07-11-2009
|
|
كن رضيّـــآ
|:- مدخل :
بسم الله، الوهاب ،المتفضل،
ربنا له الحمد عدد ما أعطى وأنزل ..
/
تتجاذبك أقطاب حياتك من كل جانب ..
فيتنافر السالب بالسالب وينجذب الأحمر للأزرق ..
وأنت في زوبعـة بين هذا وذاك ..
تثور كيميائية ذاتك أحيانـا وتخمد أحاينـا أخرى ..
وكأنك بركـان لا يعرف مصدر الحمم فيه فليست الأرض من توّلدها فحسب .
تتناثر حممك فوق رأسك ليزيد وبال أمرك وبالا يرهقك أكثــر
تتنفس السخط وتشحن قلبك شحنات متضاربة لا حياد فيهـا
تنسى كل شيء يربطك بالحقيقة التي يجب أن تسلم بهـا ..
لا أن تستسلم لهـا .. أو ترفضهـا رفضا يفقدك صوابك ..
هل جربت يومـا مادة تحضرها في مختبرك الخاص لتخمد ثورة البركان وتضارب الشحنات في داخلك .؟ مادة مكونة من ثلاثة أحرف تتمثل في الراء ثم الضاد ثم ألف ليينـه
-ممدودة-
مادة صيغتها وتركيبها بسيط كتابة ومعنى .. وآثارهـا عظيمـة جليـة الملامح في حياتك وداخل ذاتك
((الرضـا ))
تلك المادة ما إن صنعتهـا فيك ستجد أنك مشرق كالشمس معطاء كالغيم مبهج كعشبٍ وزهورٍ تتهادى ..
تأمـلها طويلا ,,
الراء رمز لـ رب يعلم الخيـر وأين يكون وما خلقك عبثا وماخلقك لهوا ولعبـا وما أراد لك شرا قط ..
فما تراه شرا هو خير لك لا محالة فقط اصبر وسترى كيف تتحول الأرض الميتة فيك إلى جنـة ..
رب يعلم بأن العبد محتاج إليـه وكلمـازادت الحاجة كلمـا كان قرب العبد من ربـه أكبـر فلا غنى للعبد عن الله في الرخاء فكيف بالشدة ؟
رب يمدك يقينـا بأنه معك كلمـا احتجت إليـه رب يحفك بنور ورحمة وبركـة كلمـا تيقنت بأنه يحبك كمـا تحبـه ..
رب يسبغك بفضله وكرمه وجوده قبل أن تعيَّ شيئا في هذه الدنيـا التي تسخط من أجلهـا ..
رب يغشاك بنعم لاتعد ولا تحصى ..
تأمـل في روحك ؟ أتعلم من أمرها شيء ؟ كلا وحاشا . (بل الروح من أمر ربي )
تأمـل في نفسك ؟ أتعلم كيف أنشأك .؟ كيف بناك ؟ كيف صورك وشكلك فأحسن صورتك وأتم خلقك ؟
وتحسب أنك جرم صغير ** وفيك انطوى العالم الأكبر .
،،
ربك يا أنت ..
رؤوف بك فهل كنت يومـا رؤوفا بحالك برضاك عن ماكتب الله لك ..؟
وضاد الرضا : ضفائر سعادة مجدولة بأحداث الأيام التي تسير بك ..
فقط تأملهـا وكن رضيـا قانعـا بما أُوتيت ..
ضفائر من نور تزف بعدها ألفا ممدودة ليينـة تريك بأن الرضا مادة من صنع قلبك تبدأ باستشعارك أفضال ربك وتنتهي بلين العيش حين تنير لك الضاد بضيائها طريقا تسلكه
بعيدا عن كل أمر يجلب لك تعبا وسهرا وارهاقا لا تورث من ورائه غير الخسران هنا وهناك ..
تأمـل كيميائية من قال بـ
سربل الروح في ثوب من الرضـا ** ترى النفس آخر من يشتكي .!
أتراه لا يعرف للتعب طريق ؟
أم تراه لا يعلم بأن الدنيـا تتخللها عقبات تتلوها عقبات ؟
بيد أن الروح حين اكتست حلة بهية اللون ،، طاهرة الطيب ،، صارت الأبعد عن الشكوى ،
والأقرب للايمـان بالقضاء والقدر ..
ارضَ بما لك وتعرف على مواطن الخلل فيك لتعرف كيف ترفع من نفسك درجات عند الله ..
ارضَ بما قسم لك واسعَ لأن تكون الأفضل ..
فإن كنت في مصيبـة فكن الأفضل بالصبر عليهـا .
وإن أخفقت في امتحان فكن صبورا شكورا عارفا لمركز ضعفك وأصلحه واتكل على الله وسترى نجاحك يبنيك وتبنيه ..
وإن كان قسمك من الرزق ضعيفا او هكذا تعتقد فانظر لمن لا يجدون ربع ربع رزقك ،، واسعى لأن تنظم دريهماتك وتصدق ترى البركة تنطرح فيه فيفيض عليك
وإن كنت أو كنت أو كنت … تذكر بأن الله لا يدعك دون اختبار ولن يدعك دون عون ..
استعن بالله تجده تجاهك وتوكل عليه يعطيك أكثر مما تنتظـر ..
واجعل في مخزنك أكبر مساحة لحفظ الرضا المصنع في مصنعك..
وتأمل (رضي الله عنهم ورضوا عنه ) ستزيد من إنتاجك وتحفظ تضارب الشحنات فيك..
وتزيد من يقينك بأن الله لا يهمـلك ولا ينساك مادمت تذكره..
وتردد استغفارا وتسبيحا وحمدا له يليق بجلاله وعظمته سبحانه ..
كن رضيـا ترى النور فيك وبك ومن أجلك يشع ويبرق ..
كن رضيا فحسب . . وسترى سعادة تسكنك وطمأنينة تحفك ..
|:-مخرج:
(اللهم اجعلنـا ممن ترضيهم وترضى عنهم وتلبسهم القناعة والطمأنينة والرضـا )
{{ خــــالــــــــــص الــــودّ والإحــتــــــــــرام }}
الله يرحمك ويسكنك فسيح جناته
|