- سوف أقوم بتعليمك.وأنا واثق انك ستحبين ذلك! يمكننا أن نتجول بين جزر"كيز" ثم لم لانتجه بعد ذلك إلى جزر "الكاريبي"؟لن يكون لدينا شيء نفعله سوى التمدد في الشمس أو الغطس في المياه الصافية ونفعل الكثير من الاشياء الصغيره الأخرى التي نحبها ما رأيك في هذا؟
- لست ادري إن هذا يعتمد على....
قال "سوير" مقاطعا إياها بصوت غير واثق :
- هل تعرفين كيف تجعلين الحجر يقفز فوق الماء؟انظري إن السر يكمن في حركة المعصم أثناء رمي الحجر.
وقام بتناول حجر مصقول ورماه على سطح البحيرة قفز الحجر عدة مرات على سطح الماء قبل أن يغطس فيه . ثم أعطى الفتاة حجرا ولكن تجربتها كانت فاشلة.
قال وهو يعترف اخيرا:
- نستطيع القول :إنك تفتقدين التركيز اليس كذلك؟
ردت "بيب":
- هذا صحيح لانني لاأريد أن اتعلم رمي الأحجار في الماء بل اريد فقط أن نتحدث .فعندي بعض الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة.
ركل"سوير" بغضب فرعا ميتا كان بالقرب منه وقال:
- هذا ماكنت أخشاه.كنت أتمنى بغباء ألاتسأليني عما تريدين أن تسأليني فيه، أتفهمين؟
- أسأل عن ماذا؟
- عم إذا كان كل هذا المجهود المبذول مني لأنال أعجابك ،وإذا ماكانت كل هذه الأوقات الرائعة التي قضيناها معا لم يكن لها سوى هدف واحد فقط:أن أقنعك بقبول العمل في "ميرث".أليس كذلك؟
ردت بصوت محايد:
- أنت الذي تقول ذلك.
قال لها بصوت يملؤه الحزن:
- لم يكن من أجل ذلك.أستطيع أن اقسم لك على ذلك.
- ولماذا علي أن افكر بهذه الطريقة؟
- لقد لاحظت نظرتك إلي عندما كاهن "هيربيرت" يتحدث عن خبير الحقيقة الوهمية المنتظر.
قالت الفتاة وهي تفكر:
- هل تعلم يا "سوير"، لقد تعلمت خلال الأسابيع التي قضيناها معا أن أتعرف عليك ، وأعلم أنك لم تكن تغازلني من أجل الشركة. ولكن يجب أن أعترف أن الفكرة خطرت فعلا على بالي.ولكني أعلم أيضا أنك لست ذلك النوع من الرجال.
نظر إليها وكأنها قد ألقت له بطوق نجاة ثم قال وهو يقترب منها ويحتضنها بين ذراعيه:
- لم أخف في حياتي مثلما أنا الآن ، ولم أكن أعرف كيف سأقنعك بصدق نيتي لو لم تصدقيني.آه ياحبيبتي كم أحبك.وفجأة دوى صوت قريب:
- أوهيه!هل من أحد؟أوهيه!
قال "بيب":
- هذا صوت "نان".إنها تبحث عنا.
قال "سوير":
- أظن أنها ستأتي إلى هنا إن لم ترد على ندائها.أليس كذلك؟
- بالتأكيد.
- حسنا اذهبي إليها وسوف ألحق بكما بعد لحظات قالت"بيب" متسائلة:
- ولم لا تأتي الآن؟
- لأنها لو رأتني في هذه الحالة ربما تغضب مني بل يمكن أن تطاردني أيضا.
ضحكت "بيب" .بينما كانت المرأة العجوز تظهر عند أول الطريق كانت تحس أن هناك شيئا ما قد حدث.
قالت "نان" وهي تبتسم ابتسامة لها معنى كبير:
- أظن أنني وصلت في الوقت المناسب، ولكن ماذا يفعل "سوير" على القارب؟
- آه ..إنه يقوم بفحص الهيكل ،ليتأكد من عدم نفاذيته للماء سوف يلحق بنا بعد قليل.
- إن عميك هنا يا "بيب".
- عم "والدو"وعم"إيموري"؟
- أظن أنه ليس لديك أعمام غيرهما يا عزيزتي.
- شكرا يا "نان" سوف نأتي بسرعة.
كان الأخوان متشابهين لدرجة أذهلت"سوير" عندما قامت"بيب" بعملية التعارف بينهم ، ومما زاد في التشابه ارتداؤهما لنفس النوع من البذل السوداء الفخمة ،كان الشيء الوحيد الذي يفرقهما هو ربطة العنق: فأحدهما كان يرتدي واحدة حمراء والآخر زرقاء. بالرغم من احمرار وجهيهما إلا أن "سوير" استطاع أ، يلاحظ الشدة الموجودة في نظراتهما وعزاها إلى سنوات الدراسة والأبحاث وإلى الصرامة التي تحتاجها تلك الأخيرة.
قال وهو يصافحهما الواحد تلو الآخر:
- إنني مسرور جدا لمعرفتكما ، لقد حدثتني"بيب" عنكما كثيرا ، والشيء الوحيد الذي يحيرني الآن هو كيف أتصرف مع كل هؤلاء الدكترة"لي بارون".
قال الرجل ذو الربطة العنق الزرقاء:
- إن الأمر سهل جدا .أنا الدكتور"والدو"وهذا الدكتور"إيموري".
واصل "سوير" الكلام وهو يغمز بعينيه لـ"بيب":
- وهذه الدكتوره "بيب".
سأله "إيموري":
- لم تكن تدرس في "رايس" ياسيد"هايس" أليس كذلك؟لا أظن أني رأيتك في أي من محاظراتي.
قالت "بيب" شارحة الأمر:
- عماي يظنان أن "رايس" افضل جامعة في البلاد.
قال "والدو" معترضا:
- لا.لا "هارفارد"أيضا ليست سيئة....
قال "سوير" وهو يبتسم:
- على كل حال أنا لم اكن في "رايس" ولا حتى في "هارفارد" في الحقيقة لم أكن اذهب قط إلى الكلية .
- كيف؟ الم تدرس قط في كلية؟ لكن "بيب" أخبرتنا انك مدير عام لشركة كبيرة جدا .إن هذا الأمر عجيب .أليس كذلك يا "والدو"؟
- بل عجيب جدا يا "إيموري"!
قالت "بيب":
- في الحقيقة إن "سوير" لم يذهب ابدا إلى المدرسة.
صاح العم "والدو":
- ياللعجب!
- هذا موضوع مثير للإهتمام.أليس كذلك يا "والدو"؟
قال الأستاذ الكبير مزايدا :
- بل مثير جدا للإهتمام .
قالت الفتاة وهي تنهض:
- حسنا ، ماعلينا إلا أن ننتقل لتناول الطعام وسوف نناقش هذا الموضوع بتأن ماقولك يا "سوير" أن تبدأ قصتك بينما أذهب لمساعدة "نان".
كان لكلام "سوير" اثر السحر على الأخوين لدرجة انهما قررا الا يعودا إلى "رايس" إلا في صباح اليوم التالي. وكانت قصة الصراع بين "سوير" وعمه على قيادة الشركة قد غطت كل وقت العشاء. وبطبيعة الحال لم يستغرق الأمر من العالمين أكثر من ثلاث دقائق حتى أصبحا يتعاطفان مع الشاب . كانا يريان في هذا الصراع على السلطة نوعا من الفروسية التي أثارتهما على قلب رجل واحد ضد "ليونارد هوكر".
وصاح العم"ايموري":
- كنت اود أن اكون موجودا لأرى وجه هذا اللص !
قال "والدو":
- أظن أنه نال ما يستحق بقصة الشهادات تلك، إنك رجل تكتيك فذ، لابد أنك خصم عنيد.هل تلعب لعبة الشطرنج؟
رد "سوير "بتواضع:
- مستواي ليس سيئا .
واصل الأستاذ الكبير قائلا:
- لابد أن أحذرك ،إن أخي بطل جامعة "رايس" منذ ثلاث سنوات.
رد الشاب قائلا:
- وأنا أيضا لست معوقا، هيا بنا!
قال العم "إيموري" لأخيه بلهجة ساخرة:
- أظن يا "والدو" أنك عثرت أخيرا على منافس حقيقي لك.
نهض "والدو" ليتجه إلى غرفة الجلوس وتبعه أخوه ولكن"نان"سرعان ما دعتهما من جديد:
- دكتور "والدو"! دكتور"إيموري"! لم ينته العشاء بعد هل يمكن أن تنتظرا حتى أقدم لكما طبق الفاكهة حتى يتسنى لكما ترك الطاولة بعد ذلك.
نظر الأاخوان إلى بعضهما بابتسام ثم عاد للجلوس من جديد.
- مات الملك.
صاح "والدو"قائلا:
- ياللعجب! إن هذا الشاب يهزمني للمرة الثانيه.
همس "ايموري":
لعبة جيدة ايها الشاب ، حتى أنا كان من الصعب علي ان اهزمه. ومثلما قال لك أخي من قبل :إنك رجل تخطيط فذ أليس كذلك يا "والدو"؟
قال هذا الأخير مؤكدا:
- بل استطيع أن اقول: إنه فذ للغاية.
رد "سوير ببساطة:
- ربما حالفني بعض الحظ.
أكد "والدو" قائلا:
لا.لا. لا أيها الشاب لقد لعبت بطريقة جعلت خصمك يذهب حيث كنت تريده ان يذهب،إنه اسلوب الكبار .
قال"سويرط بحرج وهو ينهض:
شكرا، أظن أنه يجب علي أن ارحل ، لقد استمتعت جدا بصحبتكما وأرجو أن القاكم من جديد في اقرب فرصة.
نهض وسلم على الأخوين وقال وهو يسأل "بيب":
- هل يمكنك اصطحابي إلى الباب؟
تبعته إلى الخارج.
- اعتقد أنك تركت أنطباعا قويا عند عمي أتدري ذلك؟وكونك استطعت هزيمة عم "والدو"كان كفاكهة السهرة.ولكن لم لم تتركه يهزمك؟
- كان سيشك في الأامر ولن يحترمني لذلك.
قالت وهي تقلد عمها"والدو":
- إنك رجل تخطيط فذ.
- إنني اعلم أين يجب أن اذهب واين لايجب؟!
- أعلم ذلك ولهذا السبب لم نستطع أن نتحدث، لقد قمت بإدارة الحوار بأستاذية.
- حقا؟ كنت أعتقد أننا تكلمنا فعلا.قالت:
- كلا. ولكننا سوف نفعل ذلك غدا.
رد قائلا:
- اوافق . يمكننا أن نذهب إلى المزرعة لنرى الأولاد ونخبرهم بأننا أنقذنا مزرعتهم ، هل توافقين على ذلك؟
ردت بسرعة:
- طبعا ،إنني اعشق هؤلاء الأطفال.
- أاطلب من عميك الحضور ايضا؟
- كلا، لا أعتقد أنهما سيحبان ذلك بالإضافةإلى أنني متعجبة من زيارتهما لي ولكني اعتقد أن "نان" هي التي اخبرتهما بأن شيئا ما يحدث بيننا، ولابد أنهما اتيا لمعرفة الأمر.
- هل تظنين أنني نجحت في الامتحان؟
- بامتياز في رايي.
بعد قبلة الوداع ابتعد "سوير"بينما كانت "بيب" واقفة وحدها أمام الباب تتذكر الأسئلة التي لم تستطع أن تطرحها على "سوير هايس" ولكنها عندما أحست بأن التعب يمنعها من التركيز آثرت أن تذهب إلى الفراش.
****
|