفي يوم من الأيام ، وبعد شهر من دخوله المستشفى ، وبينما أمه تنظر إليه من خلف الزجاج ، إذا به بدأ بالحركة ، ذهلت أمه وقالت ، لقد تحرك ، نعم والله لقد تحرك جسده ، وبدأ شيئا فشيئا يفتح عيناه ، فرحت أمه حتى كادت أن تكسر الزجاج لتدخل عليه ، أخذت تجري في المستشفى ، وهي تبحث عن الطبيب المسئول ، وهي تصيح بأعلى صوتها ، ابني استيقظ ، أيا دكتور ابني فاق ، أيا أطباء تعالوا وانظروا إلى ابني وأنتم يا رفاق ، أسرع الأطباء إلى خالد ، ودخلوا عليه ، وعملوا له الفحوص اللازمة ، ثم خرجوا ، استوقفتهم أم خالد ، وقالت
مريم : ما به يا دكتور ؟
الطبيب : لا شيء يا خالة ، ابنك في أحسن حال ، ولتكن لديك فكرة وهي أن ابنك من الحالات النادرة التي تقاوم هذه الإصابات ، فما ينجو منها إلا القليل .
مريم : ومتى سألامسه ، ومتى أستطيع أن أقبله .
الطبيب : قريبا يا خالتي إن شاء الله .
مريم : لماذا ليس الآن ؟؟؟
الطبيب : ممنوع يا خالتي الدخول إليه في غرفة العناية ، ولكن سيخرج غدا منها أو بعد غد وبعدها قبليه على راحتك .
ذهبت أمه إلى المنزل في تلك الليلة لترتاح فهي لم تريح أعصابها من ذو دخول ابنها إلى المستشفى ، وفي اليوم التالي عادت إلى المستشفى ، وبينما هي ذاهبة إلى العناية ، ترى الأطباء مجتمعين عند غرفة خالد ، دهشت من هذا المنظر ، وخافت على ابنها من بعد أن اطمأنت عليه ، وأخذت تجري بالمستشفى إلى أن وصلت إلى غرفة خالد ، وهي تقول للأطباء ماذا بكم ؟ وما خطبكم ؟
الطبيب المسئول : لا شيء يا خالة وإنما ابنك لا يستطيع الحركة .
مريم : ماذا ؟ ما الذي تقوله يا دكتور ؟
الطبيب : هذا ما حدث يا خالة ، ولكن لا بد له فترة من الزمن حتى يستطيع الوقوف عليها والحركة .
مريم : حزنت أم خالد أيما حزن ولكنها في نفس الوقت فرحة بأنها لم تفقد ضناها .
خرج خالد إلى غرف التنويم ، وجلس هناك بضعة من الأيام ، وبعد أسبوع عاد إلى منزله ، وعاد إلى مستقره ، عاد إليه بعد شهور من الزمن ولكن ليس كما خرج منه ، فقد خرج منه يمشي على رجليه ، والآن يعود إلى هناك وهو على كرسي متحرك ، وتمر الأيام ، وبعد أسبوع من خروج خالد من المستشفى ، وفي يوم من الأيام ، وبعد صلاة العصر ، إذا بطارق يطرق الباب ، من يا ترى ، فتح سعيد الباب ، وإذا بشخص غريب ، لم يره سعيد من قبل ، شخص عابس كئيب .
سعيد : من أنت ؟
أبو خالد : أين مريم ؟ ومن أنت ؟
سعيد : إنها بالداخل ، وأنا سعيد .
أبو خالد : أنت ولدها ؟
سعيد : نعم ، ومن أنت ؟
أبو خالد : اذهب ونادها لي .
وإذا بخالد أتى من الخلف ، على ذاك الكرسي المتحرك ، وهو يقول :
خالد : سعيد ، من على الباب ؟
سعيد : لا أدري رجل يريد أمي .
وصل خالد إلى الباب ، وإذا به ذهل مما رأى ، صاح يقول أبي !!!
سعيد : أبي ، كيف يكون أبي ، أبي مات ، وإذا كان أبي حقيقة فأين هو كل هذا السنين .
أبو خالد : أريد أمك ، أين هي ؟
أدخل خالد والده إلى الصالة ، وأتت مريم ، وهي تقول ما الذي تريد بعد كل ها السنين .
أبو خالد : أنت كل هذه السنين في سعادة مع ابنيك ، وأنا أتجرع المرارة والأسى ، زوجتي لا تنجب ، وأنا لما علمت أن لديك ابنين أتيت لآخذ سعيد .
أم خالد : ألم تخبرني سابقا بأن امرأتك حامل ؟
أبو خالد : كنت أكذب عليك ..
أم خالد : وإلى أين ستأخذ سعيد ؟
أبو خالد : سأذهب به معي إلى خالته .
أم خالد : لا أرجوك ، لا تفرق بيني وبين ابني ، أرجوك لا تحرمني منه .
أبو خالد : هل ترين أن أجيب رجاءك وأنت لم تفكري بي كل هذه السنين التي مضت .
أم خالد : أرجوك لا تفعل .
أتى خالد من الخلف ، أبي ، إن كنت عازما على الأمر ، فخذني أنا ولا تأخذ سعيد ، أرجوك يا أبي اترك سعيدا مع والدتي ، فأنا كما ترى لا أستطيع الحركة ، واترك سعيدا حتى يقضي لأمي حاجاتها ، أرجوك يا أبي .
أبو خالد : وماذا أريد بابن معاق ؟
خالد : دهش خالد من هول ما سمع ، وأخذته الدهشة ، وتوقفت الكلمات ، ثم انحدرت الدمعات ، وسقطت على خده العبرات ، ولما رأى سعيد الدمعات على خالد ، ذهب إلى أبيه يضربه ويقول :
سعيد : أنت المعاق ، وليس أخي ، أنت المعاق ،
ثم أخذه أبوه ، يسحبه ويقول :
أبو خالد : هيا تعال معي .
سعيد : لا ، أريد أمي ، أنا لا أعرفك ،
عندها اشتعلت العاطفة لدى الأم الحنون ، وذهبت مسرعة تشد بملابس سعيد ، وتتوسل إلى زوجها أن يتركه ، وزوجها يشده من الجهة الأخرى ، وبينهم ذاك الطفل يبكي ويقول :
سعيد : أريد أمي فأنا لا أعرفك .
أبو خالد : أنا والدك ،
سعيد : والدي مات ، لا أريدك ، أريد أمي .
أم خالد : أرجوك اتركه هنا ، تعال كل يوم لتراهما ، أرجوك دعه ، أرجوك دعه .
أبو خالد : لن أتركه ، سآخذه معي .
ثم سحب أحمد ابنه سعيد ، وسقطت الأم على الأرض وهي تبكي وتصيح ، لا ، سعيد ، أرجوك يا أحمد اتركه ، أرجووووووك ، وخالد في الخلف يبكي ، فهو لم يستطع الكلام مع والده بعد أن قال له تلك الكلمة التي هزت مشاعره ، وألجمته عن الكلام ، وذهب أحمد منتصرا بعد أن أخذ ابنه سعيد .
وأخذ يجر سعيد وهو يتشبث بأي شيء أمامه ، وهو لا يريد الذهاب معه ، وأركبه في السيارة ، وهو يبكي ويصيح ، أخذ أحمد شخص سعيد ، ولكن قلبه ووجدانه هناك في البيت عند أمه وأخيه ، تحرك أحمد بالسيارة ، وسعيد ينظر إلى المنزل الذي أخذ منه بالقوة ، وأمه أمام الباب تبكي ، ولم يترك نظره إلى أن توارى البيت عن العين .
جلس سعيد في صمت ، يدور بداخله عدة تساؤلات ، هل هذا أبي كما يزعم ؟ إلى أن يذهب بي ؟ هل سأحرم من أمي وأخي إلى الأبد ؟
وفجأة وعند بيت فخم ، أوقف أحمد السيارة ، ثم نزل منها ، وأغلق باب السيارة ، وسعيد لا يزال بالداخل ، ثم صاح عليه أحمد
أحمد : اخرج من السيارة ، قد وصلنا .
نزل سعيد من السيارة ، وأخذ يمشي خلف والده ، لا يدري إلى أين تسوقه الخطى ، لا يدري إلى أين يذهب ، لا يدري من سيقابله ، هل يقابله شخص حنون يحتويه ، أم شخص غليظ شديد مثل أبيه .
وعندما وصلا إلى الباب ، وفتح أبو خالد الباب ، وإذا بتلك المرأة تستقبلهما ، تسأل قائلة :
سلمى : من هذا يا أحمد ؟
أحمد : إنه ابني سعيد .
سلمى : هل أتى لزيارتنا أم سيمكث عندنا أياما قليلة ؟
أحمد : لا ، بل سيبقى هنا أبدا .
سلمى : وهل أمه راضية على هذا الأمر ؟
أحمد : لا ، وإنما أنا من حقي أن آخذه فهو ابني .
سلمى : لماذا أحرمته من حضن أمه ؟ ألم تفكر فيها ، ألم تفكر فيه .
أحمد : أنت عقيم كما تعلمين ، وأنا أريد لي ابني يحمل اسمي ، ويساعدني عند كبري .
أحمد : اسمعي لا أريد كثير من الكلام والنقاش ، هذا الولد سيتربى معنا ، خذيه الآن إلى غرفته .
أخذته سلمى تقوده إلى غرفته ، وهو لا يريد ، إنما أمه وخالد يريد ، أوصلته إلى غرفته ، وأخذت تبتسم وتقول
سلمى : هذه غرفتك ، وإن احتجت شيئا فأنا في خدمتك .
وبينما أرادت الخروج من عند سعيد ولما وصلت إلى الباب ، نطق سعيد بقوله
سعيد : أريد أمي ؟ لماذا تريدون أن تحرموني من أمي ؟ من أنتم ؟ أنا لا أعرف أحدا منكم ، من أين أتيتم ، لماذا تريدون أن تأخذي دور أمي ؟ لماذا ..... لماذا ؟
وأخذ في البكاء ، وأتيت إليه سلمى ، وتقول
سلمى : هذا والدك ، وأنا سأحاول معه أن يعيدك إلى أمك ، أنا أشعر بك يا بني ، سآتي لك بماء .




رد مع اقتباس