الكثير منـا يستخدم بعض الألفاظ والعبارات الدارجة على الألسن, ويكون لها أصل من السنــة,
وهو لا يعلم بذلك, مثل قول:

أحســــنـــــــتَ, أحـسـنـــتِ, أحــســنــتــــم.... الخ

فإذا عُــلم أن مثل هذه الألفاظ وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي على العاقل
إذا أراد أن يقول بمثل ذلك أن ينوي بأنها من السنة ليأخذ الأجر على ذلك.
ففـرق بين من يقولها عادة وبين من يقولها عبـادة وتأسيـا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فعن أبي موسى رضي الله عنه قال:
قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبطحـاء, فقـال:
أحـجـجـت. قلـت: نـعـم, قـال: بـم أهـللـت. قلـت:
لبيك بإهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم. قـال:
أحـسنت. – متفق عليه –

وفي موطـأ الإمام مالك في المسح على الخفين:
فجـاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن بن عوف يؤمهم وقد صلى بهم ركعة
فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الركعة التي بقيت عليهم, ففزع الناس
فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

أحــسـنـتـم..

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم – في حديث صحيح- أنه قال مرة لامرأة:

اجلســي أحــســنتِ.

إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة في مثل هذه الألفاظ وفي غيرها.

فإذا عُـلم هذا, فلا ينبغي أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خــيـر.
فنقول لمن أحـسـن وأتــقـن أيّ أمـرِ مـا:
شـاطـر, أو غير ذلك من الألفاظ, التي لم ترد في السنة,
أوالتي فيها مخالفة شرعية أو لغوية. والله أعلم.

وأذكركم بمعنى كلمة شـاطــر:
هو بمعنى :قاطع الطريق, وبمعنى: الخبيث الفاجر.

وإطلاق المدرسين على المتفوق في الدرس خطأ فليتنبه.
والشاطر في اصطلاح الصوفية هو: "السابق المسرع إلى الله" ,
فانظر كيف سرى هذا الاصطلاح الصوفي إلى تلقينه للطلاب.

والله تعالى أعلم.

رآق لي