07-25-2012
|
#33
|


^
^
قُلت لها : صباح الخير .. ! ..
صباح النور ..
سألتها : كيف حالكِ سيدتي .. ؟
أنا بصحةِ جيدة , ماذا عنك .. ؟! ..
أنا بخير , شكرا لسؤالك ..
أنحنيت عليها .. سيدتي ! .. هذا الرجل الوسيم مُعجب بك .. ! ..
نظرت إليك وقالت بحميمية : حقا .. ؟! .. كم أنا محظوظة .. ! ..
ضحكت أنت : إلهي , ل أستطيع أن أتخيل كم كُنتِ جميلة في شبابك .. ! ..
ابتسمتْ بسعادة : كُنت خلبة ! .. لكن زوجتك أجمل مني بكثير .. ! ..
نظرت إلي بعينين رقيقتين : زوجتي ! .. زوجتي أجمل امرأة في الدنيا ! ..
قالت : هل أنتم من أسبانيا .. ؟ ..
قُلت لها : ل نحن من السعودية .. ! ..
سألتك بدهشة : وماهي السعودية .. ؟! ..
أجبتها أنا : السعودية .. دولة عربية في الشرق الوسط .. ! ..
ل أعرفها ! ..
قٌلت لها أنت : السعودية الدولة الغنية المُصدرة للبترول .. ! ..
ل أعرف بلدكم ! ..
قُلت لها : بلدنا منبر الدين السلمي ! , حيثُ المُقدسات السلمية .. ! ..
قالت : أنتم مُسلمون إذا ! .. لكني ل أعرف بلدكم .. ! ..
أجبتها أنت : أتعرفين أسامة بن لدن .. ؟! ..
هزت رأسها : نعم نعم بالتأكيد .. ! ..
ضحكت : نحنُ من بلده ! ..
أرتفع حاجبها بفزع : إلهي ! .. أنتم من القاعدة !! ..
أتذكُر كيف ضحكنا ! .. كِدنا أن نقع من شدة الضحك ! ..
كانت لطيفة وخفيفة ظل .. ! ..
جلسنا معها طوال اليوم .. شرحنا لها من أين جئنا وكيف نعيش في بلدنا .. وحدثتنا هي عن
أبنتها وأحفادها الذين يقطنون في مدينة بعيدة ..
كانت أرملة وحيدة تصارع لوحدها مرحلة مُتقدمة من المرض ..
أحببنها كثيرا ..
ترددنا عليها بعد خروجي من المستشفى , كانت تنتظر زيارتنا لها كما كُنا نشتاق إليها .. ! ..
^
تشاجرنا مرة فذهبت لرؤيتها وحدي .. ! ..
قالت لي : لماذا تغضبين زوجك .. ؟! ..
سألتها بدهشة : وكيف عرفتِ بأننا متشاجرين .. ؟! ..
هزت كتفيها وقالت ببساطة : هو أخبرني .. ! ..
كيف أخبركِ .. ؟! ..
جاء لرؤيتي صباحا .. ! .. كان غاضبا منك .. ! ..
تركتها بعد أن قدمت لي بعض النصائح الزوجية والتي لأستطيع تطبيقها بطبيعة الحال ! ..
أتذكُر ليلتها الخيرة ! ..
ذهبنا لرؤيتها معا ..
كانت مُتعبة للغاية .. ! .. أمسكت يدك بقوة وكأنها ترجوك أن ل تتركها تموت .. ! ..
أذكُر كيف ألتفت إلي بحيرة وجبينك يقطرُ عرقا : جُمانة ! .. هل أقرأ عليها القرآن .. ! ..
هل من الجائز قراءته على غير المُسلم .. ! ..
قُلت لك من بين دموعي : ل أدري ! .. ماذا سنفعل .. ؟! ..
نظرت إليها وأنت تمسح جبينها : إيفا ! .. سأتلو صلتي من أجلك ! ..
هزت رأسها بصعوبة : أرجوك .. صلي .. ! ..
كُنت أنظر إليك وأنت تقرأ عليها وتنفثُ على رأسها ! ..
إلهي كم أحببت ذلك الرجل .. ! ..
في طريق العودة وبعد أن تركناها لِتنام ..
قُلت لي : جُمان ! ..
مالمر ياحبيبي .. ؟! ..
عديني أن نكبُر معا .. ! ..
ماذا .. ؟! ..
أريد أن أشيخ بجوارك .. ! ..
وأنا أيضا .. ! ..
ل تدعيني أموت كإيفا ! .. ل تدعيني أموت وحيدا ياجُمان ..
أعدك أن نكون معا .. ! ..
قرأت رسالتك صباحا : جُمان .. ذهبت لرؤية إيفا ... قيل لي بأنها توفيت بعد أن خرجنا من
غرفتها مُباشرة .. ليتنا بقينا قليلً .. المسكينة ماتت وحيدة ! ..
حزنت كثيرا لموتها ! .. أأموت وحيدة لتحزن علي .. ؟! .. لتحزن على المرأة التي ماتت
إيفا وهي مُعتقدة بأنها ( زوجتك ) .. ؟! ..
^
أتموت وحيدا بعيدا عني ياعزيز .. ؟! ..
وعدتك أن ل تموت وحيدا .. فلما تتركني أموت وحيدة .. ؟!
كُنتُ قد تغيبت عنْ الجامعة لعدةِ أيامِ ..
كُنت أخشى لقاءك .. خشيتُ مُجابهة نظرات زملئنا .. خشيتُ أمور كثيرة ..
أتصل بي زياد ..
جُمانة , مالمر .. ؟! ..
أيِ أمرِ يازياد .. ؟! ..
أمر غيابك هذا .. ! .. مالذي تفعلينه بنفسك .. ؟! .. أتتنازلين عن كُل شيء تعبتِ من
أجله .. ؟! ..
ل يازياد .. سأعود قريبا .. لكني مُتعبة .. أحتاجُ لن أرتاح لبضعةِ أيام .. ! ..
.. you are strong enough ! .. don't worry .. we will be with you
أعرف هذا , لكني ل أستطيع رؤية أحد الن ..
.. believe me you can .. trust me Jumanah
لستُ مستعدة بعد ! ..
لن تكوني مُستعدة أبدا مالم تحُاولي .. ل تخَشي شيئا .. كان فصلً غبيا في حياتكِ وأنتهى ..
أممم , لستُ أدري .. ! ..
سنكون بانتظاركِ في الغد .. أنا وهيفاء بجواركِ .. فل تَقلقي ..
سأحاول ..
لنْ تحُاولي .. ستفعلي ..
زياد .. ! .. هل عاد عزيز .. ؟! ..
صمت قليلً وقال : ألم تصلُكِ رسالته .. ؟! ..
بلى .. ! ..
إذا فلبد من إنه قد عاد .. ! ..
حسنا ..
جُمانة , أسمعي .. تجاهلي عبدالعزيز .. لن أطلب منكِ نِسيانه الن لني أُدرك كم هو صعب
نسيانه .. لكن تجاهلي وجوده .. تجاهليه ! ..
أخشى أن أنهار .. ! ..
أعدك بأنكِ لن تَنهاري .. سنكون بجوارك ..
حسنا , أراك في الغد .. ! ..
|
|
|
|