الشيطان، الذي
لا يزال مرابطا ينتظر غرته وغفلته ، ذكـر تعالى علامة
المتقين من الغاوين، وأن المتقي إذا أحس بذنب، ومسه
طائف من الشيطان، فأذنب بفعل محرم أو ترك واجب -
تذكر من أي باب أتي ، ومـــــن أي مدخل دخل الشيطان
عليه ، وتذكر ما أوجب الله عليه ، ومـا عليه من لوازم
الإيمان ، فأبصر واستغفر الله تعالى، واستدرك ما فرط
منه بالتوبة النصوح والحسنات الكثيرة ، فرد شيطانه
خاسئا حسيرا ، قد أفسد عليه كل ما أدركه منه .
وأمــا إخوان الشياطين وأولياؤهم ، فإنهم إذا وقعوا في
الذنوب ، لا يـزالــون يمدونهم في الغي ذنبا بعد ذنب ،
ولا يقصرون عن ذلك ، فالشياطين لا تقصر عنـهـــــم
بالإغواء ، لأنها طمعت فيهم ، حين رأتهم سلسي
القياد لها ، وهم لا يقصرون عن فعل الشر .
الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص313 )
للشيـــخ : عبد الرحمن السعـدي رحمه الله تعالى
تحيااااتي