العفو
****************
الفصـــــــــــل الرابــــــــع
في هذه الللحظه- وقبل أن تقوم بأي حركة في اتجاهه- كان "سوير" يتعرض لهجوم من مجموعة الأطفال الذين ارادوا أن يلفتوا انتباهه بأي طريقة.
وعندما جلست على سور مربض الخيول وهي تنظر بصبر أن يجد الأطفال شيئا آخر يشد انتباههم ، لكن عندما رآها "سوير" تخلص جاهدا من هذا الهجوم الذي تسبب فيه واتجه نحوها.
- اخشى أنني لم أستطع إعطائك فرصة كافية لركوب الخيل أقترح أن نعود في الأسبوع القادم عندما تبدأ دراستهم من جديد، فما قولك؟
- حسنا جدا.
امسكها من خصرها وقام بإنزالها من على السور . كانت على بعد سنتيمترات منه. نظرا إلى بعضهما بعضا لفترة قبل أن يهز "هايس" رأسه وكأنه يريد طرد فكرة سخيفة من رأسه.ذهبا ليودعا الأطفال ثم اتجها ناحية الطائرة المروحية.
قالت "بيبط ملاحظة:
- اعتقد انهم يحبونك جدا.
رد الشاب قائلا:
-انا أيضا أحبهم كثيرا، لقد عاش معظمهم حياة قذرة،وكم كنت اود أن أقضي معهم أوقاتا أطول ولكن هذا الأمر في غاية الصعوبة.
- وهل مديرك مهتم مثلك بالأطفال؟
- مديري؟ هل تقصدين "هوكر"؟ إنه ليس مديري بالرغم من أنه يعتقد ذلك أحيانا . لا استطيع أن اقول إنه مهتم بالفعل فيما يخص مزرعة "ميرث" بأي حال من الأحوال. وأظن أنه لو امتلك السلطة لكان قد اغلقها بكل بساطة، لأنها تقلل من نسبة الربح العائد على الشركة.
ردت الفتاة وهي مندهشة:
- لكنك لا تستطيع ان تتركه يفعل ذلك.
ابتسم "سوير" وهو يحك انفه بأنف "بيب" وقال:
- كنت اعلم جيدا أنك النوع المناسب لي من النساء ، ولكن لاتقلقي ، طالما كنت أنا المدير فلن تكون هناك فرصة لحدوث مثل هذا.
نظرت إليه نظرة تساؤل وقالت:
- لأنك أنت المدير؟
- نعم ، فأنا صاحب اكبر عدد من الأسهم في "ميرث" . هذه الشركة هي ابنتي.
ظهر بريق من الغضب في نظرة "بيب" وقالت بصوت حاد:
- أظن أنك تدين لي ببعض التفسيرات، يا "يوير هايس".
- هذا حقيقي ولكن ليس الآن .
بدأ محرك الطائرة في العمل ليقطع الحوار الدائر تماما، وتحركت الطائرة في السماء ببطء مع صرخات الفرح كان يطلقها الأطفال الذين كانوا يودعونهما وسط الغبار المتطاير.
*************
كانت الشمس قد غربت خلف الأشجار عندما رافق"سوير" "بيب" إلى أن وصلت أمام باب المنزل قرب البحيرة. كانت تحس باضطراب وكأنها تنتظر شيئا ما، مع يقينها المطلق بعدم معرفة ماسوف يحدث . كان الغروب دافئا بطريقة رائعة. وكان الجو مكهربا.
ذكر الشاب نفسه في صمت قائلا:
"لايجب أن تندفع أكثر من الازم".
بالرغم من أنه كانت لديه رغبة وحيدة: البقاء معها لأطول فترة ممكنة ، وزاد الهدوء السائد من حولهما في شدة الرغبة في احتضانها بين ذراعية .
كانت الرغبة في تقبيلها تزداد بمرور الوقت لتتراكم مع ما احسه فوق ظهر الحصان لكن قد حان الوقت ليتركها ويعود إلى "هيوستن"...
وضع "سوير" أصابعه على وجنتي الفتاة ليستمتع بنعومة بشرتها ، ثم لمس بيده حلمة اذنها وأحس بقشعريرتها.
- يجب علي أن اقول لك "جود نايت" الآن.
ورد وهو يخرج من أحلامه:
- عفوا؟
- لقد كنت اقول لك تصبح على خير بالإنجليزية، حتى أبدأ في دروس اللغة الإنجليزية ، هل تذكر؟
وفي حين كان "سوير" يبتسم لها ببلاهة ودون رد أضافت قائلة:
-" ثانكس الوت" من اجل هذا اليوم الرائع.
رد هو في النهاية:
- تريدين أن تقولي شكرا ، لا عليك فقد كان ذلك متعة بالنسبة لي وأرجو أن نستطيع أن نكرر مثل هذا اليوم قريبا، ولم لا يكون غدا؟ ولكن قبل هذا...
- تساءلت "بيب" بقلق:
- ماذا هناك؟
- هناك شيء أرغب في عمله بشدة منذ أول مرة رأيتك فيها.
- وماهو؟
- اريد أن اقبلك، هل سيزعجك ذلك؟
ارتعشت وتمتمت قائلة:
"نوت أت أول"، على الإطلاق.
- هذا ماكنت أظن أنني فهمته.
ثم قبلها كانت "بيب" تنهار تقريبا تحت وطأة رقة شفتيه اللذيذة. كانت تود أن يدوم هذا الإحساس بالاستسلام الذي انغمست فيه إلى الابد. ولكن فجأة ابتعد "سوير" لمسافة محترمة. كانت نظراته تنم عن اضطراب داخلي عميق.
- أظن أنه علي أيضا أن اقول لك "جود نايت".
طأطأت راسها في إحباط وقالت له:
- ألم تعجبك قبلتي؟
رد هو بسرعة ليطمئنها:
- بل على العكس . لقد احببتها كثيرا، حقا.
ابتسمت وقالت:
-حسنا ، لأنني استمتعت بها أنا ايضا ، ولكن هل يجب عليك أن ترحل بالفعل؟ هل انت متأكد من عدم رغبتك في العشاء ؟ أنا متأكدة من أن "نان" ستجد متعه كبيرة في اعداد شيء صغير لنا. هل تحب الاسباجتي؟
- اعشقها.
-إذن ستبقى اليس كذلك؟
- كيف تقول لم لا بالإنجليزية؟
- "واي نوت"؟
وكرر قائلا:
- إذن " واي نوت" ؟
ضحكا معا ، ثم قامت "بيب" بفتح الباب قبل أن تصيح:
- "نان" إنني هنا!
تبعها "سوير" . لم ترفع المرأة العجوز- التي كانت تقوم بطهو شيء ما- راسها وقالت في لهجه غاضبة:
- لقد تأخرت كثيرا، وكنت قد بدأت في القلق بشأنك.
اتجهت "بيب" إليها وقبلتها على خدها:
- تعلمين يا "نان" أنني اصبحت شخصا اكبر الآن ، هل تمانعين في أن يكون معنا ضيف؟
- وبدون أن ينتظر الرد ، أخذ "سوير" قطعة خبز محمر بالثوم وقام بغمسها في طبق حساء ساخن وغليظ القوام ذي رائحة زكية.
وقال بصوت يملؤه الحماس :
- سيدتي ، لا أظن أنني تذوقت حساء مثل هذا منذ أن ابتعدت عن حجر امي ، ويعلم الله متى تركت أمي العزيزة.
ردت المرأة الوقور ووجهها يحمر نتيجة هذه المجاملة.
- لاتحاول أن تجاملني أيها المتشرد الكبير، عليك فقط أن تستجمع شهيتك ، فهناك الكثير من الطعام حتى للمجاملين.
ابتسم "سوير" و "بيب" بينما كانت "نان" تحدق في الشاب.
ثم عادت تقول:
- على أي حال ، يجب عليك ان تأكل أكثر أنت ايضا ، وإلا فستجد نفسك أنحف من "بيب" . انظر اليها كأنها هيكل عظمي متحرك!
- "نان" ، إذا قمت بأكل نصف ماتحضرينه لي فلن استطيع أن امشي بل سأتدحرج بمعنى الكلمة.
- ردت المربية العجوز بستهزاء:
- هراء! حسنا فليتوقف الجميع عن الثرثرة ، فسوف نتناول العشاء بعد نصف ساعة في الشرفة. بمجرد أن اقوم بغرف الأطباق.
قال "هايس" مقترحا:
- هل تريدين أي مسـ....
- تريد ماذا؟ أنا التي تقوم بركلك إذا تجرأت وحملت منشفة أو طبقا أو حتى فتات خبز إلى المائدة. هيا اذهبا لفتح شهيتكما بنزهة معا.
استمتعا بالغروب !
|