************************
تساءلت "بيب" وهي تنزل مسرعة من الطائرة المروحية:
- أين نحن الآن؟
- في مزرعة شركة"ميرث"؟
- هل شركة"ميرث" تمتلك مزرعة؟
- بطريقة ما.
- وماهي على وجه الدقه الميادين التي تستثمرها شركة "ميرث"؟
خلع "هايس" قبعته وأدخل أصابعة داخل شعره:
- أشياء كثيرة ومتنوعة في الحقيقة .في البداية كان نشاطنا يتركز على تطوير وصناعة كل أنواع الألعاب الاجتماعيه أو التي تتعلق بالرياضة .أما قسم المعلومات فقد جاء بعد ذلك بوقت طويل ، ولكنه يزداد اتساعا مع مرور الوقت.
- فهمت. ولكن لماذا تستخدم هذه المزرعة؟
ودوى صوت عال يأتي من خلفهما:
- "سوير" ، "سوير".
التفتا ليريا طفلا يعدو نحوهما وكان وجهه مغطى بالنمش.
والقى الطفل الصغير بنفسه بين ذراعي "هايس"، مما افقد هذا الأخير توازنه وبعد لحظة كان الاثنان يلهوان ويتقلبان فوق العشب ويضحكان كالمجانين.
مضت لحظات، توقف بعدها الرجل لينظر إلى الطفل وهو يبتسم له ابتسامة عريضة ويقول له:
- قل لي يا "سكوتر" ، أرى انك فقدت إحدى اسنانك مرة اخرى.
رد الولد بفخر:
- نعم ، وقمت بوضعها تحت وسادتي ليلة امس ، وعندما صحوت في الصباح لم أجدها،بل وجدت مكانها قطعة نقود.
ورد "سوير":
- الم اقل إنك يجب ان تثق بالفأرة الصغيرة.
ثم التفت إلى "بيب" وقال:
- "سكوتر" ، اقدم لك الدكتورة " بيب" ، "بيب" هذا احد رفقائي المخلصين، "سكوتر ويجينز".هذا الطفل لايتجاوز السادسه من عمره كما كانت المرأة الشابة تفكر بينما كان هو ينظر إليها نظرة عدم تصديق.
وقال بلهجة المصدوم:
- ولكنها فتاة!
- شكرا يا "سكوت" لقد لاحظت ذلك مسبقا.
- هل تقوم بإعطاء الحقن؟
- لا، إنها ليست من ذلك النوع من الاطباء. إنها من النوع الذي يعمل في الصواريخ مع رواد الفضاء.
ورد "سكوتر" بصوت عال وكأنه فتن بهذا الاكتشاف المفاجىء:
- هل هذا صحيح؟هل سبق لك أن ركبت في مركبة فضائية؟
- لقد حدث لي ذلك بالفعل.
- وهل سبق لك أن ذهبتي إلى القمر؟
ردت "بيب" وفي صوتها نبرة إحباط:
-للأسف ،لا، ولكن في مقابل ذلك فلقد عملت مع عدد من رواد الفضاء الذين ذهبوا إلى الفضاء.
رد الطفل بصوت اشبة بالصرخة من فرط الإثارة:
-حقا؟ أنا ايضا ، اريد أن اصبح رائد فضاء عندما اكبر.
واحتج "سوير"قائلا:
-ظنت انك تريد ان تقوم باصطياد الثيران البرية في حلبة مصارعة الثيران.
رد "سكوتر" بسرعة:
- لكنني سأقوم بلاثنين معا! أهيا الغبي وسأقود أيضا الكثير من الطائرات المروحية.
ونظر بفخر إلى محدثه، كان من الواضح أن "سوير" هو مثله الأعلى .
سأل "هايس" الطفل وهو يمرر يده داخل شعر هذا الأخير:
- وأين الباقون ؟
- لقد ذهب الجميع إلى السينما عدا"دافي" والسيد"مات " وأنا طبعا.
ولماذا بقيت أنت و"دافي" هنا؟
طأطأ"سكوتر" رأسه وتمتم بكلمات غير مفهومة.
رد "هايس" بهدوء:
- لم أسمع جيدا ماتقول.
-إنه بسبب "والتر" .لقد كان المسكين مغطى بالحشرات ، وظننا أنه من الأفضل أن نقوم بحلاقة شعره وبالتالي لن يهرش ثانية.وأردنا أن نستخدم في ذلك ماكينة الحلاقة الخاصة بالسيد "مات" لكنه عندما رآنا احمر وجهه، وقالت لنا الآنسة "ماري" إننا لن نذهب ‘لى السينما.
- هل تريد أن تقول "إنكم قمتم بحلاقة شعر"والتر" بماكينة الحلاقة الكهربائية الخاصة بـ"مات"؟
احتج الطفل قائلا:
- لا. ليس كل شعر "والتر" ، بل المنطقة التي كانت تعج بالحشرات فقط
التفت "سوير" وهو يخفي ضحكه ناحية الفتاة يشرح لها قائلا:
-إن "والتر" هو أحد كلاب المزرعة.وهو تحت مسؤولية الأطفال لكنني أظن أنهم أدوا عملهم بحماس زائد نوعا ما.
-أمرنا السيد"مات" أنا و"دافي" بالبقاء في غرفتنا والتفكير فيما فعلناه، وفكر "دافي" بشدة لدرجة أنه نام، أما انا فلقد سمعت صوت الطائرة المروحية فأسرعت إلى هنا.
كان من الصعب على "بيب" و"سوير" الأحتفاظ بجديتهما . لكن "سوير" تمالك نفسه وقال:
- أرجو أن تكون قد تعلمت شيئا اليوم.
وتمتم "سكوتر" قائلا:
- ألا تحلق شعر كلب بواسطة ماكينة حلاقة ليست ملكك؟
- حسنا
- -الست غاضبا مني؟
- لا.
أكد الطفل بلهجة استعطاف قائلا:
- ألن تقوم بجلدي بواسطة حزامك؟
-إنك تعلم جيدا أن هذا ليس أسلوبنا .
-أعلم ذلك، ولكن "دافي" كان يخشى من هذا وقلت له ألا يقلق ولكنه بالرغم من هذا كان خائفا.
ربت"سوير" بلطف على راس الطفل وقال :
- لا داعي للخوف . والآن اذهب وأخبر "مات" أنني عدت مع ضيفة وأننا سوف نقوم بجولة على ظهور الخيل.
رد"سكوتر" وهو ينطلق مثل السهم في اتجاه المنزل:
-عُلِـم .
تابعت "بيب"هذا الحوار بكل شغف ، كانت تشعر أن هناك تفاهما كبيرا بين "سوير " والطفل.
|